حول جهاز التليفزيون تجمع أصدقاء عبده المهللاتى وسيكا المقللاتى بصحبة المعلم دنجل فى المقهى العتيق ليشاهدوا نشرة الأخبار فقد راح مقدمها يتحدث عن فتنة دهشور بين المسلمين والأقباط بسبب قميص أحرقه المكوجى عن غير قصد, فارتفعت أصوات طلقات الرصاص وسالت الدماء, وبعد انتهاء النشرة بدأت هذه المناظرة. المهللاتى: مصر خربت يا جماعة, فقد ذهبت إلى دهشور ورأيت بعينى التى سيأكلها الدود أنهارا من الدم تمتد من بداية القرية التى شهدت الأحداث حتى آخرها, ورأيت الناس يركبون القوارب ليعبروا هذا النهر بينما البعض منهم يسبح فيه ليصل إلى المكان الذى يريده! دنجل: يا ساتر يا رب, ألهذا الحد وصلت الأمور؟ المهللاتى: نعم يا معلم بل وأكثر, فالفتنة الطائفية ضربت مصر, وقد سمعت من الناس هناك أن المسلمين كانوا يفرضون إتاوات على الأقباط, بينما شباب المسيحيين اعتادوا خطف بنات المسلمين وقتل أطفالهم, انتقاما لما يحدث لهم على يدى أعدائهم المسلمين من سكان القرى. كما إننى شاهدت بأم عينى محارق وأفراناً تشبه أفران الهولوكوست التى أحرق فيها هتلر اليهود, فيقوم المسلم هناك بإحراق القبطى ثم يرفع يديه إلى الله متضرعا ومهللا! المقللاتى: يا خفى الألطاف نجنا مما نخاف.. تعرف يا مهللاتى يا خويا أنت كذاب قوى وتقدر على فشر يكفى بلد بحالها. المهللاتى: ماذا تقصد يا أخ مقللاتى, يعنى أنا أخترع كلاما من عندى؟! المقللاتى: لا العفو, لكن أنا زرت دهشور ولم أر شيئا مما تحكى عنه.. دنجل: طيب, نورنا أنت يا عم مقللاتى.. المقللاتى: عيني يا معلم مع إن الكهربا مقطوعة, الحكاية وما فيها أن المسلمين والأقباط هناك يذوبون فى بعضهم البعض من الحب والإخوة والصداقة, وكثيرا ما يلعبون ويلهون ويمرحون, ومؤخرا حين أعطى أحدهم للآخر قميصا كى يكويه أحرقه صاحبنا عن غير قصد فلما غضب الأول من الثانى اجتمع أهاليهما وقرروا الصلح بينهما وهو ما حدث, بعدها قرر أهالى القرية كلهم المشاركة فى لعبة إحراق المنازل. دنجل: وماذا حدث بعد ذلك؟ المقللاتى: أبدا, احترقت بعض المنازل وتوفى شاب بسبب إفراطه فى الفرحة, لكن الإعلام المغرض ولع الدنيا وأشاع أخبارا كاذبة عن فتنة, وبالمناسبة لا يغرنكم سيارات وجنود الأمن المركزى والجيش المنتشرين بدهشور فهم يمثلون الحكم فى تلك اللعبة بين أهالى القرية, وأؤكد لكم أن المسلمين والأقباط سمن على عسل.