المصريون بالخارج يقدر عددهم بنحو عشرة ملايين فردا، قوة لا يستهان بها تعكس صورة مصر أمام العالم، باعتبارهم سفراء لوطنهم بالخارج بجانب السفارات الرسمية ، بالاضافة الى تأثيرهم الاقتصادى بما تمثله تحويلاتهم التي تعد أحد دعائم الاقتصاد المصري. موقع أخبار مصر التقى مع جِبْرِيل محفوظ -أحد أعمدة المصريين بالخارج- نائب رئيس إتحاد الجاليات المصرية في فرنسا لنتحاور معه على مدار 4 ساعات في حديث شيق حول الكثير من هموم وقضايا ومطالب المصريين في الخارج. ** استاذ جبْرِيل محفوظ : نبدأ حوارنا بأحدث ما يتعلق بالمصريين في الخارج، لقد تم الإعلان مؤخرا عن رحلة لأبناء المغتربين لزيارة وطنهم الأم، هل هذه الرحلة الاولى لابناء المغتربين الى مصر؟ ## تواصل أبناء المغتربين مع الوطن الأم سياسة تتبعها وزارة الهجرة والشباب والرياضة بالتعاون مع وزارة السياحة بهدف ربط الجيل الثاني والثالث بوطنهم الأم وهذه ليست أول مرة بل تكاد تكون تقليد شبه سنوي وذلك ليس قاصرا على فرنسا فقط بل كل الدول وان كانت دوما فرنسا بها أكبر عدد مشارك من الشباب الفتيات. وتصادف في ذات الوقت أن يتزامن ذلك مع وقت إجازة أعياد الميلاد من الأسبوع الأخير من ديسمبر والأسبوع الأول من يناير في الدول الغربية ،فقررت الوزارات المعنية إقامة برامج لزيارة أبنائنا من الجيل الثاني والثالث من المغتربين. ووزيرة الهجرة أكدت أثناء اجتماعي بها حرص وزارة الهجرة والوزارات المعنية على إنجاح هذه التجربة والرحلة التي تهدف الى تأكيد ارتباط الشباب المغترب من الجيل الثاني والثالث بوطنهم. ** كم عدد المشتركين؟ وكم والتكلفة ؟وما البرنامج؟ ## من فرنسا اشترك ما يقرب من 200 شاب وفتاة، وقد اقترحنا أن يأتي الأهل مع ذويهم ووافقت الوزارة مع الأخذ في الاعتبار ان الدعم في الرحلة سيكون للشباب فقط. ،وتكلفة الرحلة لا تتجاوز 380 يورو في وقت لا يتجاوز فيه ثمن تذكرة الطيران من أوروبا الى مصر 2000 يورو..بهذا تكون قيمة الاشتراك زهيدة وذلك نتيجة للدعم المقدم من أكثر من وزارة منها الطيران والسياحة والشباب. ويشمل برنامج الزيارة المقترح زيارة معالم القاهرة يليها زيارة لشرم الشيخ ويعقبها زيارة الى الأقصر. ولن تكون الزيارة قاصرة على مشاهدة المعالم السياحية بل سينخرط شباب المغتربين مع أقرانهم بالأقصر في معسكر حيث سيقضون رأس السنة ويتفاعلون من الشباب في بعض القرى بالأقصر. الرحلة تقدمها الحكومة المصرية لشباب المصريين بالخارج وبخاصة أوروبا.ونحن كاتحاد جالية مصرية بفرنسا قبل الملتقى كنّا حريصين على تشجيع السياحة في كافة المدن السياحية. والبرنامج يبدأ بتجمع في القاهرة ثم زيارة الى المناطق الاثرية والدينية يعقبها رحلة الى شرم الشيخ وأخيرا برنامج كشفي في الأقصر. كانت الرسالة الاولى ان المؤتمر باكمله سيعقد في الأقصرولكن مؤخرا حدث تعديل بناءا على رغبة من أعضاء الجالية لدعم شرم الشيخ. ** أعلنت الدولة عن مشروع بيت وطن لبيع أراضي بناء للمصريين في الخارج.. ما رأيك في ذلك؟ ## مشروع "بيت وطن" يقدم أراض للمصريين بالخارج بمساحة 500 متر، سعر المتر 300 او 400 دولار، ويصل سعر الأرض فى النهاية 2 مليون جنيه، لانهم ينظرون للمصريين بالخارج على أنهم أصحاب الملايين. وأنا اقترح انشاء مدينة سكنية متكاملة للمصريين بالخارج شاملة جميع مناحى الحياة تعليميا وثقافيا وصحيا ،على هيئة قارات العالم بها بحيرات صناعية ، وبها أجزاء من كل دول العالم، مثلا يوجد بها الحى الفرنسي ،الحى الألمانى، الحى الأمريكى وغيرها، وبذك نوجد فى مصر مدينة عالمية منفتحة على العالم. وهذه المدينة ستعمل على إحداث حراك اقتصادى واقترحت مكانها فى الاراضى الصحراوية كالسويس مثلا، والمهندس ابراهيم محلب وقت توليه رئاسة الوزراء عندما طلب لقاء عدد من المصريين بالخارج وعرضت عليه فكرة المدينة تحمس لها جدا. ** تمويل مثل تلك المدينة صعب في وقت نمر به بمشاكل اقتصادية.. فكيف يمكن تنفيذها؟ وأين تقترح إقامتها؟ ## الدولة لن تدفع مليما واحدا نحتاج فقط قرار بإنشاء المدينة.. إحسبوها ثمن الارض وتكلفة كل حي وبإشراك الجاليات تقوم كل جالية بالإنشاء من الألف للياء وهذا يمثل حراك اقتصادي. هذا ليس مجرد مشروع خرساني ،فأنا أريد ربط المصريين بالخارج بمعنى حقيقي بالوطن وأنفتح على ثقافات الدول الاخرى وتضم مستشفيات وملاهي ونوادي ومدارس. اقترحت مكان في الصحراء في الطريق المؤدي للعاصمة الإدارية الجديدة بطريق السويس الصحراوي.. فالتكلفة سوف تتغير من حي لآخر. يمكن لتلك المدينة ان تكون مقرا للجاليات الأجنبية بها سكن شعبي للبسطاء وسكن متميز وقصور وفيلات وتبدا الأسعار مثلا ب15 ألف يورو وهذا سعر مناسب جدا. ** ما دور الجالية المصرية في فرنسا بعد الحادث الإرهابي؟ ## نحن كاتحاد جالية مصرية في فرنسا يضم أكبر عدد موجود في فرنسا من الكيانات المصرية نقوم بتنظيم سنويا يوم للترويج السياحة لمصروهذا العام تم التنظيم في مدينة سان دينيز وهي المدينة التي منيت بالحادث الأخير. وقد كان يوم الترويج للسياحة في مصر بمشاركة 134 دولة وكان تواجد مصر قوي جدا. فالمشاركة في الترويج السياحي لمصر بالنسبة لي إتحاد الجالية المصرية في مصر يعد أمرا اعتياديا ولكن بعد حادث الطائرة الروسية أخذنا زمام مبادرة وأكدنا ان شرم الشيخ لن تسقط وأخذنا على عاتقنا أن نقوم بتنظيم أكثر من رحلة من المصريين ومن الفرنسيين والجنسيات المختلفة من أصدقائنا ومعارفنا لزيارة مصر. ** هل ترى أن الحادث الإرهابي الأخير في فرنسا كان له تأثير على العلاقات المصرية الفرنسية والتعاون بين البلدين؟ ## فرنسا دفعت ثمن تعاونها الاستراتيجي مع مصر بعد صفقتي الرافال والميسترال والعلاقات القوية جدا والاستثمارات المتنامية مع مصر وتواصلوا كجالية مصرية وعلاقتنا القوية بالحكومة الفرنسية فمن وجهة نظر الارهابيين كان لابد لفرنسا ان تدفع الثمن. لكن تلك الضربة لا أعتقد انها أثرت على التعاون مع مصر في كافة جوانبه بل اعتقد انه في الوقت الحاضر سوف يزداد التعاون وتتوطد العلاقات أكثر فاكثر. فالرئيس السيسي سبق وان نبه الفرنسيين أثناء زيارته لفرنسا في نوفمبر 2014 بتأكيده ان الاٍرهاب لا وطن له ولابد ان يستعد الجميع. ارى ان فرنسا لن تخضع لأي ابتزاز من الإرهابيين بل ان الحرب على الاٍرهاب والارهابيين ستكون أشد. وعلى هامش قمة المناخ التي حضرها الرئيس السيسي كانت هناك لقاءات بين رجال أعمال فرنسيين حول استثمارات في مشروعات بشرق التفريعة. ** كيف يمكن تقنين أوضاع الجمعيات والمؤسسات التى تتحدث باسم المصريين بالخارج؟ ## وزيرة الهجرة بدأت بخطوة غاية فى الاهمية من خلال المصريين الوطنيين الذين يعملون بحق لخدمة البلد،وهى انها لديها النية فى تشكيل مجلس معبر عن المصريين بالخارج ، والجمعيات المجتمع المدنى بشئون المجتمع المدنى. وطلبت من كل مؤسسة او جمعية منهم بيانات عن الجمعية والنظام الانتخابى المعمول به فى هذه الجمعيات،ولا يجوز لكل شخص ان يتكلم عن المصريين بالخارج. ** لأول مرة أصبح للمصريين بالخارج من يمثلهم في البرلمان.. ما رأيك؟ ## ما تخوفنا منه واستشعرنا خطورته هو الذي حدث وذلك لانه أتى ب8 نواب مصريين بالخارج ليسوا ذوى شعبية جارفة ، فلم يحدث ان كان لأحد منهم اي نشاط يتعلق بالمصريين بالخارج . في بداية الامر؛ ومنذ وقت طويل طالبنا عمل دوائر انتخابية إضافية للمصريين بالخارج بمعنى ان تكون مقار الجاليات الانتخابية المصرية بالخارج بمثابة دوائر انتخابية كما هو معمول في دول متعددة، فذلك من شأنه ان يسهل توجه المصريين الى لجان الاقتراع. فإذا كان عدد المصريين بالخارج عشرة ملايين مصري ،فالاوقع ان يكون لهم 40 مقعدا. لكن لم نطالب بهذا العدد ما طالبنا به ان يكون المرشح خاص بِنَا لا ان يترشح عن دائرة في مصر ..فمثلا ان يكون هناك مرشح عن فرنسا ، الولاياتالمتحدة، السعودية وغيرها وذلك بحسب عدد المصريين في تلك الدول. المهم ان ينتخبه العاملون في الخارج كل بحسب المنطقة المقيم بها وليس بحسب دائرته الانتخابية في مصر. وتابع محفوظ :لقد نص الدستور على وجود تمثيل مناسب للمصريين بالخارج وهذا لم يحدث. وقبل الانتخابات عملنا مؤتمر موسع للجاليات المصرية بالخارج وتم اختيار 8 مرشحين أساسيين و8 مثلهم احتياطيين ليتنافسوا في انتخابات مجلس النوّاب على القوائم ولكن لم يحدث اي استجابة. ولم يدخل اي منهم نتيجة للصفقات التي تمت في في نظام القوائم وأدت الى استبعاد الذين توافقنا عليهم كممثلين للمصريين بالخارج بدون سبب واضح . النظام الأمثل الذي كمصريين بالخارج نسعى اليه هو اتباع النظام المعمول به في اغلب دول العالم التي نسبقها في التمثيل النيابي وذلك ان تكون دوائر إضافية مخصصة للمصريين بالخارج حتى لا يضطر الناخب لانتخاب شخص لا يعرفه. فمثلا يكون 4 لاوروبا والأمريكيتين. ** كيف ترى ان يتم الرقابة على الرسوم التي تحصلها السفارات والقنصليات من المصريين بالخارج؟ ## محور اهتمامي لسنوات طويلة ان يأخذ المصري بالخارج حقوقه السياسية ليخدم بلده. ولسنوات طويلة والمصرين يدفعون رسوم بالسفارات والقنصليات لاجراء المعاملات الرسمية والورقية. وكنا نريد ان تكون لدينا وسيلة للرقابة على الأموال التي تجمع كرسوم من المصريين بالخارج لتدخل خزينة الدولة بدلا من الصناديق الخاصة وان تكون عن طريق انتخاب عدد منهم في مجلس النواب. ** ما اقتراحك لزيادة الدخل من المصريين بالخارج؟ ## اقترحنا عمل طابع بما يعادل 10 دولار أو يورو لأي مصري مسافر أو قادم ويخصص ذلك للمصريين في الخارج لمساعدة البعثات والمصريين بالخارج لان القنصليات والسفارات لا يكون لديها أموال كافية لمواجهة اي مشاكل طارئة، وذلك أسوة بما تقوم به جاليات دول مثل الجزائر وباكستان وإندونيسيا وغيرها من الدول. الامر لن يكلف خزينة الدولة شيئا ومطلوب قرار بإصدار طابع تؤول حصيلته لهذا الصندوق او الهيئة. ** كيف يتم التعامل مع المهاجرين من المصريين؟ ## عملنا حملة طرق أبواب بين المهاجرين المصريين لتعليمهم اللغة الفرنسية بالمجان ليستطيعوا الحياة والعمل في فرنسا للأسف عدد منهم رفض باستماتة كل محاولات الاقناع بتعلم اللغة. الاخطر أن عددا منهم يتخيل اننا تابعون للحكومة ويبدأ في فرض شروطه وطلباته. ** كثرت الكيانات التي تعبر عن المصريين بالخارج ،فهل من سبيل الى اتحادها؟ ## كثر المدعون والمتاجرون بقضية المصريين بالخارج حتى اننا فوجئنا بأسماء تظهر في الإعلام ليس لها علاقة بقضية المصريين بالخارج. اقترحنا مجلس تمثيلي يضم كل جمعية ومنظمة للمصريين في الخارج على ان يحتفظ كل كيان بشخصيته المستقلة بما يضمن التكامل في العمل وعدم تضارب الأحداث وندعم بَعضُنَا البعض على ان تكون رئاسته دورية كل 6 أشهر على نمط الاتحاد الاوروبي. وبالفعل بدأنا العمل وقبل ان يتم عام بدأت الانشقاقات فقد ظهر "عبده مشتاق" وتوالت الانسحابات حتى لم يتبق إلا تنظيم واحد يضم أكثر من كيان هو تنظيم اتحاد الجالية المصرية. قانون الهجرة الجديد الذي تم إقراره يقول انه يجب ان تجتمع جمعيات المصريين بالخارج في مقر وزارة الهجرة بمصر على اختلاف مسمياتها ويتم تكوين جمعية عمومية ويتم اشهار "المجلس الوطني للمصريين في الخارج" المكون من 20 فردا يتم انتخابهم من الحاضرين.