لقد تقطع قلبى وأنا أشاهد هذه المرأة الفلسطينية تصرخ وتنادى واإسلاماه وامعتصماه هناك أمام إحدى بوابات الأقصى الأسير، وقفت هذه السيدة العظيمة شامخة شجاعة لا تخشى الآلة الصهيونية الجبانة، وقفت تنادى وتصرخ تنادينا نحن المسلمين تنادينا لكى نجيرها ونجير المسجد الأقصى من اليهود الغاصبين. وفى الأزهر الشريف كان هناك مشهد آخر مشهد أبكانى أيضا، مشهد أبطال حماس وأبطال القسام وأبطال الإخوان يلتحمون مع شعبنا المصرى لحمة واحدة فى تظاهرة إسلامية قوية تنادى بتحرير الأقصى وترسل رسالة للعالم أن الخطوة الأولى لتحرير الأقصى قد بدأت وأننا ماضون لرقى أمتنا وتحرير مقدساتنا ولن يثنينا كاره ولن توقفنا قوة ولن يستطيع عدو أن يجعلنا نحيد عن الطريق. لنعود إلى هذا المشهد العظيم أمام المسجد الأقصى الأسير لنرى أخواتنا وأمهاتنا يدافعن عن المسجد الأسير، يقفن وقفة بطولية أمام جنود الجيش اليهودى الغاصب يدافعن عنه بأجسادهن ووالله إننى وأنا أشاهد نساء الأقصى يقفن أمام الجنود سألت نفسى عن معنى الرجولة ولم أجد أكثر رجولة من هذا الموقف الذى تتمثل فيه كل معانى الفداء والتضحية، فداء الأقصى بالروح والتضحية من أجله بالغالى والنفيس وهل هناك أغلى من الروح. يا رجال العرب ويا شباب الأمة النساء تصرخ والنداء قد وصل الجميع، فأين المشمرون وأين المجاهدون وأين الباذلون، من الذى سيحرر الأقصى ومن الذى سيلبى النداء ومن الذى يجعل نفسه فى مقدمة الصفوف، من الذى يعد نفسه للمعركة مع أعداء الله من اليهود؟. إن الأقصى والقدس وفلسطين وكل الأراضى المغتصبة تئن تحت الاحتلال منذ زمن طويل، وقد صنع اليهود لأنفسهم دولة وصنعوا لهم جيشا وخططوا كثيرا حتى تستقر هذه الدولة، وكان أحد وسائلهم صناعة عملاء لهم وجواسيس يجلسون على كراسى الحكم فى بعض بلاد المسلمين حتى قالوا عن حسنى مبارك إنه كنز استراتيجى لهم. والآن وقد أراد الله بنا خيرا وأزاح هذا الطاغوت، وأراحنا منه وفتح لنا الطريق لكى نبدأ العمل من أجل رقى بلدنا وأمتنا، ومن أجل تحرير مقدساتنا فهيا إلى العمل وهيا إلى الجهاد وهيا لنقتحم الساحة ونرى العالم من من هم المسلمون، هيا نعيد أمجادنا، هيا نعيد أمجاد أبو بكر وعمر وعثمان وعلى، هيا نعيد علم الخوارزمى وابن حيان، هيا نعلمهم شجاعة خالد وذكاء عمرو، هيا نريهم كيف كان المغيرة بن شعبة هيا نعلمهم طريقة هارون الرشيد، هيا معا نسير على خطى صلاح الدين. يا إخوتى ليس لنا عذر الآن ماذا نقول لربنا وقد ذهب الذى كان يقف بيننا وبين العمل، يا إخوتى المساجد تنادينا ومحاريب العلم تنادينا وساحات الجهاد مفتحة ألا من مجيب؟. مشاريع الخير كثيرة والأمة محتاجة إلى كل مشروع ومحتاجة إلى كل فكرة ونحن مازلنا كسالى ونحن مازلنا نتناحر ونحن مازلنا فى أماكننا لا نتحرك. أخاف أن يأتى وقت نندم فيه على ضياع الفرصة وأخاف أن يأتى وقت نقول ياليتنا فعلنا كذا وكذا.. فى مثل هذه المواقف يجب على كل منا أن يأخذ نفسه أخذا قويا ناحية الحق (يا يحيا خذ الكتاب بقوة) وأن يكون عالى الهمة وأن ينسى حظ نفسه وأن يقتدى بالقادة العظام وأن يقرأ سيرة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم مقتديا به فى كل قول وعمل، وقبل كل هذا علينا أن نتوجه دائما لله بالدعاء أن يوفقنا وينصرنا دائما إنه على ذلك قدير.