عاجل- البنك المركزي يقرر مد ساعات العمل ببعض فروع البنوك حتى الخامسة مساءً لخدمة المواطنين    حماس: الاحتلال فشل في كسر إرادة غزة بعد مرور 640 يومًا من الحرب    الجيش الإسرائيلي يصدر أوامر إخلاء لسكان مناطق في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة    "الأهلي قلب وشه".. تطورات رحيل وسام أبو علي عن الأحمر    "أسوان بلا إدمان".. إجراء تحليل مخدرات ل128 سائقًا وموظفًا    «ذات ال14 ضريحًا».. الآثار تفتتح قبة سيدي يحي الشبيه صباح اليوم    الجبهة الوطنية: نؤكد أهمية خروج الانتخابات بصورة تليق بالدولة المصرية    مواجهات نارية في إفتتاح دوري المحترفين    الرئيس السيسي يلتقي المدير العام لهيئة الدولة للطاقة النووية    الأرصاد الجوية تحذر من الرطوبة المرتفعة: تقارب ال90% بالقاهرة    فيضانات تكساس.. تبادل الاتهامات بين المسؤولين بعد تجاهل التحذيرات    فيلم "أحمد وأحمد" يواصل تصدره شباك تذاكر السينمات    «هتضحك معاهم من قلبك».. 4 أبراج يُعرف أصحابها بخفة الدم    تفاصيل برنامج ندوات المهرجان القومي للمسرح المصري في دورته ال 18    جارديان البريطانية : التهجير القسري للفلسطينين لمخيم فى رفح جريمة ضد الإنسانية    المصرية للاتصالات تنعي شهداء الواجب في حادث حريق سنترال رمسيس    الأورومتوسطي: إسرائيل تعامل سكان غزة كمحتجزين بمعسكر اعتقال جماعي    «النواب» يقبل استقالة النائبة أميرة صابر استعدادًا لترشحها لانتخابات مجلس الشيوخ    وزارة الطيران: إقلاع جميع الرحلات التى تأثرت بأعطال الاتصالات والإنترنت    ريبيرو يرفض رحيل رباعي الأهلي في الميركاتو الصيفي    رسميًا.. صفقة الأهلي "الحملاوي" ينضم إلى كرايوفا الروماني    وزير البترول: تنفيذ مشروعات مسح جوي وسيزمي لتحديد الإمكانات التعدينية فى مصر    تراجع أسعار النفط مع تقييم المستثمرين تطورات الرسوم الأمريكية    تعطل منصة البرلمان يمنع النواب من تقديم طلبات الإحاطة إلكترونيا    «الداخلية» تكشف ملابسات تضرر أحد الأشخاص من قائد سيارة «ربع نقل» بالقاهرة    طلب إحاطة بشأن حريق سنترال رمسيس    مصرع شاب بلدغة ثعبان أثناء عمله في أرض زراعية بالغربية    إزالة 10 حالات تعد على الأراضي الزراعية وأملاك الدولة في أسوان    بالصور.. رئيس جامعة دمياط يفتتح معرض مشروعات تخرج طلاب كلية الفنون التطبيقية    جبالي في نهاية دور الانعقاد الخامس: المجلس حمل أمانة التشريع والرقابة ويشكر المحررين البرلمانيين    ضبط أدوية مغشوشة داخل منشآت صحية بالمنوفية    شاهد أعمال الفنانة الدنماركية ليزا بعد اتهام مها الصغير بسرقة لوحاتها    فيلم المشروع x بطولة كريم عبد العزيز يتخطى ال131 مليون جنيه فى السينمات    وزير الإسكان يتفقد المنطقة الاستثمارية ومشروع الأرينا بحدائق "تلال الفسطاط"    اغتاله الموساد.. تعرف على أعمال غسان كنفانى أحد رموز الصمود الفلسطينى    ندوة بالجامع الأزهر تُبرز أثر المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار في ترسيخ الوَحدة    رئيس الرعاية الصحية: تطوير المنشآت الطبية بأسوان وربط إلكتروني فوري للطوارئ    وكيل وزارة الصحة يتابع انتظام العمل بوحدات إدارة إسنا الصحية.. صور    طوارئ بمديرية الصحة في سوهاج لمتابعة تداعيات حادث حريق سنترال رمسيس    استمرار تلقي طلبات الترشيح في انتخابات مجلس الشيوخ بشمال سيناء    وزيرة البيئة تبحث مع السفير البريطاني بالقاهرة التعاون في مجال النمو الأخضر    الكشف عن سبب غياب "شريف والمهدي سليمان" عن تدريب الزمالك الأول    ننشر صورتي ضحيتي غرق سيارة سقطت من معدية نهر النيل بقنا    استشهاد 13 فلسطينيا فى قصف إسرائيلى استهدف منازل ومراكز إيواء فى غزة    طريقة عمل الكشري المصري بمذاق لا يقاوم    وزيرة التنمية المحلية تتابع عمليات إخماد حريق سنترال رمسيس    التقديم الإلكتروني للصف الأول الثانوي 2025.. رابط مباشر وخطوات التسجيل والمستندات المطلوبة    حريق سنترال رمسيس.. وزير التموين: انتظام صرف الخبز المدعم في المحافظات بصورة طبيعية وبكفاءة تامة    معلق مباراة تشيلسي وفلومينينسي في نصف نهائي كأس العالم للأندية    رغم غيابه عن الجنازة، وعد كريستيانو رونالدو لزوجة ديوجو جوتا    هشام يكن: جون إدوارد و عبد الناصر محمد مش هينجحوا مع الزمالك    رسميا بعد الزيادة الجديدة.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الثلاثاء 8 يوليو 2025    نتنياهو: إيران كانت تدير سوريا والآن هناك فرصة لتحقيق الاستقرار والسلام    أهم طرق علاج دوالي الساقين في المنزل    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : الفساد صناعة ?!    (( أصل السياسة))… بقلم : د / عمر عبد الجواد عبد العزيز    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : حالة شكر.""؟!    نشرة التوك شو| الحكومة تعلق على نظام البكالوريا وخبير يكشف أسباب الأمطار المفاجئة صيفًا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كيف كانت نهاية حكام السودان منذ إعلان الجمهورية وحتى اسقاط البشير؟
نشر في الشروق الجديد يوم 11 - 04 - 2019

منذ إعلان استقلال السودان عن الحكم «المصري-البريطاني» في عام 1956، وهو في سلسلة متواصلة مابين الحكم الديمقراطي والانشقاقات الحزبية ثم الانقلابات العسكرية التي تأتي بزعم القضاء على هذه الانشقاقات وما تخلفه من فساد وتدهور أوضاع البلاد.
حلقة جديدة من هذه السلسلة كتبت اليوم مع اسقاط الرئيس عمر البشير وإعلان وزير الدفاع عوض بن عوف «اقتلاع النظام» واعتقال البشير والتحفظ عليه في «مكان آمن»، وتعطيل الدستور وإعلان حالة الطوارئ لمدة ثلاثة شهور وتشكيل مجلس عسكري لإدارة شؤون البلاد لفترة انتقالية مدتها عامان تجري في نهايتها انتخابات.
وفي هذا التقرير ترصد «الشروق» كيف خرج حكام السودان من الحكم منذ 1956 وحتى اليوم...
الحكم المدني الأول:
في الأول من يناير عام 1956 رفع علم السودان على أرضه، وأصبح السودان مستقلًا تحت اسم «جمهورية السودان» وترأس عبدالفتاح المغربي أول مجلس سيادة لجمهورية السودان المستقلة يتكون من: الدرديري محمد عثمان، وأحمد محمد يس، وسرسيو أيرو واني، وأحمد محمد صالح.
وتشكلت أول حكومة وطنية ديمقراطية، وترأس الوزارة في الفترة من يناير وحتي يوليو 1956 رئيس الوزراء إسماعيل الأزهري، ومن يوليو 1956 وحتي 17 نوفمبر 1958 ترأس الوزراة عبدالله خليل.
الانقلاب العسكري الأول:
وبعد عامين فقط من قيام الجمهورية وبداية الحياة الديمقراطية وقع أول انقلاب عسكري في تاريخ السودان بقيادة الفريق إبراهيم عبود، ومع صعوده إلى السلطة أوقف العمل بالدستور، وألغى البرلمان، وقضى على نشاط الأحزاب السياسية.
وهناك من يقول إن عبدالله الدخيل (وكان رئيس حزب الأمة) هو من ضحى بالنظام الديقمراطي واستدعى الجيش إلى السلطة بعد أن علم بمساعي التقريب بين الحزب الوطني الإتحادي وحزب الشعب الديموقراطي لتشكيل حكومة جديدة تقصي حزبه من الحكومة؛ وكان الفريق إبراهيم عبود قد ذكر للجنة التحقيق التي شكلت للتقصي في وقوع انقلاب 17 نوفمبر قائلا: «قبل أيام من استئناف البرلمان لأعماله، اتصل بي رئيس الوزراء عبدالله خليل، وأخبرني أن الوضع السياسي يسير من سئ إلى أسوأ، وأن أحداثا خطيرة ومهمة قد تنشأ نتيجة لهذا الوضع، ولا يوجد مخرج غير استلام الجيش للسلطة».
وشهد عهد إبراهيم عبود اندلاع شرارة الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب وبعد تفاقم الأوضاع السيئة في البلاد خرجت مظاهرات طلابية واجهتها الحكومة بالقمع، وأدى مقتل الطالب أحمد القرشي إلى انتفاضة شعبية ضخمة انتهت بسقوط حكم عبود بعد 6 سنوات.
حكم ديمقراطي من جديد:
أطاحت الثورة الشعبية في أكتوبر 1964 بإبراهيم عبود، واستجاب لضغط الجماهير بتسليم السلطة للحكومة الانتقالية التي كونتها جبهة الهيئات، وعاد المدنيون للسلطة بعد انتخابات عام 1965، وحل النظام الديمقراطي مجددا.
ولكن هذه التجربة لم تنعم بالاستمرار طويلا كسابقتها؛ إذ ظهرت الخلافات الحزبية من جديد وتشكلت العديد من الحكومات الائتلافية، نظرًا لأن الانتخابات كانت غير حاسمة ودفعت الأحزاب إلى تشكيل التحالفات، وحدثت الانشقاقات واقصاء بعض القوى السياسية مثل الحزب الشيوعي، إلى أن حدث انقلاب جديد على تلك الحكومات في مايو 1969 ولكن هذه المرة بقيادة المشير جعفر النميري بدعم من الحزب الشيوعي.
جعفر النميري:
في صباح يوم 25 مايو 1969 بثت إذاعة أم درمان بياناُ للعقيد أركان حرب جعفر محمد النميري معلناً استيلاء القوات المسلحة السودانية على السلطة في البلاد، وتم تكوين مجلسين هما: مجلس قيادة الثورة برئاسته بعد أن ترقى في اليوم ذاته إلى رتبة لواء (ثم لاحقا إلى رتبة مشير)، ومجلس الوزراء تحت رئاسة بابكر عوض الله رئيس القضاء السابق الذي استقال من منصبه في عام 1964 احتجاجاً على قرار حل الحزب الشيوعي السوداني.
ومثل المجلسان سويا السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية، وضمت الحكومة الجديدة 22 وزيراً وكانت حكومةَ تكنوقراط، إلا أن غالبيتها كانت من الشيوعيين أو الاشتراكيين أو القوميين العرب، وبذلك تأسست العلاقة بين نظام مايو والحزب الشيوعي السوداني، في البداية، على تأمين مصالح الطرفين.
ونجح النميري في توقيع اتفاق سلام (اتفاق أديس أبابا- 1972) وأوقف الحرب مع الجنوب لفترة طويلة لكن قرارته كانت لها عواقب مفصلية في تاريخ السودان؛ حيث قرر تقسيم الجنوب إلى 3 ولايات بدلا من واحدة فعادت الحرب الأهلية مرة أخرى في عام 1983 ما جعل القوات المسلحة تنخرط في قتال المتمردين، وقد كان لهذه الحرب تأثيرات سياسية كبيرة على النظام.
وبالرغم من أن النظام الجديد كان يرتكز على استبعاد الأحزاب الدينية والطائفية كالتي سعت إلى حل الحزب الشيوعي وطرد نوابه من البرلمان في السابق، إلا أنه بدأ يقترب منها؛ لمجابهة الحزب الشيوعي بعد أن حدثت خلافات كثيرة بين النميري والشيوعيين.
وتخللت فترة حكمة محاولات انقلابية كثيرة، واجهها في كل مرة بقبضة من حديد إلى أن عصفت بحكمه ثورة شعبية عارمة في 1985، عرفت باسم انتفاضة أبريل، واستلم الجيش السلطة بعد إقصاء النميرى، الذى كان فى رحلة علاجية فى الولايات المتحدة.
سوار الذهب:
وتدخل الجيش مرة أخرى في الحياة السياسة ولكن بشكل مختلف في هذه المرة؛ حيث إن الجنرال سوار الذهب قاد البلاد لعام واحد (1985 – 1986) كفترة انتقالية، قال إن قرار اقصاء النميري كان من أجل «حقن دماء السودانيين ولمنع حدوث انقلاب عسكري من ضابط صغير في الجيش، كما يحدث في بلدان إفريقية».
والتزم المجلس العسكري برئاسة الذهب بالفترة الانتقالية، وسلم السلطة لحكومة منتخبة، ولكن الانتخابات التي جرت في 1986 لم تسفر عن حزب أحرز أغلبية تمكنه من تشكيل الحكومة بمفرده؛ لذا اتسمت الحكومات في فترة الديموقراطية الثالثة بعدم الاستقرار نسبة لطبيعتها التحالفية.
وكان أحمد الميرغني رئيسا لمجلس رأس الدولة، وترأس الصادق المهدي الحكومة الائتلافية لمدة 3 سنوات ولكنها كانت مثل سابقتها مليئة بالاستقطاب والتجاذبات السياسية وتعاني من تراكم المشاكل السياسية والاقتصادية والأمنية في البلاد، وانتهت تلك الفترة بتدهور العلاقة العسكرية المدنية؛ مع استخدام الجيش للفيتو في مذكرته الشهيرة في فبراير 1989.
انقلاب البشير:
في فجر 30 يونيو عام 1989 عزفت الموسيقى العسكرية في الإذاعة معلنة وقوع انقلاب جديد جاء به العميد عمر البشير والذي أعلن في بيانه أنه رئيسا لمجلس قيادة «ثورة الإنقاذ الوطني»، ووصفه بأنه مؤقتا، ولكن رأى الإسلاميون في ذلك فرصة للصعود إلى الحكم؛ فبعد إبعادهم في مراحل سابقة، والضغط عليهم في فترة النميري الأخيرة أيضا، أسس حسن الترابي الجبهة الإسلامية القومية، والذي مثل الأب الروحي لتلك المرحلة، والذي كان يؤمن بأن لا طريق للإسلام للحكم إلا من خلال دعم العسكريين، لذلك وقع الاختيار على البشير صاحب الرتبة العسكرية الأعلى في هذه الفترة.
وبالرغم من أن البشير زج بالإسلاميين في السجن، في بداية حكمه، بمن فيهم الترابي الذي سيصبح رئيسا للبرلمان في 1996 قبل حله في 1999، إلا أن الصراعات في مرحلة تالية جعلت الإسلاميين يكشفون عن أن هذا الانقلاب كان مدبرا بالاتفاق مع البشير، وكذلك سجنهم ثم الافراج عنهم.
البشير بدأ حكمه على نهج الانقلابات العسكرية التي سبقته؛ فعلق الدستور وحل البرلمان والأحزاب السياسية، وأعلن حظر التجوال وفرض حالة الطوراىء، وشهد عهده نهاية الحرب الأهلية بعد 5 عقود من الدمار في 2005، وشهدت فترة حكمه عقوبات اقتصادية متتابعة من القيادة الأمريكية.
ولقد تعرض البشير لكثير من الانتقادات والاتهامات من قبل منظمات حقوق الإنسان الدولية خلال السنوات السابقة، حيث أثارت فترة حكمه جدلا واسعا بسبب اشتراك مجندين تابعين لحكومته أو موالين لها في جرائم حرب في البلاد سواء في دارفور أو في جنوب السودان، وهو يعتبر أول رئيس دولة يتم ملاحقته دوليا لاتهامه بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في اثناء ولايته.
وشهدت فترة حكم البشير العديد من الاعتقالات السياسية والاحتجاجات الشعبية، بسبب ارتفاع مستوى الفقر والبطالة وانخفاض مستوى دخل الفرد، بالرغم من خيرات السودان، وفي سبتمبر من العام 2013 اندلعت احتجاجات شعبية ضد نظام حكم البشير ردا على قرارات رفع الدعم الحكومي على المحروقات سقط فيها برصاص الأمن ما يقارب على 200 متظاهر، إلا أن الغضب الأكبر كان عندما أعلن نيته في الترشح للانتخابات التي كان مفترض عقدها في 2020، فخرجت التظاهرات منذ نهاية العام الماضي، وتصاعدت وتيرتها في الأيام القليلة الماضية، ما أدى إلى تحرك الجيش السوداني معلنا عدة قرارات على رأسها اسقاط البشير.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.