إن المقاتلين المصريين في حرب أكتوبر المجيدة عبروا عدة موانع وليس مانعا واحدا هو قناة السويس, منها مواقع مادية وطبيعية وصناعية, بالإضافة إلي تحطيم الحاجز النفسي لدي المقاتل العربي. هكذا بدأ المجند أحمد إبراهيم عمارة, الحاصل علي ليسانس حقوق, ويقول: قناة السويس وهي أكبر مانع مائي تعبره الجيوش في أثناء القتال والحرب الشاملة, وتعتبر قناة السويس أطول قناة في العالم, وعندما جاءت ساعة الصفر عبرت قواتنا من الجيش الثاني والثالث الميداني في وقت واحد, وفي لحظة واحدة, اشتعلت النيران علي طول جبهة القتال. ويشير إلي أن الموانع الصناعية تمثلت في أنابيب النابالم الحارق, والذي كان مقررا أن يحيل مجري قناة السويس إلي أخدود ظاهره نار محرقة من النابالم الملتهب في اشتعاله, وباطنه مياه مغرقة بعمق القناة, وقام بسد أنابيب النابالم مجموعات من القوات الخاصة وأفراد من سلاح الصاعقة والضفادع البشرية وسلاح المهندسين وتمت العملية بنجاح كبير وسرية تامة. ويوضح أن هناك موانع إلكترونية تمثلت بأحدث الأدوات التكنولوجية زرعت في جدار الساتر الترابي علي طول القناة لتعطي إنذارات مبكرة لقوات العدو الإسرائيلي, وقام سلاح الحرب الإلكترونية بإبطال مفعولها بالتعاون مع القوات الخاصة, وتمت العملية بكتمان شديد وتوفيق من الله. وألغام متفجرة زرعت في مياه الضفة الشرقية للقناة وألغام أخري تم زرعها في جدار الساتر الترابي وعلي طول الضفة الشرقية للقناة.. والساتر الترابي بارتفاع أكثر من عشرين مترا بزاوية شبه قائمة مع الشاطئ الشرقي للقناة, وقام بعمله المعدات الإسرائيلية ليكون عقبة أمام تقدم القوات المصرية ويمنع تقدمها, وتغلبنا عليه بوحي من الله, حيث قام سلاح المهندسين المصري بفتح ثغرات في هذا الساتر بواسطة مدافع المياه لتتمكن معداتنا من المركبات والمجنزرات والمدفعية الثقيلة من الاقتحام, وأيضا تم استخدام الحصائر المعدنية وسلالم الحبال, بالإضافة إلي ساتر النيران من قذائف المدفعية من مختلف الأعيرة والصواريخ الإسرائيلية لمنع القوات المصرية من العبور وتكفلت القوات الجوية بتوجيه الضربة الجوية الأولي للعدو. وأضاف أن خط بارليف من النقاط الحصينة التي امتدت علي طول البر الشرقي لقناة السويس وكان هجوم القوات المصرية من الجيش الثاني الميداني والجيش الثالث الميداني لطمة قوية علي وجه العدو. معجزة العبور وأشار إلي أن الخبراء العسكريين من جميع أنحاء العالم قالوا إن عبور القوات المصرية لسيناء يحتاج إلي معجزة, ومن الناحية النظرية والعملية مستحيل ويحتاج إلي عدة قنابل ذرية. ولكن الإيمان بالله والإيمان بالحق والوطن جعل جنود مصر الأبطال من المقاتلين يفعلون المستحيل ويحققون المعجزة في سبيل الله والوطن ومن أجل تحرير أرض مصر وتخليص سيناء من تحت أقدام الأعداء. ويستطرد: ما ان صدرت الأوامر من القيادة العليا بالانطلاق حتي هجم جنود مصر البواسل لغسل العار بدمائهم الغالية وتطهير أرض مصر من دنس العدو وعبر الجنود في مجموعات بالقوارب المطاطية والبرمائيات الحربية, وتم فرد المعابر الفلين بواسطة سلاح المهندسين المصري لتعبر المركبات والمدرعات والمعدات والمجنزرات في ملحمة رائعة وتكامل رائع وعبرت البرمائيات المقاتلة, وكان الجنود سواء من القادة أو الضباط أو ضباط الصف أو المقاتلين الأفراد, يملؤهم الإيمان والحماس وكل فرد يسعي محاولا أن يفدي زملاءه بنفسه ويقدم روحه أو دمه فداء لله والوطن. ويضيف: لقد كان لي شرف القتال مع أبطال الجيش الثاني الميداني ضمن قوات تشكيل قتال الفرقة الثانية التي كان لها الفخر في تحطيم اللواء091 مدرع الإسرائيلي وأسر عساف ياجوري قائد القواء في منطقة الفردان بالقطاع الأوسط شرق القناة, وكان لي شرف الاشتراك مع قوات قطاع اللواء711 في القطاع الأوسط شرق الفردان في القتال في سيناء وتحطيم خط بارليف وكسر شوكة رأس حربة الهجوم المضاد. وكان النصر من عند الله قال تعالي:( إن ينصركم الله فلا غالب لكم) صدق الله العظيم آمال وتطلعات وعن أمنياته, قال: أتمني أن تنتشر في سيناء قري زراعية زاخرة بالفلاحين لزراعة الأرض, ومدن صناعية حاشدة بالعمال لتستوعب الزيادة السكانية من وادي النيل, ولتكون درعا واقية من المقاومة البشرية لحماية البوابة الشرقية لأمن مصر, وليس فقط قري سياحية لا تقدر علي المقاومة لو طمع غاز في أرضنا الطاهرة, بل المقاومة الحقيقية تكون من الفلاحين والعمال والمثقفين الذين يعيشون علي الأرض ويحمونها بدمائهم وأرواحهم وينتجون الخير من أرض مصر للمصريين ولكل شعوب العالم المحبة للسلام.