الكتابة في الماضي كالبحث في اعماق النيل يمكن ان نخرج بورد النيل والطمي الطيب الجميل ويمكن ان نخرج بالطوب والزلط وبقايا حطام مراكب ومخلفات .. المهم البحث والتعليق واستخراج الاعماق ومهمة التنقيب ليست بالشقة ولكنها ممتعة ان تعيش في زمن غير الزمن تخرج من إطار الحاضر لتعيش احداثاً وتقابل اشخاصا كنت تتمني ان تكون واحدا منهم .. متعة بجد ان تكون انساناً أخر محايد لاتميل لطرف ولا تحركك دوافع شخصية والتاريخ ليس معارك حربية وخلافات ومشاحنات وزعماء ورجال مال .. التاريخ ناس وبشر تعيش وسطنا نحن جزء من الكتابة علي جدران الواقع بعد فترة سنصبح تاريخا وحكايات .. الاشياء البسيطة القلم .. الصورة .. الملابس .. الاعلانات .. حكايات الجدة.. الاغنية .. السينما .. المسرح .. الأكل .. الناس الطيبة والشريرة .. كل الحياة سلسلة من التاريخ ونحن نعيش وسطها قد لاندركها جيدا ولكن عندما ننظر اليها نري الصورة أوضح . وقصاصات الورق علي صفحات الجرائد والمجلات تحمل حكايات زمن فات نحللها ونعلق عليها ونحبها اكثر من كتب التاريخ الدراسية المليئة بالاحداث التي نحفظها ليلة الامتحان فقط وننساها بعد لحظة .. ولكن التاريخ المحفوظ في الوجدان كالنقش ع الحجر يبقي بقاء الناس ونحن نتصفح مجلة قديمة نستغني ان مجلد في تاريخ الفترة .. والمجلات الفكاهية الساخرة هي تاريخ مصر الحقيقي لاننا نحمل جين السخرية في تكويننا الانساني منذ بداية التاريخ .. ونقدم هنا اعادة قراءة لمحتويات مجلة الكشكول المصورة وهي المجلة التي صدرت عقب ثوره 1919 وهي ثورة عظيمة للوطني مصري سعد باشا زغلول ألتف حوله الشعب وتحدي به قوات المحتل ثوره شاركت فيها كل الطوائف المصرية من نساء وشيوخ واقباط .. عمال .. طلبة مدارس .. .. وكان لمجلة الكشكول وصاحبها سليمان فوزي غرض من الاصدار وهو المعارضة المستمرة لسعد باشا الذي نكن له كل التقدير والاحترام ومانعرضه هو ماجاء علي صفحات المجلة لفترة من 1921 وحتي 1932 ونكتفي بالدراسة والتعليق والامانة التاريخية تفرض علينا عرض الموضوع بالكامل حتي وإن اختلفنا معه..