داخل المقهى العتيق جلس عبده المهللاتى وصديقه اللدود عبده المقللاتى فى حضرة المعلم دنجل ،الراعى الرسمى لهما، وحولهم عدد من رواد المكان ،يتحدثون عن حقيقة صبرى نخنوخ المقبوض عليه، والمعروف بزعيم البلطجية فى مصر, لكن ترى ماذا قالوا عنه.. كالعادة بدأت أكواب الشاى والكركدية والحلبة مع فناجين القهوة، ومباسم الشيشة تدور بين الحضور, وذلك قبل أن يبدأ المهللاتى كلامه. المهللاتى: شفتوا يا جماعة, أخيرا وقع نخنوخ فى الخية, فقد تمكنت الشرطة من القبض عليه متلبسا, وانتبهوا فما قيل فى الجرائد والتليفزيون ليس كل الحقيقة. دنجل: تقصد إيه؟ المهللاتى: اقصد يا معلم دنجل أن نخنوخ ليس مجرد زعيم عصابة أو بلطجى, فيمكن ان تقول عليه بضمير مستريح إنه رئيس دولة موازية, أى نعم زى مرسى بالضبط, لكنه رئيس غير منتخب, فالمعلم نخنوخ – كما يسميه صبيانه – هو من فتح السجون أيام الثورة, وهو الذى قتل المتظاهرين، بل هو من ضغط على مبارك كى يتنحى , فضلا عن انه من ساعد أمريكا فى اغتيال أسامة بن لادن, وهو من قتل جنودنا على الحدود فى رفح. المقللاتى ساخرا: ناقص تقول إنه هو الذى فجر برج التجارة العالمى فى أمريكا! المهللاتى: مش بعيد والله, نخنوخ هذا يمكنه فعل اي حاجة, فهو يتفوق على زعماء المافيا الايطالية ومستر اكس. المقللاتى: ميزتك يا مهللاتى يا اخويا ان خيالك واسع حبتين «إكس لارج» يعنى, فأنت تهول من امر نخنوخ هذا.. دنجل: إذن قل لنا أنت الحقيقة يا مقللاتى أفندى.. المقللاتى: اسمع يا سيدى ولا سيدك إلا أنا.. فالمعلم نخنوخ هذا ليس سوى مجرد بودى جارد فى ملاهى شارع الهرم, كما انه صديق لعدد من الفنانين نظرا لكونه فنانا هو الآخر.. المهللاتى: فنان؟! المقللاتى: نعم, فنان, فصاحبنا يعمل فى السيرك, والدليل وجود خمسة قطط –من الحجم الكبير - فى منزله. أحد الحضور: لكنا لم نسمع عن القطط التى تتحدث عنها.. المقللاتى: طبعا لم تسمعوا عنها شيئا, فالكل يفتى دون علم ، بينما لدى الخبر اليقين.. دنجل: طيب افتى.. عذرا اقصد احكى.. المقللاتى: يا سادة إن ما نشره الإعلام عن الأسود الخمسة فى قصر نخنوخ بالإسكندرية لم يكن صدقا, فالحقيقة أنهم خمس قطط سمان , وقد كانوا مجرد قطط شوارع عادية تكاد تموت من الجوع لكن لأن قلب المعلم نخنوخ رهيف، فقد تعهدهن بالرعاية، ووفر لهن اللبن حتى صرن كما رأيناهم يشبهن الأسود, ولقد اعترفت لى احد ي القطط بذلك قائلة: إنها لن تفعل مثل بنى جلدتها الذين يأكلون وينكرون ولن تنسى فضل المعلم نخنوخ عليها ووقوفه بجوارها هي والقطط الأخرى.