في تعليقه على ما يجرى بتونس قال بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي أن ما شهدته الأخيرة من الإطاحة برئيسها زين العابدين بن علي بعد انتفاضة شعبيه عليه يمثل نموذجا ومثالا لعدم الاستقرار في المنطقة التي تشكل تل أبيب جزءا منها ، وهي التصريحات التي أدلى بها نتنياهو خلال افتتاح لجلسة حكومية صباح اليوم "الأحد" وفقا لما نقلته عنه صحيفة هأرتس العبرية في تقرير لها أمس . وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي أن هناك عدة بؤر لعدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط معربا عن أمله في أن يعود الهدوء والأمن الى تلك المنطقة لافتا الى اهتمام اسرائيل بالاطلاع على آخر التطورات لما يحدث في تونس والدول العربية خلال هذه الفترة . من جانبها قالت الصحيفة الإسرائيلية أنه بعد 23 عاما من الانقلاب الذي جاء بزين العابدين الى الحكم أجبر الشعب التوسي رئيسه إلى مغادرة البلاد هو وعائلته لتعد هذه هي المرة الأولى في التاريخ الحديث التي تقوم فيها ثورة شعبية مدنية ضد النظام في الشرق الأوسط ، وهي الثورة التي أعطت رسائل للدول العربية الأخرى بأن الحل لا يقتصر على ثورة اسلامية أو عسكرية وإنما يكفي شعب مقهور كي يتم ازاحة سلطة وادارة غير مرغوب فيها . وأضافت هأرتس أن ثورة الجياع أو ثورة المقهورين التونسيين بدأت مع شرارة صغيرة انطلقت مذ حوالي الشهر حينما قام محمد بو عزيزي البالغ من العمر 26 عاما بائع للخضراوات باشعال النار في نفسه احتجاجا على مصادرة رجال الشرطة لبضائعه مشيرة إل أن بوعزيز الذي وافته المنية في بداية يناير لم يحظ برؤية ثمار ما فعله ونجاح احتجاجه على السلطات والذي تمثل في رد فعل شعبي غاضب من مظاهرات ومسيرات احتجاجية في كل المدن واشتباكات بين المواطنين ورجال الشرطة أدت لمقتل 65 شخص واصابة المئات . واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول أن الخوف الحقيقي الآن هو تدهور الوضع في تونس ليصل الى صراع أهلي عنيف كجزء من تصفية الحسابات مع النظام القديم ، لكن يقلل من هذا دعوة المعارضي التونسيين في المنفى للعودة إلى بلادهم والوعود بإجراء انتخابات في أسرع وقت.