مدرب صن دوانز: الفشل في دوري الأبطال؟!.. جوارديولا فاز مرة في 12 عاما!    وزير التعليم العالي يهنئ رئيس الجمهورية والقوات المسلحة والشعب المصري بذكرى تحرير سيناء    وزير التنمية المحلية يتابع مع وفد البنك الدولى الموقف التنفيذي لبرنامج التنمية المحلية بصعيد مصر    غير مستقر.. سعر الدولار الآن بالبنوك بعد ارتفاعه المفاجئ    محافظ القليوبية يتفقد أعمال النظافة بمدينتي الخصوص وأحياء شرق وغرب شبرا الخيمة    خبير اقتصادي: الدولة نفذت 994 مشروعا تنمويا في سيناء بنحو التريليون جنيه    الدورة 15 لحوار بتسبيرج للمناخ بألمانيا.. وزيرة البيئة تعقب فى الجلسة الأفتتاحية عن مصداقية تمويل المناخ    ضمن الموجة ال22.. إزالة 5 حالات بناء مخالف في الإسكندرية    تحصين 434 ألف رأس ماشية ضد الحمى القلاعية والوادي المتصدع في الشرقية    بعد مغادرة قادتها لتركيا.. حقيقة غلق مكتب حماس في قطر    بلجيكا: استدعاء السفير الإسرائيلي لإدانة قصف المناطق السكنية في غزة    "حماس": حال قيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس سنضم جناحنا العسكري للجيش الوطني    الأردن يدين سماح الشرطة الإسرائيلية للمستوطنين باقتحام الأقصى    تطرح مرحلتها الأولى اليوم للمستفيدين... مدينة رفح الجديدة" درة تاج التنمية" على حدود مصر الشرقية بشمال سيناء ( صور)    إمام عاشور وديانج بقائمة الأهلي أمام مازيمبي بفرمان كولر    أنطوي: أطمح للفوز على الزمالك والتتويج بالكونفدرالية    تشافي يبرّر البقاء مدربًا في برشلونة ثقة لابورتا ودعم اللاعبين أقنعاني بالبقاء    مصر تنافس على ذهبيتين وبرونزيتين في أول أيام بطولة أفريقيا للجودو    «الجيزة» تزيل تعديات وإشغالات الطريق العام بشوارع ربيع الجيزي والمحطة والميدان (صور)    السيطرة على حريق نشب أمام ديوان عام محافظة بني سويف    مصادرة 569 كيلو لحوم ودواجن وأسماك مدخنة مجهولة المصدر بالغربية    التحقيق مع المتهم بالتحرش بابنته جنسيا في حدائق أكتوبر    إصابة سيدة وأبنائها في حادث انقلاب سيارة ملاكي بالدقهلية    بالصور .. بدء طباعة وتظريف امتحانات الترم الثاني 2024    نقابة الموسيقيين تنعي مسعد رضوان وتشييع جثمانه من بلبيس    رد فعل غير متوقع من منة تيسير إذا تبدل ابنها مع أسرة آخرى.. فيديو    الصحة: فحص 6 ملايين و389 طفلًا ضمن مبادرة الكشف المبكر وعلاج ضعف وفقدان السمع    علماء يحذرون: الاحتباس الحراري السبب في انتشار مرضي الملاريا وحمى الضنك    كيفية الوقاية من ضربة الشمس في فصل الصيف    أحدهما بيلينجهام.. إصابة ثنائي ريال مدريد قبل مواجهة بايرن ميونخ    بنات ألفة لهند صبرى ورسائل الشيخ دراز يفوزان بجوائز لجان تحكيم مهرجان أسوان    خبيرة فلك: مواليد اليوم 25 إبريل رمز للصمود    عقب سحب «تنظيم الجنازات».. «إمام»: أدعم العمل الصحفي بعيداً عن إجراءات قد تُفهم على أنها تقييد للحريات    الكرملين يعلق على توريد صواريخ "أتاكمز" إلى أوكرانيا    وزارة العمل تنظم فعاليات «سلامتك تهمنا» بمنشآت السويس    محافظ كفر الشيخ يتابع أعمال تطوير منظومة الإنارة العامة في الرياض وبلطيم    محافظ شمال سيناء: كل المرافق في رفح الجديدة مجانًا وغير مضافة على تكلفة الوحدة السكنية    أبورجيلة: فوجئت بتكريم النادي الأهلي.. ومتفائل بقدرة الزمالك على تخطي عقبة دريمز    هشام الحلبي: إرادة المصريين لم تنكسر بعد حرب 67    أمين الفتوى لزوجة: اطلقى لو زوجك لم يبطل مخدرات    حبس شاب لاستعراضه القوة وإطلاق أعيرة نارية بشبرا الخيمة    بيلاروسيا: في حال تعرّض بيلاروسيا لهجوم فإن مينسك وموسكو ستردّان بكل أنواع الأسلحة    انعقاد النسخة الخامسة لمؤتمر المصريين بالخارج 4 أغسطس المقبل    7 مشروبات تساعد على التخلص من آلام القولون العصبي.. بينها الشمر والكمون    موعد مباراة الزمالك وشبيبة أمل سكيكدة الجزائري في نصف نهائي كأس الكؤوس لليد    «التعليم» تستعرض تجربة تطوير التعليم بالمؤتمر الإقليمي للإنتاج المعرفي    آخرهم وائل فرج ومروة الأزلي.. نجوم انفصلوا قبل أيام من الزفاف    منها طلب أجرة أكثر من المقررة.. 14 مخالفة مرورية لا يجوز فيها التصالح بالقانون (تفاصيل)    فن التهنئة: استقبال شم النسيم 2024 بعبارات تمزج بين الفرح والتواصل    عادل الغضبان يهنئ أبناء محافظة بورسعيد بالذكرى ال 42 لعيد تحرير سيناء    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس25-4-2024    أمر عجيب يحدث عندما تردد "لا إله إلا الله" في الصباح والمساء    افتتاح وتشغيل 21 سرير عناية جديد بمستشفي الكرنك في الأقصر تزامنا ذكرى تحرير سيناء    حدث ليلا.. تزايد احتجاجات الجامعات الأمريكية دعما لفلسطين    الفندق عاوز يقولكم حاجة.. أبرز لقطات الحلقة الثانية من مسلسل البيت بيتي الجزء الثاني    هل يجوز قضاء صلاة الفجر مع الظهر؟.. «الإفتاء» تحسم الجدل    أحمد موسى: مطار العريش أصبح قبلة للعالم وجاهز لاستقبال جميع الوفود    الزكاة على أموال وثائق التأمين.. الإفتاء توضح أحكامها ومتى تجب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إبراهيم نافع يفتح خزينة أسراره ل »الأخبار«
مبارك كلفني بإعداد مذكرة عن التوريث أغضبت ابنه فتوعدني صفوت الشريف گان وراء الحملات التي تعرضت لها بعد خروجي من الأهرام
نشر في الأخبار يوم 28 - 03 - 2011

قلنا لهم مرارا الشارع ىغلى.. لكنهم استمروا فى نفس السىاسات حينما اتصلت بالكاتب الكبير ابراهيم نافع اطلب اجراء حوار معه رحب بود.. واتفقنا أن يكون اللقاء في اتحاد الصحفيين العرب.. ومنذ لحظة تحديد موعد هذا الحوار وقد امتلأت رأسي بعشرات الافكار والاسئلة التي تصب في اتجاه واحد هو ضرورة ان نعرف من ابراهيم نافع بصفته احد الرجال الذين كانوا حول الرئيس السابق مبارك الشيء الكثير وغير المعلن عن فترة حكمه خاصة ان كاتبنا الكبير قضي فترة طويلة في بلاط صاحبة الجلالة رئيسا لتحرير الاهرام ثم جمع بين رئاسة مجلس الادارة ورئاسة التحرير وفي مجلس نقابة الصحفيين كنقيب لعدة دورات، بالاضافة الي علاقاته المتميزة بكل الصحفيين العرب والاجانب.. كما أنه تعرض لاتهامات بالفساد لكنه نجا منها بما كان لديه من مستندات.. وما عرفته منه خلال الحوار كيف وقف وراء تلك الاتهامات بعض كبار المسئولين. وما شجعني علي أن أطلب المزيد من الاجابات ما اتفقنا عليه معا وهو ان يكون هذا الحوار قويا جديدا.. خاصة ان ابراهيم نافع لم يتحدث الي الصحافة المصرية كضيف علي صفحاتها من قبل بل هو يكتب ولا يزال صاحب عمود يومي، ينشره بانتظام في الاهرام والمفاجأة الكبيرة التي خرجت بها بعد اجراء هذا الحوار ان ابراهيم نافع لديه أسرار كثيرة خاصة فيما يتعلق بأحوال مصر خلال السنوات العشر الماضية. والتي كانت ظروفها غير السوية السبب الرئيسي في رحيل مبارك ونظامه. لهذا اكتفي بهذه المقدمة لكي اترك المجال لكلمات هذا الكاتب الكبير واجاباته التي لم تنقصها الصراحة.
وأنا في طريقي للقاء ابراهيم نافع كان في ذهني ان اختار سؤالا يفتح أبوابا واسعة لهذا الحوار.. ولم أجد من سؤال يحقق ما عقدت العزم عليه سوي هذا السؤال الذي يستفسر عن رأيه فيما حدث يوم 52 يناير بخلاف ما كتبه في عموده اليومي؟1
وأجاب ابراهيم نافع.. دعني أقول لك.. ان انطباعي الشخصي هو أنه كان لا يمكن استمرار الحال علي ما كان عليه في مصر. وذلك لعدة أسباب. أولها وجود ركود اقتصادي واجتماعي وسياسي. كما أصبح تفكير كل القائمين علي العمل وفي كل المجالات أن ما يؤمنون به هو الصواب دائما. وكل ما يقال بخلاف ذلك لا يأخذون به.. من منطلق ما كانوا يرددونه دائما »خليهم يقولوا اللي هم عايزينه. ونحن نفعل ما نريد«!
وهل ماوصلت اليه آنفا يعبر عنك كصحفي أو كمصري أو كمسئول؟!
هؤلاء معا. ودعني اكمل لك. انه كنا في السنوات السبع أو الثماني الأخيرة.. كنا نراقب ونلاحظ كل ذلك. كما انه كان هناك غليان. وفي أحايين كثيرة كنا نقول لهم ذلك.. الشارع المصري يغلي.
لمن كنت تقول هذه التنبيهات؟
للجميع.. وكانوا أحيانا يوافقونني بأن هناك بالفعل غليانا في الشارع المصري. ومع ذلك تجد أنهم كانوا يستمرون في نفس السياسات. قلنا لهم. إن هناك غليان في الحياة الاقتصادية والسياسية. وبالتالي لا يمكن الاستمرار بهذه الصورة. حتي التعديلات التي كانوا يتحدثون عنها.. كنا نضيف اليها. ومع ذلك لم يكونوا يستمعون الينا!! حتي جاء موعد الانتخابات التشريعية الأخيرة، هذه الانتخابات التي كانت فجة بصورة غريبة جدا. وأنا أتذكر فيما يخص هذه الانتخابات وما حدث فيها انني كنت في غداء مع صفوت الشريف، ونقلت له هذه الصورة السيئة التي كانت عليها. واخبرته بأنها سوف يكون لها تداعيات كبيرة.. وللأسف الشديد انه أجاب برد غير متوقع »وهل تريد منا أن نزور الانتخابات«؟!! فضحكت. من أجل ذلك قلت انه لا يمكن الاستمرار فيما كان يحدث.
المفاجآت تتوالي
هل يعني ذلك أنك لم تفاجأ بأحداث ثورة 52 يناير؟!
لا.. لقد فوجئت بها. صحيح كانت هناك تفاعلات كثيرة توحي بأن هذه الثورة كان لابد وأن تقوم. ولكن لم يكن في ذهني علي الاطلاق أن الثورة سوف تبدأ وبهذه القوة ويحميها الجيش وبالتالي ايضا تلاقي إرادة الثوار مع إرادة بقية الشعب.
وهل فوجيء النظام السابق بهذه الثورة؟!
بالقطع فوجيء.. وإلا فكيف تفسر أنهم كانوا علي علم بما يجري في الشارع؟! وكيف تفسر حالات الرفض المتعددة لكل السياسات ولكثير من الرموز حتي وصل الحال الي مطالبة الشعب قبل الثورة بتغيير اسماء بعينها. وتطالب بإبعادها عن الساحة والا فان الشعب لا يعترف بهذه التغييرات المتلاحقة.
وهل توقع النظام السابق نتيجة الثورة؟
أقول لك أيضا إنه بدون شك فوجيء هذه المرة ايضا. فوجيء بقوة الحدث وبرد الفعل الشعبي.. واكيد لم يكن متوقعا بهذا الحجم ولا بهذه النتيجة. وهذا يتضح لك من ذلك الاضطراب الذي رافق احداث هذه الثورة وتجلي ذلك في معالجة النتيجة أو في بطء القرارات في الأيام الأولي للثورة.. وبالتالي فإن قرارات كثيرة أعلنت بعد فوات الأون!
آخر 42 ساعة
هل يمكن أن تحدثنا عن آخر 42 ساعة في حياة النظام السابق.. ان كنت تعرف التفاصيل؟!
صحيح أنني أعرف الرئيس السابق مبارك منذ أن كان نائبا للرئيس ويخطيء من يقول أن الرئيس السابق لم يحقق أي شيء خلال ال03 عاما الماضية. فله انجازات كثيرة.. خصوصا خلال السنوات العشر الأولي من حكمه. ولسوف يتحدث التاريخ عن كل ذلك فمصر ليست خرابة تسلماها ولكن هناك مشروعات عملاقة قد تمت علي ارضها. سواء في البنية الاساسية او في اقامة المدن الصناعية ومشروعات السياحة والمواصلات وغيرها. ولكن في الثماني سنوات الأخيرة.. أخذت الأمور منحي آخر حتي يمكن القول بأن مبارك نفسه كان ضد مبدأ التوريث في هذه الفترة.
مذكرة التوريث
وأي فترة زمنية تقصدها؟!
هذه الفترة بدأت عام 4002 أو قبلها وقد حدثني الرئيس السابق وقتها وأبلغني بأنه قد سئم من الحديث عن التوريث.. وأصبح متشائما وقد طلب مني في نفس هذه المكالمة أن أعد له مذكرة بأن هذا المبدأ أو هذه العملية لا تمت بصلة لما هو موجود في الدستور أو في القوانين كما طالبني بأن ارسل اليه هذه المذكرة علي الفاكس الخاص به.
ومتي حدث ذلك؟!
ربما قبل أن أترك جريدة الأهرام بعام أو بعامين.. وبناء علي ذلك كلفت د. عبدالمنعم سعيد والذي كان يتولي رئاسة مركز الدراسات الاستراتيجية بالاهرام في ذلك الوقت مع بقية خبراء المركز لاعداد هذه المذكرة. وبالفعل أرسلتها اليه في اليوم التالي فحدثني وأخبرني بأنها مذكرة ممتازة. وطلب مني في نفس المكالمة ألا أنشر هذه المذكرة الا حينما يطلب ذلك.
وهل نشرت؟!
لم تنشر!
وهل هي موجودة في أوراقك الخاصة الآن؟!
طبعا موجودة. وموجودة كذلك في المركز. وقتها علي ما أعتقد أن جمال مبارك كان خارج مصر. وانتهت علاقتي بهذه المذكرة عند هذا الحد. فلم أشأ أن أسأل عن السبب.. فهي علاقة أب بإبنه ولعلي أعتقد أن هذه المذكرة كانت سببا في سوء العلاقة بيني وبين جمال !
معني ذلك أن علم بها وبمحتوياتها؟!
بطبيعة الحال.. علم بها. وفي احدي المقابلات معه قال لي: إنك لا تقدرني حق قدري!
ومنذ هذه اللحظة ساءت العلاقة بيني وبينه. ليس ذلك فقط، بل ساءت علاقته بكل رؤساء التحرير آنذاك!! بدليل انه بدأ في هذه الآونة حملة لايقاف الاتصالات بيننا وبين الرئيس السابق مما نتج عنه حاجز كبير بيننا وبينه. ثم تبع ذلك خروجي من الأهرام والحمد لله.
دور سوزان مبارك
هل كنت تعرف تفاصيل الدور الذي كان تلعبه سوزان مبارك خاصة فيما يتعلق بمسألة التوريث لابنها جمال؟
ليس لدي معلومات تؤكد ذلك علي الاطلاق.
نعود للسؤال الخاص بالساعات الأخيرة في حياة النظام السابق ورئيسه.. ونسأل.. عن تفاصيلها؟
بعد ما تركت رئاسة الاهرام. وكما تعرف بدأت حملة شرسة ضدي سواء من جمال مبارك أو من صفوت الشريف. وكذلك البلاغات الكيدية. وقد قضيت فترة 3 أو 4 سنوات في تحقيقات قضائية كانت بالنسبة لي محنة كبيرة. لذلك كنت بعيدا عن السلطة. سواء بخصوص هذه القضايا أو بسبب المرض. وللحقيقة لم أكن علي اتصال بالرئيس السابق ولا بالمجموعة التابعة له واكون صادقا معك حين اقول انه لم يتصل بي منذ عام 5002 والي الآن.. غير مرتين المرة الأولي عندما علم بسفري الي الخارج للعلاج ولاجراء عملية خطيرة في المعدة والثانية ايضا عندما علم برحلتي الثانية للعلاج.
حدثتنا سابقا عن وقوف كل من جمال مبارك وصفوت الشريف وراء الحملات التي كانت ضدك.. لماذا؟! وما الدوافع!!
لا أجد تفسيرا واضحا لذلك.. ولكن كما قلت ربما المؤشر قد بدأ في هذا الاتجاه عندما قابلني جمال مبارك وقال لي: انك لا تقدرني حق قدري ولأنه قد شعر بأنني لا أكون ضمن مجموعته التي تؤيده في قضية التوريث.. وقتها شعرت بأن في نفسه شيئا من جانبي.. أما بخصوص صفوت الشريف.. فلا أجد حتي الآن مبررا حتي إنه اختار بعد تركي الاهرام انسانا لا تجربة له في الصحافة أو في المؤسسات الصحفية.. وكان يعمل مديرا للتوزيع. وكنت قد رشحته ليكون رئيسا لمجلس ادارة الشركة القومية للتوزيع. وقد اتضح لي انه ومنذ اليوم الأول الذي جاء فيه الي الاهرام ان لديه اجندة خاصة ينفذها لمن اختاره كان الهدف منها تشويه صورتي والإساءة الي سمعتي.
ألم تعتب ولو مرة واحدة علي صفوت الشريف لهذا الموقف؟! خاصة بعد ظهور براءتك؟!
كانت كلمتي الدائمة اثناء التحقيق معي »حسبي الله ونعم الوكيل«.
ألم يتصل بك صفوت الشريف ليهنئك بالخروج سالما من هذه الأزمة؟!
لا.. لم يحدث ذلك.
ألم يسأل عنك وأنت مريض؟!
قام بزيارتي في المنزل.
هل شعرت في هذه الزيارة أنه يعتذر لك عما بدر منه؟
لم أتحدث مطلقا معه في هذا الأمر. ولم أشعر بذلك.
كتاب الشرف
عندما أصدرت كتابك الأخير والذي دافعت فيه عن نفسك وبالمستندات؟! من أول من أرسلت له نسخة؟
سؤال جيد لم أتوقعه.. أرسلته الي جميع الاصدقاء. هذا الكتاب لم يكن دفاعا عن نفسي ولكن هو محاولة لاظهار الحقيقة كاملة وخاصة أن الكتاب يتضمن جميع الاحكام القضائية التي صدرت في حقي. كما أنه يوضح بصورة كاملة موقفي. اضافة الي أنه يتضمن ايضا اسماء لرجال مازالوا أحياء. وأي منهم لو أراد أن يعلق علي ما جاء به لكان قد علق وقتها. والمهم أن هذا الكتاب قد صدر قبل ثورة الشباب بأربعة أو خمسة أشهر. ومع ذلك فإن هناك بلاغات جديدة مماثلة قدمت في حقي في الأونة الأخيرة وقد بدأت بالفعل التحقيقات فيها ولا أريد الخوض في تفاصيلها الان طالما أنها محل التحقيق.
هل أرسلت نسخة من الكتاب الي جمال مبارك أو صفوت الشريف؟!
يمكن لصفوت الشريف. لكن جمال مبارك.. لأ.
وهل أرسلته الي الرئيس السابق.
نعم.
وهل كان لمبارك أو لصفوت الشريف أي تعليق؟
لا تعليق.. علي الاطلاق.
أنا والثورة
دعنا نعود للحديث عن الشباب وثورتهم ونسألك.. أين كنت يوم 52 يناير؟!
كنت هنا في القاهرة وفي منزلي!
وكيف استقبلت بشائر هذة الثورة.. بخلاف ما كتبته؟!
أول يوم علقت فيه وقلت لأولادي وأحفادي. أن هذا البلد لا يمكن أن تستمر حاله علي ما كانت عليه. كما كنت أوضح لهم.. أنه لم يعد في مصر أي شيء يمشي مضبوطا سواء في الشارع أو في العمل وعدم الطمأنينة التي كانت سائدة. والسؤال الذي فرض نفسه آنذاك. أين نحن ذاهبون؟!. ايضا ما يتعلق بالتوريث. حالة من التخبط الشديد طالت السياسة الخارجية وأحوال المصريين في الداخل حتي وصل الأمر الي عدم احترامهم وبالتالي انعكس ذلك علي التعامل معهم في الخارج. لقد كانت الملامح واضحة. وأحداث ذلك اليوم أجابت علي كل الأسئلة التي كانت مطروحة آنذاك. والتي كنت أتحدث عنها مع أولادي وأحفادي.
أولادي في التحرير
وهل شارك أولادك وأحفادك بالذهاب الي ميدان التحرير؟!
كلهم وبدون توجيه من جانبي وكنا أحيانا نختلف من حيث التوجيه. وصدقني لم اكن خائفا عليهم.
هل كانوا ينقلون إليك أحداث الميدان؟!
نعم.. وفي كثير من الأحيان بالفيديو أيضا.
وهل سبب ذلك نقاشا بينك وبينهم؟!
بطبيعة الحال. هذا النقاش كان كثيرا ما يؤدي الي بيان اختلاف الرؤي بيني وبينهم. ولكننا كنا جميعا سعداء بالثورة. وكنا نتمني نجاحها وتترقب النتائج الأولي لها. كما كنا نتساءل متي سيتنحي الرئيس؟
هل كنت تتوقع أن يتنحي مبارك؟!
هذا القرار جاء ايضا متأخرا.. لأنه كان مبنيا علي تراكمات الماضي. علي أمل احتواء هذه الثورة أو الالتفاف حولها. وهذا يوضح لك أن تقدير الموقف من النظام كان تقديرا غير سليم.
ومتي أحسست أن هذه الثورة سوف تنجح؟!
عوامل نجاحها كانت تزداد أمامي يوميا. ذلك لأن احداث الثورة كانت سريعة.. والاستجابة الشعبية كانت كبيرة.. وطبعا الدور العظيم الذي قام به جيش مصر منذ اليوم الأول.. حيث لم يطلق رصاصة واحدة وأنه آمن بمباديء الثورة. كل هذه كانت عوامل تراكم هذا النجاح.
ومتي كتبت عن هذه الثورة في عمودك اليومي؟
من أول يوم سواء بالتحليل أو بالرؤية. وكيفية تلافي آثارها الجانبية.
وهل تخاف علي الثورة بعد أن حققت هذا النجاح؟!
بطبيعة الحال.. أخاف علي هذا العمل العظيم في أن يعتبره البعض نقمة وليس نعمة.. وبشكل عام فان مباديء هذه الثورة فيما يخص الاصلاح والتغيير فلا خوف عليها. لأنها تمتعت بحصانة شعبية وبالفكر الذي قام علي اللاعودة لما كنا عليه سابقا أما الخوف الذي ينتابني هو عدم الاستمرار في سخونتها. ومحاولات الانقضاض والسيطرة عليها وخاصة من القوي السياسية التي كانت مهمشة في الفترات السابقة. الي جانب أن الاحداث تمر بسرعة شديدة علي الأرض ولعل ذلك قد تجلي في العديد من المطالب.
ومن وجهة نظري أن السرعة في تحقيق المطالب في حد ذاته لا تسبب الطمأنينة التي تريحنا.
هل تعتقد أن استعجال تحقيق المطالب نابع مما عاني منه الانسان المصري من كبت قبل الثورة؟!
ليس لذلك علاقة. لأننا جميعا كنا مشتاقين الي التغيير، ونريد أن نشاهد ثمار الثورة بسرعة في الواقع. وعلي فكرة.. هذا الهدف في حد ذاته سليم. لكن الخطأ هو رغبة عدد كبير منا في تحقيق طلباته الفئوية والآن. وهذا لا يمكن تحقيقه في ظل هذه الظروف الاقتصادية التي هي ايضا من تداعيات الثورة. وعلي الجانب السياسي أخشي كذلك أن الإسراع في اجراء الانتخابات البرلمانية القادمة قد يأتي بمجلس لا يختلف كثيرا عن سابقيه وخاصة في استمرار نسبة العمال والفلاحين وكوتة المرأة. ولكن في النهاية نحن وفي ظل الديمقراطية التي بدأت في هذه المرحلة فسوف نرضي بما يأتي به صندوق الانتخابات.
فعلينا أن نتقبله كما تقبلنا نتائج الاستفتاء. وكذلك علينا أيضا ان نتقبل بعض سلبيات التجربة حتي تتضح التجربة وتترسخ بداخلنا مثلما حدث في كثير من دول العالم.
انتخابات الرئاسة
هذا عن الانتخابات التشريعية. فماذا عن انتخابات رئيس الجمهورية القادمة..؟!
وبدون ذكر الأسماء.. أنا علي يقين أننا في مصر سوف نطرح اسماء قوية.. ولكن في الفترة القصيرة القادمة. نري ان الاسماء المطروحة علي الساحة السياسية اسماء نتمني ان يكون لها برامج متميزة للفترة القصيرة التي سوف يقضونها معنا.. وربنا يعطيهم طول العمر. هؤلاء الذين سوف يتم الاختيار من بينهم وفقا لبرامجهم والعطاء في هذه الفترة القصيرة.
دعنا نعود الي حديث الثورة والنظام السابق ونسألك أين كنت.. حين أعلن مبارك تخليه عن الحكم؟!
في منزلي.
وكيف استقبلت القرار؟
لا أخفي عليك.. كان احساسي مزيجا من الفرحة ومن الحزن.. الحزن علي مصير قائد.. أعطي مصر كثيرا.. وكنت لا أتمني أن تكون نهايته بهذا الشكل المؤسف.
وهل شعر بما كنت فيه من كانوا حولك في هذه اللحظة؟
طبعا.. لاحظوا ما كنت فيه.. وقد احترموا هذا الشعور المصحوب بالصمت ودائما ما يعبر وجهي عما يدور بداخلي.
أنا ومبارك
ألم تفكر في أن تتصل بالرئيس السابق.. بعد تخليه عن الحكم؟!
لم يحدث ذلك.. بل كتبت في عمودي اليومي أحييه.. وشكرته علي الفترة التي قضاها معنا.
وهل قرأ مقالك؟!
الله أعلم. فلم يتصل بي ولم أتصل به علي الاطلاق.
هل لديك بعض الذكريات الخاصة بمبارك في فترة حكمه؟!
ما تطلبه.. يحتاج الي كتاب. وربما لا أتذكر ذلك حاليا.
وهل كان يقرأ كل ما كنت تكتبه من مقالات؟!
لم أسأله.. وربما في بعض الأوقات. كان يطلبني تليفونيا لمناقشة ما اكتبه.. وانت تعرف ان مبارك كان بالنسبة لي كصحفي هو المصدر الرئيسي للمعلومات والموضوعات. وكان يخص الاهرام بالكثير من الانفرادات الصحفية.
وهل شعرت في مرة من المرات انه كان يؤيد ترشيحك كنقيب للصحفيين؟!
كان فقط يهنئني بعد الفوز.. وأنت تعرف ان انتخابات النقابة حرة ونزيهة جدا.
متي كان يغضب منك الرئيس السابق؟!
ولا مرة!. أو علي الأقل لم يظهر لي غضبه. وكل ما كان يحدث انه كان كثيرا ما يطلب مني أن أبلغ بقية زملائي الصحفيين وجهة نظره في بعض ما يتم نشره وأحيانا كثيرة للحق كان مبارك يتصل بنفسه بهؤلاء الزملاء. كما كان يفسر لي ولهم بعض المواقف التي كان يتخذها. خاصة ما يتعلق بالعلاقات المصرية الدولية.
وهل كنت تكتب خطابات الرئيس السابق؟
لا.. ولا أحد في الاهرام علي حد علمي.
هل يمكن أن تصف لنا حدود علاقتك بالرئيس السابق؟
علاقة رئيس تحرير الاهرام برئيس الجمهورية. وكنت حتي خلال هذه العلاقة أحب أن أضع لنفسي مسافة بيني وبين الرئيس. ولعلي أحكي لك موقفا يظهر لك ذلك وبوضوح.. هذا الموقف حدث أيام الرئيس الراحل أنور السادات.. عندما تحدثت معه في موضوع ما فطلب مني ان ابلغه الي نائبه حسني مبارك ورئيس الوزراء آنذاك الدكتور مصطفي خليل. وكنت فعلا أقوم بهذه المهمة. ولكن بعد فترة شعرت بأنهم ربما تضايقوا؟!.. وفي مرة ثانية طلب مني الرئيس السادات أن أنقل الي مبارك تعليماته الخاصة ربما بموقفه من الفلسطينيين. ساعتها. طلبت منه ان يبلغه ذلك بنفسه. عندئذ ساد الصمت بيننا ربما لمدة 3 دقائق. ولم يرد علي كلماتي. فتصورت أن هذا الصمت يدل علي أنني قد ارتكبت خطأ ما. ولكنه وبعد هذا الصمت الطويل فاجأني بقوله: فهمتك يا ابراهيم.. فهمت. ذكي يا ابراهيم.. ذكي يا ابراهيم. وأنا أقول لك ومع ذلك فإن البعض كان يستهويه هذا الدور!
وهل كنت تدعي لمناسبات خاصة بالرئيس أو بأسرته؟
ربما حدث ذلك مثلما كان يحدث لبقية زملائي من الصحفيين؟!
الفساد وأسبابه
لو عدنا مرة ثالثة الي تداعيات ثورة الشباب.. وسألناك عن الفساد.. وما تراه وتسمعه مثلنا الآن؟! سواء من حيث الأسباب أو النتائج؟! فماذا تقول؟!
دعني أقول لك.. أنه خلال السنوات العشر الأخيرة.. كنت أشبه ما يحدث من مظاهر فساد.. بذلك الطابور الطويل الذي يقف فيه كل الناس.. وكل يضع يده في جيب غيره. وكلما كنت أثير هذا الموضوع تجد من يقول لك ان ذلك يحدث في العالم كله!! والغريب أنني كنت في الفترة نفسها أسمع بعض رموز النظام السابق يتحدثون عن الفساد الذي وصل الي »الركب«! وما أريد أن اؤكده له حاليا.. ان لا أحد فوق المساءلة ولكن في الوقت نفسه لا يجب ان ينقلب كل ذلك الي عمليات ترتبط بتصفية الحسابات والانتقام والتخويف والاقصاء. ودعني أقول لك انني شخصيا لم اكن اتوقع كل هذا الفساد وبهذه القوة وبهذه الأرقام.
وهل الدهشة هنا مرتبطة بالأشخاص اكثر أم بالارقام؟!
بعض الشخصيات كانت تدور حولها علامات استفهام ولكن ايضا لم اكن اتصور ان يكون الفساد بهذا الحجم وخاصة بالنسبة لابناء الرئيس ولعلي أتساءل هنا. هل كل ما يذكر من ارقام هو صحيح أم لا؟!
وهل تشكك فيما يعلن من ارقام ؟!
أنا فقط أقول إنه ربما ما يعلن من ارقام فيه مبالغة.
وهل تتصور أن حالات الفساد هذه كانت آخر مسمار دق في نعش النظام السابق؟!
أنا متصور غير ذلك.. لأنني أعتقد ان الحالة السياسية هي التي كانت آخر هذه المسامير.
هل كان مبارك يعلم بكم هذا الفساد؟!
بالقطع كانت تصله تقارير رقابية كثيرة.
وهل سنحت لك الفرصة أن تكتب عن هذا الفساد؟!
كلنا كنا نكتب عن ذلك ونشير اليه وبدون استجابة. والرد دائما جاهز: الفساد موجود في العالم كله!! لكن من الواضح أنه كان هناك تستر كبير علي هذا الفساد.
وهل فوجئت بهذا الفساد كما وكيفا؟!
نعم فوجئت. لأنني لم اكن أتوقع حجمه وضخامته. لكن ومع ذلك ودعني أنبه زملائي الصحفيين الي ضرورة ان نعرف انه ليس كل ما يقال صحيحا. وبالتالي علينا التروي والتدقيق فيما ينقل الينا. فلسنا وسيلة من وسائل الانتقام وفي نفس الوقت لا يمكن أبدا ان نتستر علي أي نوع من أنواع الفساد. لأن كل ما نقوله الآن سوف يحسب علينا في المستقبل أو حتي لا نستخدم كشماعة لما حدث من فوضي. باعتبار أننا كنا نجري وراء أرقام وهمية قد لا تكون دقيقة أو صحيحة.
في ظل حديث الفساد دعني أسألك عن علاقة مبارك وأسرته بالفساد.. وهل كان يعلم بما يمتلكه أفراد اسرته من أموال؟!
مبارك كانت له كلمة وللحق أتذكرها له الآن.. أنه لا يذل الأب إلا ابنه! وبالتالي اتساءل هل كان يعلم بمساهمات أولاده في العمل الاقتصادي أو البزنس أو في الأموال العامة؟! هو الذي يجب أن يجيب عن ذلك؟
وهل تعتقد أنه قد ارتكب خطأ جسيما لأنه لم يسأل عن مصادر أموالهم؟!
مرة أخري.. دعني أسأل.. وهل كان يعلم بكل هذه التفاصيل؟! وهل كان يعلم بهذا الحجم الكبير من الأموال ومن الأصول الموجودة بالداخل أو بالخارج وتخص أولاده وأسرته. وبالتالي من الصعب الاجابة علي هذا السؤال.
وهل صعوبة الاجابة علي هذا السؤال تنطبق كذلك علي أموال زوجته؟!
لو أنت تعرف ما في ضمير زوجتك أجيبك. وعلي فكرة انا كنت قريبا من مبارك وأسرته صحفيا فقط.. ولم اكن قريبا عائليا.
الأستاذ ابراهيم نافع.. دعني اسألك. من كان أقوي: حسني مبارك أم زوجته؟! وفق ملاحظتك الشخصية؟!
لا أعرف.. لقد كنت كما ذكرت لك قريبا منهما مهنيا.. وكل الأشياء الشخصية كنت أبتعد عنها.
ألم تكن تسجلها.. كي تكتبها للتاريخ فيما بعد؟!
اشياء وملاحظات في النواحي العامة.. بعيدا عن الأشياء الشخصية أو العائلية.
الي هنا انتهي حواري مع الكاتب الكبير ابراهيم نافع.. فشكرته وودعته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.