بزيادة 180 ألف طن عن العام الماضي.. محافظ المنيا: توريد 515 ألف طن قمح منذ بدء الموسم    وزير البترول يبحث مع آسيا بوتاش الصينية فرص الاستثمار في الفوسفات والبوتاس بقيمة 2.7 مليار دولار    نتنياهو: نعزز إنجازاتنا في ساحة المعركة مع صديقنا ترامب    وفاة العشرات وإجلاء الآلاف بعدما غمرت مياه الأمطار المدن الباكستانية    فاسكيز يودع ريال مدريد بصورة الألقاب    أخبار الطقس في الكويت.. موجة حر شديدة.. الأرصاد تحذّر من التعرض المباشر لأشعة الشمس    افتتاح الدورة الثامنة لمعرض الكتاب على كورنيش بورسعيد    دبلوماسي إثيوبي يفضح أكاذيب آبي أحمد، ومقطع زائف عن سد النهضة يكشف الحقائق (فيديو)    جامعة أسيوط... صرح أكاديمي متكامل يضم 19 كلية في مختلف التخصصات و5 معاهد بحثية متميزة    الأزهر يدين العدوان الإسرائيلي على سوريا.. ويحذر من ويلات الفرقة    الخميس المقبل إجازة مدفوعة الأجر للعاملين بالقطاع الخاص بمناسبة ذكرى ثورة 23 يوليو    لاعب الأهلي: قطع إعارتي جاء في مصلحتي بسبب ريبيرو.. و«النجوم مصعبين فرصتي»    وزير الشباب يوجه برفع كفاءة أنظمة الحماية المدنية بجميع المنشآت الرياضية    إعداد القادة: تطبيق استراتيجيات البروتوكول الدولي والمراسم والاتيكيت في السلك الجامعي    غلق كلى لمحور حسب الله الكفراوى من محور الأوتوستراد بسبب تسريب مياه    توريد 515 ألف طن قمح بالمنيا منذ بدء الموسم    الحصول على ربح مفاجئ.. توقعات برج العقرب في النصف الثاني من يوليو 2025    استخدام القسطرة المخية الدقيقة لأول مرة بالمعهد الطبي في دمنهور    طريقة عمل الكريب في البيت بحشوات مختلفة    واتكينز يرحّب باهتمام مانشستر يونايتد رغم تمسك أستون فيلا    الداخلية تكشف قضية غسل أموال بقيمة 90 مليون جنيه    بين التحديات الإنتاجية والقدرة على الإبداع.. المهرجان القومي للمسرح يناقش أساليب الإخراج وآليات الإنتاج غير الحكومي بمشاركة أساتذة مسرح ونقاد وفنانين    سحب قرعة دوري الكرة النسائية للموسم الجديد ..تعرف علي مباريات الأسبوع الأول    وزارة الدفاع الروسية تعلن سيطرة قواتها على قرى في ثلاث مناطق أوكرانية    الأونروا: 6 آلاف شاحنة مساعدات تنتظر على حدود غزة.. والآلية الحالية لا تعمل مطلقا    مستوطنون يقتحمون باحات المسجد الأقصى .. والاحتلال يعتقل 8 فلسطينيين فى الضفة    «أزهرية القليوبية»: انتهاء تصحيح مواد العلوم الثقافية اليوم والشرعية غدا    للعام الثالث.. تربية حلوان تحصد المركز الأول في المشروع القومي لمحو الأمية    إسلام عفيفي: تراث مصر كنز معرفي.. والشراكة مع الإمارات تفتح آفاقاً جديدة    "IPCC" الدولي يطلب دعم مصر فى التقرير القادم لتقييم الأهداف في مواجهة التحديات البيئية    مدبولي يتابع خطة تحلية مياه الساحل الشمالي الغربي حتى 2050.. وتكليف بالإسراع في التنفيذ وتوطين الصناعة    بمنحة دولية.. منتخب الكانوى والكياك يشارك فى بطولة العالم للناشئين بالبرتغال    ترامب: كوكاكولا وافقت على استخدام سكر القصب في منتجاتها    ليفربول يقدم عرضا ضخما إلى آينتراخت لحسم صفقة إيكيتيتي    أصوات البراءة غرقت.. كيف ابتلعت ترعة البداري أحلام الطفولة لثلاث شقيقات؟    إغلاق حركة الملاحة الجوية والنهرية بأسوان بسبب سوء أحوال الطقس    التربية والتعليم تطلق حملة توعوية حول "شهادة البكالوريا المصرية" (فيديو)    ب«التسلق أو كسر الباب».. ضبط 14 متهما في قضايا سرقات بالقاهرة    شوبير يكشف مفاجأة بشأن موعد عودة إمام عاشور لتدريبات الأهلي    خلال زيارته لسوهاج.. نقيب المهندسين يلتقي المحافظ لبحث أوجه التعاون    بشرى لطلاب الثانوية العامة: الأكاديمية العربية تقدم كلية العلاج الطبيعي بفرع العلمين الجديدة    تشييع جثمان والدة الفنانة هند صبري ودفنها بعد صلاة عصر غد بتونس    احتفالاً بالعيد القومي لمحافظة الإسكندرية.. فتح المواقع الأثرية كافة مجانا للجمهور    فيلم الشاطر لأمير كرارة يحصد 2.7 مليون جنيه في أول أيامه بدور السينما    جامعتا القاهرة وجيجيانغ الصينية تبحثان تعزيز علاقات التعاون المشترك    كابتن محمود الخطيب يحقق أمنية الراحل نبيل الحلفاوى ويشارك في مسلسل كتالوج    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس 17-7-2025 في محافظة قنا    ارتفاع حصيلة ضحايا حريق مول «هايبر ماركت» في العراق ل63 حالة وفاة و40 إصابة (فيديو)    الإسكان: كراسات شروط الطرح الثاني ل"سكن لكل المصريين7" متاحة بمنصة مصر الرقمية    قرار جمهورى بالموافقة على منحة لتمويل برنامج المرفق الأخضر من الاتحاد الأوروبى    نائب وزير الصحة يعقد الاجتماع الثالث للمجلس الأعلى لشباب مقدمى خدمات الرعاية الصحية    رئيس غرفة مقدمي الرعاية الصحية: بروتوكول تعاون مع الصحة لتفعيل مبادرة "الألف يوم الذهبية" للحد من الولادات القيصرية    ما الفرق بين المتوكل والمتواكل؟.. محمود الهواري يجيب    كيف نواجه الضغوطات الحياتية؟.. أمين الفتوى يجيب    أكذوبة بعث القومية العربية في عهد ناصر    رئيس كولومبيا: علينا التخلي عن الشراكة مع الناتو    دعاء في جوف الليل: اللهم إنا نسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة    لو لقيت حاجة فى الشارع اتصرف إزاى؟ أمين الفتوى يجيب (فيديو)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نحن نفتح ملف إهدار مياه الشرب: الحل في العداد
نشر في صباح الخير يوم 10 - 08 - 2010

كتب - مى كرم - يارا لميس - أمانى زيان - نهى العليمى - فاطمة يحيى
الحكومة قررت أن تستخدم وسيلة قطع المياه عن بعض المناطق علي التوالي لترشيد استهلاك المياه علي غرار طريقة ترشيد استهلاك الكهرباء.
وأعلنت شركة المياه والصرف الصحي عن توافر أدوات صحية ترشد استخدام المياه علي غرار المصابيح الموفرة التي توزعها شركة الكهرباء.
خبران قد نستيقظ قريبًا لنجدهما أمرًا واقعًا.
وساعتها سنقول جميعًا: إللي ما يرضاش بالخوخ يرضي بال...
-- ندرك أننا أمام مشكلة حالية وقادمة وهي نقص نصيب المواطن من المياه النقية مع هذا الارتفاع المذهل في الزيادة السكانية.. لكن لا نفعل شيئًا من أجل ترشيد استخدامنا للمياه.
نحفظ ثقافة خليها علي الله واصرف ما في الجيب.
لدينا اختراعات كثيرة لترشيد استهلاك المياه لكننا لا نستخدمها.
تتحدث الحكومة عن مشكلات ندرة المياه.. لكنها لا تتخذ إجراءات حاسمة لمواجهة المشكلة. أبحاث علمية لإنتاج زراعات مرشدة للمياه واستخدام وسائل حديثة للري، لكن السياسات الزراعية في واد آخر.
... هناك دائمًا حلقة مفقودة لتكتمل الدائرة.
ويبقي السؤال: كيف نكمل الدائرة؟!
«صباح الخير» تفتح ملف إهدار المياه بحثًا عن الإجابة.

مافيش حد بيحاسب.. يبقي مش هنحاسب
«إحنا اتربينا علي أن الميه ببلاش..» هل حقاً المياه «ببلاش» كما يعتقد معظم الناس في مصر؟!! وهل وصول المياه بثمن زهيد هو ما يجعلها متاحة ومهدرة عمال علي بطال؟
هذا ما سمعناه عندما سألنا عن هذا الإسراف والإهدار في استخدام المياه النقية.. بل كانت إحدي أغرب الإجابات التي قالت: «لا نفهم ما هي مشكلة الماء ما النيل موجود» وهناك بعض القائلين بأنه «حرام نقلل استخدامنا وندفع زينا زي غيرنا».
شيرين فتحي 32 سنة ربة منزل تقول: أفكر كثيراً في ترشيد المياه ولكن ليس بسبب مشكلة المياه التي يتحدثون عنها لأنني حقاً لا أفهمها.. ولكن أفكر بها من الناحية الدينية. فالإسراف في الماء حرام ومكروه ، فالماء نعمة يجب أن نحافظ عليها.. ولكن دائماً ما تواجهني مشكلة الترشيد مع أبنائي وخصوصاً في الصيف فهم يحبون اللعب في المياه ولا أستطيع منعهم هروباً من الحر.
ولكني أؤكد لأنه إذا ركبنا عدادات للمياه.. سيكون الأمر مقننا بشكل أفضل.. لأننا ندفع كل 6 شهور مبلغاً زهيداً، يتم تقسيمه علي سكان العقار.. وأكدت شيرين أنها لا تعرف أن المياه مدعومة وأن الدولة تدفع 70% تقريباً من ثمن المياه.
وتقول: العداد إذا كان ب 475 جنيهاً فهذا مبلغ كبير، أما اذا كان حقاً سيتم دفعه علي سنة.. فهذا معقول جداً.
أما رامي إيمان منتج فني فيقول: تربينا علي أن الماء بدون مقابل وأنا في الحقيقة لا أفهم لماذا توجد مشكلة في المياه فهي في النهاية تنزل في البحر المتوسط؟! ولا أعلم ماذا سيحدث علي المدي البعيد ولكن إذا كان حقاً هناك خطر فيجب وضع عداد في كل بيت لأننا يجب أن نحس بأن هناك من يحاسبنا.. ولكن أن أدفع كل سنة أو 6 شهور مبلغاً فهذا لا يعطيني إحساساً بالضغط مثل فاتورة الكهرباء مثلاً.
- أرشد ليه وأنا بدفع كتير
وتقول حنان فرج ربة منزل: فكرة الترشيد فكرة سديدة ولكنه إذا لاقت قبولاً من جميع سكان العمارة فالعمارة تمتلك عداداً واحداً والمبلغ يتم تقسيمه علي سكان العمارة ، فأنا إذا قللت في استخدامي للمياه ورشدت استهلاكها فهذا يعني أنني أستخدم مياها أقل وأدفع أكثر وفي نظري أن هذا ظلم فلماذا أدفع ثمن مياه لم أستخدمها وغيري من السكان يستخدمون مياهاً بصورة أكبر ويدفعون مبلغاً أقل مما يستخدمونه فعلي الرغم من عدم تساوي استخدام الجميع للمياه إلا أن الجميع يدفعون نفس المبلغ فلماذا أرشد المياه وهي لن تعود علي بفائدة وأقصد هنا فائدة مالية؟ وأكملت الحديث بعد سؤالها عن العدادات فقالت: إذا كان العداد الآن ثمنه غال فسأدفع ثمنه مرة واحدة بمعني آخر ستكون علقة واحدة وعندما سأقلل استخدامي بالتأكيد سأدفع مبلغاً أقل لأنني سأحاسب علي كل متر مكعب أستخدمه لكن العداد الجماعي يعني «السايب في السايب».
- التوعية الدائمة هي الحل
ترشيد المياه لابد أن تكون عملية دائمة تحيطنا من كل اتجاه هذا ما بدأت به مديحة أبو العزم مدرسة رياض أطفال وأكملت: المشكلة الحقيقية هي عدم وجود حملات دائمة ومستمرة محيطة بنا وتلاحقنا في كل مكان فإذا كانت هناك إعلانات في التليفزيون وإعلانات في الراديو وإعلانات في الشوارع فكل هذه الإعلانات التوعوية بالتأكيد ستحدث أثرها خاصة إذا كانت جذابة وإذا كانت موجهة لجميع الفئات بمختلف الثقافات والطبقات الاجتماعية ولابد أن تخاطب كل فئة علي حدة وباللغة التي يفهم منها أن عدم الترشيد يعني فقدان مياه في المستقبل، فالناس طالما يفتحون الحنفية وتنزل لهم ماء لا مشكلة لديهم لأنها متوافرة ولم يلعب أحد علي خيال المواطنين ليتخيلوا ما سيحدث بعد 10 أو 15 سنة إذا أهدر كل فرد منا متر اً مكعباً واحداً؟! للأسف عمليات الترشيد ضعيفة فأنا مثلاً أقدر قيمة المياه وأقوم بترشيدها ولكن أبنائي لا يفعلون هذا بالإضافة إلي أنني لن أدخل مع أبنائي الحمام طوال الوقت لأراقب كيفية تعاملهم مع المياه فإذا لم يشعر الجميع من داخلهم بخطر وأهمية ترشيد المياه لن نجد حلاً أبداً.. بعضهم وفر جزءاً وقلل جزءاً آخر فمازال هناك عدد أكبر وجمهور أكثر غير قادر علي تفهم مشكلة عدم الترشيد وإهدار المياه.
- «عاقبوا من حولنا»
ويقول سعيد المهدي: للأسف لم نترب علي ثقافة ترشيد المياه وبالتالي لم نرب أبناءنا علي ثقافة ترشيد المياه ولكن أحاول قدر استطاعتي ألا أهدر في المياه وأحسن استخدامها ولكن هذا لأنني استوعبت المشكلة التي قد تواجهني أو تواجه أبنائي فيما بعد ولكن أبنائي عندما أكون معهم وأمشي بهم في الشوارع أجد أحد الأشخاص يقوم بترشيد المياه من خرطوم علي الأرض لتضيع قطرات المياه سدي وآمر أبنائي بقفل حنفية المياه أثناء غسل أسنانهم يردوا علي «ما عم حجاج سايب الخرطوم في الشارع ليل نهار».. وعندما اشرح لهم أنه أخطأ يجدوا حارس العقار أو بائع العصير يمسك جردل مياه ويسقي به الأرض!! فكلما بنيت فكرة الترشيد لأبنائي هدمها المحيطون بهم، فأبنائي أصبحوا يقفلون المياه أمامي فقط خوفاً مني ولكن إذا لم أكن موجوداً أراقبهم من بعيد أجدهم يعاندونني ويلعبون بالمياه مع بعضهم ويرشون المياه علي بعض في الحمام فتعبت من هذه الفكرة التي جعلت أبنائي مشتتين ومتناقضين فلابد من معاقبة أصحاب المحلات ومسيئي استخدام المياه.
شيرين فخري 34 سنة ربة منزل تقول: تعودنا علي أننا لا نحاسب في التعامل مع الماء وذلك لأنه لا يوجد من يحاسبنا عليها فهي ليست مثل الكهرباء.. فهناك فاتورة شهرية ولو أسرفنا في استخدامها سندفع «دم قلبنا» ولذلك نجد أنفسنا تلقائياً نغلق النور ونحن خارجين من الغرف أو من الحمام.. نقلل من استعمال «المايكروويف» رغم احتياجنا له.. ولذلك اعتقد أن تركيب عداد للمياه.. خطوة لا يستهان بها.. أما عن مشكلة المياه الحقيقية فأنا لا أفهمها رغم قراءتي للجرائد ولكن حقيقة الأمر أنا لا أفهم ماذا يريدون.. فلا توجد توعية، حتي أنني اكتشفت أن هناك أدوات صحية موفرة.. فلم لا تعلن الحكومة عن هذه الأشياء وتعرضها بسعر مناسب فيكون سهلاً علي المواطن العادي شراؤها ولا تكون حملاً عليه.. وأيضاً السباك لماذا لا يكون هناك سباك تابع للحكومة.. بدلاً من هؤلاء السفاحين والله أن فاتورة المياه أرخص من أجرة السباك!!
- مفيش وعي!!
يقول دكتور خالد خضر أستاذ بكلية هندسة ميكانيكا جامعة عين شمس: إن 50% من استهلاك الأسر للمياه مهدر سواء في التركيبات المنزلية مثل السيفونات وحنفيات الحمامات والمطبخ التي تترك مفتوحة دون استخدام.. وسواء في الاستخدام الشخصي للمياه مثل غسل الأسنان والأواني والأرضيات وكذلك الحلاقة.. ويضيف قائلاً: الناس ليس لديها الوعي بخطورة المشكلة، فجلدة الحنفية غير السليمة قد تهدر في اليوم علي أقل تقدير حوالي «جردلين مياه».. كذلك الحمامات التي توجد في الجوامع تترك مفتوحة دون إغلاق فيجب علي الناس الذين من المفترض أنهم يدخلون لأداء الصلاة أن يتقوا الله ويعلموا أن في إهدار المياه حرمانية كبيرة فهي تكلف الدولة مصاريف باهظة.
ويستطرد دكتور خالد قائلاً: أنا أري أن تكلفة الإصلاح أقل بكثير من تكاليف الاستهلاك فيجب أن تتمم علي صيانة الحنفيات بصفة دورية، فأنا بالفعل أقوم بذلك بنفسي وأيضاً قمت بشراء الحنفيات المزودة ب SENSOR صحيح تكلفتها ضعف تكاليف الحنفيات العادية بأربع أو خمس مرات ولكنها ستوفر لدينا المياه ولا تهدرها.
- لازم أرشد
أما الأستاذة ابتسام عبدالمجيد موجهة علوم فتقول نحن الآن نواجه حرب المياه ولذلك أنا شخصياً أهتم بترشيد الاستهلاك لأنني أعي جيداً خطورة مشكلة المياه.. فدائماً ما أتمم علي جميع الحنفيات وإن كان هناك حنفيات تالفة فأحرص علي إصلاحها بصفة دورية.. وبالنسبة للمدارس التي أقوم بالتوجيه عليها أجد أنه أصبح هناك وعي شديد بفداحة المسألة لذلك كنت دائماً أجد المسئولين بالمدارس يحرصون علي إصلاح التالف من الحنفيات ويجرون الصيانة الدورية لها.. فالكل أصبح يتبع إجراءات ترشيدية كمحاولة لاحتواء الأزمة.
وتتحدث فاطمة أحمد ربة منزل قائلة: بحكم أن أسرتي تتكون من خمسة أفراد أجد من الصعوبة التحكم في كيفية إهدار المياه، فالغسيل في اليوم الواحد يأخذ في الغسالة كميات هائلة من المياه ، خاصة أنني أقوم بعملية غسيل الملابس بشكل روتيني إلي جانب غسيل الأواني والأرضيات خاصة أن العديد منا يقوم باتباع عادة سيئة أثناء غسل الصحون وهي فتح محبس الماء إلي آخره أو تركه مفتوحاً حتي ننتهي من غسل جميع الأواني ومن ناحية أخري فغسيل السجاد يستنفذ كميات كبيرة من الماء خاصة أنني أقوم بغسلها بالخرطوم لضمان نظافتها وتكمل قائلة: سهولة وصول المياه إلي إيدينا إلي جانب عدم وجود عدادات خاصة في المنازل تقوم بحساب كمية الاستهلاك لدي كل شقة جعلنا نتعامل بشكل عبثي مع الماء وتكمل قائلة: الحل هو تركيب عدادات خاصة وأن تقوم الحكومة بتقليل ثمن العداد بالإضافة إلي فرض غرامات علي من يقوم بإهدار الماء.
أما السيدة إيمان سعيد فتتحدث قائلة: جميعنا لا ندرك قيمة الماء إلا في حالة انقطاعه خاصة أننا نعاني انقطاع الماء بشكل مستمر لأيام لذلك في حالة وجوده يقوم سكان العمارة بأكملها بإهدار الماء بشكل غير طبيعي. إلي جانب استخدام مضخات المياه المنزلية ليلاً ونهاراً لضمان توفير الماء بصورة دائمة علي الرغم من قلة وجودها ففي حالة وجودها يقوم كل فرد في العمارة بمحاولة استنزافها وتشير قائلة: الحل أن نعلم الناس كيفية استخدام المياه عن طريق حملة إعلامية كبيرة تعلمنا استخدام حلول بديلة لترشيد استهلاك المياه.
أما حسين محمود طالب جامعي بكلية الأداب جامعة القاهرة فيري: أن هدر المياه أصبح مسألة تعود. ففي بعض المناطق لا يحصل السكان علي المياه الكافية داخل مناطق سكنهم وعندما تتوفر لديهم المياه يقومون بإهدارها واستنزافها بشكل همجي إلي جانب افتقارهم لثقافة المياه فالكثير منا يقوم باستخدام هذه النعمة بصورة غير صحيحة.
تقول هويدا أحمد - مدرسة لغة إنجليزية ومن سكان مدينة نصر مستعدة أن أقوم بتركيب عداد خاص بالمياه حتي ولو «هيكلفني» 500 جنيه ومستعدة أن أقوم بدوري كأم ومعلمة في توجيه أولادي وتلاميذي نحو ترشيد المياه ولكن بشرط واحد فقط، بعد تركيب العداد لا تأتي فاتورة المياه مثل فواتير الكهرباء والغاز تحاسب علي متوسط الاستهلاك وليس علي الاستهلاك الحقيقي.
أما أحمد كمال مدرس لغة إنجليزية بالجامعة الأمريكية فيري أن القوانين والغرامات والمتابعات الدورية علي المنازل وصيانة شبكات المياه هي التي ستحد من استنزاف المياه لأنها سوف تجبر المواطن علي احترام كل قطرة ماء.
بينما تعرب نرمين عبدالله - ربة منزل من سكان المهندسين عن استيائها من فواتير المياه قائلة: أصبحت تمثل الكابوس المرعب بالنسبة لي ومستعدة أن أقوم بتركيب عداد للمياه خاص بي لو هيرحمني من فواتير المياه الخيالية التي أقوم بدفعها علي الرغم من أنني لا أستعمل المياه مثل غيري في العمارة فبحكم سفر زوجي، معظم الوقت لا أقضيه في منزل الزوجية وتكمل قائلة: توقيع الغرامات والصيانة الدورية لشبكات المياه سوف تجبر كل فرد في العائلة من أكبر فرد لأصغر فرد علي احترام المياه بل وتقديسها أيضاً.
وتقول الحاجة سامية - ربة منزل من سكان إمبابة بوضوح: المشكلة مش في تركيب العداد ولكن المشكلة في سعر العداد نفسه وتكمل: مصدر رزقي الوحيد هو معاش زوجي وهو مش محصل 500 جنيه يعني مش هقدر أدفع ثمنه إلا بالتقسيط المريح عن طريق دفع كل شهر مبلغ معين من سعر العداد بجانب فاتورة المياه ويقطع حديثنا محمود أحد أبناء الحاجة سامية والذي يعمل حارس مبني بإحدي العمارات قائلاً: عن طريق التقسيط هنصل لحل وسط، لأن في ناس هتقدر تدفع ثمن العداد وناس ثانية مش هتقدر تدفع، فالتقسيط حل يرضي الطرفين.
- رحلة تركيب عداد
هكذا بدأ حسان علي سالم 45 سنة كلامه عندما سألناه كيف تستخدم الماء؟ هل هناك نوع من الترشيد في استخدامك؟ فأضاف لماذا أرشِّد.. الماء رخيص ولن نصل لمرحلة الفقر المائي أبدا.. أختي تقيم في السعودية وأرادت أن تركب عداداً للماء لأنها لا تستخدم الماء وعندما ذهبت وصل ثمنه 1500 جنيه ومعامله سيئة من الموظفين وفترة تزيد عن الشهر للف علي الموظفين وفي الآخر لم يجدي نفعاً.. ثم كيف تطالبونا بألا نرش الماء أمام بيوتنا ومقاهينا والأرض كلها تراب نظفوا الشارع لن نرش ماء ثم ما الحافز لنا حتي نوفر الماء؟
- من باب الحرمانية
الدكتورة إكرام 50 سنة تقول: الحمد لله طول عمري بأستخدم الماء بحساب، صحيح الماء رخيص ولكني أستحرم فتح الماء ما بين غسيل طبق وطبق حتي في الوضوء ما بين غسيل يد ويد أخري لأن هذه نعمة وأحاول أن أنشر هذا السلوك بين المحيطين بي وأكيد لو هناك عداد لكل شقة سيخاف المستهترون من التكلفة ويبدأون في ترشيد الاستهلاك.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.