أطلقت قرينة حاكم الشارقة، الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، المناصرة البارزة للأطفال اللاجئين لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين، رسميًا، مؤسسة "القلب الكبير"، تزامنًا مع مرور عامين على اختيار المفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين، كأول مناصرة بارزة للمفوضية، وبعد نحو عامين كذلك من إطلاقها لحملة "القلب الكبير" تزامنًا مع اليوم العالمي للاجئين، في يونيو 2013. وكانت المفوضية قد اختارت في شهر مايو 2013، الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي في هذا المنصب الدولي، تقديرًا لجهودها في رفع الوعي العام حول اللاجئين، وتركيزها على الأطفال بصفة خاصة. وقالت القاسمي: "في الوقت الذي تتزايد فيه معاناة اللاجئين حول العالم، نتيجة الحروب والاضطرابات والكوارث، على اختلاف مسبباتها، وما يؤدي إليه ذلك من أخطار تهدد سلامتهم، وتدفعهم إلى المخاطرة بحياتهم من خلال عبور البحار على قوارب تفتقر إلى عناصر السلامة، وقطع مسافات شاسعة عبر الأراضي والصحارى الواسعة، بحثًا عن الأمان والسلام، فإن الجهود الدولية ينبغي أن تتوحد أكثر، لوقف هذا المأسي الإنسانية والمحافظة على الإنسان الذي كرمته كل الشرائع السماوية". وأضافت سمو الشيخة جواهر القاسمي: "يأتي قرار تحويل حملة القلب الكبير إلى مؤسسة شعورًا منا بضرورة مضاعفة جهودنا تجاه اللاجئين والمحتاجين في المنطقة والعالم، وتوسيع نطاق اهتمامات المؤسسة وخاصة تجاه الأطفال، للوصول إلى فئات أوسع من المحتاجين واللاجئين في مناطق كثيرة من العالم، وهو ما يتماشى مع قيم التكافل الإنساني في ديننا الإسلامي الحنيف، ويتوافق مع حب الخير والعطاء الذي ميّز دولة الإمارات منذ تأسيسها قبل أكثر من أربعة عقود ومازال حتى اليوم علامة فارقة لصورتها البيضاء المشرّفة في العالم". وأسهمت "القلب الكبير" على مدى العامين الماضيين في سد احتياجات مئات الآلاف من اللاجئين السوريين من خلال توفير الرعاية الصحية الطارئة، والمواد الإغاثية الأساسية والملابس والبطانيات والمأوى والغذاء. كما انتقلت الحملة من مراحل الإغاثة الطارئة إلى مرحلة التعليم، وذلك في سياق الجهود الرامية إلى إعادة الأطفال اللاجئين السوريين إلى المدارس لاستكمال تعليمهم، بعد أن تعطلت دراستهم نتيجة للأزمة الراهنة، ونزوحهم من بلدهم الذي مزقته الحرب. وتمثل الإنجاز الأكبر ل"القلب الكبير" في استضافة الشارقة لمؤتمر الاستثمار في المستقبل، المؤتمر الدولي الأول المعني ببحث ومناقشة قضايا وشئون الأطفال اللاجئين بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والذي عقد تحت رعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، يوميّ 15 و16 أكتوبر 2014، تتويجًا للجهود الكبيرة التي بذلتها سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، في هذا المجال، انطلاقًا من اهتمام سموها بتوفير الحماية والأمان للأطفال في كل مكان، وسعيها المتواصل لتوفير سبل الحياة الكريمة للاجئين الأطفال. ونجح المؤتمر الذي حضرته نحو 500 شخصية عالمية من القادة والمسؤولين المهتمين بقضايا الأطفال اللاجئين في المنطقة والعالم، إلى جانب مئات الخبراء والباحثينوالإعلاميين وطلبة المدارس والجامعات، في بحث ومناقشة كيفية العمل معًا من أجل حماية الأطفال واليافعين اللاجئين، وتعزيز العمل المشترك وبذل الجهد الجماعي لتحسين حياة هؤلاء الأطفال، من خلال عدد من الجلسات والحلقات النقاشية، إضافة إلى فعاليات منتدى اليافعين الذي عمل على تثقيف وإشراك الطلاب الشباب حول قضايا اللاجئين، ودفعهم نحو المساهمة الإيجابية تجاه المجتمع، لينتج عنه إطلاق "مبادئ الشارقة". من أبرز المشاريع والمبادرات التي نفذتها مؤسسة "القلب الكبير" خلال عامي 2013-2014: مشروع تأمين خدمات الرعاية الصحية للاجئين السوريين في العراق، وبلغت قيمته 7،3 مليون درهم، وكان عدد المستفيدين منه 106 آلاف لاجئ. وتنفيذ عدة مشاريع في الأردن، منها تحسين الوضع الصحي بقيمة 18،4 مليون درهم، وبلغ عدد المستفيدين منه 150 ألف لاجئ، وتقديم المواد الأساسية للأطفال والرضع وكبار السن، بقيمة 753 ألف درهم، وبلغ عدد المستفيدين 338700 لاجئ، ومشروع مساعدات مالية في عيد الفطر بقيمة 6،6 ملايين درهم، وبلغ عدد المستفيدين 60 ألف لاجئ. كما نفذت المؤسسة مشروعًا لتأمين خدمات الرعاية الصحية في لبنان، بقيمة 11 مليون درهم، وبلغ عدد المستفيدين منه 10 آلاف لاجئ. وكذلك أنجزت المؤسسة في سوريا مشروع تحسين خدمات الرعاية الصحية، بتكلفة 3،7 ملايين درهم، واستفاد منه 9150 نازحًا. وأسهمت كافة هذه المشاريع في بث الأمل بنفوس اللاجئين وأطفالهم، ومنحتهم قدرة أكبر على الصمود في وجه التأثيرات النفسية التي سببتها لهم الحروب والاضطرابات.