ما هي مصر التي نحلم بها ونحن نخطو خطوات جادة وحثيثة لإقامة بناء ديمقراطي سليم من خلال انتخابات حرة ونزيهة تمثل الخطوة الأولي في خارطة الطريق المتعلقة بترتيبات المرحلة الانتقالية وكيفية الوصول بالوطن إلي بر الأمان؟ إن مصر القوية هي- في البداية والنهاية- نتاج الفرد القوي وإذا قيل أنه لا قوة بدون ديمقراطية فإنه لا قوة بدون إنتاج.. ومن ثم فإن إطلاق حرية كل الطاقات والمبادرات الفردية في الساحة السياسية الحزبية وفي مؤسسات العمل والإنتاج والفكر والثقافة يمثل أساسا ضروريا للمرحلة القادمة. والحقيقة أن مصر القوية ليست مصر الداخل فقط, وإنما مصر القوية هي مصر العروبة ومصر الإسلام ومصر الإفريقية ومصر صاحبة الدور المحوري علي امتداد منطقة الشرق الأوسط بأسرها.. وأية قراءة أمينة ودقيقة لمعطيات الواقع المحلي والأوضاع الإقليمية والمتغيرات العالمية المتسارعة تؤكد أن خيارنا الوحيد لبناء مصر القوية يرتكز علي عنصر أساسي هو منهج العمل الجاد الذي يمكننا من توفير وتهيئة أفضل الأجواء الملائمة سياسيا وثقافيا واقتصاديا واجتماعيا لمزيد من الديمقراطية ومزيد من الاستثمار ومزيد من التنمية. بوضوح شديد أقول: إن سياسة مصر الخارجية ليست فقط مجرد عنوان يستدل به علي خنادق الانتماء عربيا وإسلاميا وإفريقيا وإقليميا, وإنما هي سياسة متعددة الأهداف بدءا من ضرورات حماية الأمن القومي ومرورا بالقدرة علي توظيف الدور المصري توظيفا صحيحا. القوة- التي ينبغي أن تكون عليها مصر- ليست مجرد أرقام صماء ولا هي أمنيات وأناشيد نرددها في المناسبات فإن ألف باء بناء القوة لأي وطن ينطلق من ركيزة أساسية اسمها الاستقرار.. ومن ثم فإن أي حديث عن الغد الذي يصل بنا إلي مصر القوية ينبغي أن يضع في الاعتبار إعطاء أولوية مطلقة في برامج العمل الوطني لكل ما يدعم متطلبات الأمن والاستقرار ومحاربة العنف والتطرف واستمرار ملاحقة كل أشكال الفوضي والبلطجة. ثم أقول في النهاية: إن مصر القوية تحتاج منا إلي إدراك معني ومغزي تحديات العصر الذي تتسارع فيه موجات الانطلاق العلمي بشكل مذهل لم يترك أمامنا من خيار سوي حتمية تحديث وتطوير نظمنا ومؤسساتنا التعليمية ودعم مراكز البحث العلمي وحسن رعاية الموهوبين بها. مصر تستحق أن تكون دولة قوية... وشعبنا لديه القدرة علي أن يكون علي مستوي التحدي! خير الكلام: نحن يا مصر علي العهد الذي قد رضعناه من المهد فخارا! [email protected]