خيرا أن نضئ شمعة من أن نلعن الظلام

كل التوقعات تشير إلى أن مصر ستعانى فى الصيف المقبل نقصا فى الكهرباء وستضطر شركات الكهرباء إلى قطع التيار يوميا عن المواطنين . والتعامل مع هذه الأزمة يقتضى وقف نزيف السرقات للتيار الكهربى وترشيد الاستهلاك وتطبيق قاعدة خير أن تضئ شمعة من أن تلعن الظلام.
إن ذروة الاستهلاك وحصول الأزمة يبدأ مع أذان المغرب وحلول الظلام وحتى العاشرة مساء، إذن يمكننا أن نقلل الاستهلاك فى هذه الساعات والاكتفاء بكميات قليلة من الاستهلاك وذلك بوضع جهاز تحكم فى كمية الاستهلاك يوضع على عداد الكهرباء فيقنن كميات الكهرباء التى تدخل كل منزل، وبذلك نتفادى اضطرار وزارة الكهرباء لقطع الكهرباء، ويأتى دور وسائل الإعلام فى نشر الوعى والمشاركة الفاعلة فى هذه الظروف، إن مجرد ظهور أزمة يدفع البعض للحصول على الخدمة أو السلعة التى تشح فى الأسواق وتخزينها دون الشعور بالغير وهو أسلوب يزيد من الأزمات اشتعالا، الآن ومصر على أعتاب خط الفقر المائى تجد ظاهرة إهدار المياه والإسراف فيها تنتشر فى شوارعنا وفى بيوتنا ولا تفلح المطالبات بالترشيد فى الاستهلاك تحت شعار أبو بلاش كتر منه . إننا بحاجة لإعادة النظر إلى أسلوب الاستهلاك فى حياتنا، لقد شاهدت أحد السائحين فى أحد المطاعم البسيطة (فول وطعمية) وهو يدقق النظر فى طبق السلاطة ويأتى على آخر نقطة من ماء الطرشى وآخر قطعة طعمية ولقيمة فول ونحن غالبا ما نلقى بنصف أطعمتنا التى تخرج من موائدنا إلى سلة المهملات . إن الأجانب يدركون قيمة الأشياء والنعم التى ينعمون بها بصورة أكثر حرصا، وقد نهانا ربنا عن الإسراف وفى الوقت نفسه دعانا إلى عدم التقتير إن الله تعالى حبا مصر من الخيرات ما يكفى للأجيال القادمة لذلك علينا أن ننتبه إلى ذلك ولاسيما فى الموارد غير المتجددة . وندعو وسائل الإعلام إلى التركيز على الدور التوعوى لمقدرات بلادنا ومواردها وخيراتها وأن نبادر إلى وضع الخطط العاجلة التى تراقب استهلاكنا ونضع العدادات التى تقنن استهلاكاتنا وأن نتقى ربنا.