أسامة عوض الله بتوافق الغالبية العظمى من الأحزاب والتنظيمات السياسية على ترشيح الرئيس المشير البشير لرئاسة البلاد فى فترة ولاية رئاسية جديدة فى الانتخابات العامة القادمة فى شهر إبريل المقبل من العام الحالى 2015 م، يصبح البشير بذلك أكثر رؤساء وحكام السودان توليا لمقاليد السلطة بالبلاد فى العصر الحديث. ويتخطى البشير بذلك الرئيس الأسبق الراحل المشير جعفر نميرى الذى حكم البلاد (16) عاما، امتدت من 25 مايو من العام 1969 م وحتى 6 إبريل من العام 1985 م. بينما بدأ حكم البشير من 30 يونيو من العام 1989 م، ولا يزال إلى اليوم طوال 25 عاما و7 أشهر، وبالفترة الرئاسية الجديدة والتى تمتد لخمس سنوات سيكون البشير على سدة الحكم (30) ثلاثين عاما، بإذن الله. البشير يمثل سادس رئيس جمهورية للسودان منذ استقلال السودان قبل (59) عاما فى الأول من شهر يناير من العام 1956 م تقلب فيها السودان بين أنظمة حكم مختلفة ما بين (رئاسية) و(برلمانية)، و(مدنية) و(عسكرية)، حيث كان الزعيم إسماعيل الأزهرى هو أول رئيس للبلاد بعد الاستقلال، حيث كان (رئيسا لمجلس السيادة) ..ولم يستمر الأزهرى طويلا حيث انقلب عليه الفريق إبراهيم عبود، وهو ثانى رئيس للسودان (وكان انقلابه أول انقلاب عسكرى فى السودان المستقل) وتولى الفريق عبود السلطة فى الثامن عشر من شهر نوفمبر من العام 1956 م، ليتنحى (طواعية) نتيجة (ثورة 21 أكتوبر فى العام 1964 م) .. وفى 25 مايو من العام 1969 م قاد نميرى انقلابا عسكريا (ثورة مايو)، وأصبح نميرى الذى وصل لرتبة المشير ثالث رؤساء السودان، وحكم لفترة طويلة امتدت ل (16) عاما، حتى السادس من إبريل من العام 1985 م، بعد أن أطاحت بحكمه (انتفاضة رجب إبريل 1985 م) . من مشير إلى مشير وبعد الإطاحة بالرئيس الثالث للجمهورية المشير نميرى، تولى الرئاسة مشير آخر وهو المشير عبدالرحمن سوار الذهب الذى كان يترأس فى ذات الوقت ما كان يسمى وقتها ب (المجلس العسكرى الانتقالى)، وهو المجلس الذى كان يضم قيادات وقادة الأسلحة والوحدات بالقوات المسلحة السودانية. سوار الذهب.. التنحى طواعية واستمر حكم المشير سوار الذهب (رابع رؤساء السودان) لعام واحد فقط ل (يتنحى) الرجل بعدها (طواعية) بل وب (إصرار شديد منه على التنحى) تنفيذا لوعده الذى قطعه للشعب السودانى بأن يستمر حكم مجلسه العسكرى لعام واحد فقط ليتنحى بعدها وتجرى انتخابات عامة . وأوفى المشير بوعده وتنحى فى الربع الأول من العام 1986 م، لتجرى انتخابات عامة بالبلاد، يصبح بموجبها الراحل مولانا (أحمد الميرغني) (رئيسا خامسا للبلاد) تحت مسمى (رئيس مجلس رأس الدولة)، وظل مولانا أحمد الميرغنى رئيسا للسودان طوال ثلاث سنوات انتهت فى 30 يونيو من العام 1989 م بانقلاب الإنقاذ (ثورة الانقاذ) بقيادة الرئيس الحالى المشير عمر البشير الرئيس السادس للبلاد . رؤساء مدنيون .. رؤساء عسكريون وطوال ال (59) عاما الماضية، التى تقلب فيها نظام الحكم ما بين (حكم رئاسي) و(حكم برلماني)، و(رؤساء مدنيين) و(رؤساء عسكريين)، كان هنالك رؤساء حكومات هم من يحكمون فعلا، وذلك وفقا لنظام (الحكم البرلماني) الذى يمثل فيه رئيس الجمهورية (رمز فقط) يملك سلطة ولكنه لا يحكم، بينما الذى يملك السلطة ويحكم يكون (رئيس الحكومة) وهو (رئيس الوزراء) . ومن خلال تقلب السودان فى أنظمة الحكم البرلمانية ترأس حكومته عدد (8) ثمانية من رؤساء الوزراء، إلا أنهم يصبحون (9) تسعة بإضافة اسماعيل الأزهرى الذى انتخب من داخل البرلمان فى 1954 م قبيل الاستقلال بعامين رئيسا للوزراء، وعند الاستقلال أصبح (رئيسا لمجلس السيادة) (رئيسا للجمهورية) فكان بذلك أول رئيس للسودان . عبد الله بك خليل وبعد الاستقلال مباشرة أصبح عبد الله بك خليل أول رئيس وزراء فى الجمهورية السودانية المستقلة، وذلك عبر انتخابه وفوزه بالمنصب الذى استمر فيه حتى انقلاب الفريق عبود . سر الختم الخليفة وعقب نجاح ثورة أكتوبر فى 21 أكتوبر 1964 م أصبح سر الختم الخليفة ثانى رئيس وزراء للسودان (وهو صاحب أقصر فترة لرئيس وزراء) وبلغت (7) أشهر فقط وثلاثة أيام، حيث استمر فى منصبه من (30) أكتوبر 1964 م، وحتى (2) يونيو 1965 م . الصادق المهدى وكان السيد الصادق المهدى (ثالث رئيس وزراء) للسودان (وأصغر من تولى هذا المنصب فى السودان والوطن العربى والقارة الإفريقية)، وذلك فى الفترة من (25) يوليو 1966 م وحتى مايو 1967 م . محمد أحمد المحجوب وكان محمد أحمد المحجوب (رابع رئيس وزراء) للسودان واستمر فى منصبه من (18) مايو من العام 1967 م وحتى (25) مايو من العام 1969 م حينما قام نميرى بانقلابه العسكرى (ثورة مايو) . مولانا بابكر عوض الله وعند نجاح (انقلاب مايو) فى العام 1969 م قام نميرى قائد الانقلاب الذى أصبح رئيسا للجمهورية بتعيين مولانا بابكر عوض الله رئيسا للوزراء فى الفترة من (25 مايو 1969م وحتى أكتوبر 1970م) حيث تقدم باستقالته من رئاسة الوزراء .. وبذلك كان الرجل (خامس رئيس وزراء) للبلاد . وبابكر عوض الله عمل كذلك رئيساً لمجلس النواب فى 1954م، وتولى رئاسة المحكمة العليا ومنصب رئيس القضاء عام 1964م، وهو من المدبرين والمخططين لانقلاب مايو، وكان الرجل المدنى الوحيد وسط (العسكر) الذين دبروا وقادوا ذلك الانقلاب . الرشيد الطاهر بكر وبعد بابكر عوض الله لم يتولى منصب رئيس الوزراء فى فترة حكم الرئيس نميرى التى امتدت طوال (16) عاما أى رجل آخر عدا (الرشيد الطاهر بكر) (سادس رئيس وزراء للسودان) والذى كان آخر رئيس وزراء فى نظام الحكم المايوى بزعامة نميرى، الذى ألغى المنصب وتوجه بكلياته نحو (الحكم الرئاسي) . د.الجزولى دفع الله وبعد الإطاحة بنظام نميرى بانتفاضة (رجب 6 إبريل) من العام 1985 م، تم اختيار د.الجزولى دفع الله رئيسا للوزراء فى الحكومة الانتقالية (1985 – 1986م) والتى كان يترأسها المشير سوار الدهب، ليصبح بذلك (سابع رئيس وزراء للسودان) . ثامن رئيس وزراء للسودان وبعد تسليم الحكومة الانتقالية برئاسة المشير البشير لمقاليد السلطة فى البلاد للحكومة المنتخبة فى إبريل من العام 1986م، أصبح السيد الصادق المهدى، رئيس حزب الأمة القومى رئيسا للوزراء (ثامن رئيس وزراء للسودان)، واستمر فى منصبه حتى ليلة (30) يونيو من العام 1989 م ليلة نجاح العسكر برئاسة البشير بالاستيلاء على السلطة عبر (ثورة الإنقاذ) التى انتهجت (نظام حكم رئاسي) لم يعد موجودا فيه منصب لرئيس الوزراء .