وسط حضور لا يذكر عقد اتحاد كتاب مصر ندوة مؤتمر إذا جاز التعبير لمدة يوم واحد تحت عنوان: «نجيب محفوظ كاتبا مسرحيا» بمناسبة ذكرى ميلاده ال98 بمقر الاتحاد بالزمالك. شارك فيها الدكتور حسن عطية، والدكتور عمرو دوارة، وعبدالغنى داوود، وإبراهيم الحسينى، وأحمد عبدالرازق أبوالعلا فضلا عن الدكتور مدحت الجيار، ومحمد سلماوى، وقدم المشاركون أبحاثا عن هذا الجانب غير المشهور بين إبداعات الأديب العالمى نجيب محفوظ. اللافت أن المشاركين جميعا أكدوا بطرق مختلفة أن نجيب محفوظ ليس كاتبا كبيرا فى مجال المسرح، بل تكررت الإشارة أكثر من مرة إلى أن محفوظ نفسه لم يدع أنه كاتبا مسرحيا، ولم يسع إلى ذلك. وللخروج من مأزق عنوان المؤتمر «محفوظ.. كاتبا مسرحيا» قال محمد السيد عيد الذى أدار الجلسة الثانية إن محفوظ كاتب متعدد المواهب، كتب الرواية والسيناريو والمقال الصحفى، وكان تركيز النقد على أعماله الروائية مما أدى إلى ظلم بقية الأعمال والأشكال الأدبية الأخرى فلم يهتم النقاد أو الباحثون بمقالات محفوظ الصحفية أو أعماله المسرحية. تحدثنا مع الدكتور مدحت الجيار رئيس إحدى الجلسات حول عزوف الجمهور عن حضور هذا المؤتمر (الذى لم يتجاوز تسعة أفراد) فقال إن يوم عقد المؤتمر تصادف فيه إقامة مباراة مصر وموزمبيق فى كأس أمم أفريقيا، كما أن الحضور اقتصر على المهتمين بالمسرح فقط. وأضاف الجيار: فى الواقع لا نشهد الآن كثافة فى حضور الأنشطة الثقافية بشكل عام بسبب خوف الناس من انتشار مرض إنفلونزا الخنازير. فى الجلسة الثانية تناول الدكتور حسن عطية «مسرحيات نجيب محفوظ بين سلطة الكاتب وسلطة المجتمع»، متحدثا إلى الحضور من خلال قراءة بحثه المكتوب وبدأ يشرح قائلا: «القراءة الحالية ستحاول أن تقرأ النصوص فى جدلها الإبداعى بين زمنين متباينين، منطلقة من زمن الإبداع ذاته، بحكم معايشة واقع وزمان تلقى العمل المبدع لحظة نشره لأول مرة، دون سجن كل دلالاته فى غرف الأمس المغلقة على ذاتها»، ثم تبحر فى قراءة بحثه عن مسرح العبث وهزيمة يونيه 1967، وأعمال محفوظ المسرحية مثل «الجبل». همست زميلتى الصحفية سائلة: «ما علاقة ما يقوله د.حسن عطية بعنوان البحث عن سلطة الكاتب وسلطة المجتمع؟». أما النقطة التى أثارت انتباه القلة القليلة الجالسة فكانت تأكيد الناقد أحمد عبدالرازق أبوالعلا أن رواية «الشيطان يعظ» هى عمل مسرحى!. وأضاف أبوالعلا فى ختام كلمته: «لقد أخطأ محفوظ فى مسرحية الشيطان يعظ حين قال جملته «قل لمولاك من يحكم بالإيمان فلا حاجة به إلى الشيطان» فى بداية ونهاية مسرحيته. وحتى لا يثار الجدل حول ما أكده أبوالعلا، خاصة أن المؤتمر يجىء احتفاء بنجيب محفوظ وليس رصد أخطائه فى الكتابة، قال محمد السيد عيد إن ما يطرحه أبوالعلا يحتاج إلى مناقشات كثيرة.