بعد التوتر الشديد، الذى أثاره إعلان إسرائيل عن مشاريع بناء وحدات سكنية للمستوطنين اليهود فى القدسالشرقية، نفى الرئيس الأمريكى باراك أوباما وجود أزمة فى العلاقات الأمريكية - الإسرائيلية، وذلك فى الوقت الذى تنتظر فيه إدارته رداً من رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو حول اعتراض واشنطن على هذه الخطوة. وردا على سؤال، خلال مقابلة مع شبكة «فوكس نيوز» الأمريكية حول ما إذا كان هناك أزمة فى العلاقات الأمريكية - الإسرائيلية، قال أوباما - فى أول تعليق له على تلك المسألة - «لا، لدينا رابط خاص مع الشعب الإسرائيلى ولن يزول»، ثم استدرك قائلاً «لكن الأصدقاء يختلفون فى بعض الأحيان، هناك اختلاف حول الطريقة التى يمكننا بها أن ندفع بعملية السلام قدما». واعتبر أوباما أن الإعلان عن خطط الاستيطان الجديدة الأسبوع الماضى «لا يمثل عاملاً مساعداً لعملية السلام»، لكنه لفت إلى أن الإعلان صدر عن وزارة الداخلية الإسرائيلية وأن نتنياهو اعتذر، داعياً الطرفين الإسرائيلى والفلسطينى إلى «القيام بخطوات للتأكد من أنه بإمكاننا إعادة بناء الثقة». فى تلك الأثناء، أغرقت منظمة «مسيحيون متحدون من أجل إسرائيل» المسيحية الأمريكية، البيت الأبيض بسيل من رسائل البريد الإلكترونى تطالب أوباما ب«إنهاء الأزمة» مع إسرائيل. وأطلقت المنظمة-التى تجمع تيارى المسيحية الصهيونية والمحافظين الجدد- حملة لدعوة مؤيدى إسرائيل إلى الضغط على إدارة أوباما عبر رسائل بالبريد الإلكترونى تدعوها للتراجع عن التصريحات القوية ضد إسرائيل، والتى اعتبرتها «مبالغاً فيها»، وقالت المنظمة إن حملتها لاقت استجابة كبيرة من داعمى إسرائيل، حيث وصل عدد الرسائل التى أرسلت أمس الأول إلى البيت الأبيض 18 ألف رسالة، وهو معدل يوازى رسالة كل ثانية أو ثانيتين. فى غضون ذلك، أفادت صحيفة «نيويورك تايمز» أمس الأول بأن البيت الأبيض يدرس احتمال اقتراح خطة أمريكية تشكل أساسا للمفاوضات الإسرائيلية - الفلسطينية، فيما يتساءل مسؤولون أمريكيون عن مدى التزام حكومة نتنياهو فى محادثات السلام. وأضافت الصحيفة أنه إذا كان أوباما سيعرض اقتراحه الخاص، مكملا بخرائط للأراضى، فذلك لن يحدث قبل أن يكون المبعوث الأمريكى الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل أجرى مفاوضات غير مباشرة لعدة أشهر بين الطرفين. وقبيل ساعات من عقد اجتماع اللجنة الرباعية حول الشرق الأوسط فى موسكو اليوم، أعرب الناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيليب كراولى عن الأمل فى أن يظهر الاجتماع «الدعم الدولى» للمفاوضات غير المباشرة، التى تحاول الولاياتالمتحدة الدفع بها بين إسرائيل والفلسطينيين. وتشارك وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون، اليوم، فى اجتماع الرباعية (التى تضم الولاياتالمتحدة، والأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبى وروسيا)، دون إجراء الاتصال الهاتفى الذى كان متوقعا مع نتنياهو. وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية مارك تونر بعد مغادرة هيلارى إلى موسكو «لا نزال ننتظر الرد، ولم يأت بعد»، فيما أعلنت الخارجية الأمريكية أن الموفد الأمريكى جورج ميتشل لن يلتقى مسؤولين إسرائيليين وفلسطينيين قبل اجتماع اللجنة الرباعية، فيما أفادت مصادر فلسطينية بأن زيارة ميتشل للمنطقة - التى تم إرجاؤها من قبل - ستجرى الأحد المقبل. لكن نتنياهو تحدث هاتفيا ليل أمس الأول مع نائب الرئيس الأمريكى جو بايدن، بحسب ما أعلن مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية فى القدس. واكتفى أحد المسؤولين فى البيت الأبيض بالقول إن الاتصال كان «جزءا من المفاوضات الجارية». وفى علامة أخرى على عزم إسرائيل تخفيف حدة التشاحن مع واشنطن، حرص نتنياهو فى وقت سابق على امتداح أوباما، ليبعد نفسه عن تصريحات شقيق زوجته هاجاى بن أرتزى، الذى اتهم الرئيس الأمريكى بمعاداة السامية، وقال نتنياهو - الذى من المقرر أن يزور الولاياتالمتحدة الأسبوع المقبل لإلقاء كلمة أمام لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (إيباك) - «أكن تقديراً عميقاًَ لالتزام الرئيس أوباما بأمن إسرائيل وهو ما عبر عنه مراراً»، فيما نفى مايكل أورين سفير إسرائيل لدى الولاياتالمتحدة، تقارير لوسائل إعلام ترددت بأن الدولتين تواجهان «أزمة ذات أبعاد تاريخية»، مؤكداً أن كلامه أسىء فهمه «بشكل فج»، وأضاف «أنا واثق أننا سنتجاوز هذه الخلافات بسرعة».