شهدت العديد من محافظات مصر عقب صلاة الجمعة اليوم وقفات احتجاجية دعت إليها جماعة الإخوان المسلمين وحزب العمل أمام المساجد الكبرى؛ لنصرة المسجد الأقصى والمطالبة بتحرك عربي عاجل لوقف الانتهاكات الصهيونية في فلسطين. كما خرجت مظاهرات جماهيرية كبيرة في غزة والأردن تنديدا بمخططات الاستيطان في القدسوفلسطين داعية إلى وقف المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل. وقامت قوات الأمن المصرية بمحاصرة المساجد وإغلاق العديد من الميادين الرئيسية بالمحافظات؛ في محاولة منها لإجهاض الوقفات الاحتجاجية التي اندلعت في المدن والمراكز المختلفة للتضامن مع الأقصى.
ومع فشل محاولات الأمن في إجهاض الوقفات الاحتجاجية بإقامة الكردونات الأمنية حول المتظاهرين؛ شنت أجهزة الأمن حملة اعتقالات واسعة في صفوف المشاركين، واعتقلت العشرات منهم في مختلف المحافظات.
ففي الإسكندرية قال مراسلنا (محمد خالد) إن الوقفات الاحتجاجية اندلعت عقب صلاة الجمعة في الميادين وأمام المساجد التي تشهد تجمعات كبيرة للمصلين، شارك فيها الآلاف منددين بالصمت العربي تجاه ما يحدث للمسجد الأقصى، وضم المقدسات الإسلامية ومسجد بلال بن رباح إلى الآثار اليهودية، وفي المقابل قرار العرب باستئناف المفاوضات.
وفور انتهاء الوقفات الاحتجاجية بدأت أجهزة الأمن في اختطاف عشرات المتظاهرين من الشوارع واحتجازهم بأقسام الشرطة، كما قامت بنصب الكمائن المرورية في الطرقات، والقبض على آخرين من وسائل المواصلات.
وفي شارع الترعة المردومة اقتحم ضابط مباحث قسم الرمل ثان الوقفة الاحتجاجية بسيارته؛ مما أدى إلى إصابة ثلاثة من المتظاهرين، تم نقلهم إلى المستشفى بعدما أصيبوا بكسور وإصابات بالغة.
وردد المتظاهرون هتافات مثل: "ماتش الكورة حرك دولة.. وإحنا الأقصى بعناه مقاولة"، و"يا أقصانا لا تهتم.. راح نفديك بالروح والدم"، ورفعوا اللافتات المتضامنة مع الأقصى، مثل: "لا لتهويد القدس، و"ضم الحرم الإبراهيمي جريمة تاريخية لا يمكن السكوت عليها"، و"لا للجدار لا للحصار".
وأمام مسجد ناجي غرب الإسكندرية دعا الدكتور توكل مسعود أحد قيادات الإخوان جموع الأمة الإسلاتمية إلى أن تهب نصرةً للمسجد الأقصى ومدينة القدس ضد محاولات التهويد.
وفي الحضرة الجديدة طالبت مظاهرة كبيرة الحكومات العربية بأن تنحاز إلى مطالب شعوبها قبل أن يتفاقم الأمر وتتأزم المشكلة، مشيرًا إلى أن طبيعة المواطن العربي تأبى أن تنتهك المقدسات، وهو واقف عاجز عن التحرك.
وفي المندرة القبلية نظم ما يقرب من ألفي مواطن وقفة احتجاجية بعد انتهاء صلاة الجمعة أمام مسجد الفرج؛ حيث أكد الشيخ أسامة فتوح أن الوضع الحالي الذي وصلت إليه الأمة العربية ما هو إلا نتاج المفاوضات التي لم تجلب على الأمة إلا المزيد من العار، مشيرًا إلى أن الوضع الحالي بات يؤكد أن المقاومة هي الخيار الأمثل والأوحد في حسم القضية الفلسطينية.
وفي شارع 30 بمنطقة الرأس السوداء أوضح النائب مصطفى محمد عضو الكتلة البرلمانية أن الاعتداء على المسجد الأقصى، وإجراء الحفريات تحته وضم الحرم الإبراهيمي ومسجد بلال إلى التراث اليهودي، جميعها محاولات صهيونية لإزالة كل المعالم والشواهد الدالة على عروبة وإسلامية القدس.
وفي ميدان الساعة احتشد المئات من المواطنين معلنين رفضهم لحالة الذل العربي، داعين إلى الاستمرار في دعم القضية الفلسطينية دعمًا ماديًّا ومعنويًّا.
وفي منطقة المعمورة طالب مئات المتظاهرين بإعادة تفعيل دور المقاطعة الاقتصادية لمنتجات الكيان الصهيوني؛ للوقوف بجانب إخواننا المجاهدين.
أكثر من 20 ألفًا في الشرقية
وفي الشرقية تظاهر أكثر من 20 ألفًا من الإخوان المسلمين بالشرقية؛ احتجاجًا على الاعتداءات والانتهاكات الصهيونية نصرة للمسجد الأقصى، وتنديدًا بضمِّ المقدسات الإسلامية في الحرم الإبراهيمي لقائمة التراث اليهودي، وسط حصار أمني مشدد امتد من ميدان الصاغة وحتى عمر أفندي.
وتجمع المتظاهرون أمام مجلس مدينة الزقازيق، مرددين هتافات منددة بالاعتداءات مثل "يا أقصانا يا حبيب أبشر أبشر بالتحرير"، و"يا فلسطيني يا فلسطيني دمك دمي ودينك ديني"، "يا أقصانا يا حبيب شمسك أبدًا مش هتغيب"، و"يا حكامنا ساكتين ليه بعد الأقصى فاضل إيه"، و"ضمو الحرم للتراث والحكام سكتوا خلاص".
وفي ختام المظاهرة اختطفت سيارات الشرطة عددًا كبيرًا من المتظاهرين، ولم يعثر على مكانهم حتى الآن، وقام عددٌ من المخبرين بسحب البطاقات الشخصية من كلِّ من يقترب من المكان، وفرض كردونات أمنية على حدود المدينة؛ نتج عنه اعتقال العشرات الذين لم يُعرف عددهم بعد.
الآلاف احتشدوا بالمنوفية
وفي المنوفية نظم الإخوان المسلمين 5 وقفات احتجاجية بمعظم مراكز المحافظة، شارك فيها الآلاف من الإخوان والمواطنين، تقدمهم قيادات ورموز الجماعة، وأعضاء الكتلة البرلمانية للإخوان بالمحافظة.
ففي مركز شبين الكوم شارك نحو 4 آلاف في الوقفة الاحتجاجية التي حاصرتها الحشود الأمنية أمام مسجد أبو بكر الصديق بالبر الشرقي؛ تنديدًا بالممارسات الصهيونية، والتهديدات التي يواجهها المسجد الأقصى المبارك.
وتقدم يسري تعيلب وعلي إسماعيل عضوا الكتلة أكثر من 3000 متظاهر أمام مسجد سيدي شبل بمركز الشهداء، انتهت وقفتهم بالدعاء للمرابطين في الأقصى بالثبات، وأن يشد الله على قلوبهم، وينصرهم على أعداءهم.
وأمام مجلس مدينة منوف شارك أكثر من 1500 من الإخوان في الوقفة الاحتجاجية التي تقدمها الدكتور جمال بدوي أحد قيادات الإخوان بالمحافظة، والتي أكد فيها أن فعاليات الإخوان مستمرة نصرةً للأقصى، ولن يحول بينهم وبين ذلك أية موانع.
وفي مدينة بركة السبع شارك المئات في وقفة احتجاجية أمام مسجد الكاشف تقدمهم النائب صبري عامر عضو الكتلة البرلمانية، والذي استنكر الحصار الأمني الشديد الذي فرضته قوات الأمن حول المتظاهرين.
وتكرر الأمر أمام مسجد أبو يوسف بمدينة تلا؛ حيث احتشد قرابة 1500 مواطن، مطالبين الأنظمة العربية والإسلامية بضرورة التدخل لوقف المهازل الصهيونية بحق المقدسات الإسلامية في فلسطين.
وتظاهر أكثر من 2000 من أهالي مركز ومدينة السادات نصرةً للأقصى؛ واحتجاجًا على ما يقوم به الصهاينة من تهويد للمقدسات الإسلامية في فلسطين، التي كان آخرها ضم الحرم الإبراهيمي الشريف للمقدسات اليهودية.
وشهدت محافظة الدقهلية العديد من الوقفات الحاشدة التي نظَّمها الإخوان المسلمون تصعيدًا للغضب الشعبي تجاه الممارسات الصهيونية؛ حيث احتشد أكثر من خمسة آلاف مواطن أمام مسجد الإسعاف بمدينة منية النصر، يعبِّرون عن مشاعر الغضب والاستياء مما يحدث في الأرض المقدسة بفلسطين وللمسجد الأقصى، مرددين هتافات، مثل: "كفاية شجب كفاية إدانه عايزن مدفع عايزن دانه"، و"ع الأقصى رايحين شهداء بالملايين، و"يا باراك لم جيوشك.. بكرة جيوش النصر تدوسك".
كما احتشد ما يقرب من عشرة آلاف مواطن أمام مسجد الجمعية الشرعية بمدينة المنصورة، واحتشد أكثر من خمسة آلاف أيضًا بمدينة طلخا أمام مسجد البازات مؤكدين نفس المعاني، ومعلنين غضبهم من صمت الحكومات العربية تجاه ما يحدث بالأراضي المحتلة.
وفي مدينة طلخا انطلقت مظاهرة احتشد بها أكثر من 3000 من جماهير المدينة؛ تضامنًا مع المسجد الأقصى، وتنديدًا بتهويد المقدسات الإسلامية.
وردد المتظاهرون هتافات منددة بالمواقف المخزية للحكومات العربية والإسلامية، ومطالبين بهبَّة جماهيرية من أجل المسجد الأقصى.
البحيرة
وفي البحيرة احتشد المئات بميدان الأوبرا بمدينة دمنهور عقب صلاة الجمعة، مطالبين الحكام العرب بأن يستجيبوا لآمال شعوبهم بالتخلي عن أجندة العدو الصهيوني، وردَّد المتظاهرون هتافات عديدة مثل: "بنرددها جيل ورا جيل بنعاديك يا إسرائيل".
وشهدت مدينة رشيد مظاهرةً حاشدةً أمام مسجد الصمادي، شارك فيها المئات من أهالي المدينة، وأكد الدكتور عبد الحميد زغلول عضو الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين في كلمته أن القضية الفلسطينة هي قضية عادلة يجب أن يستمر التضامن معها؛ حتى يتم تحريرها تحريرًا كاملاً تنتهي فيه غطرسة الكيان الصهيوني، وأكد أن الشعوب ما زالت حية؛ على الرغم من صمت وتواطؤ الأنظمة العربية والإسلامية.
وفي مدينة أبو حمص تعالت هتافات أهالي المدينة خلال وقفة احتجاجية أمام مسجد التحرير بعد صلاة الجمعة؛ احتجاجًا على ما يحدث للمسجد الأقصى من تهويد وتدنيس.
وردَّد الأهالي العديد من الهتافات لنصرة الأقصى منها: "لبيك يا أقصى"، و"بالروح بالدم نفديك يا فلسطين"، و"يا أقصانا لا تهتم راح نفديك بالروح والدم"، و"قال القائد إسماعيل لن نعترف بإسرائيل".
وفي مدينة كفر الدوار نظَّم الإخوان المسلمون بعد صلاة الجمعة وقفةً احتجاجيةً شارك فيها أكثر من 500 مواطن، ردَّدوا هتافات مثل: "يا ودود يا ودود أحمي الأقصى من اليهود"، واختتمت الوقفة بدعاء للمولى عزَّ وجلَّ أن يحمي المسجد الأقصى من يد الصهاينة الغاصبين، وأن يجعلنا ممن يحرره، وأن يرزقنا الصلاة في رحابه.
وفي دمياط نظَّمت لجنة التنسيق بين النقابات المهنية بالمحافظة عقب صلاة الجمعة مؤتمرًا جماهيريًّا تحت عنوان (لبيك يا قدس)؛ احتجاجًا على صمت الحكام العرب تجاه ما يحدث من انتهاكات صهيونية ضدَّ المسجد الأقصى، وضمِّ الحرم الإبراهيمي ومسجد بلال بن رباح للآثار اليهودية.
وردَّد المشاركون في المؤتمر الذي أقيمت فعالياته بنادي الزراعيين بالمحافظة بعض الهتافات المنددة بالصمت العربي والإسلامي تجاه مقدساتنا مثل: "يا أقصانا يا أسير أبشر أبشر بالتحرير"، "يا شعوبنا فين الرد عاوزين مرة رد بجد"، "المساجد تشكي لمين والأقصى وأرض فلسطين عايزين وقفة ليوم الدين".
وفي قطاع غزة انطلقت عدد من المسيرات التي شارك فيها آلاف الفلسطينيين بدعوة من ثمانية فصائل على رأسها حركتا المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي في ما اعتبر اليوم الوطني لنصرة المقدسات.
والتقت المسيرات لتشكل تجمعا كبيرا في ساحة المجلس التشريعي رفعت فيه الأعلام الفلسطينية، بينما اختفت على غير العادة رايات الفصائل.
الأردن
وفي غور الأردن بالقرب من الحدود مع فلسطين، نظمت الحركة الإسلامية مهرجانا للتنديد بإجراءات الاستيطان والتهويد في القدس، وأكد محمد النجار عن المراقب العام للإخوان المسلمين بالمملكة همام سعيد أن "هذا المهرجان رد على السكوت وعلى الإهانة والذل الذي تمثل بقرار وزراء الخارجية العرب باستئناف المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل التي تمعن بتهويد المقدسات وتوسيع الاستيطان".
حملة اعتقالات
وفي المقابل اعتقلت قوات الأمن المصرية 106 من قيادي وأعضاء جماعة الإخوان المسلمين الجمعة 12-3-2010، فيما يعد استمراراً للتصعيد بين الحكومة المصرية والجماعة. وجاءت حملة اعتقالات اليوم وفق ما صرح به عبد المنعم عبد المقصود محامي الإخوان المسلمين، فى عدة محافظات مصرية هي، الجيزة والشرقية والمنوفية والدقهلية، وشملت مرشحون سابقون للانتخابات البرلمانية السابقة. هذا بالإضافة لاعتقال أكثر من25 من المتظاهرينفي مظاهرة بالإسكندرية وفق ما أعلنه أحمد عبد الحافظ عن محامى جماعة الإخوان بالإسكندرية خلف بيومى أن قوات الأمن اعتقلت ما يزيد على 25 من المتظاهرين.
وبدأت حملة اعتقالات اليوم فى الثالثة فجراً واعتقل خلالها 46 قيادياً وعضواً بالجماعة، تلاها حملة أخرى عقب صلاة الجمعة شملت 60 عضواً كانوا يعتزمون الخروج لإعلان احتجاجاتهم على ما يجرى من اقتحام القوات الإسرائيلية للمسجد الأقصى.