أفادت صحيفة الإندبندنت فى افتتاحيتها أمس الاثنين، أن العديد من الإسرائيليين فقدوا اهتمامهم بمبدأ "الأرض مقابل السلام"، خاصة بعد تصاعد انقسام الصفوف الفلسطينية بين حماس وفتح فى الآونة الأخيرة. وأفادت الصحيفة أن تصويت الإسرائيليين فى انتخابات إسرائيل البرلمانية المقرر إجراءها اليوم الثلاثاء، يعكس نقطة تحول على الساحة السياسية فى الشرق الأوسط. وعلى الرغم من أن الاختلافات بين منصات الأحزاب الرئيسية تبدو ضئيلة، إلا أنها فى واقع الأمر ليست كذلك. وقد أكد حزب الليكود اليمينى الذى يترأسه بنيامين نتيانياهو، بجانب حزبى كاديما والعمل اللذين سيتزعمهما تسيبى ليفنى، وزيرة الخارجية، وأيهود باراك، وزير الدفاع، على ضرورة تحقيق الأمن القومى فى البلاد، كما تشدقوا جميعهم، وبنفس الشغف، بالإيجابيات التى ساهمت فى تحقيقها الحملة العسكرية على قطاع غزة. وقد شهد موقف الناخبين تحولا ملحوظا، وبالإجماع، تجاه "اليمين"، حيث فقد العديد من الإسرائيليين اهتمامهم بمبدأ "الأرض مقابل السلام"، خاصة بعد تصاعد انقسام الصفوف الفلسطينية بين حماس وفتح فى الآونة الأخيرة. والجدير بالذكر أن هذه الانتخابات تعتبر الأولى من نوعها فى إسرائيل التى يخرج فيها اليمين المتطرف باعتباره قوة كبيرة. ومن المحتمل أن يتبوأ حزب "إسرائيل بيتنا" اليمينى، الذى يترأسه أفيجدور ليبرمان المعروف برفضه لتقديم التنازلات إلى الفلسطينيين، ودعواته المتزايدة إلى طرد عرب إسرائيل الذين فشلوا فى تخطى اختبار "الولاء"، المركز الثالث بعد الليكود وكاديما، الأمر الذى يمنحه حق تتويج أما نتيانياهو أو ليفنى قائدا لمنصب رئاسة الوزراء. خيارات مختلفة من الخطأ النظر إلى الخيارات السياسية الرئيسية فى إسرائيل باعتبارها متماثلة، فيوجد فرقا جوهريا بين الخطاب الذى يستخدمه كل من نيتانياهو وليفنى. من ناحية، حزب كاديما أكد على التزامه بحل الدولتين لفض النزاع المتأزم بين فلسطين وإسرائيل، ومن ناحية أخرى، عارض حزب الليكود قيام دولة فلسطينية فى الضفة الغربية، ويرفض بل ويشجب مباحثات إعادة حدود عام 1967. ويتذكر البعض مشهد مصافحة مناحم بيجن عام 1979 مع الرئيس المصرى، باعتباره دليلا دامغا على أن اليمين الإسرائيلى قد قدم عملياً تنازلات كبيرة وصلبة إلى جيران إسرائيل من العرب، أكثر من الشمال. نعم، كان هذا صحيحاً فى وقت ما، ولكن الحقيقة هى أن اليمين فى إسرائيل الآن اكتسب سمة التعنت والكبرياء التى لم تكن موجودة فى عهد بيجن. والنقاش أن نيتانياهو، قد يكون مثل تشارل ديجول، ويتخلى عن الضفة الغربية، مثلما تخلى الرئيس الفرنسى الأسبق عن حلم "الجزائر الفرنسية"، فى غير موضعه بالمرة. تعهدات نيتانياهو وتعهد نيتانياهو، فى حال فوزه برئاسة الوزراء الإسرائيلية، بمنح ليبرمان منصبا حكوميا كبيرا فى الوزارة، لذا فليس من المحتمل أن يخذل هذا الائتلاف، الذى يتزعمه الليكود، المستوطنين، فهذه فكرة غير واردة بالمرة. بل على العكس، من المرجح أن تقوم هذه الحكومة بتوسيع المستوطنات الإسرائيلية، الأمر الذى ليس فقط يعرقل عملية السلام، ولكن يلحق بها ضررا لا يمكن إصلاحه، وقد يغير من ديموجرافيا الضفة الغربية لدرجة قد يصبح معها حل الدولتين مستحيلا. لذا، يحمل الناخبون الإسرائيليون بين أيديهم مصير عملية السلام، وتضع هذه الانتخابات المنطقة عند مفترق طرق، حيث من المقرر أن تأخذ إسرائيل غدا قرارا "تاريخيا". وعلى الرغم من ذلك، تبقى علاقة إسرائيل المستقبلية مع واشنطن عاملا أساسيا كذلك فى تحديد مصير عملية السلام فى المنطقة. ويرى البعض أن اليمين الإسرائيلى لا يجب أن يخشى أوباما، ولكن هذه وجهة نظر متفائلة أكثر مما يجب. فعلى الرغم من حرص أوباما الشديد على الحصول على تأيد الرأى الإسرائيلى فى حملته الانتخابية، إلا أن واشنطن قد لا تدعم مستقبلا الحكومات الإسرائيلية دون شروط مسبقة، كما كان الحال فى عهد رئاسة جورج بوش. وقد يتحقق هذا بالفعل، خاصة إن أغلقت الحكومة الإسرائيلية الجديدة جميع الأبواب فى وجه احتمال التوصل إلى اتفاقية للسلام بين جانبين طال أمد النزاع بينهما، كما تسبب فى زعزعة علاقات الولاياتالمتحدةالأمريكية مع العديد من الدول حول العالم، وليس فقط الشرق الأوسط، لدعمها إسرائيل ولعدم قدرتها على فض هذا النزاع. يبدو أن الناخب الإسرائيلى أدرك هذه الحقيقة (احتمال تراجع الدعم الأمريكى لإسرائيل)، حيث أظهرت استطلاعات الرأى الفرق الضئيل الذى يفصل بين حزب الليكود بزعامة نتيانياهو وحزب كاديما بزعامة ليفنى، الذى اكتسب شعبية كبيرة نظرا لخيار السلام الذى يروج له، ولا يملك المرء سبيلا سوى أن يأمل أن يفوز كاديما. اخبار متعلقة.. الشعب الإسرائيلى غير مبالٍ بالانتخابات أهم الأحزاب المشاركة فى الانتخابات الإسرائيلية صدام أمريكى إسرائيلى متوقع إذا فاز نيتانياهو لعبة "باقون" سلاح عرب إسرائيل فى الانتخابات توقعات فلسطينية بفشل التهدئة إذا فاز نيتانياهو لوموند: الاحتلال الإسرائيلى مستمر قبل وبعد الانتخابات خبراء: تحالف نتانياهو وليبرمان كارثة للمنطقة خبراء: لا تأثير للانتخابات الإسرائيلية على مصر غطاس: سياسة إسرائيل لا تتغير بالانتخابات