الصبر والتحمل والجلد في مواجهة الابتلاء، هو أهم الدروس التي خرج بها الكاتب إبراهيم نافع رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير "الأهرام" من أزمته، على حد قوله، بعد أن أثبتت التحقيقات براءته من اتهامات بالفساد أثناء وجوده على رأس المؤسسة الصحفية العريقة لمدة 25 عامًا. وقال نافع في مقابلة مع برنامج "من قلب مصر" على قناة "نايل لايف" إن تجربته ستكون موضوع كتاب بعنوان "أنا وقاضي التحقيق"، وأضاف: "عشت أربع سنوات من الصمت، لأن القضية كانت تنظر أمام القضاء ورغم تبرئتي وبكلمات جميلة وبالغة من هيئة القضاء، إلا أن أحمد النجار استمر في هجومه وكتب في أربع صفحات في الأهرام وقاضيته والحكم صدر بتغريمه ورغم ذلك مازال يتطاول"، على حد تعبيره. وعوقب الدكتور أحمد النجار الباحث بمركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بمؤسسة "الأهرام" من محكمة جنح بولاق أبو العلا في أواخر يناير الماضي بتغريمه بمبلغ 20 ألف جنيه، مع إلزامه بدفع 10 آلاف وجنيه واحد لنافع، على سبيل التعويض المدني المؤقت، إثر إدانته بسبه وقذفه عبر مقالين نشرتا بجريدة "الدستور". ولم يكن هجوم النجار وحده الذي أثار شعورًا بالمرارة لدى نافع، إذ قال: "للأسف هناك الكثيرون وراءه ليس هو وحده من نال مني بل هناك الكثيرون المغرضين الذين لهم مصلحه في النيل مني وأنا التزمت الصمت لأن الحق ظهر". وحينما ذكرت محاورته الإعلامية لميس الحديدي إلى مصطفى بكري رئيس تحرير جريدة "الأسبوع" باعتباره المقصود بالوقوف وراء الهجوم على شخصه، عقب نافع قائلاً: ليس وحده هو وآخرون لهم مصلحة وكان هناك كثيرون يعملون في الخفاء وعرفت ذلك، لكن بعد فوات الأوان. وكانت التحقيقات في البلاغات المقدمة من رئيس تحرير جريدة "الأسبوع" مصطفى بكرى وآخرين من العاملين بمؤسسة "الأهرام" ضد إبراهيم نافع انتهت إلى حفظ التحقيق إداريا فيها من قبل قاضي التحقيق المستشار أحمد إدريس لاستبعاد شبهة جناية استغلال النفوذ والتربح والأضرار العمدي بالمال العام، وثبت لها عدم وجود تعاقدات أو توريدات بين "الأهرام" وشركة "إنترجروب" المملوكة لأحمد وعمر إبراهيم نافع. وقال نافع: ظللت رئيسًا لمجلس إدارة الأهرام لنحو 25 عامًا ونقيبًا للصحفيين لمدة 6 دورات ولم أضع يدي على مال حرام ولم أهدر المال العام، والحق ظهر ولن أتحدث في هذا الموضوع طويلاً لأن القضاء برأني. وتابع بأسى: عرفت في محنتي الأصدقاء الحقيقيين من المنافقين الذين تخلوا عني بل وهاجموني وكنت يد عون لهم في كثير من الأمور لكني عرفت معنى مقولة: اتق شر من أحسنت إليه. ونفى رئيس مجلس إدارة "الأهرام" الأسبق أن يكون أبناؤه استفادوا من منصبه وجمعوا الأموال من وراء منصبه في "الأهرام"، وقال: لا علاقة لأبنائي بشغلي وعمري ما دخلت قرش حرام بيتي. وقلل نافع من أهمية الوضع الذي كان يتمتع به أثناء وجوده على رأس "الأهرام" وقال: لم أكن مهتماً بالهيلمان ولا الحرس ولا المواكب كنت دومًا كما أنا بطبيعتي بالعكس أصبحت أكثر حرية الآن ولم يسيطر على تفكيري هذا الهيلمان. من جانب آخر، أثنى نافع على نقيب الصحفيين الكاتب مكرم محمد أحمد، ووصفه بأنه صحفي حتى النخاع وصاحب فكر ومبدأ لا يحيد عنه، وأنه فعل في النقابة الكثير وأعطاها من وقته وجهده وعمره وأنه صديق وفي ومخلص.