أسعار الأسماك بكفر الشيخ الجمعة 3 أكتوبر 2025    مصر جاهزة لاسقبال مياه الفيضان وتحذيرات لأهالى طرح النهر بالمنوفية.. فيديو    وزير قطاع الأعمال العام يشهد تكريم الشركات المصرية المشاركة في صيانة "كيما"    سعر بنزين 92 اليوم الجمعة 3 أكتوبر 2025 فى محطات الوقود    وزيرة داخلية بريطانيا تنتقد احتجاجات دعم غزة بعد هجوم مانشستر وتصفه بالمشين    الاستخبارات الدنماركية: "خطر كبير" يستهدف القوات المسلحة    الأمم المتحدة: الحديث عن منطقة آمنة في جنوب غزة مهزلة    قائمة الخطيب تتقدم رسميا لخوض انتخابات النادى الأهلى    محمد زيدان يتعرض لأزمة صحية ونقله لأحد المستشفيات    سيف الدرع نجم مصري يحلق بكرة اليد فى العالمية بقميص برشلونة    وزارة النقل تناشد المواطنين المشاركة بالتوعية للحفاظ على مرفق السكك الحديدية    الداخلية تواصل ضرباتها ضد المخالفات بضبط 4124 قضية كهرباء و1429 بالمواصلات    أنا اللى هحلق الأول.. جريمة قتل مأساوية داخل محل حلاقة فى أكتوبر    ضبط أحد الأشخاص و3 سيدات لقيامهم بممارسة الأعمال المنافية للآداب بمقابل مالي بالإسكندرية    سامح حسين: فوجئت بفكرة فيلم استنساخ واتمنيت منوصلش للزمن ده    "فيها إيه يعنى" يحقق انطلاقة قوية بأكثر من 5 ملايين جنيه فى يومين فقط    اليوم العالمى للابتسامة.. 3 أبراج البسمة مش بتفارق وشهم أبرزهم الجوزاء    حفلة الإنس والشياطين: ورأيت كاتبًا يتسكع فى فن القصة القصيرة    تكريم 700 حافظ لكتاب الله من بينهم 24 خاتم قاموا بتسميعه فى 12 ساعة بقرية شطورة    حكم البيع الإلكترونى بعد الأذان لصلاة الجمعة.. الإفتاء تجيب    نجاح أول جراحة قلب مفتوح داخل مستشفى النصر التخصصى ببورسعيد    «استشاري حساسية» يحذر أجهزة الجيم ملوثة 74 مرة أكتر من الحمامات    7 قرارات جمهورية مهمة وتكليفات رئاسية حاسمة للحكومة ورسائل قوية للمصريين    «نظام اللعب السبب».. رد مفاجئ من سلوت بعد غياب محمد صلاح عن التسجيل    «العمل» تحرر 6185 محضرًا بتراخيص عمل الأجانب خلال 22 يومًا    مخرج «استنساخ»: سامح حسين مغامر واعتبره رمزًا تأثرت به كثيرًا    انتخابات مجلس النواب.. أسماء محافظات المرحلة الثانية    السد العالي والناس الواطية!    جامعة قناة السويس تشارك في معرض تراثنا الدولي (صور)    محافظ الإسكندرية يعلن الانتهاء من رصف وإعادة الشيء لأصله في 16 شارعاً (صور)    استشاري تغذية علاجية: الأضرار المحتملة من اللبن تنحصر في حالتين فقط    فوائد السمك للطفل الرضيع وشروط تقديمه    مواعيد مباريات الجمعة 3 أكتوبر.. البنك الأهلي ضد المصري والدوري الإنجليزي    الصين تدعو لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة    الزمالك يختتم تدريباته اليوم استعدادًا لمواجهة غزل المحلة    بريطانيا..مقتل 2 وإصابة 4 في هجوم دهس وطعن خارج كنيس يهودي    القبض على قاتل شاب بقرية ميت كنانة في القليوبية إثر خلاف مالي    إسرائيل تستهدف منظومة دفاعية لحزب الله في جنوب لبنان    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 3-10-2025 في محافظة قنا    تصريح صادم من سماح أنور عن المخرجة كاملة أبو ذكري    الفيضان قادم.. والحكومة تناشد الأهالي بإخلاء هذه المناطق فورا    ترامب يستغل الإغلاق الحكومي لشن عمليات فصل وعقاب سياسي    ليلى علوي تنهار من البكاء خلال مهرجان الإسكندرية.. اعرف التفاصيل    استشهاد شاب فلسطيني برصاص الاحتلال الإسرائيلي غرب رام الله    مواقيت الصلاة اليوم وموعد خطبة الجمعة 3-10-2025 في بني سويف    «كوكا حطه في جيبه».. أحمد بلال ينتقد بيزيرا بعد مباراة القمة (فيديو)    الشاعر مصطفى حدوتة بعد ترشح أغنيته للجرامي: حدث تاريخي.. أول ترشيح مصري منذ 20 عامًا    سورة الكهف يوم الجمعة: نور وطمأنينة وحماية من فتنة الدجال    بالصور.. مصرع طفلة وإصابة سيدتين في انهيار سقف منزل بالإسكندرية    مختار نوح: يجب محاسبة محمد حسان على دعواته للجهاد في سوريا    اللجنة النقابية تكشف حقيقة بيان الصفحة الرسمية بشأن تطبيق الحد الأدنى للأجور    رابط التقييمات الأسبوعية 2025/2026 على موقع وزارة التربية والتعليم (اعرف التفاصيل)    سعر التفاح والموز والفاكهة في الأسواق اليوم الجمعة 3 أكتوبر 2025    «أفضل صفقة».. باسم مرسي يتغزل في مهاجم الزمالك    نائب محافظ سوهاج يكرم 700 طالب و24 حافظًا للقرآن الكريم بشطورة| فيديو وصور    حزب الإصلاح والنهضة يدشّن حملته الانتخابية للنواب 2025 باستعراض استراتيجيته الدعائية والتنظيمية    أتربة عالقة في الأجواء .. الأرصاد تكشف حالة الطقس اليوم الجمعة 3 أكتوبر 2025    «هيدوب في بوقك».. طريقة سهلة لعمل الليمون المخلل في البيت    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خارج دائرة الضوء
الثورة مطلوبة في كل مكان وليس فقط علي منصات الميدان
نشر في الأهرام اليومي يوم 27 - 04 - 2012

أفهم وأتفهم أن يختلف البشر علي أمور يستحيل الخلاف عليها لأنها حكمة المولي عز وجل منذ بدء الخليقة وحتي يوم الدين‏..‏ بدليل أننا اختلفنا علي الله الذي خلقنا‏...‏ الاختلاف سمة بشرية وأن نبقيه في الرأي سمة حضارية‏. وهذه حقيقة الدنيا كلها تعرفها ونحن من ضمن هذه الدنيا ونحن من قلنا إن الخلاف لا يفسد للود قضية.. ونحن أيضا من تنكرنا للثوابت ولما قلناه وبمقدرة عجيبة حولنا أي رأي مختلف بيننا إلي عداء وكراهية وحقد وغل...
استسلمنا لواقع نحن من صنعناه وحصرنا كل فكرنا وجهدنا فيه علي إثارة الشكوك وتبادل الاتهامات ونشر الشائعات وسعي كل طرف لإقصاء الآخر...
استسهلنا الاتهامات والتخوين والكراهية ووقف الحال في معاملاتنا واكتفينا بالصوت العالي والمزايدات والشعارات في أسلوب كلامنا وحولناها إلي حرب تكسير عظام في الصراع علي السلطة.. فانمحت من ذاكرتنا أزماتنا المستحكمة التي ستقضي علينا إن لم نقض عليها...
هذا واقعنا من غير حذف أو إضافة وكلنا مسئولون عنه وشركاء فيه.. تنافر وصراع بعد توحد واتفاق!.
ما بعد وما قبل والفاصل11 فبراير.. ملحمة رائعة مجيدة في تاريخ الوطن ما قبل11 فبراير2011 فيها تلاقي ملايين الشعب علي هدف واحتضنوا ثورة واستمروا علي قلب وعقل ولسان وقبضة رجل واحد إلي أن سقط النظام وكل ذلك حتي11 فبراير.. وبدلا من أن يستمر توحد الشعب وتوحد القرار إلي أن يتم بناء نظام جديد يحقق الكرامة والعدالة والحرية والمساواة...
بدلا من ذلك دخلت السياسة إلي الميدان وكل الميادين.. دخلت السياسة في يدها كل ألاعيبها ودهائها ومكرها وعرف الميدان الصراع بعد الاتفاق والجدال بعد الحوار والكراهية بعد الحب والحقد بعد التسامح.. وأصبح الخلاف بيننا لا بين أفكارنا لنعيش جميعا قمة المأساة التي صنعناها جميعا بأيدينا ونكتوي جميعا بنارها...
هذه هي الصورة الحقيقية التي لا نريد أن نراها ولابد أن نراها إن أردنا التعرف علي الثوابت التي يريد الوطن من أبنائه أن يقبضوا عليها والتشبث بها لاستعادة الوعي.. واقرأوا معي هذه الرسالة:
الأستاذ الفاضل إبراهيم حجازي
اسمح لي أن أطل من نافذتكم الأسبوعية علي قرائك الكرام وأملي أن نصل معا لما يجمع الشمل ويوحد الكلمة ولعلي لا أثقل عليهم باستعراض بعض الهموم والخواطر:
1 إذا كانت السياسة هي فن الممكن فإن الأخلاق هي الفطرة السوية التي فطر الله الناس عليها قبل أن نعيش بها ونلونها طبقا لمقتضي الحال وكلاهما علي طرفي نقيض لا يتقابلان.
وما نراه علي الساحة الآن أجبرني علي هذه المقدمة فلعلنا نتفق جميعا أننا عندما نذهب إلي دور العبادة لإقامة شعائر الله فإننا نذهب طاعة وشغفا وحبا في أن ننير القلوب والعقول من أهل الذكر ولكن عندما يستخدم بعض منهم المنابر لأغراض سياسية ولتوجهات بعينها فهذا خروج عن النص وأقصد أنه لا يصح أن يستخدم منبر رسول الله لهذا الغرض.
2 فرحنا بنجاح أول تجربة ديمقراطية أفرزت لنا مجلسي الشعب والشوري وانتظرنا مع هذا الميلاد طفرة أو حتي تقدما ملموسا يحمل الأمل في مستقبل أفضل ولكن ما أشبه الليلة بالبارحة فقبل الثورة أمضينا ما يقارب عقدا من الزمان نناقش ختان الإناث وأصبح موضوعا يناقش في اجتماعات دولية والآن نناقش دية الشهيد هل هي مائة ناقة أم مائة ألف جنيه ورغم أننا نحب اللغة العربية فإنني ضقت ذرعا بالخطب العصماء التي يعلو فيها الصوت ويضيع المنطق ما أسهل الهدم وما أصعب البناء.
3 عندما تقع المعصية تظهر العورات فأكلا منها فبدت لهما سوءاتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة وليس أبلغ ولا أدل من آيات القرآن الكريم والاستدلال هنا بإسقاط المعني فقد أفرزت الفترة ما بعد الثورة أحزابا وائتلافات جديدة إلي جانب ما كان منها قائما أو محظورا من قبل وسمعنا حلو الكلام وحلقنا بأجنحة الأمل نردد معهم لا استئثار ولا استحواذ لفصيل واحد ولكن توافق وتكامل بين كل القوي والأطياف ورويدا رويدا إنما الدولة أنا مع الاعتذار للملك لويس السادس عشر, يا رفاق الوطن لا تدعونا نرفع شكوانا إلي الله منكم هذا أخي له تسع وتسعون نعجة ولي نعجة واحدة فقال اكفلنيها وعزني في الخطاب.
والأكثر مأساوية أن إحدي المؤسسات الرقابية وأرجو من يقرأ أن يربط حزام الأمان, يذهبون بعربات المؤسسة صباحا إلي العمل وبمجرد وصولهم يعتصمون أمام المؤسسة ويقطعون في كثير من الأحيان أحد الطرق الرئيسية حتي إذا قاربت ساعة الانصراف استقلوا العربات إلي المنازل ويصرفون آخر الشهر الراتب والحوافز!!! وما السبب إنهم يريدون أن يكونوا خارج المنظومة تماما باجتهادات تعيدنا إلي مصر في عهد المماليك, إني لا أجد علامة تعجب مناسبة بحجم هذا المشهد.
فاقد الرقابة علي نفسه لا يصلح لمراقبة الآخرين ولو فعلنا دور الإدارات المعنية بوزارة المالية لمتابعة أداء إدارات المراجعة بالمؤسسات المختلفة للدولة لحققنا الهدف ولاختصرنا أعباء إدارية ومالية تثقل كاهل الدولة ثم يتم توزيع هذه الخبرات المعتصمة علي المؤسسات المختلفة لرفع مستوي الأداء وإزالة الفساد والإفساد.
4 تستمد الأسرة قوتها وترابطها من الاحترام والحب الكبير والرحمة والرعاية للصغير وليس لقوة عضلات الأب أو لسخاء الأم وتستمد الدولة هيبتها من مدي احترام مواطنيها لأنفسهم أولا وللقوانين التي تنظم العلاقات والمعاملات ومدي الحب لتراب الوطن, وكما قال الإمام محمد عبده: إن عدم إحساس الإنسان بمنافع بلاده كإحساسه بمنافع نفسه وعدم شعوره بأضرار وطنه كشعوره بأضرار ذاته هو الفقر المدقع.
والحب في معناه البسيط هو عطاء لا ينتظر المقابل وليس أغاني وأناشيد ومعاني جوفاء, وإذا كانت المحبوبة هي مصر فلا عطاء يوازيها ولا تضحية تضاهيها فما بالك إذا كان هذا الحب ينهش لحمها ويدمي قلبها ويعطل شرايين الحياة فيها فهل هذا الجحود والعقوق من مبرر, إن معني التدمير والتعمير معان ثابتة منذ بدء الخليقة لا تتوقف علي فترة بعينها سواء كانت قبل أو بعد25 يناير2011 م.
يا أبناء الوطن مصر التي حماها الله يعبث بعضكم بأمنها واستقرارها فالله الله في وطنكم لتتوحد قلوبكم ولنعبر معا هذه المرحلة, إن استعادة هيبة الدولة هي مسئولية كل صغير وكبير في مصرنا الحبيبة وهي بوابة العبور إلي المستقبل وسيكون الخير كل الخير بإذن الله.
5 عندما كتب الراحل القدير توفيق الحكيم عودة الروح في ثلاثينيات القرن الماضي كانت تسجيلا لأن هذه الأمة ذات هوية راسخة قادرة علي النهوض وكسر الأغلال وطال الأمد بعدها وماجت المنطقة بأحداث جسام وحروب طاحنة وغابت الرؤي في كثير من الأحيان ورأي أن الدول التي كنا نتقدم عليها بعقود قد تقدمت علينا بمراحل كبيرة فكتب بعد أربعين سنة تقريبا عودة الوعي فهل وجدت رسالته صدي أو استيعابا آنذاك؟
ولو عايش ما نحن فيه الآن لكتب( سرقة الوعي/ دراسة في ثقافة الإقصاء وفكر الانقضاضية) فالمراقب لمجريات الأحداث من حيث الترتيب والتوقيت والإخراج أمامه أحد أمرين إما الذهاب إلي مصحة نفسية لاختبار حاسة الإدراك عنده وإما التيقن من أن ما يحدث سيناريو أعد بحبكة درامية كوميدية هزلية سوداوية..... إلخ.
والمشهد السياسي يتطابق مع مشهد الأسرة التي تذهب بابنها الشاب اليافع الذي يشكو بعض الآلام إلي الطبيب الذي توسمت فيه خيرا فإذا بهذا الطبيب يقترح عليهم أنه لا داعي لإضاعة الوقت والمال لعلاج هذا الشاب المريض وأن يتركوه يلقي مصيره وأنه سوف يساعدهم بالوسائل الطبية الحديثة لإنجاب آخر خال من العيوب!!! إني لا أهزل فهذه الصورة الفجة هي رؤية من يسرقون الوعي علي عروش الفضائيات.
ووسط هذا الضباب يظهر عمرو الشاب المصري الذي فاز بالمركز الأول علي مستوي العالم في مسابقة وكالة ناسا لاختيار أحسن التجارب التي يمكن لرواد الفضاء القيام بها في الفضاء الخارجي وكانت التجربة التي تقدم بها علي فصيلة متفردة من العناكب التي تحصل علي غذائها بالانقضاض علي الفريسة( وليس باستخدام الشبكة التي تستخدمها باقي الفصائل) كيف يمكن أن تحصل علي غذائها بهذه الطريقة لو نقلت إلي الفضاء الخارجي مع انعدام الجاذبية الأرضية. وغاب عن ابننا العزيز العبقري أن الله لو أوجدها في هذا الفضاء لهيأ لها الوسيلة المناسبة.
وقلت سبحان الله لقد هيأ الله لبني آدم وسائل العيش والتعايش بما يليق بهم ولم أجد من بينها الحصول علي مطلب أو مأرب بالانقضاض ورغم ذلك أصبح سمة من سمات بعض الذين يطلقون علي أنفسهم النخبة.
6 لقد ساعدنا منذ قرابة الأربعة عقود علي الخروج من دائرة المنافسة تباعا سواء في الدور الإقليمي أو العربي أو الإسلامي لمصر في مجالات كثيرة وخاصة الثقافة والإعلام والتي تشكل هوية الوطن ولا أعتقد أننا أردنا ذلك بمحض إرادتنا ولكنه أريد لنا مستغلين انشغال صانعي القرار بتوافه الأمور وعدم تحديد أهداف قومية ترقي بالوطن للقيام بدوره الريادي.
ثم لاحظنا في السنوات العشر الماضية الاجتهاد في تقزيم الرموز علي كل الأصعدة والمستويات وقامت الفضائيات بهذا الدور بكفاءة تحسب لها من خلال الحروب الكلامية والمناقشات العقيمة في معظمها وساعد علي نجاح هذا الدور تشرذم النخبة وغياب الاتجاه والهدف الرئيسي للدولة.
الأستاذ الفاضل..
لكأني أسمع صوت الوطن ينادي لقد أصغيت لكم وكلكم أراد وطلب وتذرع بي وأنا غير راض عن هذا الشتات لكم واستغلال البعض له لينفث سمومه وينال مني الآن أناديكم وعليكم السمع والطاعة مصر تريد:
أريدكم جميعا بجميع أطيافكم وأفكاركم أن تطهروا أنفسكم أمام الله وتعملوا من أجل رفعتي فقد سئمت مليونياتكم واشتقت لعملكم.
أريد من أبنائي في الخارج بعد معسول الكلام في حبي أن يسارعوا برد الجميل بالقدر اليسير.
يا من أفاء الله عليكم من أبنائي بالداخل لقد عظمتم التسول بحسن نية منكم وأذكركم بالمثل الصيني لا تعطني سمكة ولكن أعطني شبكة وعلمني الصيد, أقيموا المشروعات ودربوا العمالة وملكوهم نسبة من الأسهم في هذه المشروعات تضمنون التفاني والعطاء.. أسألكم كم تبلغ صادرات حرير أخميم وسجاد وكليم أسيوط وموبيليا دمياط؟ ستجدونها أرقاما مخجلة.
إن الله قد حباني بموارد طبيعية تحسدكم عليها دول كثيرة فهيا اشحذوا العقول واستغلوا طاقة الشمس والرياح فهذا عطاء لا ينضب واجتهدوا في استخراج الثروة المعدنية بأيديكم وأموالكم.
لا يغمض لكم جفن قبل أن تنتجوا غذاءكم من أرضي وبأيديكم فأرضي طيبة وخيري كثير ولكن عملكم قليل.
اخرجوا من الوادي الضيف إلي رحابة أرضي تعاونوا للنهوض بأبنائي في سيناء والصحراء الغربية والشرقية والنوبة ملكوهم بعقود لا تنتقل لأجنبي تحت أي مسمي ازرعوا القمح والشعير وسوف يرسل الله السماء عليكم مدرارا, أمنوا حدودي فأنا لا أنام ومنكم من يعبث بأمني ويساعد علي استباحة حدودي.
أبنائي رجال الإعلام أنا أمانة كبيرة إياكم والعبث بها فكل مجد شخصي يزول رجحوا الوطنية علي المهنية هذه الأشهر الثلاثة بالذات وحذار من سكب البنزين علي النار ستكونون أول من يكتوي بها فالتاريخ والشعب لا يرحمون.
كل الدنيا تعلم قدري إلا كثيرا من أبنائي, إن الدول تدار بالخبرة والقدرة وليس بالنيات الحسنة فقط. لا تتكالبوا وتتناحروا علي طلب الإمارة فإني أري فيضا من الأموال تراق قربانا للنفاق وأري كثيرا من أبنائي لا يسألون الناس إلحافا فعليك يا من تريد قيادتي أن تسأل نفسك من أين اكتسبت هذا المال وفيم أنفقته وإياك أن تقبل النفحات والعطايا فهي شرك يقود إلي التهلكة ثم إياك أن تشتري حاجة المحتاج بمأرب دنيوي يزول فإن فعلت أوكلك الله إلي الدنيا تفعل بك الأفاعيل.
أهيب بكم جميعا أن تتبنوا ثقافة الأمل وإن شاء الله بعملكم سيكون الغد أفضل.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كيميائي/ ربيع نعمان
انتهت الرسالة وأظنها رصدا دقيقا صحيحا للدائرة المفرغة التي ندور فيها واستسلمنا لها ولا نريد الخروج عنها خشية أن نغيرها ونفاجأ بأننا مطالبون بالعمل والإنتاج والالتزام وإعمال القانون والامتثال للقانون واحترام حرية الآخرين...
يبدو أن فكرة النظام والالتزام ليست واردة حاليا لأنها غير مستحبة عند من يفضلون بقاء حالة الجدل والانقسام والاختلاف والصراع والتخوين والتحريض والصوت العالي وانعدام المسئولية الفردية..
الصامتون وهم أغلبية كاسحة يريدون استقرارا وحوارا واتفاقا وعملا وإنتاجا لكن لا وزن لإرادتهم لأنه لا رأي مسموعا لهم...
الفوضي والعداء والانقسام والتخوين حالة مطلوبة لأن فيها مصالح كثيرة لكثيرين أصواتهم عالية وآخرين وجدوا أنفسهم وعثروا علي ضالتهم في زمن اللاقانون الذي نعيشه واللاأمن الذي نعايشه واللانظام الذي نحن فيه والانفلات الذي اجتاح وطنا بأكمله...
يا سيدي الأمر بدأ بنضال وانتهي بسياسة...
بدأ بنضال لإسقاط نظام وانتهي بسياسة للفوز بالنظام الجديد...
النضال والسياسة صعب تلاقيهما لأنهما طرفا نقيض...
النضال تتلاقي فيه القلوب والعقول والسواعد ويتوحد فيه الهدف وتذوب فيه العقائد والمعتقدات ويسود فيه الحب والحوار والوئام وتحكمه المصلحة العامة وتنعدم فيه المصلحة الخاصة...
النضال ملحمة رائعة يعلوها الشموخ وإنكار الذات والكبرياء وتحكمها التضحية حيث الروح فداء للوطن...
أما السياسة فلا مبدأ لها أو ثوابت فيها وأي شيء ونقيضه وارد ومقبول ومسموح به في كل وقت...
يا سيدي الثورة بدأت بنضال أسقط النظام في18 يوما ورحل!.
رحل النضال من هنا وجاءت السياسة من هنا وهناك وبرفقتها الصراع علي السلطة والشعارات البراقة والمزايدات المنزوعة الرحمة والجدال والشائعات والكراهية...
اختلفنا في كل شيء وعلي أي شيء وفقدنا القدرة علي التفاهم وعلي التسامح وعلي رؤية الوطن...
صراعاتنا أنستنا مشكلات وطن أغلبها قديم مزمن والباقي حديث مستجد وكلها مطلوب مواجهتها وإيجاد حلول لها لأنها بحر بلا قاع وبدون شواطئ.. يبتلع كل من يلمس مياهه...
عندنا مشكلات إن نسيناها هي لن تنسانا وإن لم نواجهها هي لن تتركنا.. هي حقيقة لا فزاعة كما يتخيل البعض وهي خطر داهم وليست تافهة كما يروج البعض وإلقاء الضوء عليها في مصلحة الوطن وليس ضد الثورة كما يفتي البعض!.
صراع السلطة القائم من شهور طويلة والمستمر إلي أن يأمر الله أمرا كان مقضيا.. هذا الصراع يستحيل أن يلهينا عن حقيقة مواجهة البطالة وهي أزمة مستحكمة قديمة تتضخم مع كل يوم يمر عليها وأظنها تضرب ملايين الشباب وأظنها تريد حلا وأي مشكلة لها حلول لا حل إن فكرنا واجتهدنا ودرسنا وحللنا وعندنا خبراء يسمع لهم العالم كله إلا نحن!. كل المطلوب أن تبادر لجان مجلس الشعب المختلفة إلي تشكيل ورش عمل من خبراء مصر في كل المجالات ووضع كل المعلومات الصحيحة أمامهم وتوفير كل الإمكانات لهم ولو نفذنا هذا اليوم فسنجد خلال شهرين علي الأكثر مقترحات حلول لكل مشكلة...
أطفال الشوارع وشباب الشوارع ورجال الشوارع مشكلة مطلوب مواجهتها وحلها لأننا لا نعرف الهدوء ولن ننعم باستقرار لأننا نتكلم عن ملايين لا مكان يؤويهم ولا هدف يحدوهم ولا أمل ينتظرونه...
ملايين هم ضحايا مجتمع جبار لا ينظر لمن يتعثر ولا يأخذ بيد من يقع ولا يرحم من يحتاج ويدهس علي من وقع إن كان ذلك يرفعه سنتيمترات لأعلي.. والطبيعي والمنطقي أن يبادلوا جبروت المجتمع بالكراهية والعدوانية والانتقام...
استمرار وجود هؤلاء في الشارع مشكلة بل قنبلة لا أحد يعرف متي وأين تنفجر وإعادة هؤلاء إلي أحضان الوطن حق لهم علينا وحق وطن منا.. فهل الحديث عن هذه المشكلة والمطالبة بحلول لها عمل غير وطني أو أمر يتعارض مع الثورة؟
الثورة هنا مطلوبة ومطلوب استمرارها إلي أن تتحرك كل جهة مسئولة عن مشكلة وتبدأ في حلها.. ثورة للقضاء علي البطالة وثورة لإعادة تأهيل أطفال وشباب ورجال الشوارع وثورة علي كل من لا يعمل ولا ينتج وثورة لتحقيق الاكتفاء الذاتي من المنتجات الزراعية لأننا بلد زراعي وعار أن نستورد ثلاثة أرباع القمح الذي نصنع منه رغيف العيش الذي نأكله...
الثورة مطلوبة في كل مجال وكل مكان وليس فقط علي منصات صراع السلطة بالميدان...
وللحديث بقية مادام في العمر بقية
المزيد من مقالات ابراهيم حجازى


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.