نفى الرئيس الأمريكي باراك أوباما يوم الأربعاء وجود أزمة في العلاقات الأمريكية-الإسرائيلية بعد التوتر الشديد الذي أثاره إعلان إسرائيل عن مشاريع بناء وحدات سكنية للمستوطنين اليهود في القدسالشرقية. وصدرت أول تعليقات علنية لأوباما حول هذه المسألة، فيما تنتظر إدارته ردا من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو حول اعتراض واشنطن على هذه الخطوة. وردا على سؤال خلال مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" حول ما إذا كان هناك أزمة في العلاقات الأمريكية-الإسرائيلية، قال أوباما: "لا، لدينا رابط خاص مع الشعب الإسرائيلي ولن يزول". وأضاف: "لكن الأصدقاء يختلفون في بعض الأحيان، هناك اختلاف حول الطريقة التي يمكننا فيها أن ندفع بعملية السلام قدما". كما لفت أوباما إلى أن الإعلان عن مشاريع بناء وحدات استيطانية جديدة الأسبوع الماضي صدر عن وزارة الداخلية في إسرائيل وأن نيتانياهو اعتذر. ودعا الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني إلى القيام بخطوات للتأكد من أنه بإمكاننا إعادة بناء الثقة. في ذات السياق، أفادت صحيفة "نيويورك تايمز" أن البيت الأبيض يدرس احتمال اقتراح خطة أمريكية تشكل أساسا للمفاوضات الإسرائيلية-الفلسطينية فيما يتساءل مسئولون أمريكيون عن مدى التزام حكومة نيتانياهو في محادثات السلام. وأضافت الصحيفة أنه إذا كان الرئيس الأمريكي سيعرض اقتراحه الخاص مكملا بخرائط للأراضي، فذلك لن يحصل قبل أن يكون جورج ميتشيل المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط أجرى مفاوضات غير مباشرة لعدة أشهر بين الطرفين. ومن جانب أخر، تشارك هيلاري كلينتون وزيرة الأمريكية في اجتماع اللجنة الرباعية _التي تضم الأممالمتحدةوالولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا_ حول الشرق الأوسط في موسكو دون إجرائها الاتصال الهاتفي الذي كان متوقعا مع رئيس الحكومة الإسرائيلية. وقال مارك تونر المتحدث باسم الخارجية الأمريكية للصحفيين بعد مغادرة هيلاري إلى موسكو: لا نزال ننتظر الرد، ولم يأت بعد. ولم يحصل اتصال. غير أن نيتانياهو تحدث هاتفيا ليلا مع جو بايدن نائب الرئيس الأمريكي، وفقا لمكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية في القدس. كما قال أحد المسئولين في البيت الأبيض إن الاتصال كان "جزءا من المفاوضات الجارية". وكانت هيلاري أبلغت نيتانياهو في اتصال هاتفي الأسبوع الماضي أن إعلان إسرائيل عن مشاريع البناء في خضم زيارة بايدن إلى المنطقة أعطى "إشارة سلبية جدا" في وقت كانت واشنطن أقنعت فيه لتوها الفلسطينيين بالمشاركة في محادثات غير مباشرة مع إسرائيل. كما أعلنت يوم الثلاثاء أن واشنطن "تجري مشاورات ناشطة جدا" مع الإسرائيليين حول الخطوات التي ستظهر الالتزام المطلوب لإعادة استئناف محادثات السلام. ومن جانبها، لم تظهر الحكومة الإسرائيلية أي إشارة حول تراجعها يوم الأربعاء رغم ترحيبها بالتأكيدات الأمريكية على متانة العلاقات الثنائية مع إسرائيل. وقال أفيجدور ليبرمان وزير الخارجية الإسرائيلي يوم الأربعاء إن المطالب لوقف بناء منازل للمستوطنين اليهود في القدسالشرقية "غير منطقية". وقرر المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط إرجاء زيارته المرتقبة إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية إلى ما بعد لقاء اللجنة الرباعية في موسكو.وكان من المقرر أن يزور ميتشل المنطقة في مطلع الأسبوع. وقالت الخارجية الأمريكية إن ميتشيل أرجأ الزيارة لإعطاء نيتانياهو الوقت الكافي للرد على القلق الأمريكي بخصوص الاستيطان لكنها عادت وعزت تأخير الجولة إلى أسباب لوجستية، كما لم تحدد موعدا جديدا للزيارة. ومن المقرر أن يزور نيتانياهو الأسبوع المقبل الولاياتالمتحدة لإلقاء كلمة إمام لجنة الشئون العامة الأمريكية الإسرائيلية (ايباك) المؤيدة لإسرائيل.