* لا نزال في "سنة أولى نقابة" * بدأنا تأسيس مكاتب تمثيل في 4 مناطق بالسعودية * نمتلك مستشارين قانونين يساهمون في حل مشكلات المصريين بالخارج * الجيل الثاني من المصريين بالخارج يعانى من ضعف الانتماء * غلاء المعيشة قد يجعل بعض المصريين عرضة لبيع وطنهم * العنصرية أحد أبرز هذه المشكلات التي تؤرق المغتربين * أنا مصدر الدعم الوحيد للنقابة وأنفق عليها من جيبي الشخصي * بداخل البرلمان من يمثل المصريين بالخارج ولا نعرف الكثير منهم * نبيلة مكرم تبذل أقصى جهدها لتجميع تكتلات المصريين بالخارج * وفرنا وثيقة تأمين على الحياة تمنح عائلة المتوفى 60 ألف جنيه * حينما نعود إلى مصر نشعر أننا غرباء * من يصف المصريين بالخارج ب "الخونة" يجهل الحقيقة * الكفيل والهجرة غير الشرعية أهم مشكلات المصريين في الخارج * لا نتلقى دعما ماديا من أي جهة ووفرنا التأمين الصحي لعائلة العضو * بعض شركات التوظيف لم يتم السيطرة عليها حتى الآن أدارت الحوار: إيمان مأمون أعدته للنشر: مني محمود عدسة: ريمون وجيه نقابة المصريين العاملين بالخارج فكرة حلم بها المهندس حمدى غباشى الذي عاش حياته مغتربا عن وطنه مصر متنقلًا بين بلجيكا وفرنسا، فالمصريون بالخارج يعانون من مشكلات عدة تغفل الدولة ممثلة في السفارات عن حلها، الكفيل والهجرة غير الشرعية والعنصرية أهم ما يواجهه المصريون بالخارج، فكانت فكرة تأسيس كيان يساهم في خدمة أبناء مصر بالخارج ويكون همزة وصل تساعد على ربط مصر بأبنائها خارج حدود أراضيها. استضاف "صالون فيتو" المهندس حمدى غباشي، رئيس النقابة العامة للمصريين العاملين بالخارج للوقوف على ماهية النقابة وأهدافها.. وإلى أهم ما جاء بالحوار: *ما هي فكرة إنشاء نقابة للمصريين العاملين بالخارج ؟ أنا مغترب في أوروبا منذ نحو 50 عامًا، وكنت مهمومًا بالعمل العام ومساعدة أبناء الوطن الذين يصلون إلى أوروبا من خلال الهجرة الشرعية أو غير الشرعية، فضلا عن المشكلات التي يواجهها المصريون العاملون بالخارج ويلجئون لسفاراتهم لحل هذه المشكلات دون جدوى فكانت فكرة إنشاء نقابة لتكون ملجأ لتسهيل أوضاع وشئون حياة المصريين بالخارج ويمثل هذا نواة فكرة تأسيس النقابة. *ألا توجد في أوروبا كيانات تهتم بشئون الجاليات المصرية فضلا عن السفارات؟ يوجد في كل بلد أوروبية أندية وروابط واتحادات وجاليات تؤسس وفقًا لنظام كل دولة، ويُعد الهدف الأساسي لمعظم هذه الكيانات هو العمل الاجتماعى من خلال خلق التواصل بين العائلات المصرية في الدولة وجمع المصريين في الخارج أثناء أعياد الميلاد وفى رمضان، فضلًا عن مساعدة المصريين في الخارج لمواجهة مشكلاتهم، ولكن للأسف لا يوجد بين هذه الكيانات وبين الوزارات الموجودة في مصر أي علاقة رسمية أي ليس لهم تمثيل رسمي في مصر. *وما الفارق بين هذه الكيانات والنقابة؟ العمل النقابى يحكمه قانون وانتخابات في مجلس إدارته، والنقابة كيان يخدم المصريين في الخارج ويكون لتمثيله صفة رسمية في مصر، فضلًا عن تعامله مع كافة الكيانات والأندية في أوروبا وقيامه بلعب دور همزة الوصل بين أبنائنا في الخارج والكيانات والوزارات المعنية في مصر، وهذه هي الفكرة الأساسية لإنشاء النقابة. *وما هي خطوات إنشاء النقابة التي اتبعتها؟ كانت لدينا اتصالات مع كمال أبو عيطة حينما كان رئيسًا لاتحاد النقابات المستقلة، قبل أن يتولى منصب وزير القوى العاملة، وعرضنا عليه فكرة إنشاء نقابة للمصريين العاملين بالخارج ورحب بها، ولم تمر إلا فترة قصيرة وأصبح أبو عيطة وزيرًا فقابلته شخصيًا وأعدت عرض الفكرة عليه فشجعها، وكان لابد من تكوين عشر نقابات في عشر محافظات بمصر حتى يتم تأسيس النقابة العامة وفقًا لقانون النقابات، وبالتالى بدأنا في زيارة المحافظات في مسيرة أشبه بمشوار رحلة المليون، وبالفعل بدأنا في تأسيس النقابات الفرعية، ولكن جاءت وزيرة القوى العاملة ناهد العشري- سامحها الله- التي "عطلت" مشوارنا لمدة عام ونصف، ما بين روتين وتعنت، وكانت النتيجة رفض التأسيس بالرغم من أن أوراقنا رسمية وامتلاكنا موافقات أمنية على مؤسسي النقابة والفكرة. *ومتى كان الإشهار الرسمى للنقابة وهل كان التعطيل متعمدا؟ في أغسطس 2015، ولكن بعد حصولنا على الإشهار لم تمنحنا الوزيرة حسابا بنكيا، مع العلم أن النقابة لن تعمل بدونه، وانتظرنا حتى انتهاء عهد الوزيرة ناهد العشرى، وجاء جمال سرور وزير القوى العاملة، الذي منحنا فرصة فتح حساب للنقابة، وبدأنا في العمل على أرض الواقع في أكتوبر 2015، أي أن نقابتنا لا تزال في "سنة أولى نقابة" والتعطيل كان متعمدا بالطبع لأسباب لا أعرفها. *كيف يعامل المواطن المصرى بالخارج وهل يعانى إضهادا؟ قيمة المواطن المصري، خاصة في الدول العربية أصبحت تحت الصفر في ظل إهمال إيجاد حلول لمشكلات المغتربين وتناسي شريحة كبيرة من المصريين بالخارج فضلا عن مشكلات الكفيل والحوادث التي يتعرض لها المصريون خارج بلادهم ولا يأخذون حقهم كأبناء البلد وما إلى ذلك. *هل المشكلات التي تواجه المصريين بالدول العربية تختلف عن تلك التي يواجهها المصريون في أوروبا؟ بالطبع هناك اختلاف كبير، ففى الدول العربية تبرز مشكلات الكفيل ومشكلات المصريين مع قوانين هذه الدول والتأشيرات والعقود غير الحقيقية الصادرة عن بعض شركات التوظيف التي للأسف لم يتم السيطرة عليها حتى الآن، وهناك مشكلات أخرى تتعلق بوضع المصري بالخارج وقيمته وعدم قدرة البلد على تقديم الحماية التي يتمناها. *وهل للنقابة دور تجاه هذه المشكلات؟ بدأت النقابة في تأسيس مكاتب تمثيل في أربعة مناطق بالسعودية على سبيل المثال، ونحن دورنا في هذه الأزمات لا يتعارض مع دور القنصليات بل هو عامل مساعد، كما أن النقابة تمتلك مستشارين قانونين يساهمون في حل المشكلات التي تواجه المصريين بالخارج. *وماذا عن طبيعة المشكلات في أوروبا؟ تتجلى في مشكلات الهجرة الشرعية وغير الشرعية، فضلًا عن مشكلة ضعف الانتماء للوطن لدى الجيل الثانى من المصريين بالخارج مما قد يجعل التأثير عليهم عملية سهلة من أي توجه، وهناك أيضًا الأزمة الاقتصادية وغلاء المعيشة الذي قد يتسبب في التأثير على بعض المصريين ويجعلهم عرضة لأن "يبيعوا" وطنهم لكى يعيشوا، كما أن العنصرية تُعد أحد أبرز هذه المشكلات التي تؤرق المغتربين. *هل تتلقى النقابة دعما ماديا من أي جهة ؟ على الإطلاق، فأنا مصدر الدعم الوحيد لها وأنفق عليها من معاشي وجيبي الشخصي، خاصة إننا لم نفتح باب العضوية حتى اليوم، وللعلم حساب النقابة معروف في بنك مصر ومن ينظر به سيجد 20 أو 30 جنيها فقط، ونحن لا نريد دعما من أحد والنقابة خاضعة للجهاز المركزى للمحاسبات. *صف لنا مشهد الانتخابات البرلمانية والرئاسية وحجم مشاركة المصريين في الخارج؟ المشهد مؤسف لأكثر من سبب حيث واجهنا مشكلة التسجيل في السفارات والقنصليات فضلًا عن مشكلة المسافات الجغرافية التي تشكل عائقا أمام الإدلاء بالأصوات، وإجراء الانتخابات في أيام العمل الرسمية مع المشكلات السابق ذكرها تقف حائلًا أمام إقبال المصريين على الانتخاب، هذا بخلاف ضعف المعلومات عن المرشحين في الانتخابات البرلمانية، حتى أن هناك بداخل البرلمان من يمثل المصريين بالخارج ولا نعرف الكثير منهم. *وما تقييمك لدور وزارة الهجرة؟ السيدة نبيلة مكرم تبذل أقصى جهدها لتجميع تكتلات المصريين بالخارج، فضلًا عن قيامها بزيارات متعددة لعدة دول لمقابلة المصريين بها واهتمت بمشكلات المصريين بالكويت والسعودية وهذا دور تُشكر عليه، وأرجو منها أن يتم التعامل مع كافة الكيانات بنفس الأسلوب والمسافة والحيادية. *وما أهم ما قدمتة النقابة حتى الآن؟ ما قمنا بتحقيقه على أرض الواقع هو توفير التأمين الصحي لعائلة العضو الموجودة بمصر، ثانيًا حاولنا معالجة أزمة نقل الجثمان عند الوفاة فتعاقدنا مع شركة وطنية لتأمين نقل الجثمان ووفرنا وثيقة تأمين على الحياة تكفل منح عائلة المتوفى مبلغا يصل إلى 60 ألف جنيه، وتكلفة هذه الوثيقة لا يتعدي 300 جنيه في العام. *ما هي رسالتك الأخيرة للدولة المصرية؟ نحن نريد أن تنظر البلد للمصري المغترب بصفته ابنها الحقيقي فنحن حينما نعود إلى مصر نشعر بأننا غرباء، والجميع اتهم المصريين بالخارج في الانتخابات بأنهم خونة وعملاء ولكن من يقول هذا لا يعرف الحقيقة، لابد أن ننظر بعين الرحمة للمصريين بالخارج وأن نجذبهم إلى البلد ونساعدهم بالاستماع إلى مطالبهم المشروعة وفى المقابل لابد أن يرد المغتربين جزء من دين بلدهم عليهم.