انطلاق انتخابات التجديد النصفي لنقابة أطباء الأسنان بالشرقية    بمناسبة أعياد تحرير سيناء.. نقل صلاة الجمعة على الهواء مباشرة من مدينة العريش    هشام عبدالعزيز خطيبًا.. نقل شعائر صلاة الجمعة من مسجد النصر بالعريش    حصول 4 معاهد أزهرية على الاعتماد والجودة رسمياً بالإسكندرية    ضمان حياة كريمة تليق بالمواطن.. 7 أهداف ضمن الحوار الوطني    خبير: أمطار غزيرة على منابع النيل فى المنطقة الإستوائية    تعرف على سعر الذهب مع بداية تعاملات الجمعة    بمناسبة عيد تحرير سيناء.. التخطيط تستعرض خطة المواطن الاستثمارية لشمال وجنوب سيناء لعام 2023-2024    خزنوا الميه.. إعلان ب قطع المياه ل12 ساعة عن هذه المناطق    الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواريخ باليستية ومجنحة على أهداف في إيلات    جامعة جنوب كاليفورنيا تلغي حفل التخرج الرئيسي بعد احتجاجات مناهضة للعدوان على غزة    حزب الله ينشر ملخص عملياته ضد الجيش الإسرائيلي يوم الخميس    إسرائيل تضع شرطًا للتراجع عن اجتياح رفح    نائب وزير الخارجية اليوناني يعتزم زيارة تركيا اليوم الجمعة    تؤجج باستمرار التوترات الإقليمية.. هجوم قاس من الصين على الولايات المتحدة    رمضان صبحي: أشعر بالراحة في بيراميدز.. وما يقال عن انتقالي للأهلي أو الزمالك ليس حقيقيا    رمضان صبحي: نفتقد عبد الله السعيد في بيراميدز..وأتمنى له التوفيق مع الزمالك    الليلة.. نهائي مصري خالص في بطولة الجونة للإسكواش للرجال والسيدات    فينيسيوس يقود هجوم ريال مدريد في التشكيل المتوقع أمام سوسييداد    كارثة كبيرة.. نجم الزمالك السابق يعلق على قضية خالد بو طيب    طقس الساعات المقبلة.. "الأرصاد": أمطار تصل ل"سيول" بهذه المناطق    الشركة المالكة ل«تيك توك» ترغب في إغلاق التطبيق بأمريكا.. ما القصة؟    بدون إصابات.. إنهيار أجزاء من عقار بحي الخليفة    القناة الأولى تبرز انطلاق مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير في دورته العاشرة    فضل قراءة سورة الكهف ووقت تلاوتها وسر «اللاءات العشر»    منها «عدم الإفراط في الكافيين».. 3 نصائح لتقليل تأثير التوقيت الصيفي على صحتك    الصحة: إجراء الفحص الطبي ل1.688 مليون شاب وفتاة ضمن مبادرة فحص المقبلين على الزواج    اكتشاف فيروس إنفلونزا الطيور في 20% من عينات الألبان في الولايات المتحدة    أماكن الاحتفال بعيد شم النسيم 2024    ارتفاع أسعار الطماطم والبطاطس اليوم الجمعة في كفر الشيخ    توقعات الأبراج اليوم الجمعة 26 أبريل 2024.. «الحوت» يحصل علي مكافأة وأخبار جيدة ل«الجدي»    رسالة من كريم فهمي ل هشام ماجد في عيد ميلاده    موقف مصطفى محمد.. تشكيل نانت المتوقع في مباراة مونبيلييه بالدوري الفرنسي    واعظ بالأزهر: الإسلام دعا إلى صلة الأرحام والتواصل مع الآخرين بالحسنى    اعرف الآن".. التوقيت الصيفي وعدد ساعات اليوم    «إكسترا نيوز» ترصد جهود جهاز تنمية المشروعات بمناسبة احتفالات عيد تحرير سيناء    استقرار أسعار الدولار اليوم الجمعة 26 أبريل 2024    فضل أدعية الرزق: رحلة الاعتماد على الله وتحقيق السعادة المادية والروحية    حكاية الإنتربول مع القضية 1820.. مأساة طفل شبرا وجريمة سرقة الأعضاء بتخطيط من مراهق    التوقيت الصيفي في مصر.. اعرف مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 26 - 4 - 2024    أدعية السفر: مفتاح الراحة والسلامة في رحلتك    أبناء أشرف عبدالغفور الثلاثة يوجهون رسالة لوالدهم في تكريمه    مؤشرات الأسهم الأمريكية تغلق على تراجع    قوات الاحتلال تعتقل شقيقين فلسطينيين بعد اقتحام منزلهما في المنطقة الجنوبية بالخليل    الزمالك يزف بشرى سارة لجمهوره بشأن المبارة القادمة    مسؤول أمريكي: واشنطن تستعد لإعلان عقود أسلحة بقيمة 6 مليارات دولار لأوكرانيا    «الإفتاء» تعلن موعد صلاة الفجر بعد تغيير التوقيت الصيفي    جدعنة أهالي «المنيا» تنقذ «محمود» من خسارة شقى عمره: 8 سنين تعب    الإنترنت المظلم، قصة ال"دارك ويب" في جريمة طفل شبرا وسر رصد ملايين الجنيهات لقتله    هيئة الغذاء والدواء بالمملكة: إلزام منتجات سعودية بهذا الاسم    أحمد كشك: اشتغلت 12 سنة في المسرح قبل شهرتي دراميًّا    تشرفت بالمشاركة .. كريم فهمي يروج لفيلم السرب    سيد معوض يكشف عن مفاجأة في تشكيل الأهلي أمام مازيمبي    سلمى أبوضيف: «أعلى نسبة مشاهدة» نقطة تحول بالنسبة لي (فيديو)    عاجل - تطورات جديدة في بلاغ اتهام بيكا وشاكوش بالتحريض على الفسق والفجور (فيديو)    عاجل - محمد موسى يهاجم "الموسيقيين" بسبب بيكا وشاكوش (فيديو)    تامر حسني باحتفالية مجلس القبائل: شرف عظيم لي إحياء حفل عيد تحرير سيناء    مسجل خطر يطلق النار على 4 أشخاص في جلسة صلح على قطعة أرض ب أسيوط    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



البابا والوزير والحجاب: دماء حول الذاتية الإسلامية
نشر في الشعب يوم 02 - 12 - 2006


بقلم: أد يحيي هاشم حسن فرغل
yehia_hashem@ hotmail .com
[email protected]

ترى هل يجرؤ معالي " المصور" الفنان أن يرسم لوحة للعذراء البتول عارية الرأس يتهدل شعرها فوق جبينها كالوردة وفقا لوصف معالي الوزير ؟
أغلب الظن أنه لن يفعل ، وأنه لا يجرؤ أن يفعل لو أنه أراد ، فهو خبير بالحوائط الصادة كما هو ظنه بوزارته أمام التيار الإسلامي ، كما أنه خبير بالحوائط المائلة التي يستهدفها ، والتي ليس منها حائط الكنيسة .
ومن هذه الزاوية تظهر لنا حقيقة تم تغييبها بعوامل ليس هنا مجال شرحها : تلك هي أن المسيحية تدين بالحجاب ، وتلتزم به ، نعم وكما تقول الدكتورة زينب عبد العزيز (أما عن الحجاب أصلا ، فهو موجود أساساً فى الرسالتين التوحيديتين السابقتين. فنطالعه فى العهد القديم فى سفر اشعياء ، وفى قصة رفقة ، وقصة تمارا ، وبهما إشارة واضحة إلى الحجاب. كما ان أى يهودى ملتزم بدينه فى يومنا هذا من حقه تطليق زوجته إن خرجت عارية الرأس. وفى المسيحية يقول بولس فى رسالته الأولى الى أهل كورنثوس " إذا المرأة كانت لا تتغطى فليقص شعرها" وفى طبعات أخرى "فليُجزّ شعرها" وهى عبارة بها ما يكفى من الإهانة إذ انها لا تستخدم إلا للغنم وجزالخراف.. وحتى مطلع القرن العشرين كان خروج المرأة عارية الرأس فى فرنسا وفى أوروبا يعد سُبّة وخروجا على التقاليد والأعراف.) الشعب 24 112006
و( قد جاء في كتاب قصة الحضارة للكاتب (ويل ديورانت) أنه كان في وسع الرجل أن يطلق زوجته إذا عصت أوامر الشريعة اليهودية ، بأن سارت أمام الناس عارية الرأس . والذي يشاهد اليهود المتدينين في امريكا والمعروفين بالارثوذكس يراهم مع نسائهم وهن يلبسن لباسا سابغا لا يكشف سوي الوجه والكفين كزي المسلمات،)
ثم يقول إمام مسجد اولي الالباب في بروكلين – نيويورك والامين العام السابق للمجلس الاعلي للشؤون الاسلامية في نيجيريا والمحاضر السابق في كلية الشريعة والدراسات الاسلامية والعربية جامعة مفتاح الدين بأبادن نيجيريا : ( ولم أزل اذكر يوما إذ كنت مسافرا من مطار لوس انجليس ورأيت احدهم مع زوجته المحجبة ونحن في انتظار المغادرة فهممت ان اقوم لتحيتهما وشكر اتباع نبي الله موسي علي احترامهما لاوامر الله ، غير اني خشيت ان يسيئا الظن، فيفهما أنني أسلم بكل ما يدعون من تبعية لموسي، فالتزمت الصمت.
والذي يؤكد أن اللباس الشرعي وغطاء الرأس من تعاليم رسول الله عيسي بن مريم عليه السلام الصورة الخيالية التي يعلقها المسيحيون للسيدة مريم عليها السلام سواء في الكنيسة او في المنازل، حيث تظهر السيدة مريم بزي شرعي مع غطاء رأسها لا يظهر إلا الوجه والكفين
وكذا لباس الراهبات لا يظهر منهن الا الوجه والكفان.
وإذن فإن اللباس الشرعي مع غطاء الرأس هو تعاليم السماء في جميع الشرائع السماوية ...) عن مقال إمام مسجد اولي الالباب، نقلا عن القدس العربي 25112006
نعم فالحجاب شعيرة سماوية إسلامية في شريعة موسى وعيسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام جميعا
ولابد هنا من درجة ما من المخالفة لطبيعة ترجع إلى المسيحية باعتبار انخلاعها عن إسلامية موسى وعيسى عليهما السلام ، كما ترجع إلى طبيعة في الشريعة الإسلامية نفسها باعتبار انخلاعها عن التشبة بمن ليس منها
لكن الكنيسة وقد انهزمت أمام العلمانية تناست الأمر بالنسبة لأتباعها ، ثم استيقظت بعد ليل حالك لتعتقد أن الحجاب خاص بالإسلام . وعندما انفتح الباب قليلا أمام المسلمين لممارسة هويتهم التمييزية صرخت الكنيسة كما صرخت العلمانية : فليغلق الباب ولتنهدم بعض الشعائر الدينية المسيحية واليهودية معا خدمة لأغراض الكراهية ضد الإسلام
فقد جاء في الأخبار أنه ( كشفت مصادر رفيعة المستوى في الفاتيكان عن قلق القيادة النصرانية للعالم الغربي من انتشار الحجاب الإسلامي في أوروبا ، وبالتالي ارتفاع أعداد المسلمين الموجودين هناك، وارتفاع عدد الذين يمارسون شعائرهم الدينية.
ونقلت شبكة البي بي سي البريطانية عن مسؤول رفيع في الفاتيكان، إشارته إلى قلق بالغ من استخدام النقاب لدى مهاجرين إسلاميين في أوروبا ، مشيرة إلى أن هذا التعليق يعتبر الأول من نوعه الذي تعلنه الفاتيكان بعد الجدال الواسع الذي انطلق في أوروبا حول تأثير النقاب ...
وأبدى الكاردينال ريناتو مارتينو موقفه (اللا متسامح) والمعادي للحجاب الإسلامي، قائلا : "إن على المهاجرين احترام تقاليد وثقافة ودين الدول التي يذهبون إليها ، وعليهم أن يطيعوا القوانين المحلية التي قد تمنع ارتداء النقاب الإسلامي"..
وأضاف مارتينو الذي يرأس دائرة شؤون الهجرة في الفاتيكان: "يبدو لي ذلك بديهيا ومن المحق تماما أن تطالب السلطات بذلك."
كما قال الأسقف أغوستينو ماركيتو وهو أيضا يتعاطى شؤون الهجرة: "إنه من المهم أثناء الحوار القائم مع المسلمين تفسير أن تبعات بعض تقاليدهم الدينية قد لا تكون إيجابية في المجتمعات التي يعيشون فيها الآن".
وتتضح من التعليقات الجديدة مخاوف النصارى من التزام المسلمين بشعائرهم الدينية، ... .) جريدة الشعب 18112006
هكذا يشترك البابا والمؤسسات الدينية التي تحتضنه والعلمانية التي تتزامل وإياه في العمل على منع المسلمين من ممارسة هويتهم أولا وفرائضهم ثانيا ولو التقت هذه الفرائض في أصلها مع الشعائر المسيحية بدرجة أقل أوأكثر
وسيرا على خطى البابا في التعبير عن كراهيته للإسلام تتكفأ العلمانية وراءه ويقتفي وزيرها خطاه ، وكما لم يعتذر البابا بالأمس لم يعتذر الوزير اليوم عن إهانته للحجاب ضمن مسيرة تاريخية ، ترجع في أصلها إلى محاولات يائسة لسحق ذاتية الإسلام
إن هجوم البابا أو الوزير أوغيرهما على الحجاب ليس إلا حلقة صغيرة من سلسلة طويلة من تهجم المبشرين والمستشرقين والعلمانيين على ذاتية الإسلام لها سوابقها وتوابعها وروافدها من أسلحة الطغاة .
( وإدراكا لهذه الحقيقة أصدرت جامعة الأزهر بتاريخ 24112006 بيانا حول أزمة الحجاب وتصريحات فاروق حسني وزير الثقافة.حيث أكد البيان الذي أعلنه الدكتور أحمد الطيب رئيس الجامعة ان جامعة الأزهر باعتبارها كبري المؤسسات العلمية للتعليم الاسلامي الجامعي تعرب عن رفضها الشديد للتصريحات التي صدرت مؤخراً بشأن حجاب المرأة، ووصفت الجامعة الحجاب بأنه أحد الأوامر الالهية الثابتة بنصوص القرآن، والسنة واجماع المسلمين علي مدي 14 قرنا من الزمان.
وأشار البيان إلي أن الجامعة حرصت علي أن تبين للناس أن هذه المسألة من ثوابت الاسلام التي لا يجوز اللغط حولها، وأن الذين يشككون في وجوب هذا الأمر غير مؤهلين لفهم الفقه الاسلامي، وليس من حقهم تضليل الناس في هذا الحكم الشرعي الثابت، وبخاصة في ظل الحملة الاعلامية التي يتعرض لها الاسلام شريعة وحضارة. )
وانطلاقا من إدراك الجماهير لجوهرية الحجاب : تظاهر ألف شخص بالجامع الأزهر احتجاجا علي تصريحات فاروق حسني وزير الثقافة حول الحجاب، وطالبوا بإقالته وتحويله للمحاكمة.
وردد المتظاهرون هتافات قاسية وصلت إلي حد الاهانة للوزير ولنظام الحكم، وأكدوا أنه يسانده ضد الرغبة الشعبية. وشهد المسجد كثافة أمنية شديدة ، وتم حصار المصلين الذين فشلوا في الخروج الي صحن الجامع كما هو معتاد في مثل هذه المظاهرات وظل المصلون يهتفون ضد الوزير والنظام .
وفي سياق ثورة المرأة المسلمة ضد إلغاء الهوية ودفاعا عن حصن الذاتية : (تظاهرت أكثر من ألفي سيدة في محافظة الإسكندرية عقب صلاة الجمعة احتجاجاً علي تصريحات الوزير ورفضن اتهامه لهن بأنهن سبب تخلف الأمة ، ورفعت المتظاهرات شعارات تؤكد أن الحجاب فريضة، وعقيدة لا يمكن للمسلمات التنازل عنها، وطالبت المتظاهرات بإقالة الوزير وتقديمه للمحاكمة بتهمة الاساءة للإسلام، والاستهزاء بعلماء المسلمين. وأكدن علي وجود حملة منظمة ضد الحجاب.) الوفد 25112006
وهي في حقيقتها حملة ضد الهوية واستهداف لحصن الذاتية
ومن قبل كشف الأستاذ الدكتور محمد عبدالفضيل القوصي نائب رئيس جامعة الأزهر للتعليم والطلاب عن هذه الزاوية من الحملة على الحجاب حيث ( أكد ...أن المرأة التي تحتفظ بالحجاب تحافظ علي هويتها وخصوصيتها ، ولا يعني ذلك أنها ضد الآخرين .
وأكد أن حملة العداء علي الحجاب ما هي إلا نوع من التوظيف السياسي ضد الإسلام.
وأشار الي أنه شاهد بنفسه خلال دراسته في العاصمة البريطانية لندن معتنقي ديانة السيخ يلبسون العمامة الحمراء طوال الوقت، وفي كل مكان في العمل وخارجه، إظهارا لانتمائهم الديني.
وأن أحدا لم يتعرض لهم بالنقد أو التجريح أو المعاداة، فلماذا يعادون الحجاب الإسلامي.) من موقع موقع جريدة الشعب بتاريخ 18112006
وإنه لمن المؤسف أن يشترك بعض المستغربين المتطفلين على الفقه الإسلامي بالتشكيك أو بإنكار فرضية الحجاب ، وسط لغط واسع يصفه الكاتب الصحفي المرموق محمد حماد بقوله ( هذا اللغط حول الحجاب أظهر إلى حد كبير اتساع تلك الفوضى العقلية والمجتمعية والسياسية التي تجتاح البلد. فوضى عقلية هي في جزء منها بنت ظروف عملية التغريب الواسعة التي بدأت من منتصف القرن التاسع عشر ووصلت الآن إلى إنتاج نوعية من المسلمين ترى الدين علاقة بين العبد وربه ، يحدد العبد فيها الواجب والمباح والحرام على المقاس الذي يعجبه ، يقوم الواحد فيهم مقام المشرع، ويقبل من الدين ما يستسيغه ، ويرفض منه ما يشاء ، ويدخل ذلك كله في إطار حرية الرأي ، ثم ينظر إلى الآخرين باعتبارهم مجرد مخلفات عصور بادت .!! ولله الأمر من قبل ومن بعد ) .
وفي هذا الطريق نجد جمال البنا في سلسلة هرطقاته ، و الدكتور يحيى الجمل في إنكاره لفرضية الحجاب .. في برنامج العاشرة مساء بتاريخ 2511 2006 متجاهلا لصريح قوله تعالى : ( قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ 30 وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ 31
هكذا فرائض متساوية :
غض الأبصار
وحفظ الفروج
وستر الزينة إلا ماظهر منها بغير قصد الإظهار
والضرب بالخمار على الجيوب
ومن المؤسف أيضا أن وجدنا بعض المدافعين عن الوزير يستدلون على عنايته بالقيم الإسلامية بعنايته بالآثار الإسلامية كأنما الأثر أكبر قيمة عنده وعندهم من قيمة الفريضة الدينية المقررة حيويا ، متجاهلين التشكيك الذي يمكن أن يرد في مقارنة اهتمامه بالآثار الإسلامية بالقياس إلى اهتمامه بالاثار الفرعونية ، ومتجاهلين أيضا أن الوزير ينتمي إلى الثقافة الغربية التي ترى أن ماله قيمة في التراث الفرعوني أو الإسلامي مشروط بكونه ميتا كما هو الشأن في الاثار وفقا لمقولتهم الشهيرة" المصري الصالح هو المصري الميت ". أما الحجاب وبعبارة أدق إحياء الحجاب فهو من المحظورات كما أنه من المحظورات – طبعا أو وضعا - إحياء حتشبسوت وتوت عنخ آمون وأخناتون وشجرة الدر وصلاح الدين والظاهر بيبرس ومحمد عبده ، ولو بعث لهم أحد القادة المسلمين من هؤلاء .. حيّا ناويا عدم العودة إلى الكفن الذي هرب منه لأعلنت عليه الحرب بواسطة وزارة الثقافة وجحافل الأمن باعتبارها حربا لقطع دابر الإرهاب ، ولضربت مواقع أقدامه بمنشورات الوزارة أوبالنابالم أو بالقنابل العنقودية أو ربما بالقنابل الذرية إذا لزم الأمر !! وسط تصفيق السيد الوزير جذلا هو وأذنابه وجماعته على سبيل المثال !!.
ولكن الأشد مدعاة للأسف أو لما هو أكثر منه أن ترى بعض الرموز الإسلامية وهم يقررون فرضيته ينكرون أولوية طرحه والاستبسال في الدفاع عنه ، كما فعل جميع الحاضرين بالندوة المذكورة أعلاه ، وانضم إليهم المرشد العام للإخوان االمسلمين ، تليفونيا ، وهم في ذلك ربما يوجهون نقدهم إلى توجه الوزير الذي اعتبر الحجاب أبا لجميع القضايا حيث نسب إليه تخلف المجتمع بالجملة ، لكنهم يعممون ذلك النقد ليشمل مجلس الشعب والجماهير والصحاقة التي صبت جام غضبها على السيد الوزير إهانته للحجاب ، وعزمه على توظيف وزارته في القضاء عليه ، وأراهم في ذلك - وأقصد الرموز الإسلامية الذين ينكرون أولوية طرح قضية الحجاب والاستبسال في الدفاع عنها – أراهم يفتقدون مبدئيا الحس الحضاري في التمسك بالذاتية وإن تكن جريحة ،كما يفتقدون الحس الاجتماعي الأوربي الصادق (!!) في إدراكه لخطر ظهور الحجاب الإسلامي في بلادهم على الشخصية الأوربية ، والحس العلماني الصادق ( !! ) المثار ضد خطرالحجاب في الساحة الإسلامية على مشروعهم في استبعاد الدين ، كما يفتقدون الحس الشرعي الإسلامي في إدراك فرضية التميز الثقافي للمسلمين تلك التي تحدثنا عنها في مقال سالق نعيد الإشارة إليها لنظهر أن القضية أكبر من قضية الحجاب في حد ذاتها ، حيث يتلاعب العلمانيون بتهريجهم حول قيمة الموضوع أو أهميته ، وإنما هي تنفتح لقضية كبرى أعم، هي قضية التغطية العلمانية على عملية تدمير حصن الذاتية الإسلامية والتميز الثقافي للشعب المسلم ، هذا بينما يوجد بيننا هدي الرسول محمد صلى الله عليه وسلم يحذرنا من فقدان الشخصية ويفرض علينا فريضة : التميز الثقافي
ومن المهم أن ندرك أن ما تقوم به العلمانية من تشويه للحالة الإسلامية يأتي بتشويش من ألحان نشاز عن الثقافة والتطور والتطوير ، ما هي في حقيقتها إلا ردة ثقافية مبنية على الجهل بالإسلام والتطور والتطوير معا ، وفي جهلهم بالتطور قدمنا مقالات سابقة

أما جهلهم بالإسلام ففي جهلهم بأن الإسلام وهو يشرع في بناء عقيدته الشاملة للدين والدنيا والآخرة ، يستعصي بذاتيته على الخضوع لثقافة بشرية غريبة لأنه محض أمر من الخالق ، يستظهر فيه عبودية المخلوق ، يريد به أن ينزل عند أمره ، وأن يسلك مسلك المأمور ، بالطريقة التي شاءها ربه ، لا بالطريقة التي يشاؤها له فرعون اللعين ، أو اللات أو العزى ، أو عشتروت ، أو صنم من أصنام التطور ، أو وثن من اوثان الاستبداد أو نصب من أنصاب الفن ، أو عجل من عجول الثقافة .
هذا بينما يوجد بأيدينا هدي الرسول محمد صلى الله عليه وسلم يحذرنا بأخطر لهجة وأشد أسلوب من فقدان الشخصية ويفرض علينا فريضة التميز الثقافي التي أهملناها والتي كان من دلائلها توجيهه صلى الله عليه وسلم - في حس حضاري رفيع – فيما رواه أبو داود وصححه ابن حبان : ( من تشبه بقوم فهو منهم )
– وقوله صلى الله عليه وسلم : (خالفوا المشركين ، وفروا اللحى، واحفوا الشوارب) رواه الستة
وقوله صلى الله عليه وسلم فيما رواه الستة أيضا: ( إن اليهود والنصارى لا يصبغون فخالفوهم)
و فيما رواه الترمذي وأبو داود : ( فرق ما بيننا وبين المشركين العمائم على القلانس )
وما رواه مسلم عن ابن عباس قال: لما صام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء وأمر بصيامه قالوا: يا رسول الله، إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى ! فقال: إذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع . قال: فلم يأت العام المقبل حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم.ا
واهتمّ الرسول صلى الله عليه وسلم للصلاة كيف يجمع الناس لها، فقيل له: انصب رايةً عند حضور الصلاة، فإذا رأوها آذن بعضهم بعضًا، فلم يعجبه ذلك، فذكروا له القنع وهو شبور اليهود، فلم يعجبه ذلك، ، فذكروا له الناقوس فقال: "هو من فعل النصارى" ، إلى أن أرِي عبد الله بن زيد الأذان في منامه. رواه أبو داود وأصله في الصحيحين.
وروى مسلم في صحيحه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: " فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر"
هذا الحرص الذي أدركه خصوم الإسلام مبكرا فيما يدل عليه ما رواه رواه مسلم في صحيحه بسنده عن نس بن مالك رضي الله عنه يقول: كانت اليهود إذا حاضت فيهم المرأة لم يؤاكلوها ولم يجامعوها في البيوت، ، فقال :صلى الله عليه وسلم " اصنعوا كل شيء إلا النكاح" ، فبلغ ذلك اليهود فقالوا: ما يريد هذا الرجل أن يدع من أمرنا شيئًا إلا خالفنا فيه..

وقد حذرنا صلى الله عليه وسلم سلوكَ سبيل المغضوب عليهم والضالين ، جاء في الصحيحين أنه قال: " لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة، حتى لو دخلوا جحر ضبّ لدخلتموه" ، قالوا: يا رسول الله، اليهود والنصارى؟ قال: " فمن؟!"
وفي رواية للبخاري جاء قوله صلى الله عليه وسلم : "لا تقوم الساعة حتى تأخذ أمتي مأخذ القرون شبرًا بشبرٍ وذراعًا بذراعٍ"، قيل: يا رسول الله، كفارس والروم؟ قال: " ومن الناس إلا أولئك؟!"
و ما مات الرسول إلا وقد نهى عن كل ما يدعو إلى المشابهة والمماثلة، حتى إنه في مرض موته قال: " لعنة الله على اليهود والنصارى ، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد، فإني أنهاكم عن ذلك" أخرجاه في الصحيحين
( وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً) النساء:89.
والخروج على هذه الفريضة – فريضة التميز القافي يتحقق - فيما وضع أسسه الطهطاوي ومن بعده محمد عبده وأتباعهم من العلمانيين - بإهدار هذه التعاليم في مجموعها كما هو حال المسلمين اليوم في مناخ الهزيمة الحضارية التي وقعوا فيها؟؟!
والخطر الذي يهدد الشخصية الإسلامية ليس في كل مسألة من مسائل هذا الانمياع في الشخصية الغربية أو المسيحية على حدة ، ، إنه ليس في مسألة الملبس أو اللحية أو الأعياد كل منها على حدة، كما يحلو للمدافعين عن مثل هذا السلوك أن يناقشوا الموضوع ليجوز لهم بعد ذلك أن يبرروا أو يهونوا من الأمر...
ولكن الخطر هو أن التهوين من شأن الحجاب يأتي ضمن عملية علمانية شاملة تجري على قدم وساق، بأساليب الاختراق الثقافي لحصن الذاتية ، منذ وقت طويل ، وحذرنا منها الرسول صلى الله عليه وسلم منذ وقت طويل أيضا.

، والأدهى أننا نتلقى في الصف الإسلامي هذه الاختراقات السامة ونحن نتردى في مرحلة تصافعنا بالشقاق الداخلي ، لا نقدر فيها على غير التخبط والدهشة وغير العجب مما يجري حولنا على أرضنا ، بينما تغطي العلمانية كل ما يجري على الساحة من "إفساد "متسلحة في أحسن أحوالها بالكفر ببعض الكتاب وإن آمنت ظاهرا ببعض .!!
إن هؤلاء المهونين من خطر المعركة حول الحجاب لم يرتقوا في تقديرنا إلى مستوى حس الجماهير الإسلامية الصادق في التمسك بالمدلول الرمزي للحجاب ومن هنا تأتي أولويته ، والجماهير هنا أدركت في منعطف تاريخي هام كيف أن الحجاب هو وسيلة المرأ ة في التعبير عن هذه الهوية ، كما أن اللحية بالصفة التي حددها الرسول صلى الله عليه وسلم هي كذلك ، وكما أن الطريقة المحددة في الأذان للصلاة هي كذلك ، وهو إعلان لا يقل أهمية عن تمسك الجيش بالراية ، والوطن بالعلَم ، والدين بالشعار : صليبا مسيحيا ..ربما ، وطاقية يهودية مكتنزة ، ربما ، وعمامة سيخية حمراء .. ربما ، وقبعة أوربية نكراء ربما ، لا يجوز لأحد أن ينكرشيئا من ذلك دون هبة استنكار شديد ، أو يتطاول عليه دون ردع صارم ، مهما يكن مستوى النقاش في الفرضية الفقهية من عدمها
وإنه لمن الإسفاف أن يحتج أدعياء الأولويات ضد طرح موضوع الحجاب بأنه يعني إلغاء موضوعات أخرى أهم ، ، كأنما لم يبق لنا في جعبة الزمن غيرسويعات لا تتسع لغير هذا الموضوع أو ذاك ،ثم تقوم القيامة فور انقضائها !! ، وكأني حين أدعوك إلى صلاة الظهر – مثلا - يعني هذا أنني أشغلك عن طاعة الوالدين ! وكلتاهما فريضة ، لكن العلمانيين من أدعياء الأولويات يضمرون الحقد للمطروح منهما أياكان ، تلك حجة ساقطة تهدف لا إلى العناية بهذه ، لكن إلى إلغاء تلك . وكما يقول الأستاذ أحمد حلمي المحامي المدير التنفيذى لمركز الحرية للدفاع عن الحقوق السياسية ودعم الديمقراطية في رساة له على الإنترنيت (لا يحق لأى شخص أو أى جهة أيا ما كانت أن تقصر على نفسها حق تحديد القضايا الهامة والغير هامة .. ... كذلك فإن التصدى لأى قضية حالة لا يعنى بالضرورة الانشغال عن القضية الأساسية .. كما أن القضية الأساسية سواء التغيير أو التوريث لا تتطلب التفرغ التام لها وإلا فمعنى ذلك عدم التصدى لأى قضايا اجتماعية أو سياسية أو اقتصادية للتفرغ لقضية التغيير) الأحد 26112006
إنه لمن السخرية بعقولنا حقا أن نظن أنهم يحاربون الحجاب لكونه ليس فرضا ، وكأنهم الأكثر غيرة على الفرائض ، وعلينا أن نغرق في البحوث الفقهية التي تكذبهم ، فالفرضية لا تعنيهم في شيء فضلا عن كونهم هم الأجهل بوسائل بحثها والوصول إليها
أو أن نظن أنهم يحاربونه لكونه ضد الحرية الشخصية فالحرية لا تعنيهم في شيء إلا أن تكون في محاربة الإسلام رأسا ،وهم أو كثير منهم هم سند الاستبدادية والدكتاتورية والاحتكارية في مجرى التاريخ ، فضلا عن أن الداعين للبس الحجاب ينكرون على بناتهم أن يلبسوه بغير اقتناع ، ولم يعرف قط أن هناك حملة لإرغام البنات على لبس الحجاب أو أن اللاتي لبسنه وهم يمثلون اليوم الأغلبية من نساء المسلمين وبناتهم ، إنما فعلوا ذلك إرغاما
أو أن نظن أنهم يحاربونه لكونه يفرز تمييزا بين الطائفتين ، فهم لا ينبسون ولا يجرءون أن ينبسوا ببنت شفة ضد لبس الصليب مثلا ، وهو رمز تفرقة بداهة ، فضلا عن أن الإسلاميين يتمنون على المسيحيين ، أن يعودوا لحجاب موسى وعيسى - عليهما السلام - المميز الذي أشرنا إليه في أول المقال
أو أن نظن أنهم يحاربونه باعتباره مظهرا " للتخلف " وفضلا عن أن تقييمهم للتخاف هو في نظرنا تخلف صارخ ، فإنهم يعلمون أن تخلفنا إنما هو أثر من آثار احتكارهم للسلطة منذ سقوط الدولة الإسلامية وأثر من استبدالهم السلام بالقوة ، ، والعصبية بالوحدة ، وفوضى الجنس بالزواج ، والتعري بالستر ، والعهر بالتقوى ، والعبودية للزعماء بالعبودية لله ، وبالجملة : العلمانية بالإسلام .
كما أنه ليس دقيقا تعميم القول عليهم جميعا في هذه الاستبدالات فمع إقرارنا بأن بعضهم يدفعون المرأة لللتنافس في التبرج كلما أمكنهم ذلك ، غير أن الكثير منهم يحاربونه بالرغم من استمساكهم بالحشمة على طريقتهم
وهاهم يحاربون الحجاب في سياق ترتيباتهم لإلغاء التمييز بين الجنسين ولإلغاء خانة الديانة من البطاقة القومية
إن معركتنا مع هؤلاء تأتي في سياق معركتنا مع البابا والمبشرين والعلمانيين وبالأخص مع قادة الغرب ورسل التغريب : إنها المعركة حول حصن الذاتية وهاهم يصرحون بأنه لامكان للمسلمين عندهم بغير الاندماج في الثقافة الخاصة ببلادهم
وفي الحالة الإسلامية فالمستهدف هو الذاتية أو الهوية الإسلامية بالتحديد
وهذا ما أزعجهم على المستوى العلماني المحلي والعلماني العالمي ، والاستعمار الغربي والصليبي والصهيوني على السواء
ليس الحجاب بحد ذاته هو ما أزعج الوزير أو مجموعمة من اغتصبوا لأنفسهم وصف المثقفين ممن أعلنوا في بيانهم تأييدهم له ، إنما هو الهوية الإسلامية التي أزعجتهم كما أزعجت دعاة تقزيم الأذان في المساجد ، وإلغاء خانة الديانة من البطاقة ، وإلغاء التفرقة في الوجوه والأزياء بين الرجال والنساء ، كماأزعجت من قبل أتاتورك ، ومن بعد جاك استرو ، وجاك شيراك ، وجماهير الغرب في بلادهم في هولندا واستراليا وألمانيا والدانمرك والنرويج ، ومختلف أنحاء أوربا .
والمطلوب منا نحن المسلمين : أن نتنبه إلى أعماق هذه المعركة حول قدس الذاتية ، ، فلا نستغرق فيما حولها من المناوشات الجانبية ، وإنما أن ندرك أن معركة الحجاب هي استهداف لدرع هام من دروع الذاتية الإسلامية ، وهي من ثم مازالت المعركة الإسلامية الرئيسية كما كانت منذ بداية القرن ، إنها معركة حول حصن الذاتية أوحول الإعلان عنها
المطلوب منا نحن المسلمين أن نرجع إلى ذاتنا الجريحة ، قبل أن نصبح نحن المسلمين وبصفة نهائية جمعيات سرية منبوذة ، وأن نفهم أننا نتعرض لمرحلة متجددة جديدة قديمة من مراحل تصفيتها تحت سخط العدو وعدوانه : علينا فيها أن نفهم مدلول قوله تعالى " ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم " وقوله تعالى عنهم وعن أذنابهم : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ 51 فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ 52 وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُواْ أَهَؤُلاء الَّذِينَ أَقْسَمُواْ بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُواْ خَاسِرِينَ 53) 51-52 المائدة
" علينا أن ننتقل إلى مرحلة اليقين بقول ربنا : إنه صراع تاريخي لن ينتهي حسب رؤيتهم الكابوسية إلا بإبادة البناء : بناء الذات الإسلامية !!
المطلوب أن نفهم والفهم نصف النصر، والإعداد والإجراءات نصفه الثاني ، ولا ضمان لنا بغير العودة إلى الإسلام : غريبا كما بدأ ، نقيا كما بدأ ، سليما كما بدأ مميزا كما بدأ ،بدءا من الشهادتين إلى غسل الوجه في الوضوء وإلى صيغة الأذان عند الصلاة وإلى استقبال الكعبة عند إقامتها قبلة محتمة .
في مرحلة قريبة دعانا بعضهم على لسان بطل من أبطال رواياته : إلى عنوان " لن ألبس جلباب أبي "
وعلينا أن نرفض هذا النداء قائلين : كلا : سوف ألبس جلباب أبي
لكي التقي مع ذاتي بعد أن طاردها أو يكاد رموز العلمانية المصرية في القرن العشرين : فإني ألبس جلباب أبي
يقول شاعر الإسلام محمد إقبال { من صوت إقبال إلى الأمة العربية ترجمة الصاوي شعلان} :
كل من أهمل ذاتيته فهو أولى الناس طرا بالفنا
لن يرى في الدهر شخصيته كل من قلد عيش الغربا
الذاتية الإسلامية هي الهدف ، وبداية المعركة ليست في " خطيئة " الحادي عشر من سبتمبر كما يرجف المرجفون الإعلاميون والعلمانيون
صميم المعركة الدائرة الآن هي بين مقومات الحضارة الإسلامية وأعدائها
هى معركة الاعتصام بالذات . وهى معركة ثقافية .
صميم المعركة الدائرة الآن هو فى الدائرة الأولى لصنع الإنسان المسلم .لقد تهاوت بالفعل دوائر خارجية تم صناعتها وتهاويها تاريخياً ، دائرة بعد الأخرى .
تهاوت دائرة الدعوة بالجهاد .وتهاوت دائرة الدولة الإسلامية .وتهاوت دائرة التشريع . وتهاوت أوكادت دائرة التعليم وبقى قلب البناء : الدائرة الثقافية الذاتية .تلك الدائرة التى توشك أن تنهار.
ولكنها توشك بعد ذلك أن تعود ( بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ ، فطوبى للغرباء . ) صحيح مسلم
إن الرسول صلى الله عليه يقول " سيعود .. " ولم يقل " سينتهي "
والغربة تعني التصفية والنقاء
ولقد أنبأنا الرسول صلى الله عليه وسلم بمراحل المعركة ، من قبل . إذ قال صلى الله عليه وسلم (توشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها ، فقال قائل : من قلة نحن يومئذ ؟ قال : بل أنتم يومئذ كثير ، ولكنكم غثاء كغثاء السيل ، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم ، وليقذفن فى قلوبكم الوهن . قيل : وما الوهن يا رسول الله ؟ قال : حب الدنيا وكراهية الموت . ) أخرجه أبو داود.
وحب الدنيا وكراهية الموت ، هو من الأمراض التى أصيبت بها الذاتية الإسلامية المبنية أصلاً على الأخروية .وفضلاً عما فى الحديث من معان وعظات فإن فيه من النبوءة ما يدل على نبوته صلى الله عليه وسلم وصدقه فى التلقى من عالم الغيب ..إذ من كان فى تصوره يومذاك أن ينظر إلى جماعة المسلمين باعتبارها هدفاً من أهداف ( الأمم ... ) ؟ تحرص الأمم على إبادته ، بعد أن كانت تمتلىء خوفاً من مهابته ؟ وهنا ونحن نتحدث عن " الأكلة " لا يملك الباحث إلا أن يسجل دور إسرائيل بينها .حيث تظهر إسرائيل بوضوح بين هذه الأكلة وماهى إلا اللعاب الذى يسيل من فم الغرب المتلمظ شوقاً إلى بقايا القصعة ...وقد أشار الله تعالى إلى هذا اللعاب فى قوله تعالى :
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ 57 وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلاَةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْقِلُونَ 58 قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ هَلْ تَنقِمُونَ مِنَّا إِلاَّ أَنْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ 59 قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللّهِ مَن لَّعَنَهُ اللّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُوْلَئِكَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضَلُّ عَن سَوَاء السَّبِيلِ 60 وَإِذَا جَآؤُوكُمْ قَالُوَاْ آمَنَّا وَقَد دَّخَلُواْ بِالْكُفْرِ وَهُمْ قَدْ خَرَجُواْ بِهِ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُواْ يَكْتُمُونَ 61 وَتَرَى كَثِيرًا مِّنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ 62 لَوْلاَ يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ عَن قَوْلِهِمُ الإِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ 63. } 60 المائدة
أزيحوا هذه الأكلة أولاً .
إذا لم يمكنكم أن تزيحوها من مراكزها العسكرية والاستراتيجية فأزيحوها من اقتصادكم . إذا لم يمكنكم أن تزيحوها من اقتصادكم فأزيحوها من تعليمكم . إذا لم يمكنكم أن تزيحوها من تعليمكم فأزيحوها من إعلامكم . إذا لم يمكنكم أن تزيحوها من إعلامكم فأزيحوها من عقولكم .إذا لم يمكنكم أن تزيحوها من عقولكم فأزيحوها من قلوبكم .وذلك أضعف الإيمان .
أما أن تحل الأكلة فى ذلك كله وبرضا منا وحب وابتهال فى ذلك كله فنحن إذن دعاة الأكلة إلى القصعة .
فهل نرضى أن نكون نحن دعاة " الاستعمار " ودعاة " الصهيونية " لأننا فى الجوهر دعاة أن تظل لهذه " الحضارة المسيحية اليهودية الإلحادية الإبليسية "مكانة القبلة الحضارية فى حياتنا . ؟!!
وتاريخنا الإسلامى حافل بأمثلة التداعى إلى القصعة ، كما أن حاضرنا صارخ بمعاركها ، ولكننا نحن الذين بأيدينا نجرى لأنفسنا غسيل المخ ، بحيث لا نتذكر التاريخ ، ولا نرى الحاضر .
لكى نتعرف على ذاتية الحضارة فيما ينبغى أن يكون وطبقاً للمنهج الإسلامى ، يجب أن نقرر مبدئياً أن الإسلام " نسق " . والنسق لا يقبل التفكيك . تماماً كما هو الحال فى أى كيان عضوى متكامل . كنظام الذرة . والخلية . وجسم الحيوان . والفلك .
وإذا قبلنا تفكيك نسق ما فإن هذا يعنى أننا قبلنا تدميره يقيناً ، ولحساب غيره احتمالاً . الأنساق لا تفكك ، وإذا فككت دمّرت .وإن كثيراً من المفكرين وفى القرن العشرين بالذات قاموا وما يزالون يفعلون بدور تفكيك الإسلام (1) : ظناً منهم أن يعودوا إلى تركيبه بعد ذلك تركيباً عصرياً (!!) .
الإسلام هو " ما يميزه " .وهو فيما يميزه ليس تلك الشطائر أو المزق أو " العرائس " التى تقدم من هذا الجانب أو ذاك .
المسلم يرفض الانسياق إلى تناول الإسلام من خلال رؤية يونانية ، أو لاتينية ، أو ماركسية أو براجماتية ، أو تاريخية .
المسلم يرفض الانسياق إلى تناول " عرائس " كاذبة مغشوشة تقدم إليه بعناوين من تراث قديم
..المسلم يرفض الانسياق إلى مسارب التيه بتسمية ما هو من الإسلام بأسماء الفرق والمذاهب ..الإسلام هو كلمة " الإسلام " لفظاً ومعنى .وما يميزه هو معنى كلمته ." إسلام الوجه لله " وسيطرة الآخرة على تصرفاته تحقيقاً لهذا " الاسلام" .
إن الابقاء على الذاتية إنما يكون بإبراز نقاط المفارقة والاختلاف بإزاء ما ليس من الإسلام :
تلك بديهية لايمكن أن تكون محل خلاف وإن غابت عنا طويلاً .
ففى الحضارة الغربية سيطرة الدنيوية ، أما فى الذاتية الإسلامية فسيطرة الأخروية .
فى الحضارة الغربية التسليم " للإنسان " أما فى الذاتية الإسلامية فالتسليم " لله " .
ذلكم جوهر الذاتية الذى فى ضوئه يعاد النظر فى كل ما يبدو من مظاهر التشابه بين الإسلام وبين الحضارة الغربية فإذا لكل شيء من هذا التشابه معنى مختلف .
ولا يعنى هذا رفض الحضارة الغربية جملة ، إذ مع كون ذلك انعزالاً قاتلاً وانتحاراً جماعياً ، فإن فيه افتئاتا على الله : لأنه لا تخلو هذه الحضارة من خير فيكون نكران هذا الخير نكراناً لنعم الله ، وحرماناً من فضله .وإذا كان لابد من الانتقاء واختيار ما يصلح فإن السؤال يظل قائماً : ما مقياس ذلك ، ما مقياس ما يصلح وما لا يصلح ؟ " لنا " ؟
ذهب بعض الكاتبين إلى " أخذ التكنولوجيا " كما هى ، وانتقاء بعض القيم النافعة .وهو رأى فطير يحتاج إلى مراجعة وتمحيص .لابد من مقياس .والمقياس هو فى قلعة الذاتية الإسلامية القائمة على التسليم لله ، والسيادة للآخرة .
عندئذ لابد من أن نعلن رفض استيراد مايأتى من تلك الحضارة فى باب القيم ، والأهداف ، والأحكام التشريعية العليا لأنها جميعاً جاءت تحت "سيطرة الدنيوية " .ثم نعلن الأخذ بما عندهم من " الوسائل " التى يمكن أن نستخدمها لقيمنا وأهدافنا وشريعتنا أو بعبارة أشمل وأدق لتأكيد ذاتنا .حتى التكنولوجيا لابد فيها من المراجعة (2) .على أن يتم ذلك على أسس من أصول شريعتنا :فى تحقيق المصلحة " من المنظور الإسلامى " وسد الذريعة " من المنظور الإسلامى " وارتكاب أخف الضررين " من المنظور الإسلامى " أيضاً .
وماعدا ذلك فمصيره الفشل المؤكد .ذلك أن ضمائر ذواتنا ممغنطة بما لا يتفق مع أقطاب هذه الحضارة الغربية .إن المغناطيس الذى صنعت به الذاتية الإسلامية تكون أقطابه من : جبريل ، ومحمد ، والقرآن ..فكيف ينجح فى داخله مغناطيس معاد :تكونت أقطابه من وليم جيمس ، والقديس بولس ، وكارل ماركس ؟! كيف ينجح مجال مغناطيسى كهذا معاد لمغناطيس عقيدة الملك الذى هو بيد الله ، ومغناطيس الملكوت الذى هو بيد الله كذلك ؟
{ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ 1 } تبارك 1 .
{ أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ 16 أَمْ أَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ 17 وَلَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ 18 أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ 19 أَمَّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ جُندٌ لَّكُمْ يَنصُرُكُم مِّن دُونِ الرَّحْمَنِ إِنِ الْكَافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ 20 } 1718 تبارك .فيا أيها البشر :
ادخلوا مساكنكم .{ قالت نملة يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون } 18 النمل .ملك الله ... ونحن ! ملك سليمان والنمل ! فى قوانين ملك الله أين الصراط المستقيم ؟
فى قوانين ملك سليمان أين الأمان ؟
ادخلوا مساكنكم .
تلكم هى الذاتية الإسلامية :
وفي عمق هذه الذاتية تحركت الصحوة الإسلامية في استمساكها بالحجاب واللحية ، بعيدا عن اللاغطين حول البحوث الفقهية ، والأولويات الحزبية .
وكل طرح عدا ذلك فإنما يحسب فى عمليات التزييف القائمة على قدم وساق .
ولا يتوهم واهم أننا ونحن نتحدث عن ذاتية النسق الإسلامى نعنى حصيلة التراث الى تكونت عبر القرون .كلا .فما هكذا يكون موقف الإسلام من تراث أمة وشعب ، وهو أصلاً صاحب الموقف الفاحص الناقد الرافض لمنطق " إنا وجدنا آباءنا على أمة ."
ولكن الذاتية الإسلامية تعنى ما هو إسلام خالص ، نطق به " الوحى ": قرآنا ، وسنة
وتراثا بمقدار اقترابه من القرآن والسنة .
إن هذه الذاتية تتلخص فى
:الإسلامية : إسلام الذات لله .
الإلهية : خضوع الذات لله .
الأخروية : ربط الدنيا بمصالح الآخرة : الفوز بالجنة والنجاة من النار .
والله اعلم
يتبع
هوامش
(1) هؤلاء أهون حالاً ممن يعومون الإسلام إلى سطحية الالتقاء مع غيره فى صياغات شديدة العمومية لا تختص بدين .
(2) يجب أن ننظر بحذر وتشكك إلى الآراء المتداولة عن نقل الأعضاء والهندسة الوراثية ، والسيطرة على البيئة .. إلخ .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.