أعتقد أن أهم تحديات هذا الوطن علي طريق جدية الرغبة في التعامل الصادق والجسور مع المصاعب الاقتصادية والاجتماعية يتمثل في مدي القدرة علي إعادة اكتشاف وقراءة الخريطة الحقيقية لمصر بعيدا عن محاولات الإلهاء والإزعاج التي تقودها مجموعات فوضوية تارة باسم رفض المحاكمات العسكرية لمن يهددون أمن الوطن وتارة أخري باسم إباحة حق التظاهر دون ضوابط! أتحدث عن الحاجة لقراءة صحيحة وشاملة لخريطة الوطن تشمل سيناء والصحراء الغربية وشرق العوينات وتوشكي وإدخالها مع دلتا وصعيد مصر كمكونات أساسية لخطط التعمير والبناء والتنمية. وفي إطار تقويم صحيح لا ينبغي أن يظل مقصورا علي حجم ما يتم استصلاحه أو عدد المشروعات التي يتم بناؤها وإنما ينبغي أن يجيء تقويما استراتيجيا يضع هذه المشروعات في إطار رؤية جديدة لمقومات الأمن الاستراتيجي الشامل لمصر.. أمنها السياسي.. وأمنها العسكري.. وأمنها الاقتصادي.... وأمنها الاجتماعي. إن هذه الأرض الجديدة هي نواة مصر الجديدة... مصر التي سوف يتحول فيها عبء الزيادة السكانية إلي كنز لا ينضب خيره لأن أفضل ما تملكه أية أمة واعدة هي سواعد وعقول أبنائها... وأظن أنه لا ينقص هذه السواعد والعقول سوي أرض تنتشر فيها بالفئوس والمناجل من أجل الإنتاج والتعمير والبناء الذي ظل لسنوات طويلة محاصرا بالتكدس والاختناق في شريط الوادي الضيق... ولسنا أقل من شعوب كثيرة أقل منا عددا وأقل منا مساحة وليست لديها خامات مدفونة أو موارد طبيعية ومع ذلك قفزت بحجم إنتاجها إلي أرقام خيالية نقف مشدوهين أمامها. أتحدث عن خريطة جديدة يمكن أن تؤدي إلي إخراجنا من حالة الغيبوبة الديموجرافية وأيضا تعرية دعاة الغيبوبة السياسية بارتداء أقنعة زائفة للديمقراطية وحقوق الإنسان... وغدا نواصل الحديث. خير الكلام: ما تفقده في النار سوف تجده في الرماد! http://[email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله