انتفضنا وثارت الدماء في عروقنا وأعلن كل منا حالة الاستنفار والتعبئة العامة ليثأر لكرامته وتباري كل طرف في نشر وإذاعة صور وشهادات وحكايات تثير الحمية وتستفز المشاعر حتي يتضاعف غليان الدماء ومشاعر البغض والكراهية .. لم تتولد هذه الحالة وتلك المشاعر والأجواء لتصاحب ما تعانيه مقدساتنا من انتهاكات وتدنيس علي يد الصهاينة في القدس ولم تغلي الدماء تألما لما يعانيه الاقصي مسري رسول الله"ص" الذي يئن ويصرخ وهو يوشك علي ان يلفظ انفاسه الاخيرة بعد ان عاثت .. اياديهم النجسة فيه فسادا فقوضت اساساته وحفرت مئات الانفاق اسفله واقتحمه المتطرفون اليهود عشرات المرات واعتدوا علي المصلين الركع السجود من كبار السن الذين تمكنوا بشق الانفس من الدخول للصلاة بالمسجد بعد حرمان الالاف غيرهم من الوصول اليه لم تغلي الدماء في عروقنا ونحن نري طفلا لم يجاوز التاسعة يقف هو ومئات مثله يقفون كالاسود المرابطة يزودون عن مسري رسول الله امام الدبابات والبنادق لا يملك كل منهم الا حجرا تحمله يده الصغيرة امام دبابات وبنادق غادرة تتفنن في اصطياد اجسادهم الضعيفة كما يتفنن الجنود الصهاينة في استفزاز مشاعر المصلين بتدنيس المقدسات باقذر الطرق فيجلسون لمشاهدة الافلام الاباحية داخل باحات الاقصي الشريف بينما ننام نحن في بيوتنا كالنعام والانعام بعد ان اعتاد الكثيرون منا علي رؤية هذه المشاهد انتفضنا وتحركنا وغلت الدماء في عروقنا فقط ونحن نخوض معاركنا الكروية هنا فقط ظهر الرجال ليشمروا عن سواعدهم ويتوعد كل طرف الاخر بالويل والثبور بل وحمل البعض السلاح الابيض والاسود في وجه اخيه بعد ان مهد لذلك ما قامت به بعض وسائل الاعلام من تأجيج نيران الفتنة بين الشعبين المصري والجزائري ببث وفبركة صور القتلي والمصابين كذبا من الطرفين وما ارتكبته بعض الشخصيات العامة والاعلامية التي ركبت الموجة وارادت ان يكون لها صوتا في هذه المعركة المفتعلة فراحت تتباري في اشعال النيران بين الطرفين وانساق الكثيرون وراء هذه المعارك في ساحات الردح الاعلامي والشعبي بينما خرست كل هذه الالسنة وعميت هذه الابصار امام ما يحدث للاقصي وبينما نقل عشرات ومئات الشباب من الجانبين هذه المعارك الي المواقع والمنتديات الالكترونية لتبادل الشتائم والعداوات لم يتحرك الا قليلون لنصرة الاقصي وفي حين نجحت مبادرات السلام المزعوم مع الصهاينة في ان يجد المتخاذلون مبررات لحالة الخنوع والاستسلام التي نعيشها ونحن نري اعراضنا ومقدساتنا ودماءنا واراضينا تغتصب وتنتهك ليل نهار فشلت مبادرات السلام التي نادي بها وحمل لواءها العقلاء من الجانبين المصري والجزائري في رأب الصدع بين الشعبين الشقيقين امام ما صنعه كذابين الزفة وحملة المباخر والسفهاء من الجانبين بسبب مباراة كرة قدم تتقاذفها الاقدام كما تتقاذفنا اقدام اعداءنا امام المشهدين وبين ماحدث بسبب كرة القدم بين شعبين عربيين مسلمين وما يحدث للاقصي وسائر المقدسات في الاراضي المحتلة علي يد عدونا المشترك لابد وان نتساءل لماذا ظهر ت قوة الرجال في الاولي واختفت في الثانية ولماذا ظهرت الكرامة والدماء الساخنة بسبب مباراة كرة القدم بينما تحولت هذه الدماء الي مياه باردة امام تدنيس مقدساتنا ولماذا تعالت اصوات مشعلي الفتن في الاولي بينما خرست في الثانية ولماذا نوجه مشاعر الكراهية والبغض نحو بعضنا البعض بينما نترك عدونا الحقيقي يعبث بمقدراتنا وارواحنا وينتهك حرماتنا واعراضنا اعتقد ان مانفعله بانفسنا وبأمتنا لم يكن اعداءنا يوما يحلمون به وما قدمناه لهم لم يطمعوا يوما ان يحصلوا عليه من اقرب اصدقاءهم وعملاءهم فبأيدينا مزقنا اوصالنا ونزعنا عقولنا وبالتأكيد لن تعود كرامتنا وتحترم حرماتنا ومقدساتنا الا اذا لملمنا جراحنا وجمعنا شتاتنا ووحدنا كلمتنا والا علينا ان نصمت للابد والا ندعي الكرامة الزائفة والرجولة التي تسعي للثأر من الاشقاء وان نعترف باننا استبدلنا الدماء في عروقنا بمياه باردة عكرة وهنا علينا ان نكف عن الدعاء للاقصي لانه لن يحتاج لدعاء امثالنا [email protected]