استضاف "الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي" أمانة شرق القاهرة بمصر الجديدة الكاتبة د.بسمة عبد العزيز يوم السبت 14 ديسمبر 2013 لمناقشة كتابها "إغراء السلطة المطلقة" بعد أن صدرت طبعته الرابعة عن دار "صفصافة"، والتي أضيفت إليها مقدمة جديدة لوزير الثقافة الأسبق عماد أبوغازي بالإضافة إلى فصل أخير يتناول دور الشرطة في الفترة ما بين 25 يناير وحتى قبل 30 يونيه وبعض المقالات الجديدة التي تتناول موضوع الكتاب ألا وهو مسار العنف في علاقة الشرطة بالمواطن عبر التاريخ. كان اللقاء ضمن فعاليات نادي الكتاب الذي يقيمه الحزب، والذي يقول عنه أ. محمد فوزي مدير المشروع: "خرج مشروع نادي الكتاب إلى حيز الوجود باعتباره نشاط من أنشطة لجنة تثقيف شرق القاهرة بالحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، وهو بمثابة "صالون ثقافي" يُعقَد بشكل شهري، ويتم فيه اختيار احد الكتب الجديرة بالمناقشة، والتي من شأنها خلق حالة حوارية ايجابية بين الحضور. تؤدى هذه الحالة الحوارية هدفين: أولهما تعريف الحضور بالأحداث في إطارها الزمني سواء ماضية أو حاضرة أو مستقبلية، أما ثاني الأهداف فزيادة الوعي ودرجة فهم الأحداث مما ينعكس على الفرد والمجتمع بشكل إيجابي". د.بسمة عبد العزيز، طبيبة وكاتبة وفنانة تشكيلية ولدت بالقاهرة عام 1976، حصلت على بكالوريوس الطب والجراحة من كلية طب عين شمس عام 2000، وماجستير الأمراض النفسية عام 2005، صدرت لها مجموعتان قصصيتان ورواية ودراسة نفسية، وقد فاز كتابها "إغراء السلطة المطلقة" بجائزة أحمد بهاء الدين للباحثين الشباب عام 2009. يضم الكتاب ستة فصول يتناول أولها بانوراما تاريخية عن جهاز الشرطة في مصر ومسمياته عبر التاريخ الفرعوني والروماني والعربي والعثماني والانجليزي والفرنسي وصولاً إلى عهد السادات حيث كان عمل الشرطة تطوعياً في بعض العصور القديمة وبالتالي لا يتبع السلطة الحاكمة. يوضح الكتاب العلاقة الطيبة بين الشعب والشرطة في عهد عبد الناصر فيما عدا الخصوم السياسيين الذين كان يُنكَل بهم، أما عصر السادات فقد شمل بعض العنف من الشرطة تجاه المواطن العادي إلا أنه لم يكن مُمنهجاً-أي لا يعمم نفس طرق وأدوات التعذيب في كل بقاع مصر- وهو ما تغير في عصر مبارك-موضوع الفصل الثاني- الذي شمل عنفاً ممنهجاً كماً وكيفاً بالإضافة إلى العنف الظرفي العشوائي، ومن أمثلته قتل ثلاثة ضباط لمواطنين في غير أوقات العمل لخلافات شخصية؛ وتذكر الكاتبة أيضاً بعض الحوادث التي رد فيها المواطنون على الشرطة بعنف قد يزيد في بعض الأحيان عن عنف الشرطة نفسه. أما الفصل الثالث فيسأل: كيف ينظر المواطن إلى الشرطي؟ وهنا نجد تناقضاً بين المنظر البائس لعسكري المرور وازدراء المواطن له بل وعطفه عليه أحياناً وبين التعالي والصلف في التعامل الذي يميز تصرفات الضباط خصوصاً. يتناول الفصل الرابع التدهور الشديد في المتغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في عصر مبارك والفقر والعوز الذي وسّع من رقعة المخاطر وأعداء النظام لتشمل المواطن العادي وبالتالي قمع الشرطة له خوفا من القلاقل والاضطرابات التي قد يثيرها. كما تتحدث الكاتبة في نفس الفصل عن كلية الشرطة ومناهجها الشفهية التي تهين الطالب وفي نفس الوقت تُشعره بالأفضلية على المواطن العادي وتعوّده على تقبل العنف واستخدامه كأحد أساسيات عمله. أما الفصل الخامس فيوضح غياب هيبة الدولة وتخليها عن دورها ومهامها واستخدام الشعب للطرق التي تستخدمها من الاستعانة بالبلطجية وحتى التحرش الجماعي الذي بدأ أولا بالتحرش الذي استخدمته الشرطة ضد المتظاهرات المصريات. ونقتطف لكم من الفصل السادس ص165: "مرسى يشيد بدور الشرطة في ثورة يناير .. لا يمكن في هذا السياق، العبثي إلى حد كبير، والذي يبدو قادراً على استيعاب أي شيء مهما كانت غرابته ولا منطقيته، لا يمكن إغفال الكلمة التي أدلى بها الرئيس مرسي في الشهور الأولى من عام 2013، خلال زيارته لمعسكر الأمن المركزي بالدرّاسة، والتي أثنى فيها على دور الشرطة في ثورة الخامس والعشرين من يناير ، معتبراً أنها قامت "بعبور ثان". ربما بدا الأمر مزحة ثقيلة الظل، لكنه يحمل ولا شك دلالة أخرى، على المدى الذي يمكن أن تصل إليه عمليات التزييف، والتي بدورها تبدو ساذجة وسطحية لكنها تعيد كتابة الوقائع بصورة مغايرة تخدم المصالح المشتركة، وتؤسس لاستمرار التحالف التاريخي بين النظام الحاكم صاحب السلطة، وأجهزة القمع الممثلة للقوة ". وعودة للقاء أجابت الكاتبة عن بعض الأسئلة وكان منها: كيف نرد على من يريد عودة الشرطة إلى سابق عهدها معللاً ذلك بالإرهاب الذي تمارسه جماعة الإخوان بعد فقدانها للحكم؟ حيث أوضحت د.بسمة أن الرد يكون بسيادة القانون فإذا نُفِذَ القانون سادت العدالة، كما أن التعذيب ليس من القانون في شيء فهناك عقوبات أخرى قانونية لمن تَثبُت عليهم التهم وطالما الظلم قائم وأيضا حجب المعلومات عن الشعب قائم فلن تنكسر دائرة العنف المفرغة بين الشعب والشرطة التي نعيش بداخلها حاليا. وأظهرت الكاتبة –التي كانت قد تنبأت بثورة 25 يناير في كتابها- أن الخوف من عودة الحكم الإخواني ليس قائماً فقد قضى الإخوان على جماعتهم بأنفسهم، كما أكدت أن إصلاح جهاز الشرطة مرهوناً بالإرادة السياسية للدولة، وأن وضع الشرطة الحالي مُتعمَد خصوصاً بعد أن قدم المجتمع المدني عقب ثورة يناير العديد من مبادرات الإصلاح التي لم يؤخَذ بها. انتهت الفعالية بتوقيع الكتاب والتقاط الصور التذكارية مع د.بسمة عبد العزيز. أقيمت الفعالية برعاية أمانتي تثقيف وإعلام الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي بشرق القاهرة تصورير عماد ماسبيرو