د.شريف حافظ: ترفضون أمريكا بكل ما أوتيتم من قوة، ويتضح ذلك فى شعاراتكم فى التظاهرات، والنداء بدمار أمريكا وما إلى ذلك، وبالرغم من ذلك، تغازلون الولاياتالمتحدةالأمريكية ويظهر من مقال عصام العريان، فى جريدة الحياة اللندنية يوم 1 مارس الماضى، أن لديكم مع الولاياتالمتحدة، تاريخاً طويلاً من العلاقات، فلماذا الكيل بمكيالين؟ هل تريدون أن تصعدوا على ظهر الولاياتالمتحدة إلى السلطة فى مصر، رغم سبكم إياها؟ قمتم بعمل برنامج للإخوان يرفض ولاية المرأة والقبطى، ودافعتم عنه باستماتة، ثم غيرتم البرنامج إلى العكس، ودافعتم عنه أيضاً باستماتة، فهل يعنى ذلك أنكم ترون أن القاعدة الأساسية فى السياسة، هى الغاية تبرر الوسيلة؟ حبيب: نحن لا نعادى الشعب الأمريكى، ونريد أن تعيش مصر فى سلام وتصالح مع شعوب العالم كله بما يفيد الأمن والاستقرار والسلام العالمى، وكراهيتنا موجهة للإدارة الأمريكية وسياستها التى تستهدف الهيمنة على العالم، وبالتالى الهيمنة والسيطرة على المنطقة وتفكيكها وإعادة رسم خريطتها وفق أجندة الأمريكية والصهيونية، والإدارة الأمريكية تريد تركيع الأمة وتذويب هويتها وسلب إرادتها والقضاء على خصوصيتها الثقافية، ومن ثم معادتنا لهذه السياسات، ويوم أن تتغير هذه السياسة فعلاً وليس قولاً، من حيث احترام الشعوب وحريتها فى العيش حياة حرة كريمة، وبعيداً عن السيطرة والمعايير المزدوجة، ساعتها سيتغير العداء إلى احترام متبادل فعلاً وليس قولاً. فالسياسات تبنى على أفعال وليس على أقوال، والإدارة الأمريكية فقدت احترامها من شعوب العالم كله بسبب ممارساتها الظالمة والإرهابية، سواء فى أفغانستان أو العراق، فضلاً عن انتهاكات حقوق الإنسان فى سجون أبو غريب وجوانتنامو، فلا أحد يستطيع أن يغض الطرف عن هذه الممارسات، ويجب أن تقدم إدارة بوش ومن معه إلى محاكمة جنائية دولية كمجرمى حرب ولا نتصور أن القوات الأمريكية ستخرج من العراق قريباً، فالإدارة هى هى والسياسات فقط تغيرت فى المنهج والأسلوب والتكتيك، لكن المضمون واحد، أما القضية الفلسطينية فيبدو أن الإدارة الأمريكية مازالت منحازة انحيازاً أعمى لصالح العدو الصهيونى والاعتداءات الوحشية الصهيونية. فأمريكا ليست جمعية خيرية ولا مؤسسة إصلاحية، فهى لها أجندتها وحساباتها ومصالحها، وسواء مصالحها الخاصة أو المصالح الصهيونية، بالتالى لا يمكن أن تتفق أجندتنا وأجندتهم، وبالتالى نحن نريد إصلاحاً حقيقياً من داخل مصر وفق أجندة وطنية صميمة، لأن الاستقواء بأجندات أخرى أمريكية أو غيرها، لابد أن يكون له مقابل من هويتك أو عقيدتك وإرادتك، ونحن لسنا مستعدين للتضحية لا بعقيدتنا أو هويتنا ولا بوطنيتنا ولا مصالحنا. أما البرنامج فكما قلنا سابقا فما قدمناه قراءة أولى والقراءة الثانية تتدارك فيها بعض أوجه القصور، وبما يتلاءم وتاريخ وحجم الجماعة، وما يعقده الناس من آمال، والمرأة والأقباط سبق وأجبنا عليه.