امتعتنا الاعلامية الكبيرة لميس الحديدي بحوار مثير وجذاب وساخن مع الكاتب الصحفي القدير ابراهيم نافع مساء الاثنين الماضي من خلال برنامج »من قلب مصر« علي شاشة قناة نايل لايف فعلي مدي ساعتين ازيح الستار عن العديد من الاسرار المهمة التي كانت تشغل الرأي العام فيما عرف بقضية »الاهرام وابراهيم نافع« والذي ترتب عليها إبعاد الرجل عن مكتبه واسرته الصحفية وخضوعه للتحقيق علي مدي خمس سنوات الي ان تم حفظ كل القضايا التي زج باسمه فيها واثبتت نتائج التحقيقات التي اجراها معه القاضي احمد ادريس عدم صحتها وانها مجرد وشايات وليس لها اسانيد صحيحة علي الاطلاق. وكان من الطبيعي ان يسترد ابراهيم نافع مكانته الرفيعة داخل مؤسسة الاهرام العريقة وان يعود الي مكتبه وأهله وداره واصدقائه وتلاميذه فقد ذاق مرارة البطش والظلم والتشهير به وباسرته بجانب قسوة المرض اللعين الذي هاجمه بضراوة مع غدر الزمن الذي عصف به، وتخلي عنه ايضا الذين كانوا من قبل يعزفون له ليل نهار قصائد الشعر والنفاق كسبا لرضائه وتمسحا في ركابه والفوز بكل ما يمكن الحصول عليه من مزايا عينية أو مادية. ومن هنا كان علي الرجل ان يتكلم بعد عزلة وصمت داما لاكثر من خمس سنوات وراح ابراهيم نافع يكشف المستور للميس الحديدي بنبرات يكسوها الاسي والالم وعيون تحجرت فيها الدموع فماذا قال؟.. أكد ابراهيم نافع انه لم يتقاض الملايين التي روج لها من دبروا له هذه الشائعات المغرضة فكل شيء داخل الاهرام محدد بلوائح وقوانين ثابتة من الازل ولايمكن لاي انسان القفز من بين ثناياها حتي ولو كان هو شخصيا كرئيس لمجلس الادارة ورئيس للتحرير ومشرف علي الاعلانات.. ثم تحدث عن حقيقة مديونيات الاهرام من ضرائب وكيف قام د. كمال الجنزوري رئيس الوزراء الاسبق بالشكوي منه للرئيس مبارك اثناء افتتاح احدي المشاريع الاستثمارية للاهرام وكان رده علي ذلك هو تلك الاصول العملاقة التي يتم تشييدها سنويا للاهرام الذي انطلق من المحلية الي الاقليمية ثم الي الدولية. وقال ابراهيم نافع ردا علي بعض الاسئلة الشخصية والذكية جدا والتي وجهتها له لميس الحديدي حول قيامه ببيع فيلته في شرم الشيخ الي السلطان قابوس سلطان عمان برقم مالي يفوق سعرها الحقيقي بأن هذا كلام يفتقد الي الدقة فالحقيقة ان البيع تم علي اساس السعر الذي دفعه هو عند شرائه لهذه الفيلا والتي شاء حظه ان تأتي بجوار القصر الذي قام سلطان عمان باقامته في تلك المنطقة! ونفي ابراهيم نافع ايضا ما تردد عن قيامه ببيع فيلا اخري يمتلكها في منطقة ابورواش لامير عربي بعد تقاضيه مبالغ خيالية واكد ان البيع قد تم لسفير في جامعة الدول العربية وان ما دفعه له من مال جاء مطابقا لسعر السوق في ذلك الوقت وبالتالي فالرجل لم يرتكب جرما يحاسب عليه! وينتقل ابراهيم نافع في ردوده علي الاسئلة المثيرة للميس الحديدي الي نقطة اخري تتعلق بمرضه وتعرضه لأزمة صحية حرجة كادت تطيح به وكيف فوجيء ذات يوم بقرار من رئيس مجلس ادارة الاهرام الاسبق بوقف دفع نفقات علاجه في احد المستشفيات حيث كان يخضع للعلاج الطبيعي واكد انه رفض ان يعالج هو أو زوجته علي نفقة الدولة فهناك من هم احق منه بالتمتع بهذه المزايا. وتطرق ابراهيم نافع ايضا في حواره الممتع الي الحديث عن اهمية الارتقاء بمهنة الصحافة واصلاح احوال الصحفيين في ظل التقدم العلمي الهائل في علوم الاتصال وظهور صحف ومجلات جديدة تعمل جنبا الي جنب مع الصحف القومية التي باتت تواجه ظروفا اقتصادية صعبة فهي لا تتلقي اية مساعدات من الدولة وتعتمد علي مواردها من الاعلانات لتغطية نفقاتها من ادوات الطباعة لأجور العاملين بها علاوة علي عمليات التحديث والتطوير التي تواكب بها متطلبات العصر في ظل منافسة شرسة مع الصحافة المرئية والمسموعة وغيرها من الوسائل الاخري. واشاد الكاتب القدير ابراهيم نافع في معرض حديثه عن كبار الصحفيين الذين ارتبط بهم بصداقات قوية مثل الاساتذة ابراهيم سعده ومكرم محمد أحمد وسلامة أحمد سلامة مرورا بالجيل الجديد من رؤساء تحرير الصحف القومية وتوقف امام كاتبنا الصحفي الكبير ممتاز القط رئيس تحرير »أخبار اليوم« واكد انه صحفي متميز جدا في عمله وسوف تشهد المرحلة المقبلة اشياء كثيرة علي يديه تحقق المزيد من النجاح والانطلاق والتوهج واللمعان لاخبار اليوم. واختتم ابراهيم نافع حواره الشائق مع الرائعة لميس الحديدي باعلانه عن اصدار كتاب جديد له خلال الفترة القادمة بعنوان »أنا وقاضي التحقيقات« يحكي من خلال صفحاته تجربته المريرة مع 8 قضايا كاذبة دبرها له خصومه الذين ارادوا النيل من قامته العالية رغم كل ما قدمه لهم من اواصر المحبة علي مدي سنوات عمره التي تجاوزت اكثر من 05 عاما داخل الاهرام اعتلي خلالها كرسي رئيس مجلس ادارة وتحرير الاهرام لاكثر من ربع قرن كان خلالها واحدا من فرسان الصحافة المصرية والعربية ورمزا من رموز التنوير في بلاط صاحبة الجلالة بجانب شغله لمنصب نقيب الصحفيين لعدة دورات حقق من خلالها العديد من المكاسب لاهل المهنة علاوة علي قيامه بتشييد المبني الانيق للنقابة. انني اهنيء الاعلامية القديرة لميس الحديدي علي خبطاتها المتتالية التي تقدمها لنا عبر برنامجها المحترم »من قلب مصر« الذي نجحت من خلاله في خطف قلوبنا وعقولنا بما تقدمه من حوارات جريئة ومثيرة وياليت يتعلم منها أصحاب البرامج اياها التي لا لون لها ولا طعم ولا رائحة!
