على غير العادة, غاب عبده المهللاتى عن المقهى لقرابة أسبوع ما دفع دنجل لاصطحاب سيكا المقللاتى لزيارة صديقهما الأوحد وتكفل المعلم بشراء صندوق تفاح لبنانى ؛ فهو رجل صاحب واجب ولا يمكن أن يفوته شيء كهذا, بينما اكتفى صاحبه بحمل الصندوق فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها. وفى منزل المهللاتى كان صاحبهما يرقد على فراش المرض متأوها ومتوجعا, فلما سألاه عن سبب مرضه, قال لهما إن زوجته – سامحها الله – هى السبب لأنها ترفض خروجه من المنزل, وحينها قال دنجل إن زوجته بذلك تقوم بالدور الذى يلعبه مكتب الإرشاد على الرئيس مرسى! المقللاتى: لا يا معلم, لا وجه للشبه بين الست حفيظة ومكتب إرشاد الإخوان, فحرم صديقنا سيدة «متعة» وصحتها حلوة, بينما ذلك المكتب ليس سوى مقهى بلدى يتجمع فيه قيادات الجماعة الكبار من أجل احتساء المشاريب من شاى وقهوة وحلبة وزنجبيل, ومن أجل الشيشة الحمى والمعسل الزغلول والقص. دنجل: معقولة يا مقللاتى أفندى؟! المقللاتى: أى والنعمة يا معلم, فالإخوان مجرد جماعة هشة مخوخة من داخلها وليس بينهم رجل.. المهللاتى: خسئت, كيف تقول ذلك؟ فهم رجال بحق! المقللاتى: يا معلم اتق الله أنا لم اقل ذلك وأنت من قطع حديثى قبل أن أكمل, فأنا كنت اقصد انه ليس بينهم رجل من هؤلاء الذين يمكنهم إدارة شئون البلاد أو التدخل فى عمل الرئيس مرسى. المهللاتى: كلامك كله نصب فى نصب , فما تقوله علاقته بالحقيقة مثل علاقتى أنا بهيفاء وهبى.. دنجل: طيب قل لنا أنت الحقيقة يا مهللاتى أفندى. المهللاتى: بدون مبالغة يا معلم, مكتب الإرشاد هذا هو صاحب التوكيل الإلهي على الأرض فهم وحدهم يعرفون الله ولديهم صكوك الغفران, فمن وصفوه بالرجل الصالح رضى الله عنه, فعاش هنيئا ودخل الجنة بعد مماته, أما من وصفوه بالزنديق أو الليبرالى والعياذ بالله فهو فى عيشة ضنكا ومآله النار وبئس المصير. دنجل: يا ستار! المهللاتى: وهكذا فإن بديع والشاطر وغزلان والبيومى والعريان ورفاقهم إنما هم أنبياء هذا الزمان, قلوبهم عامرة بالإيمان ودعوتهم مستجابة, ويا ويله من عاداهم أو اختلف معهم , أما من والاهم وأرضاهم فيا سعده وهناه.