[email protected] الثورة انفجرت في قلب صحراء بشكل ما ، وكشفت عمق الكارثة. نظام مبارك اقزام وليسوا الهة ، ولاسياسة في مصر سوي جسارة كبرت الي ان اصبحت »ثورة حياة او موت«. غياب مبارك خلف ستار الغرفة المغلقة ، نتج عنه فراغ كبير عند عباد الديكتاتور و ضحاياه، العبيد يبحثون عن ديكتاتور جديد ، ويمنحون الجيش صك الوهية لاتناقش ، وفي المقابل الثوريون اكتشفوا السياسة في الميدان ، ومعه توق وجودي الي ثورة لا تنتهي، ويشحنون » حالة الميدان « لتدخل الي حالة دائمة ، خوفا من الرجوع الي حالة »ماقبل الثورة« فوضوية ثورية تلهث وراء سؤال يتكرر : مالعمل؟ لاتقبل الفوضوية بنصف اجابة ، ولا تبني علي نصف الخطوة ، انها حالة مطلقة ، لا تهادن مع الظروف ولا صراع القوي ، وتمنح بطيفها الواسع ، نوعا من البرادة ، والعفوية ، تتصادم احيانا مع العقل او الخبرة السياسية. الصدام يصنع عملية فرز جديدة علي السياسة في مصر ، الاف يدخلون المسرح بفوضوية تحطيم الالهة ، بينما العقلاء والحكماء يعتمدون خطابا براجماتيا ، يحافظ علي اله لاستخدامه في التخلص من بقية الالهة. الجيش دخل المعركة الي اخرها ، كان الاله الذي راهنت عليه براجماتية الحكماء ، وهرب منه نقاء الفوضوية ، وكسرته مع بقية الالهة. نحن في لحظة صمت:الجيش ازاح الالهة وقادهم الي المزرعة ، لكنه لم يعد الي الميدان باسطورته الاولي، انها لحظة تشكل ، تشترك فيها كل العناصر : عبيد الديكتاتور ، بعاطفيتهم المترهلة، والفوضويون بشحناتهم المطلقة ، و الحكماء بارتباكهم في لحظات الحسم...تشترك كل هذه العناصر اعادة تخصيب ارض السياسة. عملية ليست سهلة ، ولا حتي بعد اصطياد الاقزام الذين عاشوا سنوات طويله في ازياء الالهة . جمهور واسع من الثورة تحولوا الي متفرجين علي المشهد ، يحاولون الانصات بفضول الي الحوارات الدائرة بين الزنازين ، ماذا يقولون ، كيف ينظرون الي ماحدث؟ كيف ياكلون ؟ هل يرتدون بدلات الرياضة البيضاء وفق مقاسات جديدة ؟ هل يخططون للعودة؟ ماذا كانت ترتدي الرئيسة الام ، ناسجة شبكة عائلتها من اجل الخلود؟ الفضول في التلصص علي حياة الاقزام الالهة ربمابالنسبة للبعض هي منتهي الثورة و كل املها.