أكد ثوار يناير أنه لولا انحياز الجيش المصرى للثورة ولحقوق الشعب لما نجحت واستمرت ثورة يناير حتى الآن فلقد أثبت الجيش المصرى أنه جزء لا يتجزأ من الشعب، وكما ثار الجيش فى يوليو 52 أمام طغيان القصر الملكى والاستعمار الإنجليزى فالتف حوله جماهير الشعب المصرى يؤيدونه فهاهى ذى الأيام تدور ويحتضن الجيش ثورة الشعب فى يناير 2011 أمام فساد النظام السابق رافعا شعار الجيش والشعب يد واحدة.. فى البداية أكد الدكتور طارق زيدان المنسق العام لائتلاف ثورة مصر وعضو اللجنة التنسيقية للثورة أن ثورة يوليو ثورة وطنية خالصة قام بها رجال وطنيون شرفاء اقسموا على أن يحرروا بلادهم من الفساد والاحتلال ومن الحكم الملكى المستبد ونجحوا فى ذلك ولا يؤخذ عليهم إلا شىء واحد فقط وهو أنهم لم يقيموا حياة ديمقراطية سليمة وانقلبوا على الحرية السياسية ولو كانوا قد نجحوا فى تحقيق هدفهم الثالث بإقامة حياة ديمقراطية سليمة لكانت مصر الآن فى مقدمة دول العالم وما كنا احتجنا لقيام ثورة 25 يناير.. ولخص زيدان إيجابيات ثورة يوليو فى انحيازها الشديد لمحدودى الدخل وللفقراء والعمال ولمجانية التعليم وأضاف لولا ثورة 23 يوليو لما تعلمت أنا نفسى فقد استفدت من مجانية التعليم أنا وغيرى فقد نجحت هذه الثورة فى إقامة عدالة اجتماعيه نتج عنها فى الستينات اتساع الطبقة المتوسطة، كما انه من ايجابيات ثورة يوليو إعادة العزة والكرامة للمواطن المصرى وإقامة صناعات كبرى فتقريباً كل القطاع العام الذى بيع فى الخصخصة فى السنوات الأخيرة كان نتاج ثورة يوليو، وكان من أهم مميزات هذه الثورة نزاهة يد الذين قاموا بها خاصة زعيمها جمال عبد الناصر وعدم وجود الفساد بشكل ممنهج، كذلك من ايجابيات ثورة يوليو وجود هدف قومى التف حوله الشعب المصرى مثل القومية العربية ومشاريع كبرى كالسد العالى وقرارات جريئة كتأميم قناة السويس وتظل أهم سلبيات يوليو غياب الديمقراطية والحكم الديكتاتورى ونكسة 76.. وقارن زيدان بين ثورتى يوليو52 ويناير 2011 فقال ان ثورة يوليو بدأت بحركة للجيش ثم التف حولها الشعب وعندما أحدثت تغيير جذرى فى الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية تحولت إلى ثورة، أما ثورة 25 يناير فقد بدأت ثورة شعبيه كاملة وغير مسبوقة وكان من الطبيعى جداً أن يقف الجيش معها لأن الجيش والشعب من نسيج واحد وبالتالى فالجيش قد حمى ثورة 25 يناير بل وشارك فيها.. وأضاف زيدان أن ثورة يناير لم تحدث حتى الآن تغييرا جذريا فى البنية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية الحالية فهى إلى الآن ثورة غير مكتملة وقد نجحت ثورة يوليو فى رفع المستوى المعيشى للشعب المصرى أما ثورة يناير فلن تكون ثورة ناجحة إلا إذا ترتبت عليها حياة كريمة آمنة مطمئنة للمواطن المصرى يأمن فيها على حياته ومستقبل أولاده.. وأكد زيدان أنه عندما علم ثوار يناير بخبر نزول الجيش للشارع يوم 28 يناير تبادلوا التهانى لثقتهم الكبيرة فى الجيش المصرى وهو ما يؤكده الاستقبال الرائع الذى استقبل الشعب به وحدات الجيش فى الشوارع وكان الهتاف الرئيسى «الجيش والشعب أيد واحده»، وأضاف لقد شعرنا بالأمان فى وجود الجيش وأحسسنا ان هناك من يحمينا فى مواجهه آله حسنى مبارك الأمنية، ولا أنسى النقيب ماجد بولس الذى حمى شباب الثورة يوم موقعه الجمل وأطلق الرصاص فى الهواء لتفريق البلطجية الذين حاولوا اقتحام الميدان من ناحية طلعت حرب مما أجبرهم على الفرار ولذلك فقد أطلقنا عليه لقب «أسد الميدان»، ولا أنسى أيضا عندما حمل الثوار احد الضباط الشجعان على الأكتاف من أمام ماسبيرو وحتى ميدان التحرير يوم 30 يناير وهو يهتف معنا ضد حسنى مبارك وفى عز قوة الرئيس المخلوع كما لن أنسى سماح بعض الضباط عند كوبرى قصر النيل بإدخال الأدوية والإسعافات للمصابين فى موقعه الجمل وأثناء حظر التجول فالجيش هو الذى حمى الثورة بل وشارك فيها.. وعن دروس ثورة يوليو التى يمكن الاستفادة منها لإنجاح ثورة يناير أكد زيدان انه لابد من التمسك بإقامة حياة ديمقراطيه سليمة فلن نقع فى نفس الخطأ مرتين، كذلك يجب حماية الثورة من الفوضى وممن يتحدثون باسمها وليس لهم أى علاقة بها ومحاولة بعض الحركات والجمعيات الممولة من الخارج تشويه رموز الثورة بل وتشويه الثورة نفسها بتحويلها من ثورة كانت عظمتها فى سلميتها إلى أعمال من العنف وتعطيل مصالح الناس والإضرار بالمصالح العليا للبلاد.. وشدد زيدان على انه لابد من الالتفاف جميعاً شعب وجيش وشرطه مصريه حول معنى واحد هو اسمى شئ فى الوجود وهو «مصر» فهذا هو طوق النجاه الوحيد.. أروع الأمثلة/U/ من جهته أكد الناشط أحمد السكرى عضو ائتلاف الوعى المصرى أن ثورة يوليو هى إحدى أهم الثورات فى التاريخ المصرى مضيفاً أن الجيش المصرى من بداية التاريخ جيش وطنى ويقف دائماً إلى جانب شعبه لأنه جزء لا يتجزأ من الشعب وبالتالى فجيشنا المصرى ينحاز دائماً إلى مصلحة الشعب المصرى.. وأضاف السكرى أن ثورة يوليو قامت ضد الاستعمار والفساد الملكى الذى استشرى وقتئذ فى شتى أنحاء الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية المصرية، وبالتالى قام الجيش المصرى الرائع بالثورة ضد هذا الفساد وأزاح الظلم عن الشعب المصرى وعمل على استرجاع جميع الحقوق لأصحابها الأصليين وهم أفراد الشعب الذى كان يعيش 99% منه فى فقر مدقع فى حين يتمتع الأجانب وكبار السياسيين بخيرات البلاد.. وأشار السكرى إلى أنه إذا قارنا بين ثورة 52 وثورة يناير فسنجد أنه ما أشبه الليلة بالبارحة فنفس الأسباب التى أدت إلى قيام الثورة فى الحالتين واحدة تقريباً وأدت فى ثورة يناير إلى نزول جميع فئات الشعب المصرى إلى ميدان التحرير وبفضل الله أولا ثم الجيش المصرى نجحت ثورة يناير فى خلع الرئيس السابق وحبس جميع المسئولين فى حكومته ورجال وأعماله والمنتفعين من نظامه الفاسد الذى كان يستحوذ على خيرات الشعب المصرى.. وأكد السكرى أن الجيش المصرى ضرب أروع الأمثلة فى الوطنية بانحيازه الدائم إلى الشعب المصرى فعمل على تلبيه مطالب الثوار وحمل على كتفيه مهام قيادة الوطن فى فتره عصيبة وحافظ على الأمن الداخلى والمنشآت الحيوية والعلاقات الخارجية العربية والدولية وأعلن انحيازه للديمقراطية وحقوق الشعب ولا أنسى موقف الرائد خالد الذى أكد لى أثناء الثورة انه إذا أطلقت رصاصة واحدة سنتلقاها نحن الضباط والجنود حماية للثوار، فالجيش موجود فى ميدان التحرير لحمايتكم وحماية ثورتكم المجيدة، كما لا أنسى النقيب جون وموقفه الإنسانى الرائع يوم موقعة الجمل فى تصديه للبلطجية حين دخلوا ميدان التحرير ليقتلوا الثوار فألقى القبض على البلطجية وقام بتسليمهم للشرطة العسكرية، هذا هو الجيش المصرى العظيم الذى حمى الثورة فهو جيش شعب مصر.. وبالنسبة للدروس المستفادة من ثورة يوليو والتى يمكن استخدامها لإنجاح ثورة يناير أكد السكرى انه نظرا لأن أحد أسباب نجاح ثورة يوليو كان وجود قائد لها من الجيش، ولأن ثورة يناير لم يكن لها قائد فانه يرى ان نستفيد من وجود الجيش المصرى ليكون قائداً لثورة يناير، وأضاف السكرى أنه كما قامت ثورة يوليو بتأميم أموال الإقطاعيين وأعادتها للشعب المصرى مرة أخرى فإنه يجب تأميم أموال من يثبت فساده من رجال أعمال النظام السابق الذين عرف عنهم الفساد وكذلك من استفادوا من قربهم من الرئيس المخلوع وأبناءه ومن خلال هذه الأموال يمكن إقامة مشروعات كبرى تخدم الاقتصاد والشعب المصرى، كذلك يجب ان نستفيد من سلبيه غياب الديمقراطية فى نظام ثورة يوليو والعمل على ألا تتحول ثورة يناير إلى نظام ديكتاتورى بحيث يتم ترسيخ مبادئ الديمقراطية وحرية الرأى وحقوق الإنسان.. تأييد الشعب/U/ وقال محمد جمال عضو اللجنة التنسيقية للثورة وعضو ائتلاف ثورة مصر الحرة أن ثورة يوليو حركة قام بها مجموعة الضباط الاحرار لتولى مقاليد الحكم وإسقاط النظام الملكى الفاسد واعادة السلطة للشعب مرة أخرى ولهذا نالت تأييد الشعب المصرى باعتبار انها ستقوم بتسليم السلطه إلى اراده الشعب الحقيقيه وان كان هذا لم يحدث على ارض الواقع.. وأضاف جمال أن ايجابيات ثورة 52 تنحصر فى تفعيل دور مصر فى العالم كله باتخاذ الرئيس الراحل جمال عبد الناصر قرارات ثورية أدت إلى التفاف الشعب المصرى بالكامل حول قراراته لأنها كانت فى مضمونها نوعا من أنواع أعاده كرامة وعزة المواطن المصرى وسيادته على أرضه، وكان عبدالناصر يتمتع بكاريزما شخصية عالية ويؤمن فى الوقت نفسه بالقومية العربية وأهمية دور مصر المحورى فى المنطقة العربية وأنها السبيل الوحيد لتوحيد كلمة العرب والدرع الواقى والحامى لجميع الدول العربية.. وأكد جمال انه لا يمكن ان ننسى دور عبد الناصر فى اتخاذ قرارات حاسمه لتحقيق مبدأ العدالة الاجتماعية بين طوائف الشعب المصرى وان كان هذا له بعض السلبيات على بعض الشخصيات الوطنية التى كانوا يطلقون عليها فى ذلك الحين الإقطاعيين، كذلك من ضمن ايجابيات ثورة يوليو الدور الذى لعبته من الناحية الاقتصادية فى نقل مصر من دولة زراعية إلى دولة صناعية وهذا الدور كان من الأدوار التى أحس بها كل طوائف الشعب المصرى مما أدى إلى قبول الشعب لعمليه التحول وتداعياتها المباشرة على دخل المواطن، وهو ما يثبت لنا أن المواطن المصرى لديه القدرة على التضحية من اجل الأهداف القومية، ومن الفطنة السياسية لقاده ثورة يوليو أنهم وجهوا واستغلوا هذه الميزة فى الشعب المصرى فى تطوير الاقتصاد القومى وخلق صناعة وطنية افتخر بها المصريين سنوات عديدة ووقفوا وراءها ودعموا مشروعاتها مثل بناء السد العالى.. وأشار جمال إلى أن ثورة يوليو هى ثورة التحديات الصعبة والمشروعات القومية الكبرى وهى ثورة عدم قبول الهيمنة الخارجية بكل أشكالها فلا نستطيع أن ننسى أن ثورة يوليو هى التى أخرجت الانجليز من مصر وأن قيادة هذه الثورة ساعدت الكثير من الدول العربية والأفريقية فى القيام بثوراتها ضد الاستعمار بل ودعمت هذه الدول بعد سقوط الاستعمار فيها.. وأكد جمال أن سلبيات ثورة يوليو تنحصر فى عدم تداول السلطة واستخدام سياسات أمنية بحتة تقوم على قمع أى رأى يسير فى الاتجاه المعاكس لهذه الثورة، وبالتالى فلم يكن هناك أى نوع من أنواع تطبيق الديمقراطية فى شتى مجالات الحياة السياسية ففى ظل نظام عبد الناصر اكتظت السجون بالمعتقلين السياسيين، وغياب الديمقراطية أدى بدوره إلى ظهور مراكز القوى التى خرجت من الصف الثانى والثالث من ضباط الثورة وكانت هذه المراكز على قدر كبير من استخدام سياسات القمع والفساد المالى وهو ما أدى فى النهاية إلى نكسه 67.. أما عن ثورة يناير- والكلام مازال على لسان جمال - فهى ثورة شعبيه قام بها الشعب المصرى وحماها وأتمها الجيش المصرى فهو شريك أصيل فى ثورة يناير وعندما نبحث فى تاريخ الثورات سنجد أن الثورة المصرية اقل تداعيات وضحايا من كل الثورات الشعبية المماثلة وهذا بسبب وطنيه واستقلال الجيش المصرى ولو قارنا الوضع المأساوى فى ليبيا وسوريا واليمن مع الوضع فى مصر سيتضح لنا الدور المحورى الذى قام به المجلس الأعلى للقوات المسلحة فى حماية الثورة واستكمال الضغوط على الرئيس المخلوع لرحيله عن السلطة.. وأكد جمال أن ثورة يوليو كانت ستنجح نجاحاً باهراً لو قامت بتسليم السلطة إلى الشعب مرة أخرى وإرساء مبادئ الديمقراطية والتى ترتكز على حكم الشعب لنفسه وبالتالى فلابد أن نتعلم الدرس وان نتلافى هذا الخطأ فى ثورة يناير التى رفعت شعار الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية فيجب والتركيز على تسليم السلطة لقياده مدنيه منتخبه حتى نتمكن من إعادة الشرعية للشعب وإقامة نظام ديمقراطى سليم مبنى على مبادئ ثورة يناير.. الفساد السياسى/U/ من جهته قال محمد النبوى مسئول العلاقات العامة باتحاد الثورة المصرية أن ثورة يوليو انقلاب عسكرى أيده الشعب فأصبح ثورة ولقد قامت نتيجة لسوء الأحوال الاقتصادية والفساد السياسى للحاشية الملكية حيث كان الشعب المصرى منقسما إلى طبقتين الأولى تمثل 1% وهى طبقة السلطة والمال، أما باقى الشعب المصرى الذين يشكلون 99% فقد عاشوا فى فقر مدقع لاهثين على لقمة العيش وبالتالى كان الجو مهيئاً للشعب المصرى لتأييد اى ثورة وهو ما كان احد أسباب نجاح ثورة يوليو.. وأكد النبوى أن أهم ايجابيات ثورة يوليو هو إعادة ما يسمى بالطبقة المتوسطة والتى كانت قد انعدمت فى العهد الملكى قبل الثورة ويرجع الفضل فى ظهورها مرة أخرى إلى ثورة يوليو وما صاحبها من إصلاحات سياسية واقتصادية، كذلك من أهم ايجابيات يوليو إنشاء العديد من المشروعات الكبرى كالسد العالى والتليفزيون وكذلك تأميم قناة السويس وتحويل مصر من بلد زراعى إلى بلد صناعى.. أما عن سلبيات يوليو فهى تنحصر فى الديكتاتورية الملكية تحت شعار الجمهورية وبالتالى ابتعدت الثورة عن احد أهم أهدافها وهو إقامة حياة ديمقراطية سليمة والذى حدده الثوار بأنفسهم ولكنهم لم يحققوه على ارض الواقع كذلك من السلبيات حلم الزعامة العربية الذى انتاب الرئيس عبد الناصر.. وأما عن ثورة يناير أكد النبوى أنها ثورة فجرها الشباب وأيدها الشعب وحماها الجيش وقد تخيل بعض المتظاهرين يوم جمعة الغضب أن الجيش نزل الشارع لحماية النظام لكنهم فوجئوا بالضباط يؤكدون لهم أنهم موجودون لحماية المتظاهرين وان الجيش متضامن مع الشعب وهو ما اوجد شعار الجيش والشعب يد واحده وأضاف النبوى انه لا ينسى يوم 11 فبراير عندما دار بينه وبين احد الضباط مناقشه أكد له الضابط خلالها سماع المعتصمين لخبر سار جداً بعد قليل وكان هو خبر التنحى وهو ما يعنى أن الجيش أيد وحمى ثورة يناير.