◄◄ كبار المستوردين والتجار مارسوا ضغوطا لتغيير لون ختم المستورد لخلطها بالبلدى تحذيرات أطلقها العديد من المسؤولين والبيطريين حول مخالفات وتجاوزات بشأن دخول اللحوم المستوردة إلى الأسواق المصرية، ومدى تأثيرها على الأوضاع الصحية والاقتصادية، حيث كشفت الدكتورة منى محرز، مديرة معهد بحوث صحة الحيوان، مديرة المعمل المركزى للرقابة على الإنتاج الداجنى، عن أنه لم يتم توقيع الكشف المعملى على هذه اللحوم مما يجعلها عرضة للبكتيريا والأمراض الخطيرة، ووفقا للاتفاقية المصرية مع دول أفريقية يتم استيراد حيوانات حية لذبحها بالمجازر المصرية التى وصفتها «محرز» بغير المجهزة، ومن خلالها يمكن نقل العدوى البكتيرية والفيروسية إلى هذه اللحوم، وهو ما كشفت عنه محاضر الضبط التى حررتها بعض مديريات الطب البيطرى بالجيزةوالقاهرة و6 أكتوبر خلال الشهور الماضية، حيث تم تحرير محاضر ضبط للحوم مستوردة فاسدة بثلاجات بعض الجزارين وتجار اللحوم. وكشفت مصادر بهيئة الخدمات البيطرية عن أن اللحوم المستوردة الفاسدة تباع بالأسواق منذ عيد الأضحى الماضى وحتى الآن، لافتاً إلى أن هناك مصانع استغلت هذه اللحوم وقامت بتجميدها ووضعها فى ثلاجات خاصة لإخفاء الرائحة الكريهة الصادرة عنها. وأكد تقرير صادر عن إحدى الجهات الرقابية عن تورط مدير التفتيش على اللحوم الأسبق بالجيزة فى واقعة تهريب أطنان من اللحوم الفاسدة فى أسواق الجيزةوالقاهرة، وهو ما نفاه الرجل بعد ذلك، وأفاد المحضر رقم 2850 لسنة 2010 الصادر عن الرقابة الإدارية، باحتمال وجود شراكة غير رسمية بين المدير الأسبق للتفتيش على اللحوم بمديرية الطب البيطرى بالجيزة، وبين صاحب إحدى الثلاجات ببولاق الدكرور، وأن هذه اللحوم المهربة هى نفس اللحوم التى تم ضبطها بإحدى الثلاجات بمنطقة بكمبرة التابعة لكرداسة بمحافظة 6 أكتوبر، وتم تحرير المحضر رقم 35465 لسنة 2010 بها. وأوضح تقرير آخر برقم 19754 بتاريخ 25 نوفمبر الماضى صادر عن مديرية الطب البيطرى بالقاهرة للإدارة العامة أن لحوما فاسدة مستوردة تم ضبطها فى شوارع القاهرة وهى لحوم يظهر عليها الفساد بصورة واضحة، حيث إن ملمسها صابونى لزج ذو رائحة كريهة مميزة والأنسجة من الداخل بحالة عدم تماسك وبها تهتك، والغدة الليمفاوية للزنود بحالة احتقان شديد وتضخم، كما أنه بعمل تشريح طولى للأنسجة وجد بها عدم تماسك والأوردة الداخلية محتقنة بالدماء، نتيجة قلة النزف، ولها رائحة كريهة مميزة، وهو ما جعل محافظة القاهرة تمتنع عن التعامل مع اللحوم المستوردة حتى الآن. وتم ضبط لحوم مستوردة مهربة فاسدة بأحد الشوادر التى تقع بمنطقة الزهراء التابعة لمصر القديمة، وتم تحرير محضر آخر برقم 19753 لسنة 2009. وتفتح محرز قضية قديمة متجددة، كما يصفها الدكتور سامى طه المتحدث الرسمى باسم حركة «بيطريون بلا حدود»، وهى قضية المجازر التى تعتبر أصل الأمراض فى جميع اللحوم المستوردة وحتى البلدية، فهى مجازر غير مجهزة ولا يتم سحب عينات منها لفحصها ومعرفة سلامتها من عدمها، حسب ما ذكره طه. ويكشف طه عن وجود عدد كبير من المجازر التى يزيد عددها على 420 مجزرا وجميعها غير مجهزة حتى المجازر الآلية ال7 الموجودة على الحدود المصرية السودانية التى يتم ذبح الحيوانات المستوردة والسودانية بها، وطالب رئيس حركة «بيطريون بلا حدود» بتجهيز هذه المجازر وتوفير معامل لفحص اللحوم قبل توزيعها على الشوادر. طه يكشف أيضاً عما وصفه بالتلاعب فى غش وبيع اللحوم المستوردة المفترض أنها مسجلة لحوما مستوردة وبيعها للمواطنين على أنها لحوم بلدية بعد تهريبها إلى كبار التجار والجزارين بعد استقطاع جزء منها وبيعه من خلال الشوادر. وأضاف المتحدث باسم «بيطريون بلا حدود» عن خطوات اللعبة التى يتم من خلالها غش اللحوم المستوردة وتهريبها وبيعها على أنها لحوم بلدية عن طريق تغيير لون الأختام إلى اللون الأحمر أو البنفسجى، وهى الخطوة الأولى فى عملية التهريب، مشيراً إلى أن ضغوطا مارسها كبار التجار والمستوردين والجزارين على هيئة الخدمات البيطرية لتغيير لون الختم «الأخضر» إلى اللون الأحمر أو البنفسجى، وهو اللون المستخدم فى ختم اللحوم البلدية. وقال: «لقد استخدم التجار والجزارون نفوذهم وضغوطهم على رئيس هيئة الخدمات البيطرية فى التسعينيات واستطاعوا تغيير اللون المميز لختم اللحوم المستوردة «الأخضر»، إلى اللون الأحمر المستخدم فى ختم اللحوم البلدية، وذلك حتى يسهل عليهم بيع اللحوم المستوردة على أنها بلدية» مضيفاً: إن التجار والجزارين قاموا ببيع اللحوم المستوردة بأسعار اللحوم البلدية «60 إلى 70 جنيها للكيلو»، فى الوقت الذى حددت لها الحكومة أسعارا لا تزيد على 30 جنيها للكيلو الواحد، معتبراً ذلك خطراً اقتصادياً كبيراً. وانتقد طه النظام المستخدم فى بيع اللحوم المستوردة والسودانية «المبردة» المستوردة من خلال الشوادر، مؤكداً أن بيعها فى هذه المنافذ مخالف للقانون الذى يلزم الجزارين بالبيع فى محال، وذلك لإتاحة فرصة السيطرة عليها وعلى ثلاجاتها، ومنعا لتهريب اللحوم وبيعها فى السوق السوداء. فيما قررت حركة «مصريون ضد الغلاء» التقدم ببلاغ للنائب العام ضد مافيا اللحوم من الجزارين والتجار والمستوردين المهربين للحوم المستوردة ومن يقومون بغشها وبيعها على أنها بلدية. وقال محمود العسقلانى رئيس الحركة إن تجار اللحوم يتاجرون بطعام المصريين، داعياً المواطنين إلى المشاركة فى حملة المقاطعة التى دعت إليها الحركة مؤخراً.