طالب راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة التونسية المعارضة، وعضو مكتب الإرشاد العالمي لجماعة الإخوان المسلمين، الشباب التونسي أن يكون في حالة تعبئة عامة لعدم هدم الثورة. وأشار خلال حديثه على قناة الجزيرة "أنه لا شك أن الشباب كان يفر إلي حضن الجيش الذي ركز كل جهوده في الحفاظ على المؤسسات، وهذا يذكرنا بالدور القوى والبناء للجيش التونسي الذي أهتم بدورة بملاحقة أتباع بن علي الفاسدين والفارين، وهذا أهم ما في الثورة الشعبية تحالف الجيش مع الشعب ضد النظام الديكتاتوري".
وقال الغنوشي خلال اللقاء "أكره مفهوم الاستبداد ومنظومته بكل أشكالها والتي تم تطبيقها في تونس، وأدعو أهل الانتفاضة في تونس إلى الحذر كل الحذر ليحافظوا على ما وصلوا إليه اليوم"، مؤكداً أن الهدف من الانتفاضة هي "أن تصبح كلمة الشعب وإرادته هي العليا، كما ينبغي أن يعي الشعب التونسي جيدا أن قيادات الصف الأول والثاني في النظام الديكتاتوري المخلوع لا تزال في مكانها وخطرها قوى جدا على روح الانتفاضة اذا طلت في مكانها".
وفي سؤال أخر حول دور تطبيق الشريعة الإسلامية في المرحلة القادمة، قال "إن نظام بن علي وأتباعه الفاسدين، جعل نظام الحكم في تونس لعبة كبيرة لجمع الأموال واللعب بمقدرات الشعب التونسي، ولكن منهجنا ونظامنا الإسلامي مبنى على التعددية وعلي التنوع وتطبيق تعاليم الإسلام السليمة، وهذا يتنافي مع القمع واللعب بمقدارات الشعب التونسي"، داعياً "كل الشباب التونسي إلي المحافظة على لهب الثورة.
فيما قضى الديكتاتور المخلوع زين العابدين بن على يومه الاول في منفاه الاختياري في السعودية بدأ الزعماء والسياسيين المنفيين الذين شردهم بن علي ونفاهم إلى خارج تونس في العودة إليها.. وأعلن زعيم حزب المؤتمر من أجل الجمهورية المحظور منصف المرزوقي نيته الترشح للانتخابات الرئاسية القادمة.وقال المرزوقي (56 عاماً) إنه سيعود الثلاثاء القادم إلى الأراضي التونسية، وسيقدم ترشحه للانتخابات الرئاسية القادمة، بعد أن أمضى بالمنفى في فرنسا عشر سنوات.
على الجانب الأخر أكد الإعلامي السعودي جمال خاشقجي في تصريحات لقناة "العربية" السبت أن الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي سيعامل في السعودية "كلاجئ سياسي لا كرئيس دولة". وتابع "لن تسمح السعودية للرئيس المخلوع بالتصريحات السياسية أو ممارسة أي نشاط سياسي ولا إجراء اتصالات لترتيب أموره في تونس"، مؤكداً على وقوف المملكة إلى جانب الشعب التونسي.
وكان المرزوقي قد دعا التونسيين إلى عصيان مدني ضد سلطة الرئيس السابق بن علي طيلة سنوات تواجده في فرنسا، معتمداً على رسائل فيديو مصورة بثها عبر وسائل التواصل الاجتماعي فيسبوك ويوتيوب، وضمنها رسائل متواصلة يطرح خلالها وجهة نظره الشخصية لتشكيل حكومة وطنية على أسس ديمقراطية وتعدد حزبي.
ولم تخل خطاباته من انتقادات شديدة اللهجة لنظام بن علي وأصهاره وحاشيته التي كان يصفها دائماً بالأنظمة الفاسدة والديكتاتورية.
ويحمل المرزوقي شهادة الدكتوراة في الطب، لكنه عرف بكتاباته السياسية في عدة منابر إعلامية، ويشغل منصب أستاذ جامعي ومحاضر في الجامعات الفرنسية.
ويعد المرزوقي من أبرز زعماء المعارضة الذين فروا بعد إحكام بن علي قبضته على البلاد على إثر انقلاب أبيض على الرئيس السابق الحبيب بورقيبة سنة 1987.
واعتقل زعيم حزب المؤتمر المحظور في مارس 1994 ثم أطلق بعد أربعة أشهر من الاعتقال في زنزانة انفرادية، وأفرج عنه على خلفية حملة دولية وتدخل من نيلسون مانديلا.
وكان الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي أمضى يومه الأول، أمس السبت، في المملكة السعودية وسط تكتم شديد، بعد أن أقلعت طائرته مساء أمس الجمعة في حدود الساعة الخامسة مساء من مطار تونس، قرطاج الدولي وسط حماية عسكرية مكثفة أمنت له مداخل ومخارج البلاد.
و امتنعت السلطات السعودية عن الإدلاء بأي معلومات عن مكان إقامة الرئيس المخلوع أو مدة إقامته في السعودية.وأكد شهود عيان "أنهم رأوا موكباً رسمياً يتجه بعيد وصول طائرة بن علي في حدود الساعة الواحدة ليلاً بتوقيت مكةالمكرمة نحو قصر الضيوف في حي الحمرا الراقي القريب من الشاطئ".
وكانت مظاهرات حاشدة دعت إلى محاسبة بن علي وأسرته وأصهاره الذين وصفوا ب"المافيا الطرابلسية"، نسبة إلى زوجة الرئيس المخلوع ليلى الطرابلسي وأشقائها، ودعوا إلى ما سموه بمحاكمة شعبية. ووصل بن علي ليلة السبت إلى مطار مدينة جدة (غرب) على البحر الأحمر، يرافقه ستة من أفراد عائلته، بينهم زوجته ليلى، وفق ما ذكرت مصادر للعربية.