يأتي العيد وتتجدد معه مخاوف المصريات من المتحرشين الذين يتخذون من زحام العيد تربة خصبة لأمراضهم النفسية، وتجاوزاتهم الأخلاقية، مما دفع كثير من الفتيات لعدم الخروج من البيت طيلة أيام العيد، وكذلك منع كثير من أولياء الأمور بناتهم من الخروج أيضا. وتؤكد الخبيرة النفسية سهام حسن أن التحرش أصبح للأسف آفة من آفات مجتمعنا، والمتحرش لم يعد قاصرا على فئة عمرية أو مجتمعية بعينها، فالأبحاث الحديثة أكدت أن عمر المتحرش يتراوح من 9 إلى 70 عاما، وهناك متحرش في كل طبقة اجتماعية. تضيف الخبيرة النفسية أن المتحرش شخص مضطرب نفسيا، عدواني، يعاني من كبت جنسي، ولديه أفكار ضد المجتمع، وهناك متحرش سيكوباتي، أي يتلذذ بتعذيب الضحية ورؤيتها في موقف ذل وضعف، وهناك الخجول المنطوي الذي يشعر بلذة وقتية كمبرر لفعلته. أسباب التحرش تضيف سهام أن أسباب تحرش الرجال بالنساء متعددة، وأهمها: - تعرض المتحرض في طفولته للاعتداء الجنسي أو التحرش، مما جعله يحاول الانتقام مما حدث له في الانغماس في هذه التجربة والتحرش بالآخرين، وخاصة الأطفال، وهذا هو الشخص السيكوباتي. - وهناك المفتقد للحب والاهتمام نتيجة معاناته من التفكك الأسري، وهذا الرجل يتحرش حتى بعد الزواج، ليعوض النقص الذي لديه. - ومن يعاني الكبت الجنسي، وهذا نجده مدمنا للأفلام الإباحية وتقليدها من خلال التحرش بالفتيات، أو حتى الأطفال، ويكون لديه اضطرابات جنسية، ويصبح شرها جنسيا. - وأحيانا يكون المتحرش يعاني من اضطراب بالهوية الجنسية، فهو ذكر ولكنه يميل للعالم الأنثوي، فيتواجد وسط النساء، وهذا المتحرش الذي نجده على سبيل المثال بعربة السيدات بالمترو، لينظر أو يلمس ويتحسس أو يتفوه بكلمة خارجة، أو أنثي تميل للذكور وتقص شعرها وترتدي ملابس الرجال، وتود دوما أن تكون وسط شباب، وتتحرش بالإناث لأنها لا تري نفسها من نوعهم بل لديها ميل لنفس نوعها ولكنها تشعر أنها ذكر. طرق مواجهة الفتيات للمتحرشين وعن طرق مواجهة الفتيات للمتحرشين، فعليا ونفسيا، تشير سهام إلى أن مواجهة المتحرشين، تكون بعدة أساليب،أهمها: - حاولي تفادي الأماكن التي يكثر فيها المتحرشون، مثل الأماكن شديدة الزحام، أو الأماكن المعزولة التي يمكن أن ينفرد فيها المتحرش بالضحية، وعدم الجلوس بجوار سائق التاكسي. - لابد من مواجهة المتحرش، بنظرة حادة وحازمة، تحمل التهديد بفضح أمره، وعدم الخضوع له أو الهروب منه. - تحذير المتحرش وتهديده بشكل مباشر، دون خوف. - اطلبي المساعدة والاستغاثة ممن حولك، فهذه وسيلة توقف المتحرش أيضا، وتحمي الفتاة. - ولابد أن تقي نفسك من الوسواس والخوف من حدوث التحرش، حتى لا يقودك ذلك إلى اعتزال الحياة، أو المرض النفسي.