في الفترة الأخيرة شهدت الأسواق المصرية رواجا في بيع اللحوم المستوردة سواء مبردة أو مجمدة أو طازجة وهناك تحسن ملحوظ في شكلها ومذاقها بعد القرارات التي اتخذتها وزارة الزراعة وهيئة الخدمات البيطرية للضرب بيد من حديد علي المخالفين. ولكن سعرها لا يزال مرتفعا ويصل الي35 جنيها للكيلو, ولذلك يجب الإسراع في اتخاذ الإجراءات المناسبة لرجوعها لسعرها السابق, وهو20 جنيها للكيلو والبحث عن مصادر أخري للحوم الحمراء مع تشديد الرقابة علي المستورديين والأسواق.. في هذه الفترة الانتقالية التي تقود الي عيد الأضحي المبارك. يوضح الدكتور محمد الجارحي رئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية بأن مشكلة اللحوم في مصر لها أسباب عديدة وخاصة أن مصر تنتج60% فقط من احتياجاتها وتظل في حاجة الي40% حتي إشعار آخر.. نظرا لإرتفاع اعداد السكان ومساحة الأراضي الزراعية التي مازالت محدودة بنسبة3% تمثل8 ملايين فدان محاصيل ونظرا لمحدودية موارد المياه لأنه مخصص لنا33 مليار متر مكعب من المياه لزراعة هذه الكمية ولذلك أصبح عندنا خياران بالنسبة للزراعة هل أزرع قمحا أو خضارا أو مواد الأعلاف للحيوان وذلك سيكون علي حساب رغيف العيش بالإضافة الي وجود بعض السياسات الخاطئة التي أدت الي استيراد حيوانات مريضة من أثيوبيا مما أدي الي نفوق عدد كبير من حيوانات القطيع المصري البلدية بالإضافة الي أزمة الغذاء العالمية وكل هذه العوامل بالإضافة الي رغبة الفلاح في تربية العجول والجاموس لبيع لبنها وشراء احتياجاته اليومية أما عجل التثمين فهو عبء عليه وإرتفاع أسعار تغذية الحيوان التي تمثل70% من قيمته كل هذه الأسباب كانت وراء إختفاء وإرتفاع أسعار اللحوم البلدية ولذلك اتبعنا في حل المشكلة ثلاثة أساليب الأؤل قصير الأجل لاستيراد الحيوانات بشرط عدم مرضها ونرسل لجنة من مصر للتأكد من سلامة الحيوان وبدأنا بعمل المحاجر الحدودية في العين السخنة وسفاجا وأبو سمبل وهناك خطة متوسطة الأجل.. بدأت الدولة بتغطية قرض بقيمة1500 جنيه للفلاح لكل حيوان ليصل وزنه الي450 ك حتي تكون هناك كمية لحوم أكبر في الحيوان الواحد بالإضافة الي الرعاية البيطرية المجانية وهو قرض بسيط وعندما يقوم الفلاح ببيع الحيوان يسدد القرض الخاص به. أما الخطة طويلة الأجل يضيف فهي تحسين السلالات التي لديه عن طريق التلقيح الصناعي لتعطي لبنا أكثر وصحتها أفضل بكثير من السلالة الموجودة حاليا وهذه المراحل الثلاث من الحلول تتم تدريجيا وحاليا توجد الأكشاك التي تبيع اللحوم من السودان وأثيوبيا والصومال وكينيا وأوغندة والهند والبرازيل وأستراليا وجورجيا وإيرلنده وهي دول وافقت علي الأشتراطات المصرية لضمان صحة لحوم الحيوان المتجهة الي مصر. والحقيقة أننا نلبي رغبات كل المحافظات في طلبها للحوم المستوردة إذ يتم فتح أكشاك تتيح المحافظات لبيع اللحوم وتم حتي الآن فتح الأكشاك في القاهرة والجيزة والشرقية والمنوفية وأسوان وهي لحوم جيدة من حيث الطعم وتقوم الإدارة العامة للتفتيش باعادة فحص اللحوم مرة أخري بعد توزيعها في الأكشاك. وهناك لجنة متخصصة تختار الأطباء للسفر لشراء اللحوم متمثلة في الهيئة العامة للخدمات البيطرية ومعهد بحوث الحيوان ومديرية الطب البيطري وهذا الأختيار الثلاثي يوقع علي مسئوليتهم عن هذه الشحنات وحاليا مصر تستورد300 ألف طن سنويا من أثيوبيا يوزعها القطاع الخاص علي المحافظات ويتحدد السعر حسب العرض والطلب ولكن حتي الآن لم يزد السعر علي35 جنيها للكيلو المشفي وهناك ضوابط جديدة حسنت مستوي اللحوم منها أن عمر الحيوان لا يزيد علي30 شهرا ولذلك إختفت شكوي الناس من أن اللحوم عجوزة وطعمها غير مستساغ. استعدادات الأضحي أما فيما يتعلق بإستعدادات الوزارة لإستقبال عيد الأضحي المبارك فقد وافقت الهيئة العامة للخدمات البيطرية علي السماح بإستيراد10336 رأس عجول حية من الخارج بالإضافة الي34968 رأس من الإبل من رومانيا والمجر واثيوبيا واستراليا لأكثر من45 ألف رأس بالإضافة23510 أطنان من لحوم الجاموس المشفاة والمجمدة12417 طنا من لحوم الضأن و13712 من الدواجن البرازيلي. وأضاف أن جميع الشحنات وصلت بالفعل الي الموانيء المصرية تباعا خلال الأسابيع الماضية في إطار استعدادات الوزارة للطب المتزايد في عيد الأضحي المبارك بما يضمن تغطية إحتياجات المواطنين من اللحوم الحمراء والدواجن والأسماك مؤكدا حرص الأجهزة الرقابية بالهيئة علي سلامة الموقف ا لصحي للثروة الحيوانية المصرية وحمايتها من الأمراض الوافدة. وتوضح الدكتورة مني محرز مدير معهد بحوث الحيوان بأن رئيس هيئة الخدمات البيطرية اتخذ قرارا منذ توليه كان له تأثير إيجابي رائع علي مستوي اللحوم التي تصل مصر فقد قرر أن يسافر مع الوفد مشارك من المعهد وطبيب من الخدمات البيطرية بالإضافة للجان الفرعية للكشف الدقيق علي المذبوحات والمجازر والحيوانات ويكون هناك إختبارات للسن والنوعية حتي تكون سهلة الطهي وحسن المزاق ويتم الختم علي كل كرتونة ثم فحصها مرة أخري بالمجزر وجميع اللحوم التي شاركت بها اللجنة الجديدة قادمة من الهند وهي مجمدة وتأتي المحاجر البيطرية. ولكن السؤال الذي يجب أن يسأله المواطن: هل اللحوم المبردة والمجمدة لها نفس القيمة الغذائية للحوم المصرية الطازجة أم لا؟ هنا أوضح أن هذه اللحوم إذا تم نقلها وتخزينها وعرضها بالشكل السليم ولا يحدث للحوم المجمدة أي إذابة خلال فترة التجميد منذ خروجها من المواني وحتي وصولها الشوادر تكون محتفظة بقيمتها العالية الغذائية مثل اللحوم الطازجة لأن التلوث وسوء التخزين يعرضها للتلوث ويقلل من قيمتها الغذائية وطعمها ولكن برغم ذلك نحن في حاجة الي البحث عن مصادر جديدة للحوم الحمراء يكون سعرها أرخص رحمة بالمواطن المصري. ويوضح المهندس عبد الرحيم الجبالي مسئول شوادر توزيع اللحوم المبردة والطازجة أن هناك إقبالا كبيرا علي اللحوم السودانية أكثر من أي أنواع أخري لسقايتها من مياه النيل وهي الأقرب طعما للحوم المصرية والناس تستسيغ هذه اللحوم لأن نسبة الدهن قليلة وتبيتها طبيعية( اورجانيك) لأن الناس تفضل اللحوم الحمراء سريعة الطهي, أما اللحوم الاسترالية والقادمة من امركيا اللاتينية فهي الأقل إقبالا لإرتفاع نسبة الدهن فيها, وعادة ما يكون الزيادة في إستهلاك اللحوم في المواسم مثل العيد ورمضان. ويوضح رشدي هلال( أحد مستوردي اللحوم الحية التي يتم ذبحها في مصر ومشارك في مشروع الشوادر) أن رئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية رجل متفهم ساعدنا في حل جميع المشاكل والعراقيل التي أدت الي خروج نصف التجار من السوق متمثلة في الروتين والغش والتدليس ومحاولات الرشوة ولكن الآن هناك سهولة ويسر والاتصال المباشر برئيس الهيئة حل الكثير من المشاكل المتعلقة بتجارة اللحوم حتي لا يضطر المستورد الي اللجوء الي الأبواب الخلفية للبحث عن حلول. في القاهرة ومن جانبه أكد الدكتور عبد العظيم وزير محافظ القاهرة أنه في إطار جهود المحافظة لتوفير السلع الأساسية ومحاربة جشع بعض التجار برفع أسعار اللحوم الجنوني تم فتح6 منافذ جديدة لبيع اللحوم الطازجة بأسعار منخفضة لا تزيد علي35 جنيها للكيلو بالأحياء الشعبية وهي عين شمس وعزبة الهجانة بحي شرق مدينة نصر والشرابية والخليفة ومصر القديمة والزاوية الحمراء وذلك في إطار إهتمام محافظة القاهرة بمحدودي الدخل. وأشار المحافظ إلي أنه تلقي عديدا من الطلبات من جزارين وتجار للسماح لهم بفتح منافذ لبيع اللحوم البلدية بأسعار لاتتجاوز35 جنيها, ولكنه رفض لعدم تحديد التجار لجهة ومصدر اللحوم. وأكد المحافظ أن اللحوم التي يتم بيعها داخل المنافذ بالقاهرة لحوم بلدية حيث يتم إستيراد الحيوانات من الخارج ويتم السماح بدخولها للبلاد تحت الإشراف البيطري ثم تربيتها داخل مراعي داخل الأراضي المصرية لمدة لاتقل عن شهرين ثم إخضاعها للكشف الطبي البيطري قبل الذبح وبعده داخل مجازر العين السخنة وختمها بختم خاص بلون بنفسجي سداسي ثم يتم توزيعها علي المنافذ بشاحنات مجهزة بوسائل التبريد وبيعها مباشرة للمواطنين. المنافذ.. والبنفسجي وتوضح الدكتورة عزة رمضان مدير مديرية الطب البيطري بالقاهرة أن المنافذ بدأت في منشأة ناصر ثم باب الشعرية ثم المطرية والسيدة زينب والوايلي والقصيرين وحدائق القبة وشرق مدينة نصر.. والخليفة والسيدة عائشة ومنفذ بشارع إبراهيم عبد الرازق بعين شمس والزاوية الحمراء أمام المستشفي والأزهر وسط حديقة الخالدين ومنفذ في الشرابية وهناك العديد من المنافذ في طريقها للإنشاء وهذه المنافذ لاتخدم محدودي الدخل فقط بل تخدم كل المواطنين وتباع داخل هذه الاكشاك لحوم قادمة من العين السخنة التي تأتي من الخارج ثم المحجر ثم المجزر ويتم الكشف عليها قبل الذبح وبعد الذبح تختم باللون البنفسجي السداسي وأيضا هناك لحوم مبردة من السودان مذبوحة في السودان وهي لحوم عجول أقل من سنتين, وهناك إقبال جماهيري كبير علي هذه اللحوم ويصل وزن الحيوان إلي300 ك فقط وتباع في العين السخنة ب31 جنيها وداخل المنفذ ب35 جنيها وتستهلك القاهرة20 طنا يوميا وتساعدنا هيئة الخدمات البيطرية في ضبط السوق. وتؤكد الدكتور عزة رمضان أن الإجراءات والإحتياطات تم اتخاذها لضمان عدم تهريبها وبيعها بأسعار مرتفعة من جانب الجزارين علي أنها لحوم بلدية وذلك من خلال تشديد الرقابة علي المنافذ والمرور عليها بصورة دورية, وتواجد مفتش من الإدارة التموينية مقيم بالمنافذ وقد تم تخصيص أرقام تليفونات23646120 23649474 25317887 23646189 أو الفاكس23647652 لتلقي شكاوي وبلاغات المواطنين بشأن تواجد أي مخالفات بمحال بيع اللحوم المجمدة أو محلات السوبر ماركت والإبلاغ عن حالات الإتجار في اللحوم الفاسدة. رأي الجمهور يوضح محمد عبد الفتاح( موظف في شركة الكهرباء) أن اللحوم المستوردة حلت جزءا كبيرا من الأزمة خاصة بعد الارتفاع الجنوني لأسعار اللحوم البلدية ولكن المشكلة أن هذه اللحوم غير متوفرة بشكل دائم فقد يذهب المواطن مرة أو مرتين أو ثلاث مرات ولا يجدها فأوقات عرضها مختلفة وتحتاج لمتفرغ لمراقبة الشوادر وهناك بعض النوعيات السيئة التي توجد أحيانا بالشوادر. وتقول زينات عبدالباسط: مشكلة اللحمة المستوردة في الجزارين الذين يعملون داخل منافذ التوزيع حيث إن إضافة بعض الأجزاء مثل الدهون والغضاريف والجلود والشغت بميزان لا يقل عن خمس قيمة ما تأخذه في حين أن المحافظ أعلن عدة مرات أن ثمن اللحوم وهي مشفاة وبدون أي اضافات كما أن سعر35 جنيها يعتبر مرتفعا بالنسبة لنوعية اللحوم وأن هذا السعر كانت تباع به اللحوم البلدية منذ وقت قريب ويجب ألا يزيد سعر الكيلو علي20 جنيها. وتقول نوال عبد الحميد: أنا أم وربة منزل أجد دائما اللحوم في حالة سيئة وتضاف لها بعض اللحوم المجمدة ككمالة للميزان والجزار ليس لديه أي استعداد للنقاش فيجب تشديد الرقابة علي منافذ التوزيع. سعيد عبد السلام( موظف في هيئة النظافة) يوضح أن الجزارين في الشوادر لا يلتزمون بالتعليمات المكتوبة علي الشوادر بأنه يجب ألا يباع اللحم المجمد مع الطازج في مكان واحدا كما أن المواطن يشكو من قلة الكميات المعروضة ونفاذ الكمية فور وصولها وقد تخصص عدد كبير في الحصول علي كميات كبيرة من اللحوم وبيعها خارج الأكشاك في السوق السوداء.