بالعيدية والألعاب.. مستقبل وطن الأقصر يشارك الأطفال فرحتهم بعيد الأضحى    بالصور.. اصطفاف الأطفال والكبار أمام محلات الجزارة لشراء اللحوم ومشاهدة الأضحية    تعرف على أسعار البيض أول أيام عيد الأضحى 2024    في أيام العيد.. تحديث جديد بأسعار الذهب خلال التعاملات الصباحية    النمر: ذبح 35 رأس ماشية خلال أيام عيد الأضحى بأشمون    وزيرة خارجية بلجيكا: الوضع الإنسانى فى غزة مأساوى والسكان بحاجة إلى الإغاثة    إسماعيل هنية: لن يرى العدو من شعبنا إلا الصمود والمقاومة    الاحتلال الإسرائيلي يقتحم مخيم الفارعة جنوب طوباس بالضفة الغربية    الجيش الإسرائيلي: الهدنة التكتيكية في رفح لا تعني وقف الأعمال القتالية    يورو2024| بث مباشر مباراة سلوفينيا والدنمارك    لجنة تخطيط الأهلي تطلب من كولر مشاركة اللاعب الأجنبي.. عاجل    التنمية المحلية: غرف عمليات لمتابعة الاحتفالات والتصدى للتعديات على الأراضى    9 دول تحتفل بأول أيام عيد الأضحى غدا الإثنين    وزير النقل يتابع حركة الركاب بالمترو والقطار الكهربائي أول أيام عيد الأضحى    عمرو دياب يغلق شوارع بيروت للمرة الثانية بحضور أكثر من 22 ألف شخص    بالفيديو.. شريف منير يحتفل بالعيد بشكل كوميدي    100 دعاء لأبي المتوفى في عيد الأضحى.. اللهم اجزه عن الإحسان إحسانا    حاج مبتور القدمين من قطاع غزة يوجه الشكر للملك سلمان: لولا جهوده لما أتيت إلى مكة    البنتاجون: وزير الدفاع الإسرائيلي يقبل دعوة لزيارة واشنطن    المالية: 17 مليار دولار إجمالي قيمة البضائع المفرج عنها منذ شهر أبريل الماضى وحتى الآن    صاحبة أول مبادرة نسائية لتمكين المرأة البدوية أمل السيد: تكريمى من السيدة انتصار السيسى بمثابة تكريم لكل سيدات مطروح    عيد الأضحى.. 79 مركزا للشباب في بني سويف يستقبلون المصلين    جوميز يضع اللمسات النهائية على خطة الزمالك لمواجهة المصري    كرة السلة، الاتحاد يكتفي بهذه العقوبة على لاعب الأهلي    قائمة منتخب السلة استعدادًا لمعسكر التصفيات المؤهلة للأولمبياد    ارتفاع تأخيرات القطارات على معظم الخطوط في أول أيام عيد الأضحى    أكثر من 23 ألف ماكينة صرف آلي تعمل خلال إجازة عيد الأضحى    محافظ الفيوم يؤدي صلاة عيد الأضحى بمسجد ناصر الكبير    درجات الحرارة اليوم 16- 06 - 2024 في مصر أول أيام عيد الأضحى المبارك    العثور على جثة شاب طافية بنهر النيل فى العياط    "تمنت وفاتها في الحج".. وفاة سيدة من كفر الشيخ على جبل عرفات    بالصور.. محافظ الغربية يوزع هدايا على المواطنين احتفالا بعيد الأضحى    الآلاف يؤدون صلاة عيد الأضحى داخل ساحات الأندية ومراكز الشباب في المنيا    الأرقام مفاجأة.. إيرادات فيلم اللعب مع العيال ل محمد عادل إمام ليلة وقفة العيد    التونسيون يحتفلون ب "العيد الكبير" وسط موروثات شعبية تتوارثها الأجيال    شلالات بطعم الفرحة، أهالي الغربية يلقون البالونات على المواطنين احتفالا بالعيد (بث مباشر)    محافظ السويس يؤدي صلاة عيد الأضحى بمسجد بدر    محافظ كفر الشيخ يشارك أطفال مستشفى الأورام فرحتهم بالعيد (صور)    محافظ كفرالشيخ يزور الأطفال في مركز الأورام الجديد    بالسيلفي.. المواطنون يحتفلون بعيد الأضحى عقب الانتهاء من الصلاة    فى خشوع وتضرع لله.. آلاف المواطنين يؤدون صلاة عيد الأضحى بساحة أبو الحجاج الأقصري    الثلاثاء.. حفل حسين الجسمي ورحمة رياض في الكويت    الحجاج يرمون جمرة العقبة الكبرى فى مشعر منى    حجاج بيت الله الحرام يستقرون في مشعر مزدلفة    ما هي السنن التي يستحب فعلها قبل صلاة العيد؟.. الإفتاء تُجيب    لماذا أول أيام عيد الأضحى أفضل وقت للنحر؟.. اغتنم الفرصة    الأوقاف الإسلامية بالقدس: 40 ألف فلسطيني أدوا صلاة عيد الأضحى بالمسجد الأقصى    محاولة أهلاوية أخيرة لإنقاذ صفقة الجزائري «بلعيد» من الفشل    محافظ السويس يؤدي صلاة عيد الأضحى المبارك بمسجد بدر.. صور    لإنقاذ فرنسا، هولاند "يفاجئ" الرأي العام بترشحه للانتخابات البرلمانية في سابقة تاريخية    أنغام تحيي أضخم حفلات عيد الأضحى بالكويت وتوجه تهنئة للجمهور    محافظ جنوب سيناء يشارك مواطني مدينة الطور فرحتهم بليلة عيد الأضحى    الجمعية المصرية للحساسية والمناعة: مرضى الربو الأكثر تأثرا بالاحترار العالمي    ريهام سعيد: محمد هنيدي تقدم للزواج مني لكن ماما رفضت    دعاء لأمي المتوفاة في عيد الأضحى.. اللهم ارحم فقيدة قلبي وآنس وحشتها    «الموجة الحارة».. شوارع خالية من المارة وهروب جماعى ل«الشواطئ»    مش هينفع أشتغل لراحة الأهلي فقط، عامر حسين يرد على انتقادات عدلي القيعي (فيديو)    للكشف والعلاج مجانا.. عيادة طبية متنقلة للتأمين الطبي بميدان الساعة في دمياط    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«كيروش» ومفتاح سر التاريخ
نشر في الشروق الجديد يوم 14 - 11 - 2017

«إن التاريخ هنا ينزف دما. وتموت القاهرة جراء الجروح التى أصابتها من كل الحكومات التى حكمتها. فالمدينة المتدهورة تبدو كعجوز بيعت وفقدت حقوقها وقُص شعرُها، وملأ جسدَها البَرَصُ والتجاعيدُ والبؤسُ وأُلقى بها فى الشمس فأخذت تبحث عن الأثمال البالية وتتلهف لشربة ماء. إنك تشعر هنا بالسياسة التى تفتقر إلى القوة والمثل الأعلى، والدين الذى يفتقر إلى الروح، والعمارة التى تفتقر إلى الفكر، والشعب الذى يفتقر إلى وطن، وكأنه وجد بالصدفة».
تمهل فهذه الفقرة لا ترد فى تقرير حديث لمنظمة دولية معنية بالعمارة أو حقوق الانسان لا سمح الله، لكنها واحدة من فقرات مكتوبة فى القرن ال 19 ونشرت فى كتاب بالغ الاهمية صدر أخيرا عن دار العربى للنشر بعنوان: «خيالات الشرق.. رحلتى إلى افتتاح قناة السويس» وترجمه بتميز بالغ د. سيد واصل.
وأمس الثلاثاء نوقش الكتاب ببيت السنارى التابع لمكتبة الإسكندرية وسط جمع من المؤرخين والدبلوماسيين.
ومؤلفه صحفى وروائى برتغالى اسمه جوزيه ماريا دى إيسا دى كيروش (1845: 1900) دعى لزيارة مصر فى مناسبة افتتاح القناة عام 1869 ونشر مجموعة من المقالات التى توثق لهذا الحدث فى صحيفة الاخبار فى بلاده قبل ان يتحول لكتابة الرواية ومات وهو أحد أعظم كتاب الواقعية والرومانسية البرتغاليين فى القرن ال 19، ومارس العمل الدبلوماسى ممثلا لبلاده فى عدة عواصم.
لم يتمكن كيروش من نشر هذا الكتاب فى حياته، لكن ابنه استطاع تركيبه وأعاده من بين أوراق ويوميات كثيرة كتبها والده ونشرها لأول مرة فى العام 1926.
ينطوى الكتاب كعادة الكتب التى كتبت فى تلك الفترة على حس استشراقى يمكن فهمه فى اطار الافكار التى روج لها ال«سان سيمونيين» الذين تبنوا فكرة حفر القناة.
وجوهر هذه الفكرة أن القناة ستكون «رحم» لميلاد الحداثة على النمط الغربى وجسرا لانتقال الحضارة الغربية للشرق، إلا أن الكتاب يقدم فى المقابل مادة غنية لهواة التاريخ الاجتماعى لا تقل قيمة عما دونه ادوار وليم لين فى كتابه الشهير «عادات المصريين المحدثين وتقاليدهم» أو الايرلندى ستانلى لين بول فى كتابه عن القاهرة، لكنه يتميز بعدة أمور منها أنه لا يخلو من لمحات ذكية تدرك القوانين المحركة للتاريخ المصرى، وعلى رأسها العلاقة بين الاستبداد ومركزية الحكم فى مصر بحكم طبيعة الدولة النهرية، إلى جانب الوعى بأن رخاء المجتمع المصرى وقوة دولته ارتبط دائما بمشروعات الرى فهى سر النهضة وأى إهمال لها يعنى الحكم بالاعدام على أى اصلاح سياسى.
وفهم كيروش سر قوة مصر وربط استمرارية تأثيرها بانفتاحها على الآخر كشرط للتقدم، لأن أى انغلاق يعنى ببساطة تقزيم الدور وموت التأثير.
لكنه فى فهم طبيعة علاقة المصريين مع السلطة وهل هم شعب خانع أم متمرد محب للعصيان؟ وهل اتسم تاريخه الذى لم ينقطع حقا بالركود؟
تعاطف الكتاب مع الفلاح المصرى وأدان عنف السلطة الخديوية ووحشيتها ورفض بذخها فى الانفاق على الاحتفال بينما مواطنوها يغرقون فى سوء الحال، ولم يغفل عن ذكر سلبيات كثيرة لمسها فى المواطن المصرى الذى أحب تسامحه ولم يقبل سعيه لطلب «البقشيش» وكتب نقلا عن أحد مرافقيه «إن كل شىء يسير فى مصر بالبقشيش، وهذه الكلمة هى لب اللغة القومية هنا، يعطى لكل البشر، يطلبه الفلاح والقاضى والسايس والبيك والشيخ وحتى الباشا. وهو يعطى لأى سبب، فتدفعه كى ترى معبدا أو مسجدا أو حتى لمن يلقى عليك السلام أو من يعطيك منديلا. وأحيانا، يطلبوه بعزة نفس وأحيانا أخرى بإلحاح. هذا وللبقشيش فائدة عظمى فهو يسهل كل الأمور ويبسط كل شىء، فأمامه تلين كل إرادة.
فهل فهمنا كيروش حقا وأمسك بمفتاح سر «التاريخ» فى بلادنا؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.