فى ذات المقهى العتيق، تجمع الأصحاب والتفوا حول التليفزيون يتابعون أحداث غزة والغارات الإسرائيلية، وعندما أذيع خبر سحب مصر سفيرها من تل أبيب، هلل البعض، وضحك آخرون، فالجماعة الأولى يتزعمها المهللاتى، والثانية يقودها المقللاتى، اللذان دار بينهما هذا الحوار. المهللاتى: يسلم فمك يا ريس مرسى، صحيح ضربة معلم.. المقللاتى: على إيه يا خويا، يكونش فتح عكا؟! المهللاتى: لا يا ناصح، فتح غزة.. المقللاتى: غزة فى قلبك وقلب الريس! المهللاتى: جاك ضربة فى قلبك أنت، وبعد الشر عن الريس. المقللاتى: يا جاهل أنا اقصد أن قطاع غزة فى قلب الريس، مش غزة مطواة. المهللاتى: آه بحسب.. المهم أنا عارف إنك مش هتقدر قرار الريس بسحب السفير.. المقللاتى: كسبنا صلاة النبى. المهللاتى: يا أخ مقللاتى، القرار ده هيزلزل إسرائيل، وهيخليهم يخرجوا من غزة زى الفيران. المقللاتى: بالعكس، أنا وصلتنى معلومات بتقول إن السفير رجع مصر علشان يدى اليهود فرصة أكبر لضرب غزة! المهللاتى: إزاى يعنى يا فلحوس؟ المقللاتى: زى ما أنت عارف الإخوان والصهاينة «حلف» وميختلفوش عن بعض، وفيه بينهم مصالح مشتركة، علشان كده، اتفقوا على تمثيلية سحب السفير، وبعدها عينك ما تشوف إلا النور.. عبده المهللاتى: النور السلفى.. المقللاتى: لأ.. نور الشريف يا خفيف. المهللاتى: أنصحك تتغطى وأنت نايم، شكلك بتحلم كتير وبتجيلك تهيؤات، يا صاحبى، مصر اتغيرت وبقى قرارها من دماغها، والإخوان ناس تعرف ربنا، وهتساند الفلسطينيين لحد ما ياخدوا حقوقهم وتتحرر أرضهم. المقللاتى: فعلا الإخوان هما اللى هيحرروا القدس. المهللاتى: وأنت عندك شك؟ المقللاتى: لا بس عارف هيحرروها إزاى؟ المهللاتى: أكيد بالحرب. المقللاتى: لا الموضوع أسهل من كده بكتير! المهللاتى: يعنى إيه؟ المقللاتى: بسيطة هيقطعوا الكهربا عن القدس فى عز الصيف، وبكده هتقف المراوح والتكييفات والدنيا هتبقى حر! المهللاتى: دمك خفيف يا مضروب، وشكلك كده ليبرالى كافر. المقللاتى: الله يسامحك يا إسلامى يا متخلف، أهو إنتوا كده، لما حد يقول الحقيقة يبقى كافر. المقللاتى: صلاة النبى عليكم إنتوا يا ليبراليين، لما اللى قصادكم يقول الصدق يبقى إسلامى متخلف، كلكم حقد وجهل. وهكذا انتهى الحوار، بينما الضرب مازال مستمرا، والدماء الفلسطينية تسيل، أما السفير فقد عاد إلى القاهرة، ولم يفتح حقائب السفر، إذ أبقى عليها مغلقة استعدادا للعودة إلى تل أبيب فى القريب العاجل.