ربما كان هروب زين العابدين بن على عقب انتفاضة شعبية ضربت تونس فى الأسبوعين الماضيين هو الحادث الأبرز الذى وحد صفوف النشطاء العرب على الإنترنت، فجاءت أحاديث تونس قاسما مشتركا فى مشاركتهم. فمن تونس، وبعد أن هنأوا أنفسهم بما وصفوه «النصر التاريخى» برحيل رئيسهم القابض على الحكم منذ 23 عاما، قالت مجموعة تونس الرئيسية على فيس بوك: «لكل رجل شرطة تلطخت يداه بدماء التونسيين، ها قد هرب «بن على» وها قد هرب الطرابلسية وها قد انتصر عليكم الشعب التونسى وأذلكم وها قد وثق الفايسبوك جرائمكم». وتبادل توانسة عددا من الأفكار العملية السريعة للحفاظ على الأمن بالبلاد، ومن بينها تدوال أرقام ساخنة خصصها الجيش من أجل النجدة فى حالة وجود تخريب أو نهب، كما دعا آخرون لفتح الجوامع والتكبير «لتعم الطمأنينة فى نفوس المواطنين». كما كتب عدد من التوانسة داخل البروفيل الشخصى لهم «ياشهيد ارتاح ارتاح، سنواصل الكفاح». ومرر نشطاء من مختلف الدول العربية على الإنترنت عبارات «تحية إجلال إلى الشعب التونسى الشجاع»، «لقد نجحتم فى بعث الأمة من جديد»، «فعلتم أعظم انتصار فى تاريخ المنطقة منذ حرب أكتوبر 1973». وذهب أحد النشطاء على الإنترنت إلى القول «إن ما يحدث بتونس هو بداية التغيير وملهمه فى العالم العربى». وتباحث عدد من الشباب العربى الذين تجمعهم ظروف معيشية صعبة مقاربة للأوضاع فى تونس، فى كيفية تكرار التجربة التونسية ونقل الثورة الشعبية إلى دولهم.