فيلم الست يعبر جدل البرومو.. ويحصد إعجاب نقاد وصناع سينما وأسرة أم كلثوم

-الفيلم يطرح للجمهور الأربعاء المقبل بعد عروضه الخاصة في القاهرة ومراكش
-أحفاد كوكب الشرق: الفيلم يخلد ذكراها.. ولم نتخيل أن يكون بهذه الروعة ومنى زكي قدمت دور عمرها
-خيري بشارة: فيلم شجاع يخترق ويلمس مناطق جديدة ومثيرة في حياة أم كلثوم
-خالد جلال: صناع العمل لم يخذلونا.. وأنصح الجمهور بالذهاب لمشاهدته وهم مطمئنون
انعكست ردود الفعل بعد أسبوع من الجدل على "برومو" فيلم "الست" للمخرج مروان حامد، إذ تحولت من الانتقاد والهجوم إلى الإشادة والإعجاب، ولكن هذه المرة بعد المشاهدة وليست من متابعة البرومو.
الفيلم عرض لأول مرة في الدورة الأخيرة للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، والتي تختتم فعالياتها اليوم السبت، كما أقيم له عرضان متتاليان، الأول أمس والثاني اليوم في القاهرة، بحضور أسرة الفيلم، وأسرة كوكب الشرق أم كلثوم، بالإضافة إلى نجوم وصناع السينما والصحفيين والنقاد، استعدادًا لانطلاقه في دور العرض الأربعاء المقبل.
وعقب مشاهدته، وصفه المخرج خيري بشارة بالفيلم الشجاع، الذي يخترق ويلمس مناطق جديدة ومثيرة في حياة أم كلثوم، مؤكّدًا أن الفيلم يأسرنا وكأنه حلم يفيض بالدموع والفكاهة.
وأوضح خيري بشارة، عبر حسابه بموقع "فيسبوك"، أن منى زكي تمتاز بخطوات رشيقة وجاذبية بصرية وأداء مذهل، وسعت لتقديم روح الشخصية بإتقان ساحر في نبرة صوتها وتعبير عينيها.
وحرص خيري بشارة، أيضًا على الإشادة بصناع الفيلم خلف الكاميرا، مؤكّدًا أنه يقف خلفه كتيبة ماهرة بقيادة المخرج الرائع مروان حامد، بالإضافة إلى السيناريست أحمد مراد، ومدير التصوير عبد السلام موسى، والمشرف الفني محمد عطية، ومصمم الأزياء ياسمين القاضي، والموسيقار هشام نزيه، والمونتير أحمد حافظ.
المخرج خالد جلال أيضًا علق على الفيلم بعد الانتهاء من مشاهدته، ونصح الجمهور بالذهاب لمشاهدته وهم مطمئنون.
وقال خالد جلال عبر حسابه بموقع "فيسبوك"، إنه شاهد الفيلم في عرض خاص لأعضاء منتخب مصر الفني، مؤكّدًا أن نجوم الفيلم لم يخذلوه، وسعد بمشاهدته.
ولفت إلى أن الفيلم جميل وراقٍ، يتحدث عن كوكب الشرق التاريخيّ أم كلثوم، التي "ما زالت تمتعنا وتمتع العالم حتى اليوم"، مؤكدًا أن منى زكي "كانت في أداء الشخصية مبهرة ومتألقة ومؤثرة في الأرواح والقلوب كعادتها"، مشيدًا بكل طاقم العمل.
الفيلم حضره إلى جانب نجوم السينما عدد من أسرة أم كلثوم، وحرصوا على الإشادة بالفيلم، إذ قالت دينا الدسوقي، إن الفيلم "تحفة وجميل جدًا، وتحية لكل الذين اشتركوا فيه من ممثلين وكل فريق الإخراج والتأليف والإنتاج"، مؤكّدة أن الفيلم يخلد ذكرى كوكب الشرق: "هي ذكرى جميلة".
فيما أيدت نادين الدسوقي كلام دينا، وهنأت أسرة الفيلم، مؤكّدة أنه "عمل رائع"، كما أشادت نيرمين الدسوقي، بالفيلم، مؤكدة أنها كانت سعيدة وتأثرت جدًا أثناء مشاهدته، لكن شيرين الدسوقي، فبعد إشادتها بالفيلم توقفت عند الأداء التمثيلي ووصفته ب"الخطير".
* انتقاد منى زكي في فيلم الست
وأشارت إلى أن منى زكي تعرضت لانتقادات كثيرة قبل عرض الفيلم، لكن عندما يشاهد الجمهور العمل "سيعرف حجم المجهود الذي بذلته لتقدّم الدور بهذا القدر من الجمال، الذي نعتبره دور عمرها"، متابعة: "أما المشهد المؤثر في الفيلم من وجهة نظرها، فكان مشهد الجنازة".
فيما قال خالد الدسوقي، من أحفاد أم كلثوم، إنه أقرب حفيد لأم كلثوم في العائلة، مؤكّدًا أن والدته الراحلة حدثته عنها كثيرًا، لكنه لم يتوقع أن يكون الفيلم بهذه الروعة، لافتًا إلى أن الفيلم "مشرف جدًا ويخلد ذكراها، لذلك يشكر كل الفريق الذي صنع هذا الفيلم".
وكان الفيلم عرض لأول مرة الأربعاء الماضي في المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، وحظي بإشادات واسعة، إذ انتشرت فيديوهات على مواقع التواصل تظهر الجمهور وهو يقف لتصفيق صناع الفيلم لدقائق متواصلة، ويهتف باسم أم كلثوم "ثومة ثومة".
كما أعرب عدد من الحضور عن استثنائية التجربة ووصفوها بأنها واحدة من أبرز الأعمال السينمائية في فئة السير الذاتية.
وعلى المستوى النقدي، كتب الناقد المغربي عبد الكريم واكريم، أن الفيلم يعد من أهم الأعمال السينمائية عن السير الذاتية للمشاهير عربيًا ومصريًا، مشيرًا إلى أن كل ما كتب عن الفيلم قبل مشاهدته كان "محض هراء متسرع".
* فيلم الست تجربة مليئة بالمشاعر ومتعة المشاهدة
فيما وصف الناقد المصري أحمد عاطف، الفيلم بأنه تجربة مليئة بالمشاعر ومتعة المشاهدة، مؤكّدًا أنه عاش ساعتين و40 دقيقة مع لمحات حميمية وشديدة القرب من حياة كوكب الشرق أم كلثوم.
وأضاف "عاطف"، أن الفيلم متميز على مستوى الأسلوب والحبكة والإيقاع، ويستحق أن يكون من أجمل أفلام السينما المصرية في فئته، مشيدًا بالحرفة الإخراجية لمروان حامد، والأداء الأسطوري لمنى زكي، وموسيقى هشام نزيه، وتصوير عبد السلام موسى، بالإضافة إلى الماكياج والمؤثرات والإنتاج.
وأوضح أن المخرج مروان حامد، والكاتب أحمد مراد أظهرا روح التحدي في شخصية أم كلثوم وإصرارها على أن تكون امرأة بمائة رجل في زمن لم تكن للمرأة فيه حقوق واضحة في مصر، بجانب عشقها للكتابة، وفشلها في أكثر من قصة حب، ومعاناتها من الوحدة ومرض نادر في الحنجرة، وسعيها لتكون نقيبة الموسيقيين قبل الثورة، واهتمام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بها، وقيامها بعدد كبير من الرحلات والحفلات لصالح المجهود الحربي بعد نكسة 67 رغم مرضها.
من جانبه قال الناقد أحمد شوقي، إن فيلم "الست"، عمل كبير على كل المستويات من حيث الموضوع والحجم والمواهب والطموح، ويستحق المشاهدة والنقاش والاحتفاء كحدث سينمائي لا يتكرر كل عام، بغض النظر عن ردود الأفعال المتشنجة غير الموضوعية التي سرعان ما تزول.
* دور أم كلثوم في الست الأصعب بمسيرة منى زكي
وقالت الفنانة منى زكي، خلال المؤتمر الصحفي بمراكش، إن الدور كان من أصعب أدوارها، وأن وجود المخرج مروان حامد شجعها على خوض التجربة، مؤكّدة أن الفيلم يسلط الضوء على الجانب الإنساني لأم كلثوم، معلقة على الانتقادات التي وُجهت لها وللفيلم "إنها تحترم كل الآراء، سواء المؤيدة أو المعارضة.
وأوضحت أنها كانت تستهدف طول الوقت أن تمسك بأحاسيس الشخصية في كل مرحلة، لقناعتها بأن الأحاسيس هي التي ستبنى عليها الشخصية وليس تقليد أم كلثوم.
* تدريب سنة و3 أشهر قبل أداء دور الست
وكشفت أنها على مدار سنة و3 أشهر، حصلت على تدريبات ودروس تمثيل استعدادًا للشخصية، ورغم ذلك كانت أحيانًا تشعر بالإحباط في منتصف الطريق، وتذهب للمخرج مروان حامد وتقول له إنها لن تستطيع الوصول لشيء، لكنه كان دائمًا يقول لها إن كل هذه خطوات لن تكتمل إلا بانتهاء التدريب والوصول إلى التصوير " وهو كان محقًا في ذلك"، كما حرص على الإشادة بشجاعة وإتقان منى زكي وجهدها وتأثيرها المذهل أمام الكاميرا.
* تقديم ممثلة قادرة على الأداء والقدرات التمثيلية
فيما أوضح المؤلف أحمد مراد، أن اختيار منى زكي لتجسيد أم كلثوم جاء لاعتبارات فنية، إذ كان الهدف تقديم ممثلة قادرة على الأداء والقدرات التمثيلية، وليس مجرد التشابه في الشكل، موضحًا أن الدور صعب ويتطلب تمرينات مكثفة بسبب اتساع مساحات حياة أم كلثوم التي يغطيها الفيلم.
الفيلم الذي يعرض بعد مرور 50 عامًا على رحيل كوكب الشرق أم كلثوم، يستعرض أبرز المحطات في حياتها الشخصية والفنية، وجُرِي تصويره خلال 6 أشهر في مواقع مختلفة، منها الحي الريفي بمدينة الإنتاج الإعلامي، وأحد مسارح وسط القاهرة، ويشارك في أحداثه عدد كبير من ضيوف الشرف، أبرزهم: "أحمد حلمي، كريم عبد العزيز، أمينة خليل، نيللي كريم، عمرو سعد، أحمد داوود، تامر نبيل، أحمد رضوان، سيد رجب، أحمد خالد صالح، محمد فراج، أحمد أمين، صدقي صخر، وآسر ياسين، طه دسوقي، وعلى صبحي، وأمير المصري".
البرومو الذي طرح قبل أيام أوضح بعض العبارات التي تصور كيف يرى صناع الفيلم أسطورة أم كلثوم، مثل: "كل زمن له أسطورة – امرأة ألهمت أمة – من رمز لأسطورة غنت فسمعها العالم – تحدت وهزمت المستحيل – 6 عصور على القمة – حاربت بصوتها – إنها خارج الزمن"، وعبارات أخرى ضمن الأحداث: "آن الأوان للمرأة المصرية أن يكون لها دور – آن الأوان الناس تعرف إحنا مين – أنا لسه قدامي ألف أغنية – أنا مش عايزة أبقى أهم مطربة بس – عارفة إن أنا هنجح".