يشهد السودان تصعيدًا بارزًا على خلفية المظاهرات الأخيرة، بعد عزل الرئيس عمر البشير، وتشكيل مجلس عسكري انتقالي لإدارة البلاد لمدة عامين، برئاسة وزير الدفاع، عوض بن عوف، وفق البيان الذي أذاعه التليفزيون السوداني، لبن عوف. وأحاطت القوات المسلحة السودانية مبنى الإذاعة والتلفزيون، وتم بث الموسيقى العسكرية، قبل بيان الجيش المهم. في صباح اليوم الخميس، أعلنت الإذاعة السودانية الرسمية عن إذاعة بياناً هاماً صادر عن القوات المسلحة. ويشهد السودان مظاهرات احتجاجية منذ ديسمبر الماضي، وتقدم عدد من الشخصيات الوطنية، عرفوا ب«مجموعة 52»، بمبادرة «السلام والإصلاح»، التي تطالب بحوار وطني ينتهي بتكوين حكومة انتقالية بمهام محددة خلال فترة أربع سنوات، وهو ما يعني دخول السودان في فترة انتقالية للمرة الرابعة في تاريخه. ويشهد السودان مظاهرات احتجاجية شارك فيها آلاف السودانيين منذ ديسمبر الماضي، كان تجمع المهنيين السودانيين أول من دعا إليها في مختلف مدن وقرى السودان، للاتجاه نحو القصر الرئاسي، للمطالبة بتنحي الرئيس عمر البشير عن السلطة. وفي إطار ذلك، تستعرض «الشروق» في التقرير التالي، المراحل ال3 الانتقالية في تاريخ السودان: • الفترة الانتقالية الأولى: بدأت الفترة الانتقالية الأولى في السودان برئاسة إسماعيل الأزهري زعيم الحزب الوطني الاتحادي، في ديسمبر 1953، واستمرت لمدة سنتين، وتميزت تلك الفترة بالهدوء، لكونها قائمة على الاتفاق بين دولتي الحكم الثنائي، إنجلترا ومصر، حتى يتم إجراء انتخابات تأتي ببرلمان وطني، يحكم الدولة ذاتياً، قبل تحديد مصير الدولة بالاستقلال الكامل أو الوحدة مع مصر. وأثمرت تلك الفترة الانتقالية عن انتخابات نموذجية جرت في نوفمبر 1953، بإشراف لجنة دولية يرأسها القاضي الهندي سوكومارسون، بالتعاون مع بعض السودانيين، وكانت الانتخابات حديث العالم، حيث أكسبت الشعب السوداني تقديرا أمميا. حصل الحزب الوطني الاتحادي برئاسة الزعيم السوداني إسماعيل الأزهري على أغلبية مطلقة في أول انتخابات تقام في السودان وشكل أول حكومة وطنية منفردا، وقاد الحكومة إلى أن استطاع بمعية الأحزاب الوطنية السودانية تحقيق الاستقلال في مطلع يناير 1956. • الفترة الانتقالية الثانية: عقب الثورة والانتفاضة الشعبية ضد حكومة الفريق إبراهيم عبود، التي بدأت بمظاهرات عفوية بسيطة ثم تطورت إلى عصيان مدني شامل، أجبر على إثره عبود على التنازل عن السلطة، وإعلان استقالة حكومته وحل المجلس العسكري، على أن يتم تشكيل حكومة انتقالية. وبدأت الفترة الانتقالية الثانية في تاريخ السودان برئاسة سر الختم الخليفة في 26 أكتوبر 1964، مستمرة في الحكم لمدة عام واحد. • الفترة الانتقالية الثالثة: بعد انتفاضة الشعب السوداني في أبريل 1985، ضد نظام الرئيس السوداني جعفر نميري، اضطر الجيش للتدخل لتفادي سوء الأوضاع الأمنية وتفشي الفوضى، وعجز الحكومة في التصدي للأزمة، معلنا بدء الفترة الانتقالية الثالثة، التي استمرت لمدة عام واحد. وفي صباح يوم السبت 6 أبريل 1985، أعلن الفريق أول عبدالرحمن سوار الذهب وزير الدفاع والقائد العام لقوات الجيش، استيلاءه على السلطة وإنهاء حكم الرئيس نميري، من خلال بيان بالإذاعة الرسمية. • الفترة الانتقالية الرابعة: بعد احتجاجات الشعب التي دامت لمدة 4 شهور، وبعد تنحي الرئيس عمر البشير، ستشهد السودان الفترة الانتقالية الرابعة في تاريخها، والتي لم تتحدد ملامحها بعد.