أربعون عاماً مرت علي استشهاد عبدالناصر وهذا بيان حالته المالية لحظة اغتياله راتبه الشهري 500 جنيه ممتلكات عبدالناصر في سجلات مصر الرسمية: ثمانية أزواج أحذية ثلاث كاميرات تصوير و آلة عرض سينما و عشر بدل ومجموعة كرافتات جمال عبد الناصر كنا من قبل نقول أن القراءة في خطر. وأصبحت هذه العبارة مقولة ثابتة نرددها بمناسبة أو بدون مناسبة. ولكن يبدو أن هذه العبارة مرشحة للتقادم. بعد أن أطلت علينا عبارة جديدة تقول: المشاهدة في خطر. الدرس الأول الذي يمكن الخروج به من حكاية دس السم في فنجان قهوة للرئيس عبدالناصر قبل وفاته بيومين. أن مشاهدة التليفزيون أصبحت في خطر. وأن البعض منا ربما يعتبر أن مشاهدة التليفزيون لا يستحق الاهتمام الكافي أو التركيز؟ قبل عشرين عاماً. وعندما كنا نعقد جلسات العمل الخاصة بفيلم المواطن مصري. المأخوذ عن روايتي: الحرب في بر مصر. قارن الفنان عمر الشريف بين الفيلم السينمائي والمسلسل التليفزيوني قائلاً: أن الإنسان عند مشاهدة مسلسل تليفزيوني يمكنه أن يتجه للمطبخ يصنع ساندويتشاً أو كوباً من الشاي. أو يتناول دواء نسي تناوله. لذلك لا مفر أمام صناع السينما من التركيز الشديد وغير العادي. يومها سألت نفسي: هل هذا هو السبب في حالة المط والتطويل في المسلسلات؟ عادت مقولة عمر الشريف بقوة إلي عقلي عندما تابعت ما جري مع ما قاله الأستاذ هيكل علي قناة الجزيرة. ثمة أكثر من واقعة. أتوقف أمام اثنين منهما. واحدة رأيتها بعيني. والثانية حكاها لي صديق. محمود سعد ودينا عبد الرحمن وسليمان جودة الأولي عندما كانت الإعلامية دينا عبدالرحمن صاحبة برنامج صباح دريم. تستضيف الصحفي الأستاذ سليمان جودة. وكان الكلام عما قاله الأستاذ هيكل في الجزيرة. إلي أن اتصل الإعلامي محمود سعد بهما. وسألهما سؤالاً محدداً: هل شاهدتما الحلقة؟ قال سليمان جودة: لا وقالت دينا لا. ثم عاد سليمان ليؤكد أنه قرأ بعض ما كتب عن الحلقة. وكان سليمان جودة قد وصل إلي أحكامه التي يرددها عن تلاعب هيكل بالألفاظ إلي آخر مدي الاتهامات الجاهزة عنده. طلب محمود سعد من دينا عبدالرحمن استحضار الحلقة. حلقة هيكل التي عرضتها الجزيرة. وهي موجودة علي النت الآن. والاكتفاء بعرض الجزء الأخير من الحلقة. حتي تكون الحقائق واضحة. عموماً سليمان جودة - وهو صديق حميم رغم ندرة اللقاءات - له موقف مسبق من هيكل وقد لاحظت عليه عندما استضافته الإعلامية عزة مصطفي في رمضان الماضي في برنامجها بين قوسين. مع الدكتور مصطفي الفقي أن وجه سليمان جودة لوماً لمصطفي الفقي بسبب مقال للفقي امتدح فيه هيكل. ولأن المسألة كانت خارج الحوار. فلم يسأله الفقي عن سبب رفضه لمقالة عن هيكل ولكنه اكتفي بالقول أنه - أي سليمان - لا يحب هيكل وهذا موقف معروف له. منى الشاذلي وضيوفها ما طالب به محمود سعد دينا عبدالرحمن. نفذته مني الشاذلي في حلقة تالية من برنامجها المتميز: العاشرة مساء. جملة اعتراضية: أتمني استمرار برنامج مني بعد أن عبر لي الدكتور أحمد بهجت عن تخوفاته من وقف البرنامج. خصوصاً بعد الإجراء الذي اتخذ مع برنامج عمرو أديب والذي اتخذ مع قناة أون تي في حتي توقف برنامج إبراهيم عيسي. قال لي الدور علي دريم وبالتحديد مني الشاذلي. انتهت الجملة الاعتراضية. أقول أن مني عندما أعادت عرض الجزء الذي يتكلم فيه هيكل عن فنجان قهوة السادات. وبعد المشاهدة. تحدثت عن ضيوفها. قال لي من روي الواقعة أن الكلام لم يخرج عن السياق العام. رغم مشاهدة ما قاله هيكل. لقد ذهلت من حجم ردود الأفعال التي تصاعدت ووصلت للجوء للنائب العام. ولا أعرف في أي الأمور قد يتحقق النائب العام. لأن هيكل كان كلامه واضحاً وصريحاً ونفاه. وبالتالي فإن النائب العام لن يكتفي بقراءة المنشور. لكنه لا بد وأن يعود للحلقة نفسها. ليكتشف أنه لا تهمة هناك علي الإطلاق. والقراءة أيضا في خطر شهادة خطيرة لمحمود الجيار بدأت بالكلام عن أن مشاهدة التليفزيون أصبحت في خطر. وها أنا ذا أقول أن القراءة نفسها في خطر دائم. خطر قديم. يتجدد ويتعمق ويعلن عن نفسه بمناسبة وبدون. فقد اكتشفت في مكتبتي كتاباً مهماً: الجيار يتذكر. كتاب قديم. صدرت طبعته الأولي عن دار طلاس للنشر والتوزيع والدراسات في دمشق سنة 1991. أي منذ تسعة عشر عاماً. وهي دار كان يمتلكها العماد مصطفي طلاس. وزير حربية الرئيس السوري حافظ الأسد. والكتاب كتبه الكاتب الصحفي سليمان الحكيم. ومكتوب علي غلافه: سجل ذكريات محمود الجيار مدير مكتب جمال عبدالناصر. ومحمود الجيار لمن لا يعرف وأعتقد أن الكثيرين لا يعرفونه. سواء من الأجيال الطالعة التي لم تكن موجودة من قبل. أو من الذين كانوا موجودين من قبل. محمود الجيار من عائلة الجيار التي تعرف عليها عبدالناصر خلال وجوده بقرية الخطاطبة بمركز كوم حمادة بمحافظة الوالثانية من الكتاب. ولو كنت من رئيس تحرير الدستور لنشرت هذا الكتاب كاملاً. ولو سمحت ظروف صفحتي لنشرته فيها علي حلقات. وربما أفعل هذا. قصة أول لقاء بين الضباط الأحرار وحزب الوفد عبدالناصر دعا «الوفد» للمشاركة في الثورة.. وسراج الدين رفض سراج الدين سأل البكباشي أحمد أنور: كم شيشكلي عندك في الجيش لماذا قلنا إن طه حسين أفضل من الفريق حيدر لوزارة الحربية؟.. عبدالناصر كان يري في الشهور الأولي للثورة إعادة البرلمان القديم بأغلبيته الوفدية أول خلاف في مجلس الثورة كان سبب الديمقراطية عبدالناصر أصر علي أن تكون الثورة بيضاء، وحمل أوراقه وذهب للبيت احتجاجاً علي موقف زملائه قررنا القيام بالثورة عام 1955 ثم عجلنا بها خوفاً من التطورات عبدالناصر أصر علي تعيين ضابط برتبة كبيرة قائداً للثورة و«نجيب» كان المرشح الثالث بعد عزيز المصري وفؤاد صادق كمال رفعت وضع المنشورات علي مكتب الملك فاروق والسادات كان بالحرس الحديدي «المخلص» للقصر في فلسطين.. فكرنا في قانون الإصلاح الزراعي عبدالناصر قرأ دساتير العالم... ليختار دستوراً لمصر محمد نجيب وليس عبدالناصر بدأ الصراع مع الإخوان المسلمين اقترحت تعيين «عم علي» وزيراً للزراعة.. فانفض الاجتماع! بسبب شمس بدران.. عبدالناصر يضم قائد اللواء السادس قبل الثورة بساعة سراج الدين يدس للنحاس لدي الثورة.. ليصبح زعيماً للوفد التفاصيل الحقيقية لأزمة مارس (آذار) 1954 نجيب وجد نفسه معزولاً داخل مجلس الثورة فبدأ يتصل بالإخوان. أما ما كتبه سليمان الحكيم تحت عنوان: قبل أن تقرأ تعريفاً للقارئ بمحمود الجيار فقد كتب: - لم يكن أي منهما قد تجاوز العاشرة من عمره بعد حينما التقيا لأول مرة، وظل جمال عبدالناصر ومحمود الجيار صديقين متلازمين، جمعتهما الحياة ولم يفرقهما سوي الموت. كان الحاج عبدالناصر - والد جمال - موظفاً بمكتب بريد الخطاطبة بمحافظة البحيرة، وكانت الخطاطبة بالذات هي البلدة التي تسكنها أسرة الجيارين. فالتقي الوالدان: الحاج عبداللطيف الجيار والحاج عبدالناصر حسين وتصادقا، فكان طبيعياً أن تتصادق الأسرتان. ثم التقيا مرة أخري في الكلية الحربية، جمال عبدالناصر أستاذاً ومحمود الجيار تلميذاً، وفي حرب فلسطين عادا ليلتقيا من جديد، عبدالناصر الرئيس والجيار مرؤوساً، وفي ثورة يوليو (تموز) كان التقاؤهما التاريخي، جمال عبدالناصر القائد والزعيم والجيار مدير مكتبه ومستشاره وعيناه التي يري بهما ما يجري خارج المكتب. كان الجيار هو أول من يراه الرئيس صباحاً، وآخر من يراه مساءً، هكذا كانت العلاقة بينهما، وهي علاقة لم يتمتع بها لدي عبدالناصر سوي محمود الجيار، فسمحت له بأن يري ويسمع، أكثر مما يري ويسمع غيره، وإذا كان الكثيرون قد أعتبروا عبدالناصر لغزاً يبحثون له عن حل، فإن الجيار - والجيار وحده - هو القادر علي فك طلاسم هذا اللغز وإلقاء الضوء عليه. وهو هنا يفتح صندوق الذاكرة لتخرج منه الأسرار، بعضها يشاركه الآخرون معرفتها وبعضها الآخر لم يعرفها غيره. وقد كان الجيار أحد الضباط الأحرار الذين شاركوا في ثورة يوليو (تموز)، وقبل الثورة قاتل في حرب فلسطين، وحصل علي أعلي وسام عسكري وقتها - نجمة فؤاد - وهو يوازي الآن نجمة سيناء. وليلة الثورة كان الجيار علي رأس القوات التي احتلت قيادة القاهرة، المركز العصبي للقوات العاصمة كلها، وهو الذي تكفل بمهمة الحصول علي الذخيرة اللازمة للكتيبة 13 - القوة الضاربة للثورة - وكانت ذخيرتها قد شحنت لتسبقها إلي السودان، وفي 26 يوليو (تموز) 1952 - كان محمود الجيار في الإسكندرية - مكلفاً بقيادة سرية الاقتحام، المكلفة بالقبض علي الملك فاروق قبل أن تقرر القيادة الاكتفاء بتنازله عن العرش ومغادرة البلاد. وطوال سنوات الثورة - لم يحاول الجيار - كما فعل الكثيرون أن يستثمر مكانته بجوار عبدالناصر لصالحه - أو أن يتاجر بالعلاقة الحميمة التي ربطته بقائد الثورة، سواء في الفترة التي ظل فيها ملاصقاً له، أو بعد بحيرة. ثم عمل مع عبدالناصر عن قرب فترة طويلة من سنوات حكمه. ولكي تدرك أهمية هذه الذكريات المنسية والتي لم تنشر في مصر حتي الآن. هذه بعض عناوين الصفحة الأولي رحيله، وإنما عمل حيث احتاج إليه قائده، فكان مدير مكتب عبدالناصر لشئون الاتحاد القومي وعضواً في مجلس الأمة ومسئولا عن تقارير الرأي العام وحارساً خاصاً لعبدالناصر. وأتاحت له كل هذه المواقع أن يري ما يريد الكثيرون اليوم إخفاءه، مما جعل ذاكرته وذكرياته أرشيفاً للحقيقة، وهو ما حمله طوال السنوات التي أعقبت رحيل عبدالناصر هدفاً لحملة لا تهدف إلي التشكيك في أمانته، قدر ما تهدف إلي التشكيك في الحقائق التي يرويها، وهتكت - من حيث لا يريد الآخرون - الأستار عن وجوه حاولت بعض الأقلام أن تعيد طلاءها بمختلف الأصباغ لتتبوأ أماكن ومواقع لا تستحقها. أما قيمة شهادة محمود الجيار والذي عينه أنور السادات رئيساً للجنة الضباط الأحرار في لجنة إعادة كتابة تاريخ الثورة، فقد سبق لجمال عبدالناصر تقديرها بحضور عبداللطيف البغدادي وعبدالحميد السراج والمرحوم الشيخ أحمد حسن الباقوري وغيرهم، وذلك عندما كلف عبدالناصر الشيخ الباقوري بأن يحصل من محمود الجيار علي يوميات ثورة يوليو (تموز) بكل تفاصيلها.. وقال للجيار: - «يا بني دي ثروة للتاريخ سجلها قبل ما تنساها». وقد مضت سنوات طويلة بعدها دون أن تسمح الظروف بأن يسجل الجيار شهادته، ولكن ها هو يسجلها. قال الجيار في مذكراته أن الرئيس عبدالناصر فكر في تعيين البغدادي نائباً له. سأل محمود الجيار هل تعتقد إن البغدادي هو الأصلح؟ فقال له الجيار: نعم بالتأكيد هو الأصلح. البغدادي رجل دولة وعقلية تنفيذية جيدة. وسوف يساعد وجوده بجانبك علي تنفيذ التغيير الذي جاء في بيان 30 مارس (آذار). خاصة وأنني علمت أنك عرضت عليه رئاسة لجنة بناء التنظيم من القاعدة إلي القمة. وتأكد لي من إصرارك عليه رغم رفضه لعرضك الأول. عدت فعرضت عليه رئاسة لجنة المواطنين من أجل المعركة. ثم يؤكد محمود الجيار أن عبدالناصر بعد أن عادت المياه إلي مجاريها بينه وبين البغدادي حضر حفل عقد قران ابنة البغدادي. ويكمل: - هذا ما كان بين عبدالناصر والبغدادي. وتصور أن الذي جعل عبدالناصر يؤجل قرار تعيين البغدادي نائباً له هو أحداث الأردن التي وقعت في الشهر نفسه الذي مات فيه. فقد انشغل برأب الصدع بين المقاومة الفلسطينية والملك حسين. ومؤتمر القمة الذي عقد هنا لبحث النزاع بينهما. الأمر الذي أدي إلي إرهاق عبدالناصر كثيراً وتوفي قبل أن يحقق رغبته بإعلان حركة التغيير الواسعة التي كان ينويها. والتي كان تعيين البغدادي نائباً للرئيس ورئيساً للوزراء جزءاً منها. وهذا ما جعلني أشك بقوة في أسباب وفاة عبدالناصر وأميل لتصديق الرأي القائل بوفاته مسموماً علي يد أنور السادات. الذي من المؤكد أنه علم بقرار إقالته وتعيين البغدادي بدلاً منه. فعجل بضربته ووضع السم لعبدالناصر قبل أن يصدر قراره. والذي حدث بعد ذلك من تغييرات جوهرية في سياسة الحكم يجعلني أشك بقوة في أن السادات قد استعان بأمريكا لتنفيذ المؤامرة علي حياة جمال عبدالناصر. هذه - بالحرف الواحد - شهادة محمود الجيار حول اغتيال عبدالناصر. فنجان آخر كتب عنه الأستاذ هيكل قال لي الأستاذ هيكل إنه سبق أن كتب عن فنجان قهوة آخر سبق أن قدم لعبدالناصر. وبالفعل وجدت هذا الفنجان في آخر الفصل الرابع من الباب الرابع من كتابه المهم: ملفات السويس. وعنوان الفصل: سباق إلي القتل. ويستعرض فيه محاولات اغتيال عبدالناصر. ويصل إلي نهاية درامية للفصل بواقعة فنجان القهوة. وكانت إسرائيل في السباق إلي القتل. فقد جندت رئيس خدم من أصل يوناني اسمه أندرياس. يعمل في محال جروبي - وكان وقتها متعهد الحفلات الرسمية - بأن يضع جرعة من السم في شيء يأكله جمال عبدالناصر أو يشربه في إحدي المآدب الرسمية. وبالفعل وضع الرجل جرعة السم في فنجان قهوة. وكان يضعه أمام جمال عبدالناصر بعد حفل عشاء. ولكن أعصابه خانته في اللحظة الأخيرة. فارتعشت يداه واضطرب علي نحو لاحظه مسئولو الأمن في الحفل. ومن أول سؤال انهار أندرياس واعترف. أحداث الفصل تبدأ من يناير 1956 وكلها تدور حول محاولات الغرب المتعددة والكثيرة لاغتيال عبدالناصر. شهادة صلاح عيسى كان صلاح عيسي أول من سأل الأستاذ هيكل عن احتمالية مقتل وليس وفاة عبدالناصر. في حديث أجراه معه لمجلة الموقف العربي. ولأن الواقعة تسكن الذاكرة فقط. ولم أعد إلي أوراقها. فقد سألت صلاح عيسي عن ملابساتها وظروفها. قال لي: إن هذا الحديث مع الأستاذ هيكل نشر علي حلقتين. في يناير 1984 بمناسبة مرور 14 عاماً علي رحيل عبدالناصر. وأنه أجراه لمجلة الموقف العربي التي كانت تصدر من قبرص. وكان يتولي رئاسة تحريرها محمد علي الشويهدي. وهو مثقف ليبي. وكانت المجلة ليبية. وفي هذا الحديث لم يذكر الأستاذ هيكل إطلاقاً حكاية فنجان القهوة ودس السم لعبدالناصر بمعرفة السادات أو بمعرفة غيره. وإن كان صلاح عيسي يعتقد أن الأستاذ هيكل ربما كان المصدر الذي حكي لهدي واقعة فنجان القهوة. فأعلنتها قبله سواء في حديث صحفي. أو حوار تليفزيوني بعد ذلك. ودليله علي ذلك أن عبدالحكيم عبدالناصر ذكر مؤخراً لمحمد الجارحي بجريدة الدستور اليومية أنه سبق أن سمع من شقيقته الدكتورة هدي قصة فنجان القهوة من قبل. حسين الشافعي وحسن التهامي كان حسين الشافعي وحسن التهامي أول من صرحا علناً بأن عبدالناصر مات مقتولاً. جري هذا بعد وفاة عبدالناصر وقبل دفنه. وعند تحرك جثمانه من المنزل إلي القصر الجمهوري بكوبري القبة. طالب حسن التهامي بتشريح جثة عبدالناصر قبل دفنه. ولم يستمع إليه أحد ولم يهتم أحد بما قاله. ربما لأن الكلام كان مبكراً جداً ولأنه صدر من حسن التهامي. وفي لحظة حزن غامر علي رحيل عبدالناصر. أما كلام حسين الشافعي فقد ردده بعد ذلك كثيراً. وقاله في أكثر من مناسبة. ثروة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عند وفاته هذه رسالة خطيرة حولها لي صديق العمر جمال الغيطاني. حيث يمر بفترة نقاهة في الولاياتالمتحدةالأمريكية. ولم يمنعه المرض ولا العملية الكبري التي أجريت له من التعبير عن ناصريته ناصعة البياض. أنشرها بالبنط العريض. فبالأمس فقط الثلاثاء الثامن والعشرين من سبتمبر تكون قد مرت أربعون عاماً علي استشهاد عبدالناصر. بعد وفاة الرئيس جمال عبدالناصر قامت الأجهزة الرسمية بحصر أمواله وممتلكاته كما قامت بالبحث عن أموال باسمه في الخارج فلم تجد شيئا وسجلت الحقائق التالية: تفاصيل ثروة وممتلكات رئيس الجمهورية العربية المتحدة جمال عبدالناصر حسين سلطان: راتبة الشهري 500 جنيه بدل التمثيل 125 جنيهاً الإجمالي 625 جنيهاً الصافي الذي يتقاضاه 395 جنيها و60 قرشا و7 مليمات ثروته يوم وفاته في 28 سبتمبر 1970 كانت كالآتي: جنيه مصري في حسابه رقم 64226 99 بنك مصر 200سهم شركة كيما 5 أسهم شركة مصر للألبان سند واحد بنك عقاري 600 جنيه شهادات استثمار 10 أسهم في بنك الاتحاد التجاري 100 سهم في الشركة القومية للأسمنت 30 سندات تأمين 100جنيه قرض إنتاج 18.70 جنيه أسهم في شركة النصر لصناعة أقلام الرصاص شهادات استثمار بمبلغ 600 جنيه في شركة الحديد والصلب أغلب قيمة هذه الأسهم رمزية وثيقة تأمين علي الحياة - قوات مسلحة - 1500 جنيه وثيقة تأمين علي الحياة - الشرق للتأمين - 1000 جنيه وثيقة تأمين علي الحياة - مصر للتأمين - 1000 جنيه وثيقة تأمين علي الحياة - الأهلية للتأمين - 2500 جنيه وثيقة تأمين علي الحياة - القاهرة للتأمين - 2500 جنيه سيارة أوستين - التي كان يمتلكها قبل الثورة أما ممتلكاته الشخصية فقد قامت رئاسة الجمهورية بحصرها بعد الوفاة في سجلات رسمية وكانت كما يلي: ثمانية أزواج أحذية ثلاث ماكينات كاميرا للتصوير آلة عرض سينما عشر بدل ومجموعة كرافتات وتضمن التسجيل أن عبدالناصر استبدل من معاشه الشهري مبلغ 35 جنيها (بما يعادل 3500 جنيه) لتجهيز زيجات ابنتيه، وكان في جيبه يوم رحيله يوم 28 سبتمبر 1970 مبلغ 84 جنيها وترك الدنيا وأسرته لا تملك مسكناً خاصاً وليس لزوجته دخل خاص غير معاشها من زوجها الراحل. هذه هي كل ثروة الرجل الذي قاد الثورة وحكم مصر 18 عاماً. والسؤال المطروح: هل قامت الأجهزة الرسمية بحصر أموال وممتلكات الرؤساء الذين حكموا مصر بعد عبدالناصر ورجالاتهم من المسئولين وكبار الشخصيات السياسية وتفتيش بيوتهم؟ وهل قامت بالبحث عن أموالهم في الخارج؟