داخل المقهى العتيق.. جلس عبده المهللاتى يلاعب صديقه اللدود سيكا المقللاتى "عشرة" طاولة، فلما انتهى اللقاء بفوز الأخير دار بينهما نقاش حاد حول بقعة الزيت التى انتشرت فى النيل بمنطقة الصعيد الجوانى، وانتقلت لغير مكان, فجرى بينهما الحوار التالي بوجود المعلم دنجل ورواد المقهى. عبده المهللاتى: تعرفوا يا جماعة.. بقعة الزيت دى خطيرة جدا, وعلشان كده لوثت النيل ومش بعيد اللي يشرب ميه يجيلوا سرطان. دنجل: يا دين النبى! عبده المهللاتى: أمال يا معلم, دا أنا لى واحد صاحبى شرب كوباية ميه ملوثة ببقعة الزيت جاله سرطان فى المخ. سيكا المقللاتى: يا ساتر يا رب وده جاله مخ منين بس؟! عبده المهللاتى: بتهزر حضرتك؟ خليك كده لحد ما تغور أنت كمان, يا ناس أنا بتكلم جد.. دنجل: طيب يا مهللاتى أفندى, يا ترى الموساد ورا الحكاية دى؟ عبده المهللاتى: يا معلم مش كل حاجة نقول موساد, الموضوع وراه شركات الميه المعدنية, لما لقيوا الطلب قل على الميه بتاعتهم خاصة أن الشتا على الأبواب فكروا فى الفكرة الشيطانية دى علشان الناس تضطر تشترى بضاعتهم وأرباحهم تزيد. سيكا المقللاتى: يشفى الكلاب ويضرك.. دنجل: والحل؟ عبده المهللاتى: إزالة البقعة الزيتية دى تحتاج لأطنان من مسحوق بيكربونات النيتروجين المشع. سيكا المقللاتى: يا صلاة النبى! عبده المهللاتى: والمسحوق ده ممكن الطيارات تشيله وتطير فوق النيل وترميه على البقعة يقوم يتفاعل معاها ويحولها لعجينة ضخمة, وممكن نستخدم العجينة دى فى اقامة جسور وكبارى, وبكده يبقى حولنا الشيء الضار الى حاجة نافعة, بس المشكلة إن المسحوق ده لازم نشتريه من الصومال، لأنها الدولة الوحيدة اللى بتنتجه. سيكا المقللاتى: بصوا بقى يا جماعة, الحقيقة ان بقعة الزيت دى مجرد شوية زيت قلية من اللى بتستخدم فى مطاعم الفول والطعمية, بس الناس مكبرة الحكاية حبتين. دنجل: بجد يا مقللاتى يا خويا. سيكا المقللاتى: بشرفى يا معلم. عبده المهللاتى: يبقى بتكدب يا صاحبى. سيكا المقللاتى: عيب عليك يا مهللاتى أفندى, أنا بقول بشرفى. دنجل: ماشى, لكن الحل ايه؟ سيكا المقللاتى: بسيطة قوى يا معلم دنجل, كل الحكاية اننا محتاجين اد تلاتة كيلو "بريل". عبده المهللاتى: مينفعش "فيروز"؟ سيكا المقللاتى: لا خفيف يا دغف, بيريل بتاع المواعين مش اللى بيتشرب. دنجل: وبعدين؟ سيكا المقللاتى: بس يا سيدى, وناخد النيل فمين محترمين, هينضف والميه هتبرق وتبقى زى الفل.