قال الدكتور مدحت الجيار، إن علوم الدنيا التى كتبت ب26 حرفا اختصرتها التكنولوجيا الحديثة فى رقمين وهما الصفر والواحد، قائلا إن الصفر يمثل الزمان والواحد يمثل المكان أى لحظة الكتابة لحظة الاستقبال، لافتا إلى أنه قد يأتى اليوم لنكتب فيه على الهواء فى أى زمان ومكان ويتم قراءة ما نكتب فى نفس اللحظة. جاء ذلك خلال الجلسة الأولى من مؤتمر "النص الجديد" التى تقيمه دار أروقة للدراسات والنشر بالتعاون مع المجلس الأعلى لثقافة وحضره كل من الدكتور السيد نجم ومدحت الجيار وعدد كبير من الشعراء العرب. وأشار الجيار إلى أن الإبداع الرقمى خلق نوع جديد من النقاد لم نكن نتخيل وجوده بالساحة الادبية وهو المتلقى، مشيرا إلى أن تجربة الأدب الرقمى أصبحت محيرة ولم يتم التوصل فيها حتى الآن لمسمى المتلقى أم هو ناقد. فيما أكد الناقد الدكتور السيد نجم، أن عالم الإبداع الرقمى لم يعد مثل ما كان عليه فى بداية ظهور فى أوربا فى الثمانينيات فيما يخص فكرة القرصنة، مشيرا إلى أن هذه الإشكالية تم التغلب عليها فى بداية الألفية الثالثة وسقطت كل المواقع والمدونات التى بادرت بسرقة بعض الأعمال الأدبية ونسبتها إليها. وردا على من يقولون إن المبدع الرقمى يفتقد لروح الإبداع الأصيل، قال نجم إن الشاعر أو الروائى عندما يكتب إلكترونيا أو ورقيا فهو ملتزم بقواعد الكتابة الأساسية التى لا دخل لها بالكتابة الإلكترونية، مشيرا إلى أن الإبداع والفن يسبق النظر. وذكر أن أبرز رواد هذا الإبداع الكاتب والروائى محمد سناجله الذى صدر له حتى الآن 3 أعمال عبر الإنترنت، وكذلك الكاتب عباس مشتاق معن، مشيرا إلى أنهم اعتمدوا على الصورة فى عرض نصوصهم الأدبية لأن الصورة أصبحت عامل مهم فى الكتابة الرقمية لأنها تختصر الكثير من الكلمات كما أنها تفسر الكثير من المعانى التى قد تبدو غامضة. فيما ألقى عدد كبير من الشعراء العرب بعض من قصائدهم، فى جلسة شعرية وكانت أغلب قصائدهم معبرة عن اللحظة الحالية التى تمر بها أغلب بلدان الوطن العربى المتمثلة فى "الحالة الثورية" فى كل من سوريا واليمن وليبيا.