المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : المتحف المصرى الكبير    تصاعد التوتر بين إسرائيل وإيران يشعل أسعار الذهب عالميًا ومحليًا.. وتوقعات جديدة للسوق (تقرير)    أسعار الخضروات اليوم السبت 14 يونيو 2025 في أسواق الأقصر    وزير الزراعة يبحث مع السكرتير التنفيذي لهيئة المصايد تعزيز التعاون الإقليمي    النفط يرتفع 7% بعد تبادل الضربات الجوية بين إسرائيل وإيران    محافظ أسيوط يؤكد تيسير إجراءات التصالح في مخالفات البناء وتكثيف المتابعة    السبت 14 يونيو 2025 .. نشرة أسعار الحديد والأسمنت بالمصانع خلال تعاملات اليوم    الأردن يعلن إصابة 3 أشخاص إثر سقوط «جسم» على منزل ب«إربد»    جراء الهجوم الإسرائيلي.. إيران تكشف حجم الأضرار في منشأة فوردو النووية    5 رسائل تحذيرية للأهلي قبل مواجهة إنتر ميامي الأمريكي في مونديال الأندية    كرة اليد، مواعيد مباريات منتخب الشباب في بطولة العالم ببولندا    مولينا: مواجهة باريس بداية نارية.. ولقاء بوكا سيكون لحظة خاصة    خطوة بخطوة.. طريقة الاستعلام عن المخالفات المرورية    غدًا الأحد.. انطلاق امتحانات الثانوية العامة بقنا وسط استعدادات مشددة وإجراءات أمنية مكثفة    أجواء شديدة الحرارة خلال الساعات المقبلة.. الأرصاد تعلن التفاصيل    أهالي يلاحقونه بتهمة خطيرة.. الأمن ينقذ أستاذ جامعة قبل الفتك به في الفيوم    وزير الثقافة يشهد عرض "سجن النسا" على مسرح السلام (صور)    ب"فستان جريء".. أحدث ظهور ل مي عمر والجمهور يغازلها (صور)    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : نحن بحق فى معركة!?    الهلال السعودي يصل واشنطن للمشاركة فى كأس العالم للأندية.. صور    محافظ مطروح يشيد بجهود المشاركة المجتمعية في التيسير على المواطنين    أسعار اللحوم الجملي والضاني اليوم السبت 14-6-2025 في الأسواق ومحال الجزارة بقنا    تجهيز 76 لجنة استعدادًا لانطلاق ماراثون الثانوية العامة بأسيوط    لحماية الطلاب.. النيابة الإدارية تفعّل قنوات تلقّي الشكاوى خلال الامتحانات الثانوية العامة    غدا.. بدء صرف مساعدات تكافل وكرامة للأسر الأولى بالرعاية عن شهر يونيو    الأهلي بزيه التقليدي أمام إنتر ميامي في افتتاح مونديال الأندية    إعلام إسرائيلى: إيران أطلقت نحو 200 صاروخ باليستى منذ بداية الهجوم    خاص| محمد أبو داوود: «مشاكل الأسرة» محور الدراما في «فات الميعاد»    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 14-6-2025 في محافظة قنا    الصحة: قافلة متخصصة في جراحات الجهاز الهضمي للأطفال ب«طنطا العام» بمشاركة الخبير العالمي الدكتور كريم أبوالمجد    في اليوم العالمي.. الصحة العالمية تكشف فوائد وشروط التبرع بالدم    محاكمة 3 متهمين في قضية خلية "جبهة النصرة الثانية".. اليوم    الأمن العام الأردنى: إصابة 3 أشخاص بسقوط جسم على منزل فى إربد    حجاج مصر يودّعون النبي بقلوب عامرة بالدعاء.. سلامات على الحبيب ودموع أمام الروضة.. نهاية رحلة روحانية في المدينة المنورة يوثقوها بالصور.. سيلفي القبة الخضراء وساحات الحرم وحمام الحمى    افتتاح كأس العالم للأندية.. موعد والقنوات الناقلة لمباراة الأهلي وإنتر ميامي    غدا .. انطلاق ماراثون امتحانات الثانوية العامة بالمواد غير المضافة للمجموع    قصور الثقافة تعرض "طعم الخوف" على مسرح مدينة بني مزار الأحد المقبل    غرائب «الدورس الخصوصية» في شهر الامتحانات    60 دقيقة تأخيرات القطارات بمحافظات الصعيد.. السبت 14 يونيو 2025    جماهير الأهلي توجه رسائل مباشرة ل تريزيجية وهاني قبل مباراة إنتر ميامي (فيديو)    توجيهات رئاسية مُستمرة وجهود حكومية مُتواصلة.. مصر مركز إقليمي لصناعة الدواء    أنغام تُطرب جمهور الخبر في حفل استثنائي ب السعودية (فيديو)    وسائل إعلام إيرانية: سماع دوي انفجارات قوية في شرق طهران    تعرف على أسماء وأماكن لجان الثانوية العامة 2025 بمحافظة الشرقية    قناة مفتوحة لنقل مباراة الأهلي وانتر ميامى في كأس العالم للأندية    معاذ: جماهير الزمالك كلمة السر في التتويج ب كأس مصر    الأزهر يدين العدوان الصهيوني على إيران ويطالب بوقف الانتهاكات الصهيونية بحق دول المنطقة    الكويت تدعو مواطنيها فى مناطق التوتر بتوخى الحذر والمغادرة حال سماح الظروف    ما حكم أداء النافلة بين الصلاتين عند جمع التقديم؟    «الإفتاء» توضح كيفية الطهارة عند وقوع نجاسة ولم يُعرَف موضعها؟    فرنسا تحذر مواطنيها من السفر إلى الشرق الأوسط    الدبيكي: إعتماد إتفاقية «المخاطر البيولوجية» إنتصار تاريخي لحماية العمال    رئيس جامعة سوهاج في ضيافة شيخ الأزهر بساحة آل الطيب    احذرها.. 4 أطعمة تدمر نومك في الليل    «تضامن الدقهلية» تطلق قافلة عمار الخير لتقديم العلاج بالمجان    «الأهلي في حتة عاشرة».. محمد الغزاوي يرد على المنتقدين    4 أبراج يتسمون ب «جاذبيتهم الطاغية»: واثقون من أنفسهم ويحبون الهيمنة    خطباء المساجد بشمال سيناء يدعون للوقوف صفا واحدا خلف القيادة السياسية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تحويل القبلة وفقدان الذاكرة
نشر في المصريون يوم 20 - 07 - 2010

تعود الناس فى مرحلة الاستلاب والوهن الحضارى أن يلجأوا إلى التاريخ ليستمدوا من ماضيهم العظيم ما يستعينون به على الحاضر البائس ويستجيرون به من حالات القهر والإحباط التى تملأ دنياهم فيججدون احتفالهم وحفاوتهم ببعض المواقع فيه علها تهون عليهم معاناة الحاضر وتمدهم بزاد جديد من الصبر والأمل بعدما نفد ما لديهم تحت وطأة الاستبداد والقهر وعموم المظالم غير أن التاريخ بمكوناته ومقوماته ليس صفحات طويت وليس مواقع لاجترار الذكريات والوقوف على أطلالها بحديث عن أمجاد الآباء ثم ينفض السامر وينتهي الأمر. لا التاريخ ليس كذلك، فالتاريخ هو ذاكرة الأمم ومستودع تجاربها ومعارفها الممتدة مع المكان في عمقه واتساعه ومع الزمان في استطالته ماضيا وحاضرا ومستقبلا، وغياب حقائق التاريخ عن الوعى الذاتى شئ خطير لأن ذلك يعنى ببساطة شديدة تعطيل الحواس كلها وفقدان الذاكرة والوقوف على عتبة الجنون، ومن ثم تكون العشوائية والتخبط والخلط بين الماضى والحاضر ثم يكون العجزعن تصور المستقبل واستحضار معالمه فضلا عن التخطيط له.
قال تعالى {أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ أَفَلَا يَسْمَعُونَ } (26) سورة السجدة
{أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّأُوْلِي النُّهَى} سورة طه(128)
والمسلم لا يجلس على شاطئ التاريخ أوعلى هامش الأحداث ليشاهد من موقع المتفرج وباندهاش عملية المد أو الجزر، كلا المسلم ليس كذلك ، إنه رجل آخر إنه هو الذي يحرك التاريخ ويدفع بعجلاته إلى الأمام ويصنع من خلال إرادته وقراره الحر عملية المد والجزر، لذلك رأينا على مدار التاريخ رجالا يؤثرون فيه بل ويصنعونه لأمتهم ويخلدون من خلاله مواقفهم..أمثال هؤلاء الرجال يربط القدر بمواقفهم مصائر الأمم ومقدرات الشعوب .
عناصر تكوين التاريخ
* وحدات زمنية تقدر بالسنين.
* أحداث تقع في تلك الوحدات وتستوعبها وتؤثر فيها بالإيجاب أو السلب والمد أو الجزر والنهضة والتقدم أو التخلف والتراجع .
* رجال لهم من هذه الأحداث مواقف ولهم فيها مواقع .
والرجال الذين يصنعون التاريخ بمواقفهم تحركهم عقائد وتدفعهم إلى قمة القيادة مبادئ يعيشون بها ويعيشون لها يعيشون بها يعيشون بها التزاما وسلوكا في حياتهم ، ويعيشون لها عطاء وتضحيات تصل في كثير من الأحيان إلى حد المخاطرة الجريئة بالنفس والحياة في سبيل المبادئ ، وتلك أولى الدرجات في سلم التغيير من حال إلى حال .
o أن تكون وفيا للمبدأ.
o وأن تكون الفكرة أنت، والمبدأ أنت ،مجسما ومجسدا في سلوكك وخلقلك
o أن تستعلي به على عوامل الرغبة والرهبة .
o ألا تبيعه في أول مساومة وألا تتركه وتتخلى عنه في أي صدام
o أن تكافح دونه في كل موقع.
o أن تعلى رايته في كل درب.
o ألا تتخلى عنه أبدا ولو بدلت من سعة الحياة قضبان السجن أو حتى مقصلة الموت.
ذلك هو الموقع المشرق الذي نلوذ به في مناسبة تحويل القبلة حين يستدعيها الزمن من ذاكرة التاريخ . ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مثلا رفيعا ورائعا في الوفاء للمبدأ حين استعلى بدينه على عوامل الرغبة والرهبة، واعلن في وضوح تام أنه لن يفرط فيه ولن يتخلى عنه ولو وضعوا الشمس في يمينه والقمر في يسارحتى يظهره الله أو يهلك دونه.
إصرار جدير بالإعجاب والتقدير من أصدقاء المبدأ ورفاق القضية ومن أعدائه والمخالفين له على حد سواء.
وهذا الإصرار الرائع هو الذي دفع عمه أبا طالب ليدرك من خلال مواقف ابن أخيه أنها عقيدة لا تباع بملء الأرض ذهبا ولن يتخلى عنها صاحبها ولو بدل من سعة الأرض قضبان السجن أو حتى مقصلة الموت فلن يتحول متاجرا بها أو مساوما بمبادئها على كل حال.
وانتقل الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ليبدأ مرحلة جديدة في بناء الدولة، وعليه فلا بد من غربلة للصفوف حيث تنتقل الدعوة في مسيرتها من مرحلة إلى مرحلة،من مرحلة تحمل المعاناة بصبر وتجلد إلى مرحلة المواجهة الواضحة الصريحة ولذلك نلاحظ أن معركة بدر جات بعد تحويل القبلة واستقلال الشخصية المسلمة في فكرها وتصوراتها فهل سيتحمل الكل مسؤولية التبعة وهل الجميع على استعداد للتضحية والفداء ؟؟ سؤال كان لا بد للواقع من أن يجيب عليه في امتحان بالغ الشدة. ففى كل دعوة للإصلاح ينتشر تجار الشعارات الذين يركبون الموج في كل مد ويبيعون ضمائرهم في كل سوق
وثمت فروق جوهرية بين عشاق المبادئ وطلاب المغانم ، بين الرجال الذين يظهرون في المحن والشدائد وبين الإمعات وأنصاف الرجال الذين يرقصون على الجراح وينوحون في كل مأتم ويطبلون ويزمرون في كل فرح ويأكلون على كل مائدة .
نعم إنها فتنة تنقى الصفوف وتفرق بين الصادق والكذوب وبين عشاق المبادئ وطلاب المغانم.
وطبيعة المجتمع الذى تربى في ظله المهاجرون أنه مجتمع قبلى يلعب الموروث الاجتماعى فيه دورا كبيرا وخطيرا في رسم خريطة الوجدان وارتباطاتها العاطفية بالمكان والزمان والأشخاص حبا وكرها، إيجابا وسلبا ، ومن ثم فالمهاجرون رغم غلبة العقيدة الجديدة في نفوسهم وانتصارها على كل العوامل والمؤثرات إلا أنهم لا يرون غضاضة أو تناقضا بين عقيدتهم الجديدة وبين الموطن الأصلى وبخاصة أن مكة أحب بلاد الله إلى الله ، وهى مسقط الرأس، وهى محضن الطفولة وموطن الذكريات، وهى أم القرى وفيها الكعبة المشرفة قبلة العرب ، وبيت أبيهم ابراهيم ومقصد الناس من كل لون، وبها يرتبط شرف الآباء والأجداد، وقلوب الناس وأفئدتهم تهوى إليها ويقصدونها من كل البقاع وفي كل عصر ومن ثم فهم يرتبطون بها أرضاً وتراباً وتاريخاً وقبيلة ونسباً.
ولقد لاحظ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الأمر وأراد أن يحبب إليهم الموطن الجديد فدعا بالبركة للمدينة وثمارها" وقال فيما صح عنه صلى الله عليه وسلم : " اللهم ! إن إبراهيم حرم مكة فجعلها حرما . وإني حرمت المدينة حراما ما بين مأزميها . أن لا يهراق فيها دم . ولا يحمل فيها سلاح لقتال ، ولا يخبط فيها شجرة إلا لعلف . اللهم ! بارك لنا في مدينتنا . اللهم ! بارك لنا في صاعنا . اللهم ! اجعل لنا في مدنا . اللهم ! بارك لنا في صاعنا . اللهم ! بارك لنا في مدنا، اللهم ! بارك لنا في مدينتنا . اللهم ! اجعل مع البركة بركتين والذي نفسي بيده ! ما من المدينة شعب ولا نقب إلا عليه ملكان يحرسانها حتى تقدموا إليها " . ( ثم قال للناس ) " ارتحلوا " فارتحلنا . فأقبلنا إلى المدينة"
رواه أبو سعيد الخدرى ، صحيح مسلم - 1374
وروى أبو هريرة أيضا قال : كان الناس إذا رأوا أول الثمر جاءوا به إلى النبي صلى الله عليه وسلم . فإذا أخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " اللهم ! بارك لنا في ثمرنا . وبارك لنا في مدينتنا . وبارك لنا في صاعنا . وبارك لنا في مدنا ! اللهم ! إن إبراهيم عبدك وخليلك ونبيك . وإني عبدك ونبيك . وإنه دعاك لمكة . وإني أدعوك للمدينة . بمثل مادعاك لمكة . ومثله معه ". قال : ثم يدعو أصغر وليد له فيعطيه ذلك الثمر." صحيح مسلم: 1373
وبما أن المهاجرين إلى المدينة هم البذور الأولى التى تحمل أنوار التوحيد وإشراقات رسالة الخير والخلق العظيم فى كل مكان وكل بقعة من أرض الله الواسعة فيجب إعدادهم إعدادا خاصا يخرج بهم عن مألوف ما يعيشه الناس وما يتعرضون له من الدوافع والبواعث وما ينتج عنها من تأثيرات العادة أو العرف الاجتماعى أو الموروث الضاغط الذى يؤثر في السلوك والعقل ويشكل الوجدان لدى عموم الناس ، ومن ثم كان التوجه في الصلاة إلى بيت المقدس بمجرد وصول النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة .
وظل التوجه إلى بيت المقدس قرابة سبعة عشر شهراً وبعدها أمر الله نبيه أن يعود إلى بيت الله الحرام.
وكما يقول العارفون " إن لله غيرة أن يرى في قلب محبه غيره " فكأن الله جل جلاله أراد لهذه القلوب أن تخلص فتستخلص ، وأن تصفو فتستصفى
ومن ثم كان هذا الدرس في تربية الولاء بعيدا عن كل تأثيرات الأرض وما عليها ومن عليها ولكى يكون ارتباط القلوب بالله بغير منافس ولو كان بيت الله الحرام.
وكان تحويل القبلة بما يحمل في سياقه من حقائق على المستويين الداخلى وفى الميط الخارجى
فعلى المستوى الداخلى حمل لنا تحويل القبلة مجموعة من الأهداف كان أهمها :
1. تربية النخبة التى أحبها وأحبته وتصحيح خريطة الولاء لديهم بحيث يتحررون من كل ارتباط ولو كان ببيت الله الحرام يقول أحد العارفين: ( إن لله غيرة أن يرى في قلب محبه غيره(
2. قطع كل الروابط في العقل والقلب والوجدان والإبقاء على رباط واحد هو مركزية الولاء لله وحده.
3. تحصين المتلقى ضد الحروب النفسية والفكرية والثقافية والرد على شبهات الطوائف التى تشككك المسلمين في عقيدتهم.
{سَيَقُولُ السُّفَهَاء مِنَ النَّاسِ مَا وَلاَّهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُواْ عَلَيْهَا قُل لِّلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }البقرة142
4. تحديد السمات والخصائص العامة للمجتمع المسلم.
{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً}
5. تنقية الصف من المترددين والمنهزمين.
وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللّهُ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ }البقرة143
6. . تشخيص هوية الأمة المسلمة وتحديد معالمها وخصائصها العامة
{ وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا}
7. .التأكيد على أن الكفر ورفض الحقائق الإسلامية ليس لنقص في الدليل والحجة وإنما هو نابع من الجحود والنكران والكراهية.
{وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ }النمل14
{الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ }البقرة146
{ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ }البقرة144
8. .التحذير من التبعية في كل شئ لمن ليسوا من دين الله على شئ.
{وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَّا تَبِعُواْ قِبْلَتَكَ وَمَا أَنتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَمَا بَعْضُهُم بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم مِّن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذَاً لَّمِنَ الظَّالِمِينَ }البقرة145
وعلى المستوى الخارجي والمحيط الدولي كانت الأهداف التالية .
1. تأكيد وحدة الرسالات وتواصل حقائق الوحي الإلهي.
{قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ }البقرة136
{قُلْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ }آل عمران84
2. إعلان وراثة النبوات السابقة وانتقال القيادة الروحية من بنى إسرائيل إلى بنى إسماعيل.
{وَإِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّيْنَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُواْ أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُواْ وَأَنَاْ مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ }آل عمران81
{وَإِذَ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاء ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْاْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ }آل عمران187
3. . تأكيد الربط بين العاصمتين المقدستين مكة والقدس وإعلان مسؤولية المسلمين في حماية المقدسات .
4. . تحديد المرجعية العليا في العقائد والأخلاق والقيم والتصورات.
5. . إعلان بداية مرحلة الشهود الحضاري للأمة المسمة
{وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا}
6. . تحديد معيار الهداية بالدخول تحت الصبغة التى اصطبغ بها الأنبياء جميعا واصطبغ بها الكون كله.
{أَفَغَيْرَ دِينِ اللّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ }آل عمران83
{صِبْغَةَ اللّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدونَ }البقرة1384.
7. . وانتقال القيادة الروحية من بنى إسرائيل إلى بنى إسماعيل.
8. . تأكيد الربط بين العاصمتين المقدستين مكة والقدس وإعلان مسؤولية المسلمين في حماية المقدسات .
9. . تحديد المرجعية العليا في العقائد والأخلاق والقيم والتصورات
وبعد اكتمال العناصر الثلاثة في الزمن والأحداث والرجال تكون التاريخ وبدت قسمات بطولة الرجال الذين رباهم المنهج مضيئة مشرقة على أيامه ولياليه، ثم دار الزمن وتحول، وخلف من بعدهم خلف حولوا التاريخ بمكوناته ومقوماته وعناصره إلى مجرد قصص ميت يحكى بين المقهورين والمخدوعين في كلمات فقدت مضمونها وفحواها، وغفلت عن كل الدروس التى جاءت في سياق تحويل القبلة لتصنع معركة جدال كبير وفى كل عام بين مؤيد ومعارض حول الدعاء والصلاة في تلك الليلة ومدى مشروعيته أو بدعيته .
ألم أقل لك أيها القارئ العزيز أننا نعيش عصر الاستلاب والتراجع والوهن الحضارى ؟
رئيس المؤسسة الأسترالية للثقافة الإسلامية
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.