بعد أن شاركوا في صنع ثورتهم التي أصبحت حديث العالم شرقا وغربا، يشارك نشطاء الإنترنت التونسيون في حفظ الأمن وحماية مؤسسات الدولة؛ حفاظا على الثورة الشعبية التي أطاحت بزين العابدين بن علي بعد 23 عاما في الحكم. وقال سليمان الرويسي ناشط ومدون تونسي للشروق: هاجسنا الأول هو الحفاظ على الأمن الذي تحاول عصابات مسلحة من فلول النظام خرقه. وأضاف "الرويسي" الذي لعب دورا كبيرا طيلة الأيام الماضية في نشر أخبار الثورة وتوسيع أمدها سواء بالصور أو مقاطع الفيديو عبر فيس بوك وتويتر: "كونا لجانا شعبيا في كل مكان بتونس لحماية البلاد التي تعز علينا، والعباد الذين شرفونا". واتهم النقابي محمد فاضل في حديثه "للشروق" ما وصفه ب"فلول الحزب الحاكم بالوقوف وراء عصابات النهب والسلب في البلاد"، وقال: "الذي يحدث بتونس مبرمج من فلول حزب التجمع"، داعيا لإيجاد مخرج قانوني لحل التجمع وإقصائه باسم ديمقراطية الشعب "بالقضاء على التجمع يقضى على الانفلات الأمني". وكان المحامي التونسي الحنيفي الفريضي ممثل الهيئة الوطنية للمحاماة في ولاية القصرين، أكد لقناة الجزيرة على أن هناك ما وصفه بعصابات تتبع الحزب الحاكم التجمع الدستوري الديمقراطي، تعمد إلى تكسير ونهب المحلات العامة والخاصة بهدف تشويه صورة الاحتجاجات أمام الرأي العام المحلي والخارجي، وتبرير الاعتداء عليهم من قبل قوات البوليس. ولم يقف الأمر عند حد الحفاظ على الممتلكات وحماية المواطنين، بل الدعوة إلى القبض على جميع رؤساء لجان التنسيق في جميع مناطق الجمهورية المشرفين ميدانيا على الميليشيات والعصابات، بحسب وصف نشطاء على صفحاتهم الخاصة على فيس بوك، ومن بين من قاموا بطلب القبض عليه "محمد الغرياني" أمين عام التجمع وأعضاء الديوان السياسي لهذا الحزب. فريد بن سعيد، أحد الناشطين على فيس بوك، أشار إلى أن لجان الحماية تتكون من شباب ساهموا بشكل كبير في الحفاظ على العرض، وتابع أن الأوضاع تحسنت كثيرا وعادت الطمأنينة للناس، وفي مدينتي ستفتح غدا الحوانيت والمخابز. أما رظا كريم فقال عبر حسابه الخاص على تويتر: ما يحصل اليوم من التفاف شعبي واسع وغير مسبوق لتأمين حاجات الأمن وتسيير القرى والأحياء، ينم عن درجة عالية جدا من التضامن بدأت تتضح معالمها في الشارع التونسي، مؤكدا أن القابعين في الأحياء الآن، أهلنا الذين انتخبناهم للسهر على أمننا، لن يقبلوا نظاما رأسماليا مهما كلف الأمر. وزاد عدد من النشطاء بضرورة الاستمرار في الثورة، وقال عادل نصار: لتستمر الانتفاضة الشعبية المظفرة حتى إسقاط كامل لنظام الفساد والتبعية و الاستبداد.