شدد البيان الختامي للقمة العربية الإفريقية الثالثة بالكويت علي أهمية قصوي للشراكة الاقتصادية والاستثمارية بين الدول العربية والإفريقية. واقتصر البيان, الذي تبلور في29 قرارا توافقت عليها الدول المشاركة بالقمة, علي إرساء التعاون الاستراتيجي الداعم لاستقرار وأمن دول المجموعتين. وبدأ البيان, بإعلان قادة الدول تقديم الشكر لأمير الكويت, الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح, علي مبادرته التي تتضمن دعم الدول الإفريقية بنحو2 مليار دولار نصفها قروض ميسرة, ونصفها الأخر في شكل استثمارات بالبنية التحتية بالدول الإفريقية. وعبر البيان, عن قلق قادة المجموعتين العربية والإفريقية, إزاء التحديات الناتجة عن انعدام الأمن والاستقرار في بعض بلدان المجموعتين, مؤكدين حاجة المنطقتين إلي تبادل المعلومات الأمنية لمكافحة الإرهاب. واتفق القادة المجتمعون, علي إنشاء مركز إفريقي عربي, لتبادل المعلومات التي تساهم في الحد من تسلل المهاجرين غير الشرعيين, وضرورة توفير الأمن والحماية الاجتماعية للمهاجرين. ودعا البيان جميع الدول العربية والافريقية, وخاصة المعنية, لإيجاد تسويات سلمية للأزمات السياسية في المنطقتين.واتفق قادة المجموعتين علي عقد القمة العربية الإفريقية الرابعة في دولة إفريقية( لم يسمها البيان), خلال العام.2016 وأكد القادة الحاجة لتعزيز دور ومشاركة القطاع الخاص والمجتمع المدني في المنطقتين, في التخطيط والتنفيذ للبرامج والمشروعات المشتركة, وقرروا تعزيز العلاقات الدبلوماسية والقنصلية بين البلدان العربية والإفريقية من خلال المشاورات بين البعثات الدبلوماسية المعتمدة لدي الأممالمتحدة والمنظمات الإقليمية والدولية الأخري, خاصة في أديس أبابا والقاهرة وبروكسل وجنيف ونيويورك وواشنطن. كما طالب البيان بتفعيل المنتدي التنموي والاقتصادي العربي- الإفريقي, ودعا مؤسسات التمويل العربية والإفريقية لدعم مشاريع التجارة البينية الإقليمية. وأكد البيان دعم تنظيم المعرض العربي- الإفريقي كل عامين, بالتبادل بين المنطقتين العربية والإفريقية, وتطبيق مبدأ تبادلية استضافة القمة العربية- الإفريقية, وعليه فقد تم الاتفاق علي عقد القمة العربية الإفريقية الرابعة في إفريقيا, في العام.2016 ومن ناحية أخري, عبر عدد من قادة الدول الافريقية عن تعاطفهم مع مصر التي تجتاز مرحلة حرجة من تاريخها وفقا لتعبير رئيس جمهورية بوروندي بيير نيكورونزايزا الذي أكد في كلمته في جلسة العمل الثالثة للقمة التي عقدت ظهر أمس برئاسة الشيخ صباح الأحمد الصباح أمير الكويت وقوف بلاده مع الشعب المصري معربا عن ثقته في قدرته علي تجاوز تداعيات المرحلة الراهنة وتحقيق الاستقرار بما يمهد لعودة مصر الي قارتها الافريقية قوية لتلعب دورها الفعال في التعامل مع قضاياها الكثيرة. وشهدت الجلسة مداخلات عديدة للقادة ورؤساء الوفود المشاركة في القمة الذين شددوا علي ضرورة التعاون بين العالم العربي والقارة الافريقية لاسيما في مجالات الاقتصاد والتنمية وتذليل كل العقبات التي تحول دون تحقيق الشراكة الاستراتيجية الثنائية. وقال رئيس جمهورية بنين الدكتور بوني يايي في كلمته ان هناك عددا من التحديات التي ينبغي علي دولنا معالجتها ومنها الفقر المدقع في البلدان الاقل نموا التي يعيش فيها نحو45 في المائة من الفقراء. وأكد رئيس جمهورية الرأس الاخضر خورخيه كارلوس ديمليدا ضرورة التعاون بين المنطقتين ومواجهة التحديات المشتركة وفي مقدمتها العولمة والارهاب الدولي والقرصنة البحرية. وبدوره نبه رئيس جمهورية بوركينا فاسو بليز كومبارو الي أن تحقيق الشراكة العربية الافريقية يتطلب تحقيق الامن والسلم في منطقتينا اللتين تواجهان تحديات كثيرة أبرزها الارهاب العابر للحدود, مشيرا الي أن الشراكة المالية والاقتصادية لابد ان تقوم علي التفاعل السياسي وصولا الي تدعيم مفاهيم السلم والامن والتنمية في المنطقتين. من جانبها أكدت رئيسة جمهورية ملاوي جويس باندا أن دعم الشراكة بالتمويل العربي سيترك أثرا ايجابيا كبيرا علي المنطقتين معا, واشارت الي ضرورة تنفيذ خطة العمل المشتركة ومواكبتها بآلية تمويل مناسبة. واعتبر رئيس جمهورية مالي ابراهيم ابو بكر كيتا ان اللقاءات العربية الافريقية تمثل أملا في المستقبل من أجل شعوب المنطقة العربية والافريقية معربا عن ارتياحه لنجاح هذه القمة والموضوعات التي نوقشت فيها. ومن جهته, أكد رئيس وفد المملكة العربية السعودية وزير الخارجية الامير سعود الفيصل ان المملكة قدمت مساعدات تنموية للدول الافريقية علي امتداد العقود الاربعة الماضية منها مساعدات غير مستردة بلغ مجموعها30 مليار دولار. وأضاف أن السعودية أعطت أيضا قروضا بلغت قيمتها ستة مليارات دولار اضافة الي القروض الانمائية الميسرة التي قدمها الصندوق السعودي للتنمية لتمويل345 مشروعا وبرنامجا انمائيا في44 بلدا افريقيا في مختلف القطاعات الصحية والتعليمية والاجتماعية والاسكان والبنية التحتية بقيمة اجمالية بلغت ستة مليارات دولار. وأكد نائب رئيس جمهورية العراق خضير الخزاعي ترحيب بلاده بكل المبادرات العربية والافريقية في هذا المجال لاسيما ان افريقيا ارض الموارد وتضم حوالي ثلثي الشعب العربي وان التكامل بين الاقتصاد العربي والافريقي يضمن رخاء الشعوب شرط تحييد النزاعات السياسية. ودعا رئيس الوزراء الاردني عبدالله النسور الي استغلال قارة افريقيا لكي تكون سلة العالم في الغذاء وتامينه للمنطقتين العربية والافريقية.