يشهد السودان تصعيدًا على خلفية المظاهرات الأخيرة، بعد عزل الرئيس عمر البشير، وتشكيل مجلس عسكري انتقالي لإدارة البلاد لمدة عامين، برئاسة وزير الدفاع، عوض بن عوف، وفق البيان الذي أذاعه التليفزيون السوداني، لبن عوف. في صباح اليوم الخميس، أحاطت القوات المسلحة السودانية مبنى الإذاعة والتلفزيون، وتم بث الموسيقى العسكرية، قبل بيان الجيش المهم. ويشهد السودان مظاهرات احتجاجية منذ ديسمبر الماضي، وتقدم عدد من الشخصيات الوطنية، عرفوا ب«مجموعة 52»، بمبادرة «السلام والإصلاح»، التي تطالب بحوار وطني ينتهي بتكوين حكومة انتقالية بمهام محددة خلال فترة أربع سنوات، وهو ما يعني دخول السودان في فترة انتقالية للمرة الرابعة في تاريخه. عقب دخول السودان في جكم انتقالي جديد تستعرض «الشروق» أبرز الرؤساء الانتقاليين في البلاد منذ استقلال السودان وتمتعها بالحكم الذاتي في العام.. 1 - إسماعيل الأزهري.. "رافع علم الاستقلال" كان إسماعيل الأزهري، أول رئيس انتقالي للسودان، والرئيس الأول للحكومة الذاتية لها في تلك الفترة الانتقالية الأولى التي شهدها السودان قبيل استقلاله عن حكم الإدارة البريطانية المصرية، حكم بصفته رئيسًا انتقاليًا في الفترة ما بين ديسمبر 1953 وحتى يناير1956. وأشرفت الحكومة على انتخابات جاءة ببرلمان وطني يحكم السودان حكمًا ذاتيًا قبيل تقرير المصير بالاستقلال الكامل أو الوحدة مع مصر. ولد الأزهري في مدينة أم درمان في 20 أكتوبر 1901، وتزعم مؤتمر الخريجين الذي نادى باستقلال السودان في العام 1938، كان يدعو للاستقلال عن بريطانيا مع التمسك بالاتحاد مع مصر فيما عرف بحزب الأشقاء، في مواجهة الدعوة لاستقلال المصحوب بالانفصال التام عنها الذي نادي به حزب الأمة. رفع الأزهري علم الاستقلال المكون من الألوان الأصفر والأزرق والأخضر في يناير 1956، برفقة محمد أحمد المحجوب زعيم المعارضة، وكانت فترة حكمه الانتقالية هادئة في حال قورنت بالفترتين الانتقالتين الأخرتين التي شهدتهما السودان في ظل انقلابات عسكرية، كما انتهت رئاسته المؤقتة للحكومة بانتخابات حكومة وطنية برئاسة عبدالله خليل في العام 1956. 2 - إبراهيم سر الختم.. عام مدني واحد حكم إبراهيم سر الختم، السودان كرئيس للحكومة الانتقالية؛ عقب اندلاع ثورة أكتوبر الشعبية ضد حكومة الفريق إبراهيم عبود العسكرية التي حكمت السودان 6 أعوام منذ في العام 1958 وحتى 1964 ، كرئيس مدني انتقالي للبلاد. تولى سر الختم رئاسة الحكومة الانتقالية في السودان في عمر يناهز 45 عامًا، وظل لمدة عام واحد بمشاركة جبهة الهيئات اليسارية في الفترة ما بين 26 أكتوبر 1964 و حتى 8 مايو 1965. لم يقتصر نشاط سر الختم السياسي على ترأسه الحكومة السودانية لعام بل عين في عهد نظام مايو اليساري سفيرا للسودان في إيطاليا (1966 - 1968) ثم وفي بريطانيا (1968-1969)، ونال لقب (سير) من ملكة بريطانيا. وفي عهد جعفر النميري، تقلد منصب مستشار وزير التعليم العالي والبحث العلمي (1972 – 1973) ثم منصب وزير التربية والتعليم العالي (1973 –1975)، ثم مستشارا لرئيس الجمهورية للتعليم خلال الفترة (1982 – 1985م). 3- عبدالرحمن سوار الذهب.. انقلاب ومجلس عسكري انتقالي كان عبدالرحمن سوار الذهب، ثالث رئيس انتقالي في السودان، إذ تولى رئاسة المجلس العسكري الانتقالي الذي حكم السودان في الفترة ما بين 10 أبريل 1985 حتى 12 أبريل 1986 لمدة عام واحد. أعلن الفريق أول عبدالرحمن سوار الذهب وزير الدفاع والقائد العام لقوات الجيش، استيلائه على السلطة وإنهاء حكم الرئيس جعفر النميري، في 6 إبريل 1985 من خلال بيان بالإذاعة الرسمية وهو التاريخ الذي نادى به الثوار المعتصمون أمام مبنى قوات الدفاع السودانية، المطالبين بعزل وتنحية البشير. تدخل ثوار الذهب بعدما قامت انتفاضة شعبية في السودان رافضة نظام مايو الذي بدأ عسكريًا يساريًا في 25 مايو 1969 حتى يوليو 1971 ثم تحول إلى حكم فردي في 1972 بانتخاب جعفر نميري رئيسًا للجمهورية. تسلم سوار الذهب السلطة آنذاك بتنسيق مع قادة الانتفاضة من أحزاب ونقابات، و بإمرة ضباط الانقلاب العسكري بقيادة اللواء حمادة عبد العظيم حمادة والعميد عبد العزيز الأمين والعميد فضل الله برمه ناصر. سلم سوار الذهب، مقاليد السلطة للحكومة الجديدة المنتخبة برئاسة رئيس وزرائها الصادق المهدي ورئيس مجلس سيادتها أحمد الميرغني، ثم سلم السلطة عام 1986 وبعدها اعتزل العمل السياسي ليتفرغ لأعمال الدعوة الإسلامية من خلال منظمة الدعوة الإسلامية كأمين عام لمجلس الأمناء. 4 - عوض بن عوف.. نائب البشير الذي أنهى حكمه تولى وزير الدفاع السوداني الفريق أول ركن عوض محمد أحمد بن عوف، 62 عامًا، السلطة كحاكم انتقالي معلنًا احتجاز الرئيس عمر البشير، الذي عينه نائبًا له قبل شهرين، وسبق وعينه وزيرًا للدفاع في أغسطس 2015 . وكان الرئيس المعزول البشير في فبراير الماضي، قرر تعيينه نائبا أول لرئيس الجمهورية، ليحل بذلك محل نائب الرئيس السابق بكري حسن صالح، مع الاحتفاظ بمنصبه وزيرا للدفاع. واضطر بن عوف تلبية مطالب المتظاهرين التي استمرت لنحو أربعة أشهر متتابعة منذ ديسمبر الماضي، مع تصاعدها بالعصيان المدني و من اعتصام ثوار السودان أمام مبنى الرسمى لقوات الدفاع في الخرطوم ليوم السادس على التوالي.