حسام السويفى: - لماذا لم تعترض على إصرار الجهات الأمنية من نشر حوار مرشد الإخوان، الذى تم حجبه من عدد صوت الأمة فى 5 يناير الماضى، والذى قال فيه عاكف إن مبارك مخبول وتصريحاته تافهة، ولا تصدر إلا عن شخص غير واعٍ، وهذا الحوار الذى كنت قد قمت به أنا فى الوقت الذى اعترضت فيه أنت على حجب مقالاتك من جريدة صوت الأمة، والتى كان آخرها عن عبارة السلام وزكريا عزمى؟ حوار مرشد الإخوان كان مقرراً نشره بالفعل بتاريخ 5 يناير بجريدة صوت الأمة، وكنت رئيس تحريرها فى ذلك الوقت، والحقيقة أن اعتراض الأمن لم يكن سبب منع نشر الحوار، والسبب الحقيقى لمنع نشر الحوار هو الإخوان أنفسهم، بمن فيهم المرشد العام، وهو "مصدر" الحوار وصاحبه، وعندما طلب عدم نشر الحوار تحت الضغط الأمنى، لم يكن أمامنا إلا النزول على رغبته، والامتناع عن نشر الحوار. ولم يتدخل الأمن بأى شكل لوقف حوار المرشد، رغم أنه كان هناك اعتراض أمنى على نشر مقالى، الذى كان يحمل عنوان "الذين جلبوا العار لمصر" بالصفحة الأولى، التدخل الوحيد فى الموضوع كان من الإخوان، الذى أمطرونى يومها بوابل من الاتصالات التليفونية حتى قبل أن أعرف أن هناك اعتراضاً على أى شىء، وطلبوا رفع الحوار، لأنهم وقعوا تحت ضغط أمنى شديد، ومن الأصول المهنية أن لا أنشر شيئاً إلا بموافقة المصدر، وهو الوحيد من له الحق فى طلب حجب الموضوع أو وقف نشره. اليوم السابع: وكيف عرف الأمن بمحتوى الحوار قبل نشره؟ من صوت الأمة أم من الإخوان؟ قال عبد الحليم قنديل لم يعرف من صوت الأمة، ولا من الإخوان، الأمن عرف بمحتوى الحوار من مطابع الأهرام، فالمعروف أن أغلب الصحف المستقلة والحزبية تطبع فى الأهرام، وما حدث يؤكد مراقبة الأمن للصحف التى تطبع فى الأهرام قبل طبعها فى الأهرام، ويفسر ذلك احتجاز ذلك العدد من "صوت الأمة" فى مطابع الأهرام لمدة يومين، فى سابقة هى الأولى، وأثناء ذلك تدخل الأمن وضغط على قيادات الإخوان ليطلبوا عدم نشر الحوار، ونشرت الأهرام بعد ذلك فى صفحاتها الأولى تصريح لمصدر سمته "مصدر مسئول"، أكدت من خلاله أنها ليست المسئولة عن تعطيل طباعة الجريدة، وأن المتسبب فى ذلك أصحاب الجريدة!. وهذا الحادث يؤكد أن مطابع الأهرام لا تعود لجريدة الأهرام، وأن الرقابة على الصحف غير المباشرة – الحزبية والمستقلة" لا توجد عنها هيئة مسئولة، إنما أجهزة الأمن هى التى تحكمها وتقرر النشر والحجب.