ما الذي أعدته الأجهزة الأمنية في مصر لمواجهة حدوث انقلاب مفاجئ أو ثورة شعبية ضد النظام.. سؤال يتبادر للذهن بعد الحالة الصحية التي ظهر عليها الرئيس مبارك مؤخرا في لقائه بالرئيس أوباما بقصر القبة.. الرئيس بدا متأثرا بفقد حفيده.. حزينا مكتئبا وعلي غير حيويته المعهودة وهو ما أثار قلق الشعب علي صحة الرئيس ومستقبل البلد. الرد جاء علي لسان أحد المصادر الأمنية رفيعة المستوي الذي أكد أن الشرطة هي التي ستحمي مصر في حالة حدوث أي ظروف طارئة، ووزارة الداخلية لديها خطة أمنية جاهزة للتنفيذ تم وضعها خصيصا لهذه الظروف سواء كانت انقلابا أو ثورة شعبية أو حتي حالة فوضي عامة.. الخطة أطلق عليها «الخطة 100» وتهدف إلي حماية القاهرة بعزلها بقوات أمن ضخمة تحيط بمداخل ومخارج العاصمة وتمنع أي تحرك منها أو اليها لوقف أي إمدادات للانقلابيين مع تأمين الحراسة للمناطق الحساسة وعلي رأسها القصر الجمهوري حيث سيتم حشد ضباط أمن الدولة وجنود الأمن المركزي وقوات مكافحة الشغب بأعداد ضخمة، مع الاستعانة بمدرعات ودبابات يتم تحريكها من منطقة «دهشور» لتحتل العاصمة.. وأكد المصدر أنه سيتم السماح باستخدام الرصاص الحي والقنابل في مواجهة أي تحركات، بالاضافة إلي فتح المعتقلات لجميع أعضاء الجماعات الإسلامية والإخوان المسلمين والتعامل بأقصي درجات العنف مع الاستعانة بقوات جوية لحماية مباني الإذاعة والتليفزيون والقصر الجمهوري، حيث ستقوم القوات الجوية بنقل قوات المظلات بشكل سريع إلي هذه الأماكن الحساسة. وفي نفس الوقت تسيطر قوات ضخمة من الأمن المركزي علي وزارة الداخلية ومبني جهاز مباحث أمن الدولة والوزارات السيادية الهامة. وتقوم قوات مكافحة الشغب بالسيطرة علي شوارع القاهرة الرئيسية ومنع أي تحركات بها. وبالتزامن يتم تعليق الدراسة بالمدارس والجامعات ومنع المواطنين من الذهاب لأعمالهم، في حين تقوم القوات المسيطرة علي الإذاعة والتليفزيون بإذاعة أخبار متوالية لتؤكد للمصريين أن البلد تحت السيطرة، مع استخدام وسائل التشويش علي الاتصالات لإفساد أي تنسيق بواسطة الهواتف، كما تتجه قوات ضخمة إلي المطار لحمايته وتشديد الحراسة علي السفارات الأجنبية وغلق كل الطرق المؤدية اليها. وإذا كانت الحالة هي وفاة الرئيس فسيتم فورا الإعلان عن تولي رئيس مجلس الشعب للرئاسة لفترة انتقالية.. أما في حالة وقوع انقلاب أو تحرك شعبي ضخم فسيتم اخفاء الرئيس في مكان آمن خوفا من اصابته بأي مكروه ويسمح له بإلقاء خطاب إلي الشعب من مكانه الآمن لطمأنة الجماهير. تشمل الخطة علي اجراءات تتخذ في الصعيد والوجه القبلي حيث سيتم اعتقال كل اعضاء الجماعات الإسلامية والإخوان وفرض حظر التجول واستخدام الذخيرة الحية تجاه أي تحرك مع السيطرة علي مديريات الأمن ومقار مباحث أمن الدولة. وسيتم انشاء غرفة عمليات داخل وزارة الداخلية بقيادة الوزير مع بعض قيادات وزارة الدفاع للتنسيق في حالة استخدام الدبابات لاحتلال العاصمة. وأوضح المصدر إلي وجود خطة فرعية وتستخدم حسب الحالة ساعتها وفيها يتم الاعتماد علي السيارات المصفحة والقنابل دون الدبابات. أما في حالة الثورة الشعبية فيتم استخدام قنابل الغاز وخراطيم المياه مع استمرار عزل القاهرة وقد تضطر القوات لاستخدام الذخيرة الحية خاصة عند المنشآت والمرافق الحساسة. وأشار المصدر إلي أن من حمي مصر بعد اغتيال الرئيس السادات هم رجال الأمن في وزارة الداخلية حيث أمر اللواء نبوي إسماعيل وزير الداخلية وقتها بالاستيلاء علي مبني الإذاعة والتليفزيون والسيطرة عليه.. ولولا هذا التحرك لسقطت مصر في أيدي الإسلاميين.