قبل أيام كان عبده المهللاتى وزميله سيكا المقللاتى يتسامران على مقهى «الحرية» العتيق, فسحب المعلم دنجل كرسيا، وجلس إلى جوارهما قبل أن يسألهما عن رأيهما فيما قاله مرشد الإخوان المسلمين محمد بديع من انه يرفض السلام مع إسرائيل، ويطالب بإعلان الجهاد ضدها, وهو ما لا يتماشى مع ما يقوم به الرئيس الإخوانى محمد مرسى, فكان هذا الحوار: المهللاتى وهو ينفث دخان الشيشة: شوف يا معلم, الأمر واضح وصريح, الإخوان غير الرئاسة والرئاسة غير الإخوان, علشان كده تلاقى مرسى فى واد ومكتب الرئاسة فى واد تانى خالص. المقللاتى منفعلا يقول بسخرية: والله, شوف إزاى! المهللاتى يتحدث رافعا حاجب وخافضا الآخر: من الآخر كده الإخوان هيولعوها وهيحشدوا كل شبابهم وينزلوا على إسرائيل حتتك بتتك لحد ما يخلصوا على الصهاينة واحد واحد، ويحرروا القدس وتنهم راجعين. دنجل: الله أكبر, أهو كده ولا بلاش. المقللاتى وقد فقعت مرارته: لامؤاخذة يا معلم , اسمحلى أقولك «اتلهى على عينك». المهللاتى بخبث: الله الله.. طيب ليه قلة الأدب دى, هو عشان المعلم بيعاملك بأخوة تقوم تغلط فيه. دنجل ببرود: خلاص يا مهللاتى يا خويا محصلش حاجة.. هاه يا مقللاتى أفندى تقصد إيه؟ المقللاتى واضعا ساقا على اخرى: شوف يا سيدى ولا سيدك إلا أنا, كلام بديع ده كله نخع وتمثيل, وهو بيقول كده بس علشان المغفلين , لا مؤاخذة يا مهللاتى يا خويا, يقولولك «شوفت اهو الاخوان مختلفين مع الرئاسة», وانا اقولهم ياخى النه, علشان الشعب كله عارف ان مرسى ما بيدخلش الحمام إلا اذا استأذن الجماعة. المهللاتى: طيب ما كلنا بنستأذن جماعتنا! المقللاتى غاضبا: يا أخى ما اقصدش الست أم أحمد, قصدى جماعة الإخوان. دنجل: آه.. المهللاتى: بصراحة انت بتفترى على الراجل, بدليل انه لما بعت رسالة الغرام إياها لرئيس اسرائيل ما اخدش موافقة حد من الإخوان. المقللاتى: طيب اتلهى انت كمان, أنا بقى اعرف إن الشاطر هو اللى كتب الرسالة بخط ايده. المهللاتى: كدب وافتراء, الريس طول عمره شاطر فى الاملاء، وهو اللى كتب الجواب, وبكرة تشوف انهم مختلفين ومرسى هيعزم اليهود ويديهم حتة من مصر علشان يخرجوا من فلسطين, وساعتها الإخوان هيعملوا تصفيات مع السلفيين واللى يفوز هيقابل اسرائيل فى النهائى. المقللاتى: آدى دقنى لو حصل, من غير حلفان صدقنى مرسى والجماعة مدبرينها, وبعد يومين هيخرج بديع ويعلن عن اتفاق بين الجماعة واخوان تل ابيب، لافتتاح سلسلة محلات البركة مول فى اسرائيل.